ما الذي يمكن للإنتهازي الدرناوي تقديمه للاستفتاء الكردي
شوكت توسا أن يطرأ تراجعا في أداء الناشط السياسي يكون مؤداه ضعف في موقف ما يتخذه ,ليس معناه التساوي بينه وبين فاقد الاراده والقرار, فالمتفاني بما في وسعه من اجل حماية سور بيته هو غير ذلك الذي يخنس عندما يُطلب منه تحصين بيته بل يعتبره مناكفه ومعاداة لولي نعمته ,عقلية مهزوزه كهذه لو قُدرَ لها مسك زمام امور الحي, فمطاف اهل الحي تسليم مفاتيح بيوت الحاره لاولياء النعمه لا محال .
الاستفتاء الكردي رفضناه ام أيدناه, أجري ام اؤجل , فهو حق له ما يشرعنه في لوائح الامم المتحده ,لكنه لاقى الرفض لأسباب فيها الكثير من الصحه, وكونه شأن سياسي كردوي بحت , فهو خاضع لأجنده قوميه طافحه رافقتها توافقات مصالح دوليه واقليميه وداخليه هيّات لهذه الاجنده ظروفا لاطلاق أعنّة مطالبات واشتراطات عده سبقت موضوعة الاستفتاء , والمتابع لتفاصيل مراحل هذه الإطلاقات سيلاحظ اصرار تغاضي الاحزاب الكرديه خاصة (حدك) عن اثبات أي حسن نيه في دسترة وتثبيت قانونية استحقاقات الأقوام المتواجده ضمن الجغرافيه المزمع اقامة كيانهم القومي الكردي فيها ,كما هو حاصل مع الكلدواشور السريان المعروفين وبإعتراف قائد الاستفتاء نفسه السيد مسعود البرزاني بانهم اصحاب الارض , لكنه وحزبه مع احترامنا لتضحياتهما, لم يلتزما بأبسط ما يترتب سياسيا وقانونيا على هذا الاعتراف لا قبل الاستفتاء ولا حتى في التهيئة له والعلم عند الأوسطه ما سيحصل فيما بعده .
المنطق والعقل لا يسمحان بتحميل الجانب الكردي كل اسباب الاشكاليه , ففي غضون احتدام الصراع/ الشيعي الكردي السني / حول المناطق المتنازع عليها , طفت على الساحه ظاهرة تبادل تنصيب قرقوزات وتفقيس صواصي سياسيه هزيله كحاجه استخدمتهاجوانب الصراع الثلاثه من اجل تنعيم وتسهيل تمرير ما في ذهنيتها باسهل واسرع السبل ,اي ان هناك انتهازيون يتربصون تعودوا ان يعتاشو على فتات الصراعات والحروب لا فرق بينهم وبين اؤلئك الجحوش الذين تعاطوا مع السلطات الحاكمه في بغداد ضد ابناء جلدتهم الاكراد , وقد شاء قدرنا ككلدواشوريين سريان ان يكون من بين حاملي اسمائنا ايضا ساعون للعب ورقة يانصبيهم في تصدرهذه الواجهات الكارتونيه دون ان يحملوا من هموم شعبهم سوى ما يلبي رغباتهم ويساير اجندات الغير .
السيد مسعود البرزاني هو سيد العارفين بدورالكلدواشوريين السريان على مدى سنوات الحركه الكرديه المسلحه وصولا الى فترة نشاطات المعارضه العراقيه ,إذ كان لهم الفضل الكبير في دعم الحركه واستمرارها الذي تسبب في تدمير وتهجير المئات من قراهم وسقوط المئات من الشهداء والجرحى, كيف يمكن للمرء ان يتقبل من قائد مثل كاكه مسعود تجييرذلك الدعم وتضحيات اصحابه بوضع أوسمة بطولاتها على صدور أنفار معروفين لدى القاصي والداني بتبعيتهم وانتهازيتهم السياسيه, نعم شعبنا يومها حمل السلاح و قدم التضحيات لكنه اليوم لايمتلك من ادوات الدفاع إلا أضعفها ما بين بحة الحناجر والتشبث بالديمقراطيه , وهما لعمري خير ما تلجأ اليه الشعوب المسالمه المبتليه بعقلية التمجيد للاوحد والسير وراءه الى التهلكات ,حتى اصوات الحناجر اصبحت هدفا واجب الدثر والتلاشي بشتى الاساليب خوفا من ان تفضح ديمقراطية فرض الوصايات وتعري حقيقة المقتاتين على فتات الموائد من الذين يستحيل أن توكل اليهم مهمة تشرف المظلومين سوى بث الفرقة والشغب وهدر الجهد والوقت .
داخليا لو تحدثنا عن حال شعبنا, فجناب الاستاذ مسعود بلاشك مطلّع على تعاظم ظاهرة الصناعات الكارتونيه الهزيله هذه, لا بل وجد في تقويتها واستخدامها وسيلة يعلم بانها نقطة سلبيه وعامل تقليل الثقة به وبحزبه فأصبحنا في حيرة من امرنا , يا ترى هل نتحدث كما تتحدث الشعوب المبتليه عن اهمية توحيد الكلمه و تحقيق المشاركه , أم نغادرهذه الثرثره الفاضيه التي أصبحت شعارا يتجمهر تحت ظله التبعيون بتطلعاتهم المتضاربه بحثا عن شيئ مذموم لا اود ذكره ,ذلك بالضبط ما جسدته حقيقة الاحزاب الكارتونيه التي إنضوت وتخفّت في غفلة تحت تجمع تنظيماتنا , لم نسمع منها ( التشكيلات التي حضرت مؤتمر بروكسيل) سوى سفسطات الأعذار اللاغيه لكل معاني النضال والتحدي ,لا بل تتباهى مسرورة بعقد المقارنات والمفاضلات بين الأقسى والاكثر شفقة في افتراسنا ,يا ترى هل من هزالة مواقف وافكار اكثر من تفاهة هكذا معيار نضالي سبق ووصفت جهابذته بالدرناويين ونبهت الى إمكانية تناميهم وتكاثرهم مع كبر وتفاقم خيبات شعبنا .
تفويت الفرصة على المتورطين في شق الصف وتشتيت حقوقنا وتواجدنا هو مطلب يحتم على كل مثقف ومناضل ان يكون له موقفا واضحا , تفويت هكذا فرص تخريبيه لن يتحقق في تزامطات مناطحة الحيطان الخامده ولا في هراءات اعترافنا بضعفنا , حالنا الذي نحن فيه يستدعي فضح مهازل وتخرصات المتسببين في تهميشنا اي كان إسمه , والأهم من ذلك هوتعريف الرأي العام بالنخبه التي حان وقت فرزها ,ليس مهما التعذّر بتواضع قدراتها وتعثرات عملها, يكفي أنها في تلاحمها مع مأساة ابناء شعبها وقربها من ساحات وقفاته واحتجاجاته ساهمت في كشف ونقد محاولات التهميش المتعمده و فضح ادوارالانتهازيين الذين عزلوا انفسهم جانبا عندما اطلق المظلمون صراختهم , وعليه ومن باب أن ذكرالعيوب وتشخيصها دون طرح البدائل هو ضرب من ضروب التخلف والتقاعس الفكري , المطلوب تحقيقه لابد ان يمر عبر تذكير الحركه الديمقراطيه الأشوريه وكيان ابناء النهرين والحزب الوطني الاشوري وكل شيوعي و يساري تقدمي محب لشعبه , بأن اعتماد عنصر الاستقلاليه كبند أساسي أمر لابد منه في مواجهة الظلم ,لتكن عبرتنا في مواقف شبابنا الغيارى وتسابقهم في حمل السلاح من اجل المساهمه في تحرير بلداتهم وحمايتها ,و لنتعلم من المناشدات والتظاهرات الشعبيه العفويه في عينكاوه ونهله ومن إصرار الغيارى في القوش على وقفاتهم الاحتجاجيه ضد سالبي ارادتهم وقامعي حريتهم ,و عندما يعتمد ناشطونا في فكرهم وعملهم خيارات ونماذج حضاريه كهذه ففيهاالتجسيد الحي لممارسة ما استكثرته علينا مواقف المهزوزين واستحرمته علينا بعض مفاهيم معتقدنا.ففي ذلك نكون قد وضعنا الاخرين على المحك برسمنا الطريق المؤدي الى اثبات وجودنا .
جسامة الحدث, والكلام موجه للغيارى وليس للدرناويين الذين يستهزؤون بغيرة الأخيار , لم تعد مخاطره تحتمل المزيد من الهذيان والهراء , فالخسائر التي لحقت بنا ستكون حلاوة للخسائر المتوقعه لا سامح الله, و لمن يود لعمله الدأب والإتيان بنتيجه , عليه البدء بالطرح الوطني والدولي لمطلب استفتاء وطني لاقامة كيان خاص لابناء شعبنا حتى وان بلغ تعداد المتبقين من ابناء شعبنا مئة الف, دون ذلك ومن دون سلطه تحمي كياننا فقرانا وممتلكاتها مهدده من قبل الأغراب في حال تم ضمها الى اي اقليم مسلم سواء كان عربيا او كرديا او تركمانيا ,ما يحق للغير يحق اكثر لابناء الأرض فهم أولى من غيرهم في المطالبه بحقهم التاريخي دون فرض وصايات ,وسبيلنا الى ذلك كما اسلفنا يجب ان يكون عبر تغذية وتعضيد الخيارات الشعبيه بقيادة عقول تتفق على ان اصوات الغيارى الشباب هي عماد المستقبل الذي سيتم فيه لفظ الانتهازيين جانبا , على الحركة الديمقراطيه الاشورية ان تتعاون بصدق وتنسق بجديه مع مناشدي الحرية من شيوعيين ووطنين مستقلين من مختلف مكونات سهل نينوى لدعم مشروع توسيع القاعده الشعبيه الرافضه لكل ما يحاك ويدبر من اجل تقسيم شعبنا وقضم وجوده بحجة انهاء مسلسل الصراع الشيعي الكردي السني على حساب سكان واصحاب الارض التاريخيين . كل شيئ متوقع حصوله في العمل السياسي طالما ماكنة المصالح في دوران مستمر, تـُسلَب فرص هنا وتبرز اخرى هناك و الشاطرفينا هو من يستوعب اللحظه ويعرف كيف يقتنص ما ضاع وفات , مطالبنا لن تمنح لنا على اطباق امريكيه او عربيه او كرديه بل تأتي بها المواقف المشرفه النابذه والرافضه لفلسفة جهوزية أهل الذمة المسالمين للبصم بالعشره كما يفعل بعض الانتهازيين الدرناويين الذين لا يمثلون الا نزواتهم الشخصيه , سلاحنا صوتنا وارادتنا, وحقيقتنا رافضه لاخلاقيات الدرناويين ,كل ما ينقصنا هو قياده مخلصه تنسق وتعمل .
الوطن والشعب من وراء القصد