القرار الأخير لمجلس الامن بمحاسبة داعش , قرار سخيف واستهزاء بعقول العراقيين
المحامي
افرام فضيل البهرو يا مجلس الامن الدولي ..ماذا سيستفاد الشعب العراقي من قراركم الاخير بمحاسبة داعش ؟؟ وهل هذا القرار سيعوض العراقيين عن الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها طيلة هذه السنين ؟ هل محاسبة داعش ستعيد عشرات الالاف من الارواح التي زهقت في العراق ؟ وهل ستعيد اعمار المدن وعشرات القرى التي اصبحت مجرد اطلال وخرائب ؟وهل ستعالج الحالة النفسية التي اصابت النازحين الذين ذاقوا الامرين ..والنساء اللواتي تم خطفهن وسبيهن واغتصابهن بابشع الصور من قبل هذه العصابات التكفيرية؟؟ وهل ستعوض العراق عن مليارات الدولارات التي صرفت على الاسلحة والاعتدة خلال محاربة ومطاردة هذه العصابات ؟؟
ولهذا نقول لمجلس الامن , ان قراركم السخيف بمحاسبة داعش ليس اكثر من ذر الرماد في العيون واستهزاءا بعقول العراقيين , وإلاّ , اين كنتم والشعب العراقي ينزف دما واموالا من شماله الى جنوبه ولسنوات عدة ... وانتم تتفرجون دون ان تحركوا ساكن وجُل ما تفعلونه هو اعرابكم عن القلق عما يحدث من انتهاكات لحقوق الانسان سوا في العراق او اي بقعة من العالم .
يا مجلس الامن , نحن نعرف جيدا بانكم مسيرون ولستم مخيرون , وانكم لستم اكثر من اداة بيد ولي نعمتكم وهي الادارة الامريكية , وتنحصر مهمتكم بتنفيذ الاملآت التي تفرضها عليكم هذه الادارة التي هي من تخلق الازمات في العالم لانعاش مصانعها العسكرية وتقوية اقتصادها على حساب دماء الابرياء , ولهذا فان الشعب العراقي لا يثق بكم ولا بقراراتكم , وهذا القرار ايضا لن يكون اوفر حظا من القرارات السابقة التي صدرت من مجلسكم المعوق ومن ضمنها قرار تجفيف منابع الارهاب ومحاسبة من يقف ورائهم ولكنكم التزمتم الصمت .
يا مجلس الامن , ان اردتم انصاف الشعب العراقي , فاتركوا موضوع محاسبة داعش جانبا لانه لا يفيد العراقيين ,ولكن عليكم محاسبة كل دولة او مؤسسة او اشخاص ساهموا في ظهور داعش , وهذه الدول بالتاكيد تعرفونها جيدا , وفي مقدمتهم امريكا , وباعتراف رئيسها الحالي دونالد ترامب الذي صرح بان ( اوباما هو من اسس داعش , وان هيلاري كلنتون ساعدته في ذلك ).
يا مجلس الامن , ان كنتم ترغبون نيل ثقة واحترام الشعب العراقي لكم ولقراراتكم , عليكم اصدار قرارات تقضي بمحاسبة الدول والمؤسسات والاشخاص التي وقفت وراء داعش وساعدته فكريا وماليا ولوجستيا , وتقديمهم للقضاء لمحاكمتهم , ومن ثم الزامهم بتعويض كل عراقي تضرر ماديا ونفسيا من جراء افعال داعش الاجرامية , وكذلك تحميلهم تعويضات عن الاضرار التي لحقت بالمدن والقرى والبنى التحتية التي دُمرت بسبب افعال داعش وافعال التحالف الدولي بحجة محاربة داعش .. ومتى ما فعلتم ذلك عندئذ ستجدون الشعب العراقي ينحني امامكم اجلالا وسيحترم قراراتكم , وان لم تفعلوا سيقول لكم ( تبا لكم ولقراراتكم السخيفة ).
