المحرر موضوع: تقرير من BBC: الاقليات في العراق تخشى على مستقبلها  (زيارة 2407 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37768
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاقليات في العراق تخشى على مستقبلها

عنكاوا كوم \ بي بي سي \ يولاند نيل
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم

الشيخ ميرزا, الرجل الثمانيني مرتديا كسوة بيضاء, لايبدو عليه انه محارب ضد ما يسمى بتنظيم الدولة.
ومع ذلك يقول الزعيم الايزيدي انه عندما اقتربوا من قريته (قرية الاباء والاجداد) قبل عامين, ترك لالش – الموقع المقدس الذي يقيم فيه عادة – وتوجه للخط الامامي.
وقال "لقد التقطت اسلحتي ووقفت هناك. فضلت الموت على رؤيتهم يتقدمون".
"هؤلاء الارهابيون, هؤلاء ابناء الحمير, يضربون شعبنا كثيرا, وسوف يستعيد الله حقوقنا".
الى جانب الطوائف الشيعية والسنية ومزيج من العرب والاكراد, فأن للعراق طائفة واسعة من الديانات والعرقيات الاخرى.
وقد تعرضت الاقليات لموجات من الاضطرابات والعنف منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003.
وكان من بين اشد المتضررين اليزيديين والمسيحيين والتركمان والشبك والكاكائيين.
الايزيديين هم اتباع دين قديم الذي يقدس الملاك الطاووس. واتهمهم داعش بعبودية الشيطان.
دمار داعش
في شهر اب 2014, تحرك الجهاديين صوب المنطقة المحيطة بجبل سنجار – موطن حوالي 400 الف ايزيدي. ووصف خبراء حقوق الانسان في الامم المتحدة ما حصل بعد ذلك بأنه ابادة جماعية.
قتل الالاف وأكثر من 6000 تم بيعهم للعبودية او اجبروا على ان يصبحوا جنود اطفال. ويعتقد ان اكثر من 3000 لازالوا محتجزين.
وتقول شيرين التي فرت من العبودية في الموصل: "كل عائلتي مقسمة, والدي مفقود, واشقائي مختطفون".
واضافت "لايزال لدينا شقيقة واحدة محتجزة لدى الدولة الاسلامية".
تعيش شيرين مع جدتها هوري في مخيم خانكي بالقرب من دهوك. وكباقي النازحين الايزيديين, فانها لا يمكنها حتى تصور العودة الى الديار.
تقول هوري " البعض منا يبقى هنا لأننا لا نملك منزلا, لقد دمرت من قبل داعش او بالضربات الجوية الامريكية }على داعش{. بدون رجالنا لا يمكننا اعادة البناء".
وهناك مشكلة اخرى هي ان سنجار, شأنها في ذلك شأن اجزاء اخرى من شمال العراق, هي الان تحت سيطرة الحشد الشعبي, وهي قوة شبه عسكرية تتألف الى حد كبير من الميليشيات العربية الشيعية المدعومة من ايران والتي تشكلت لمحاربة داعش.
ويخشى المدنيون من غير الشيعة بعض هذه الميليشيات.
من هم الايزيديين
طائفة دينية عمرها قرون وجدت في شمال العراق وسوريا والقوقاز.
ديانة تتضمن عناصر من العديد من الديانات.
الرمز الالهي الرئيسي طاووس ملك (الملاك طاووس)هو الملاك الاعلى من الملائكة السبعة الذين حكموا الكون بعد ان تم انشاؤه من قبل الله.
كثير من المسلمين والمجموعات الاخرى ينظرون بشكل غير صحيح الى الايزيديين كعبيد للشيطان.
ويقدر عددهم بنحو 500 الف ايزيدي في جميع انحاء العالم, ومعظمهم يعيشون في سهول نينوى بالعراق
لجميع الاقليات مخاوف تتعلق بالسلامة.
قرقوش بالقرب من الموصل كانت اكبر مدينة مسيحية في العراق. وقد حررت من داعش من قبل القوات العراقية في شهر تشرين الاول الماضي, لكن عدد قليل من سكانها عادوا اليها فقط.
يقول مروان يشوع وهو يأخذني بجولة حول كنيسة السريان الكاثوليك التي اضرم المسلحون النار فيها "في العراق ليس هناك عدالة او امن".
"لا تعلم متى تأتيك جماعة اخرى بنفس الفكر المتطرف الذي يحمله داعش او ربما اسوأ منه"
وأضاف " ان بغداد لا تقدم لنا الحماية, ومناطقنا مدمرة والحكومة لا تنظر الينا ولا تعويض"
في عام 2003 كان هناك حوالي 1.4 مليون مسيحي في العراق.
بعد عقد من الزمن, ومع ظهور داعش, غادر اكثر من ثلثي المسيحيين البلد متأثرين بالعنف الطائفي المتزايد. عشرات الالاف غادروا في وقت لاحق- والكثيرون يهاجرون خلف البحار. ويقدر ان ما بين 250 الف-350 الف لا يزال باقيا في البلد.
يقول مارك لاتيمر مدير مجموعة حقوق الاقليات الدولية "حتى الان مع خروج داعش من العديد من المراكز السكانية, لا يزال مستقبل الاقليات يبدوا قاتما جدا".
وأضاف "ان المجتمعات العراقية لا تزال تخشى من ان تقوم قوات اخرى – بما في ذلك الميليشيات الشيعية والجهات الفاعلة الكبرى في البلاد- بإخراجها, مستغلة بذلك فرصة الاستيلاء على ممتلكاتها التقليدية".
الطقوس الطائفية
تجري حاليا دراسة الولاءات السياسية والعرقية للأقليات التي تعيش العديد منها في مناطق يطالب بها العرب والاكراد على حد سواء.
وهذا يشمل الاستفتاء الكردي حول الاستقلال المقرر اجراؤه يوم الاثنين.   
واثار داعش – المتطرفين الاسلاميين السنة- الانقسامات الداخلية وسط الجماعات الدينية والعرقية.
قبل ثلاث سنوات ووسط مخاوف من الاضطهاد, اعلن بعض قادة الديانة الكاكائية انهم شعبهم كانوا مسلمين في الواقع. وكان اخرون من اعضاء هذا المجتمع, الذي يضم حوالي 110 الف – 200 الف عضو, كانوا غاضبين.
في نفس الوقت, انقسم التركمان, الذين يتراوح عددهم بين 500 الف – 3 ملايين, على اسس طائفية.
وعندما وصل تنظيم الدولة الاسلامية الى مناطق مثل تلعفر, سمح للتركمان السنة بالبقاء بينما طرد التركمان الشيعة.
كان الامر كذلك مع الشبك, الذين يتراوح عددهم بين 200 الف – 500 الف. معظمهم من الشيعة, ولكن بعض الشبك السنة بقوا عندما استولى تنظيم الدولة الاسلامية على اراضيهم حول الموصل وفي سهل نينوى.
البحث عن العدالة   
بينما يتوجه العراق نحو عهد ما بعد داعش, تطالب الاقليات بالعدالة.
وقد طالبت كل من محامية حقوق الانسان امل كلوني ونادية مراد, امرأة يزيدية استعبدها واغتصبها مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية, طالبوا بأجراء تحقيق في الامم المتحدة.
وفي الشهر الماضي طلبت الحكومة العراقية بشكل رسمي مساعدة دولية لجمع الادلة على جرائم المسلحين والحفاظ عليها.
وعملت وزارة الخارجية البريطانية مع بغداد لصياغة قرار لمجلس الامن الدولي لإقامة التحقيقي الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع يوم الخميس.
يقول مراد اسماعيل, مدير مجموعة يزدا المناصرة للايزيدية "ان العدالة مهمة جدا"
"بدون عدالة كيف نعود الى ديارنا ونعيد بناء حياتنا ونتعايش مع المجتمعات العراقية الاخرى؟".

                           


أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية