المحرر موضوع: تقرير من موقع ميدل ايست آي: القوش، بلدة مسيحية على خط التماس بين العراق وكردستان  (زيارة 2146 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
القوش، بلدة مسيحية على خط التماس بين العراق وكردستان



عنكاوا كوم ميدل ايست آي / Alex MacDonald
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم


شاهد التقرير
http://www.ankawa.org/vshare/view/10551/alqosh-christian-village-on-faultline-of-iraq-and-kurdistan/

القوش, العراق – التفت لؤي نحو مدرسة مار ميخا النوهدري. وقال انه كان في مدينة القوش منذ القرن الخامس الميلادي.
"لقد كانوا اول من اتى هنا وهم يعلمون تعاليم المسيحية", وقال "جلبوا الاطفال المعوقين هنا لتعليمهم".
وقال لؤي الذي يعمل في مقر مطران القوش انه ممتن لان مدينته وتراثه اصبحت الان تحت حماية حكومة اقليم كردستان العراق.
وقال "في كردستان لدينا كل شئ"

منذ ان بنيت المدرسة لأول مرة كانت مدينة القوش في شمال العراق في ايدي العديد من الحكام, بما في ذلك الخلافة العباسية والامبراطورية العثمانية والحكومة البعثية لصدام حسين.

ويأتي الصراع الاخير على ملكية البلدة مع بدء حكومة اقليم كردستان في محاولة لاستقلالها باستفتاء في يوم 25 ايلول. وعلى الرغم من ان القوش هي على الخريطة جزء من العراق الذي تسيطر عليه بغداد, الا ان قوات الامن في اقليم كردستان قد سيطرت على المدينة منذ عام 2014.

في ذلك الوقت, اجتاحت جماعة داعش شرقا عبر العراق فارضة سيطرتها على مساحات واسعة من الاراضي.
وطلبت من المسيحيين في المناطق التي سيطروا عليها التحول للإسلام او دفع الجزية او الموت. وقد تم رسم الحرف "ن" الذي يعني "نصراني", (في اشارة الى موطن يسوع) على ابواب بيوت المسيحيين وتدفقت اعداد اخرى من اللاجئين من اراضي اجدادهم.
كانت قوات البيشمركة الكردية جزءا لا يتجزأ من وقف هجوم الدولة الاسلامية ومنعها من التقدم اكثر في العراق وكردستان.
ومنذ ذلك الحين بقيت قوات البيشمركة في البلدة, وقد اثار قرار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وحلفائه بإدراج القوش كجزء من الدولة الكردية المستقبلية سخطا لدى اولئك الذين يقولون ان القوش جزء من العراق.

وقد اعرب السكان المحليون في البلدة عن اراء مختلفة, لكن البعض يقولون انهم يواجهون افضل مصير ممكن تحت الحكم الكردستاني.
وتحدث احدهم خارج مقهى شيوعي مزين بصور جوزيف ستالين وجي جيفارا- ان الحكومة الكردية هي الضامن الحقيقي الوحيد لحقوقهم السياسية والدينية.

وقال عامر,وهو عامل سياحي محلي في القوش: "قد يعارض البعض الاستفتاء, لكن معظمهم مع الاستفتاء. نحن المسيحيون هنا لا يمكننا العيش مع شعب الجنوب, العرب".
"الشعب الكردي يحمينا لذلك سنؤيد الشعب الكردي". وقال ان الحكومة الكردية قامت ببناء المستشفيات وتوفير الكهرباء والمياه والمرافق المحلية الاخرى بعد سنوات من الاهمال في عهد صدام حسين وحكومة بغداد بعد عام 2003.
"نحن نعيش في مجتمع حر في القوش, يمكن لأي شخص الانضمام الى اي حزب, من اي جنس او معتقد, انها الحرية للجميع ان يعيشوا معا كأخوة".

وقال مؤشرا اليه "هذا المقهى يعود لشخص شيوعي, ولكن انا انتمي الى الحزب الديمقراطي الكردستاني,وابن عمي ينتمي للاتحاد الوطني الكردستاني, الكل هنا حر للانضمام لما يشاء". "نحن نشعر بالأمان هنا -  مع كردستان نحن نشعر بالأمان".

يبدو ان الشيوعية والمسيحية متساويتان في القوش. مبنية على سفح جبل باعذرة, تزدان القوش بالكنائس والرمزية المسيحية.
يصور احد الجدران لحكاية المسيحية للقديس جورج والتنين, حيث يواجه فارس صعاب لا يمكن التغلب عليها على ما يبدو لهزيمة نية التنين لالتهامه.

وبعيدا في الجبال فوق القوش يقع دير الربان هرمزد الذي وجد هناك منذ عام 640 م. الا ان الشئ الوحيد الذي يلاحظ غيابه في القوش هو علم جمهورية العراق. والمكان الوحيد الذي يضهر فيه صورة للعراق الموحد هو مركز شرطة القوش, وهو ما يفوقه عدد كبير من افراد قوات البيشمركة الكردية وقوات الامن الاساييش.

وعلى العكس فأن الحصن العثماني الذي استولى عليه الاساييس ملون بالاخضر والاحمر والاصفر لعلم كردستان.
لم يكن الجميع في البلدة سعداء بوجود البيشمركة هناك, كما ان بعض التحركات الاخيرة من قبل حكومة اقليم كردستان قد اعتبرت استيلاء على السلطة من قبل السكان المحليين.

وفي تموز, ازيل مدير ناحية القوش فائز عبد جهوري من منصبه, بحجة انه اتهم بالفساد, واستبدل بعضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في كردستان –لارا يوسف. وادى هذا التحرك الى مظاهرات في المدينة تدعو لإعادة جهوري.
الحركة الديمقراطية الاشورية, وهي الحزب السياسي الاشوري الذي يفضل البقاء داخل دولة عراقية اتحادية, انتقدت عمليات الفصل وأدانت محاولة دمج القوش ضمن استفتاء كردستان.

وقال النائب يونادم كنا في مطلع ايلول الجاري " لن نقبل ان يجري اي نوع من الاستفتاء في سهل نينوى ومناطق الاقليات".
وفي عام 2008في سلك دبلوماسي نشرته ويكيليكس,حذر باسم بلو قائم مقام تلكيف السابق, والذي اقيل ايضا في شهر اب, حذر من ان حكومة اقليم كردستان كانت تحاول فرض سيطرتها على سهل نينوى بهدف دمجها مع كردستان.

وقال ان قوات حكومة اقليم كردستان تحاول فرض سياسة الامر الواقع عن طريق نقل الاكراد الى مناطق مسيحية, وتكديس مجالس الاقضية والنواحي بأعضاء اكراد غير منتخبين, وفي حالة القوش, هناك انفاق بسخاء على الكنيسة والبنايات المتعلقة بالكنيسة.
مع ذلك, فأن تصاعد الاصولية الاسلامية في العراق منذ غزو عام 2003 قد سمم العلاقة بين سكان القوش والحكومة المركزية في بغداد.
ويرى الكثيرون ان حكومة اقليم كردستان العلمانية الى حد كبير هي رهان اكثر امانا من حيث حماية حقوقهم ضد حكومة العراق التي يرون ان ايران تهيمن عليها بشكل متزايد.

مقاتل بيشمركة كبير بالعمر يرتدي زيا عسكريا مطرز بشارة الجيش الامريكي في القوش, ابدى انزعاجه من ميليشيات الحشد الشعبي, وهي منظمات مقاتلة شيعية كبيرة شاركت بشكل كبير في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال "انهم اسوأ من داعش. لقد ترعرعوا علي ايدي ايران لذا فهم اسوأ من داعش". نحن نعلم ان معظم قادات الحشد ينتمون الى ايران, وفي برطلة فتحوا مدرسة وسموها بأسم الخميني ورفعوا علم ايران هناك". وقال انه في حال نجاح الاستفتاء الذي يدعمه, فانه سيقاوم اي محاولات من قبل وحدات الحشد الشعبي للسيطرة على القوش.

"نطلب من الله ان لايحدث اي اقتتال, ولكن اذا اضطررنا للقتال فنحن مستعدون" بيد ان البعض يبدو حذرا من العملية برمتها.
وقال رجل يجلس امام متجره رفض الكشف عن هويته انه يشعر بأن الاستفتاء كان مجرد حشد شعبي اخر من قبل الطبقة السياسية في العراق. وقال "كل ما يحدث سواء في بغداد او هنا, يحدث من اجل مصالحهم الخاصة"

"نحن الناس الذين نعيش في البلاد, لانريد ان نشارك في القضايا السياسية, نريد فقط ان نعيش, لذلك اي شخص سوف سوف يسمح بذلك سنكون معه, وانا لا اريد التدخل في اي حزب سياسي او امور سياسية". وقال انه تعب من التركيز الكبير في البلاد على الدين والطائفة التي تم اصطناعها منذ غزو عام 2003. وبينما كان يتكلم, قاطع كلامه رجل اصغر سنا قال وهو يولع سيجارته "لا اعتقد انه سيبقى اي مسيحي في العراق". وأضاف "اعتقد انهم جميعا سيغادرون".

 







أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية