المحرر موضوع: كُردّي مِن السَماوّة!  (زيارة 775 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
كُردّي مِن السَماوّة!
« في: 19:55 25/09/2017 »
الكَلامُ المُباح (146)
كُردّي مِن السَماوّة!
يوسف أبو الفوز
لطالما مازحني أصدقاء مقربين بكوني مستكّرد، إرتباطاً بما كتبتُ ويتعلق بالقضيةِ الكُردّية، هذا الأمرُ نفسه أستغله ضدي البعّض ليتهموني بموالاة الكُرد، ومنتقدين دفاعي عن حقوق الشعب الكُردي. وصار الاصدقاء يمزحون معي وينعتوني بكوني"كُردّي مِن السَماوّة"،فيوماً، وقُبيلَ سقوط النظام المقبور، وفي سجّال مع أحدهم في محفلٍ عام، أخبرته بأني أعتبر نفسي كُردياً أكثر منه، لأن الأنتماء لقضية وشعب ما،لا يكون عندي بالدم واللغة، وإنما بالأيمانِ بقضية هذا الشعب ومشروعيتها، وإلا كيفَ ننظرُ لإنتماء الالاف من المرتزقة الجحوش الذين باعوا ضمائرهم وكانوا عوناً لقواتِ النظام الفاشي ضد أبناء جلدتهم؟وعليه فأني أفتخر كوني كردياً من السماوة وأن كنت منحدراً من قبيلة عربية، ولأني دفعت لهذا الأنتماء سنوات زهرة شبابي في جبال كٌردستان، خلال فترة التحاقي بحركة الكفاح المسلح ضمن قوات الأنصار الشيوعيين، في نضالها المشرف ضد النظام الشوفيني البعثي، وتبنيت قضية الشعب الكُردي بحكم أيماني بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
حكيتُ كل هذا، بعد أن تلقفت سُكينْة تذمّري، من ما يطفو من خطاب الشوفينية والتعصب القومي عند فئات معينة من الناس، يغذيه الصراع السياسي المتعلق بموضوع إستفتاء كُردستان، فنجحت في دفعي للحديث.
قال جَلِيل: أن من الخطأ الجسيم اللجوء إلى مواقف تصعّد روحية العداء بين الشعبين العربي والكُردي،وإطلاق التهديدات المتقابلة،  مما يشجع أطراف خارجية على التدخل في شؤون بلدنا الداخلية، ويوفر الفرص لقوى الارهاب ايضا وللمجموعات غير المنضبطة لتنفيذ مشاريعها المزعزعة للأمن والاستقرار.
قالت سُكينْة تضامناً معي: بغض النظر عن موضوع الإستفتاء، وتوقيته،وهل الظروف المؤاتية متوفرة؟وهل سبقته تهيئة واجبة؟ فهذه قضية سياسية قبل كل شيء، ولكن الا يفكر هؤلاء الساسة، خصوصاً ممن يغذّون الفتنة، بمستقبل الاجيال القادمة وهم ينشرون خطاب الكراهية بين شعبين لطالما أمتزجت دموعهم ودمائهم في دروب الكفاح لاجل حياة أفضل؟
سعل صديقي الصَدوق أَبُو سُكينْة، وكنت أراه كيف يزّم بشفتيه لأخفاء غضب يتصاعد في داخله:لا أناقش في مشروعية حقوق اي شعب، ومنها الشعب الكُردي بالتأكيد، لكني أشعر بالغيض من تجار السياسة وتجار الحروب وتجارالــ ...،هؤلاء إلا يفكرون بمستقبل هذا التعايش والتعاشق التأريخي بين الشعب العربي والكُردي؟ لا تزعل يا صاحبي أنت يا كُردي السماوة.. أعتقد ان هؤلاء السياسين والتجار الخردة يجهلون أن أكبر مدينة كُردية في جغرافية العراق هي بغداد... لا تفتحوا عيونكم وتستغربوا هذه المعلومة.. هذه حقيقة سمعتها بأذني من قادة كُرد تأريخيين لاكثر من مرة وهم لا ينطقون جزافاً. فيا ترى كيف سيكون مصير بغداد الكُردية مستقبلاً أمام خطاب الكراهية والشوفينية والتعصب القومي اذا أصبح هو السائد في حياتنا ؟