المحرر موضوع: الأقزام المشوهين  (زيارة 726 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مازن باهو

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 11
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأقزام المشوهين
« في: 15:37 30/09/2017 »
بقلم مازن باهو

هو كلام قاله أحد الأشخاص في مكان و كان يعنيني به.
الشخص لم أكن أعرفه و لربما أول مره ألتقيه، و لولا علاقته بأحد الأقرباء لربما لن ألتقيه أبداً.
الحادثه مرت و لربما نسيتها، لكنها تأتي على بالي كلما ألتقيت بشخص قصير القامه أو مشوه.
السبب يعود لتهجمه حسب تحليلي هو أني كنت في ديوان الرئاسه أثناء خدمتي العسكريه و منسباً للعمل في مزرعة صدام حسين من قبل سرية مراسيم الحرس الجمهوري الأول لكوني مهندساً زراعياً. وكان المسؤول هو من بلدياته وهو ليس له تحصيل علمي بالزراعه (خريج معهد إرشاد) ولكنه ذو درجه حزبيه (بعثي) و الذي لم يفتئ على فعل أي شيء لقلعي لكون المغريات كانت كبيره.
أقرانه من الذين يعملون خارج ديوان الرئاسه لم يمتلكوا عشر ما أمتلكه على الأقل تقريباً.
و هؤلاء أي المتهجم كالكلاب الجائعه، كلهم نفس واحده و روح نجس واحد، يهاجمون الطريده و يوقعون بها متى أستطاعوا لذلك سبيلا.
النقله الى هذا المكان كانت كيديه حيث كنت أعمل قبلها مترجماً للأسلحه عن الأنكليزيه في مركز الدروع في تكريت. و لم أ’خبَر عن المكان الذي سوف أخدم به فقط الحاجه الى مهندسين زراعيين. نقلت بعدها الى الجبهه حيث كانت الحرب العراقيه الأيرانيه تدور رحاها.                                                                                                                                                                                                                                             أنا لاأخاف الموت و السبب كان واهياً وهو أحد أقربائي مقيم في الخارج حينها (دوله غربيه) و قد أخبرتهم في ملئ أستمارة المعلومات الأمنيه بذلك.
الحقيقه كنت فرحاً بالخلاص من ذلك المكان الذي أتضح أنه فخ و بقيت فيه لمدة ثلاثة أشهر فقط تقريباً، و الذي حز في نفسي هو التشكيك في وطنيتي فياترى إن كنت خطراً على أمن الدوله في هذا المكان ألن أكون خطراً و أنا على بعد أمتار عن العدو في ذلك الوقت، الأمر الذي بعث الريبه في نفسي بعبثية تلك الحرب التي أبتدعها صدام مع مريديه، بعد أن تأكدت بنفسي بدل الكلام الذي كنت أسمعه و رأيت بأم عيني كيف كان يعيش في قصور من آخر الطرز في المعمار و التأثيث و البلد في ضنكه أقتصاديه جراء مصاريف الحرب.
إن هذه النقله المشؤومه أصبحت نقطة ضعف لي في أي مجال من مجالات الحياة آنذاك وحتى وقت مغادرتي العراق.
أخيراً أن هذا الناقص ذو الأصل الرديء الذي بدر منه هذا الكلام و الذي لم يحترم المكان الذي كان فيه و لا أصحابه و لا الذين كانوا موجودين (و هو و أمثاله أصلاً لا يفهمون لغة الأحترام بل منطق القوه كما علمهم سيدهم)، لايعلم أن القزم هو ليس الشخص القصير بالقامه، لأن مقدار الروح هي واحد سواء زاد الطول أم قَصر، لكن الفرق في عمل الله داخل تلك الروح، و المشوه هو المشوه في التفكير.                                                                                                            بالتأكيد المومأ أليه لم يكن يحمل أي شيء من عمل الله على الأطلاق في داخله و تفكيره مشوه تماماً مع العلم أني كنت قد تناسيت موضوع النقله لكنه فجرها بكلامه.                                                                                        السؤال هو ماهي المعادله و ماهي الخلطه التي بموجبها تم أنتخاب شخص مثل صدام حسين ليبقى بالسلطه كل تلك السنين لينتهي في حفره ضاناً أن لا أحد سوف يجده.
هو بالتأكيد ليس مجنون، فالمجنون لايؤذي إلا نفسه، والمحاكمه التي أجريت له لم تتناول جرائمه الكبرى بحق الشعب كتسببه بالحروب التي أدت الى مقتل و أصابة مئات الآلاف ناهيك عن تشريد الملايين داخل و خارج العراق مع تقديري للذين تعرضوا للأذى بسببه و بسبب نظامه.