المحرر موضوع: مراقبون: وزارة الخارجية الامريكية تؤخر وصول المساعدات الامريكية المقدمة للايزيديين والمسيحيين في العراق  (زيارة 2822 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37772
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نقاد: وزارة الخارجية تؤخر وصول المساعدات الامريكية المقدمة للايزيديين والمسيحيين في العراق

عنكاوا كوم \ واشنطن فري بيكن
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم


يتساءل نشطاء في حقوق الانسان وجماعات كاثوليكية عن السبب وراء كون وزارة الخارجية لا تزال مترددة في توجيه الاموال التي خصصها الكونغرس لمساعدة المسيحيين والايزيديين وغيرهم من الاقليات الدينية المضطهدة في العراق, في حين في هذا الاسبوع تم وبشكل عاجل ارسال مبلغ 32 مليون دولار لمساعدة الجماعات الهاربة من بورما وغالبيتهم من المسلمين.

وكانت وزارة الخارجية قد اعلنت يوم الخميس انها ستقدم مجموعة من المساعدات الانسانية بقيمة 32 مليون دولار الى مجموعة الروهينغا (اقلية) المضطهدة في بورما, ومعظمهم من المسلمين. وقد فر اكثر من 400 الف من الروهينغا من بورما وهي دولة ذات غالبية بوذية, الى بنغلادش خلال الشهر الماضي هربا من اعمال عنف واسعة النطاق وصفها مسؤول الامم المتحدة الاعلى في مجال حقوق الانسان بألتطهير العرقي.

وجاءت حزمة المساعدات يعد يوم من المحادثات بين وزير الخارجية الامريكي ريك تيلرسون مع اونج سان سو كيي الزعيم الفعلي لبورما, وحث الحكومة البورمية والجيش على معالجة الادعاءات المثيرة للقلق البالغ بانتهاكات حقوق الانسان.

واظهرت جهود تيلرسون السريعة لمساعدة الروهينغا قدرة وزارة الخارجية على توجيه المعونة الانسانية بسرعة الى مجموعة اقلية مهددة. غير ان النقاد يقولون ان العمل السريع يتناقض بشكل حاد مع مسار الدولة عندما يتعلق الامر بتوجيه الاموال الى الايزيديين والمسيحيين, والاقليات الدينية الاخرى التي تواجه الابادة الجماعية في العراق.

وكان الكونغرس في وقت سابق من العام الجاري قد خصص اكثر من 1.4 مليار دولار لمساعدة اللاجئين بحيث تحصل الاقليات الايزيديين والمسيحيين والشيعة –كل الاقليات التي تعتبر من ضحايا الابادة الجماعية في عام 2016- على جزء من المبلغ, واكد تيلرسون اعتقاده بأن هذه الاقليات الدينية في العراق هي ضحايا لإبادة الدولة الاسلامية.

وقد تشجع المشرعون الذين مرروا مشاريع القوانين التي تقدم الاموال, وكذلك نشطاء في مجال حقوق الانسان والجمعيات الخيرية الكاثوليكية, بتأكيد تيلرسون على اعلان الابادة الجماعية, لكنهم يقولون ان اقواله لم تفعل شيئا لتغيير الوضع على الارض. ولا يزال الايزيديون والمسيحيون لا يحصلون على الاموال اللازمة لمساعدتهم على اعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم في محافظة نينوى شمال العراق حيث ازدهروا منذ ألاف السنين.

فرسان كولومبوس, وهي مؤسسة خيرية كاثوليكية عالمية تساعد في اسكان وتغذية وتقديم الرعاية الطبية لآلاف الايزيديين والمسيحيين, ذكرت ان هناك حاجة الى خطة اعادة بناء اكبر بكثير لإنقاذهم من الانقراض في العراق.

واثنى ستيفن راسشي, المستشار العام لأبرشية اربيل الكلدانية, على مساعدة وزارة الخارجية الامريكية لمجتمع الروهينغا في بورما. ومع ذلك ما زال هو وغيره من القادة الكاثوليك "يشعرون بقلق "عميق" من ان الحكومة الامريكية لازالت توجه "القليل من المساعدات او لا تساعد" المجتمع المسيحي في العراق على الرغم من اعلانه الواضح بان داعش ارتكب ابادة جماعية ضد المسيحيين.
وتعهد الرئيس ترامب بتقديم المساعدة لضحايا الابادة الجماعية لداعش, ووضع الكونغرس التزاما قانونيا على وزارة الخارجية والوكالة الامريكية للتنمية الدولية للقيام بذلك قبل انتهاء السنة المالية الحالية في غضون ايام قليلة.

وأضاف "نحن نحث هذه الوكالات الحكومية على الوفاء بتعهد الرئيس ترامب وتقديم المساعدة الفورية للضحايا الايزيديين والمسيحيين وغيرهم من ضحايا الابادة الجماعية من الاقليات الدينية".
وقد ادت عمليات القتل والاختطاف التي ارتكبها تنظيم داعش, والجهود المبذولة للفرار من هذا الاضطهاد, ادت الى انخفاض حاد في اعداد الايزيديين والمسيحيين في العراق. وكان عدد المسيحيين الذين وصل عددهم ما بين 800 الف – 1.4 مليون نسمة عام 2002, وصل عددهم الان الى اقل من 250 الف نسمة. و يحذر هؤلاء المشرعون والناشطون من ان المسيحيين قد يختفون تماما في العراق في حال عدم التحرك.

كما وانخفض عدد الايزيديين, على الرغم من ان التقديرات المتعلقة بمدى تفاوت السكان تختلف بشكل شاسع, اذ تتراوح بين عشرات الالاف ومئات الالاف منذ ان شن تنظيم داعش هجماته على منطقة سنجار في العراق عام 2014.

وبالرغم من التزام الكونغرس, فأن المشرعين والناشطين في مجال حقوق الانسان يقولون ان معظم اموال دافعي الضرائب الامريكيين التي تساعد الناس في العراق, يتم توجيهها من خلال الامم المتحدة التي لديها سياسة "غظ النظرعن الدين" في توزيع الاموال على مخيمات اللاجئين التي تزداد يوما بعد يوم, ويتجنبها المسيحيون خوفا من المزيد من العنف والاضطهاد.

وتساءلت نينا شيا, المحامية الدولية لحقوق الانسان والتي تدير مركز الحريات الدينية التابع لمعهد هدسون " انه من الجيد دائما عندما يتم مساعدة الاشخاص المعرضين للخطر. لكن لماذا يوجد تباين كبير بين معاملة حكومتنا لمسلمي الروهينغا في بورما والافتقار المطلق في مساعدة الايزيديين والمسيحيين في العراق الذين اعلن الوزير تيلرسون في الشهر الماضي بأنهم ضحايا للإبادة الجماعية "
وأضافت " في العراق, يجب ان نساعد الناس من ضحايا الابادة الجماعية لكن حكومتنا لا تفعل ذلك, ويجب ان نشعر بالقلق ازاء الحريات الدينية, لكن حكومتنا لا تقوم بهذا الامر".

شيا, التي قضت 12 عاما كمفوض في اللجنة الامريكية للحرية الدينية الدولية, قالت ان ندرة موارد دافعي الضرائب الامريكيين الى هذه المجتمعات محبطة بشكل لا يصدق, نظرا لمصالح الامن القومي المباشرة لإعادة بناء تلك المجتمعات. وأضافت ان المسيحيين المهجرين يمكن ان يساعدوا بشكل خاص في لعب دور في استقرار منطقة سهل نينوى في العراق فيما لو كان لديهم ما يكفي من البنية الاساسية والدعم لإعادة بناء منازلهم ومجتمعاتهم.

وقالت انه اذا كانت لديهم الموارد فأنهم يستطيعون مكافحة استعمار ايران في شمالي العراق حيث تقوم الميليشيات الموالية لإيران بشراء ممتلكات المسيحيين في المنطقة بشكل غير قانوني في محاولة لتوسيع نفوذها.
وبينت شيا " ان ايران تستخدم حاليا محافظة نينوى كجسر بري الى سوريا والبحر المتوسط, وهذا تهديد لمصالحنا ومصالح اسرائيل".
ولا يزال تقاعس وزارة الخارجية مستمر على الرغم من وعود ترامب ببذل كل ما في وسعه للدفاع عن "المجتمعات المسيحية التاريخية في الشرق الاوسط, وحمايتها"  قدم ترامب تعهده هذا بعد لقاءه مع البابا فرنسيس ومرة اخرى في اعقاب هجوم داعش على المسيحيين الاقباط في مصر اواخر شهر مايو.
مسؤول في وزارة الخارجية لم يرد بشكل مباشر على تساؤلات حول عدم وصول الاموال الى الايزيديين والمسيحيين على الرغم من اعلان الابادة الجماعية. وعوضا عن ذلك, شدد المسؤولون على ان الحكومة الامريكية هي اكبر مانح للازمات الانسانية في العراق وسوريا, حيث ساهمت بمبلغ 1.7 مليار دولار منذ السنة المالية 2014.
وقال المسؤول في بيان خص به "واشنطن فري بيكن" ان الولايات المتحدة تراقب عن كثب احتياجات جميع السكان الضعفاء والمشردين والمتضررين من النزاع بما في ذلك اعضاء الاقليات الدينية والعرقية واتخذت اجراءات استثنائية لمساعدة المدنيين المعرضين للخطر.
واضاف "ان حرية الفكر والضمير والدين او المعتقد هي امر اساسي بالنسبة للولايات المتحدة ولنا نحن. الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بضمان حماية الحريات الدينية للجميع".

ويناقش المساعدون في الكونغرس اي اقتراح يلزم الولايات المتحدة بضمان بقاء الايزيديين والمسيحيين في العراق.
ويقوم المشرعون في الكبيتول هيل والناشطون في مجال حقوق الانسان بتعقب قائمة مشاريع الامم المتحدة للتنمية في العراق عن كثب وقالوا انه لا يوجد سوى مشاريع صغيرة جدا في المدن والمجتمعات المسيحية.
وقالت شيا انها على دراية بأحد المشاريع التي ستقوم بتصليح سقيفة احدى البنايات البلدية ولكنها تعتقد انه لا توجد مشاريع بنية تحتية او طرق كبيرة تساعد المسيحيين على العودة وتوفير وظائف مؤقتة للعائدين.

وذكرت شيا "على النقيض من ذلك افتتح الايرانيون مدرسة ابتدائية جديدة ومسجد ومكتبة في منطقة نينوى".
ويأتي الحث المستمر للحصول على التمويل للايزيديين والمسيحيين على الارض في الاسبوع نفسه الذي انشأ فيه مجلس الامن التابع للامم المتحدة فريق تحقيق يهدف الى مساءلة داعش عن جرائم الحرب والابادة الجماعية في العراق.
سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة  نيكي هالي, وصفت قرار انشاء الفريق بـ "التطور البارز. انها خطوة كبيرة نحو معالجة الموت والمعاناة والاصابات لضحايا الجرائم التي ارتكبها داعش في العراق, وهي جرائم تشمل الابادة الجماعية, وكان هؤلاء الضحايا من الايزيديين والمسيحيين والمسلمين السنة والشيعة وغيرهم.

وتعتبر شيا وناشطين اخرين القرار خطوة اولى جيدة, لكنهم يؤمنون بضرورة اشراك القادة الايزيديين والمسيحيين للمساعدة في قيادة فريق التحقيق الذي يهدف الى محاسبة داعش على جرائم حرب وابادة جماعية.
ووفقا لقرار مجلس الامن الذي يدعو الامين العام للامم المتحدة الى تشكيل فريق التحقيق, فأن مهمته تتمثل بجمع وحفظ وتخزين الادلة على جرائم الحرب و الابادة الجماعية التي ارتكبها داعش
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية