المحرر موضوع: استفتاء أقليم كردستان وحلم الدولة الكردية  (زيارة 707 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حامد الحمداني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 626
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
استفتاء أقليم كردستان وحلم الدولة الكردية
 حامدالحمداني                                                                       29/9/2017
أن إقدام السيد مسعود البارزاني على إجراء استفتاء حول الانفصال عن العراق في الخامس والعشرين من شهر ايلول الجاري، من أجل إقامة دولة كردية مستقلة في كردستان العراق، في وقت يخوض الجيش العراقي اشرس حرب ضد عصابات داعش الاجرامية، كان في غير وقته لا داخلياً، ولا اقليمياً، ولا حتى دولياً، بدليل أن تركيا وايران وسوريا بالاضافة للعراق وهي الدول المحيطة بكردستان العراق قد أعلنت عن معارضتها الشديدة لاقدام القيادة الكردية المتمثلة بمسعود البارزاني على هذه الخطوة غير المحسوبة، وتضامنت هذه الدول مع موقف العراق من الاستفتاء على الإنفصال، بل وصل الأمر بتهديد ايران وتركيا وسوريا بغلق الحدود مع كردستان، وتعطيل حركة النقل الجوي، وغلق انبوب النفط، واعلان الحكومة التركية انها تتعامل مع الحكومة العراقية فقط فيما يخص تصدير النفط، هذا بالاضافة الى أن المجتمع الدولي قد عارض هذا الاستفتاء والحرص على وحدة العراق، مما اوقع حكام كردستان في ورطة كبرى لا احد يعرف متى وكيف سيخرجون منها.                            .       

وعلى الرغم من إيماني بحق تقرير المصير للشعوب، ومنها الشعب الكردي، إلا أنني اعتقد إن هذه الخطوة وفي هذا الوقت بالذات لا تخدم بأية حال من الأحوال القضية الكردية، بل تزيدها تعقيداً، وتشكل خطورة بالغة ليس على مستقبل الشعب الكردي فحسب، بل والشعب العراقي بوجه عام، حيث يواجه العراق اليوم أشرس حملة فاشية معادية للديمقراطية وحقوق الانسان، ومما زاد في تعقيد المشكلة سيطرة البيشمركة الكردية ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها والتي تظم محافظة كركوك، وسهل الموصل، وسنجار، وجلولاء وخانقين، وضمها إلى اقليم كردستان دون الرجوع الى الحكومة المركزية .

إن السبيل الوحيد المتاح اليوم للشعب العراقي بعربه وكورده وسائر قومياته الأخرى توحيد جهود جميع القوى الديمقراطية والعلمانية بإقامة الجبهة الوطنية الديمقراطية الموحدة استعداد للإنتخابات البرلمانية المقبلة في نيسان 2018 والاستعداد لدخول الانتخابات القادمة بكتلة كبيرة وقوية في محاولة للخروج من نظام المحاصصة الطائفية لأحزاب الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني، وإقامة النظام الديمقراطي الفيدرالي الموحد الذي يحفظ للشعب الكردي حقوقه القومية والوطنية ضمن وحدة الوطن بكل تأكيد.
كان على القيادة الكردية أن تتعلم الدرس من تحالفها الذي عقدته مع احزاب الاسلام السياسي الشيعية بعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وحليفتها برطانيا عام 2003، وتخليها عن حلفائها الحقيقيين بعد ان تقاسمت معهم الحكم في العراق رغم ادراكها لتوجهاتها الدينية، واستغل الطرفان المتحالفان سيطرتها على الحكم طيلة 14 عاماً كان هدفهم الوحيد تحقيق مكاسب غير مشروعة من نهب لثروات البلاد ومحاولة ابتلاع ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها، حتى لكأنما بات الصراع بين دولتين مختلفتين وليس دولة واحدة، وعلى حساب جوع وفقر وتشريد الشعب العراقي بمختلف أطيافه.

كما أن من المهم تدرك القيادة الكردية أن أسلوب حرق المراحل واستعجال تحقيق الهدف الاستراتيجي الكبير والمشروع في إقامة دولة كردستان الكبرى من دون تحقيق الظروف الموضوعية الضرورية في سائر منطقة كردستان الكبرى لا يخدم القضية الكردية أيضاً، بل ينطوي على مخاطر كبيرة، ونتائج سلبية على مستقبل الوحدة الكردية الكبرى قد تستمر لزمن طويل.                                                                                    .

لقد بات من الصعب أن يحقق الشعب الكردي في سوريا وايران وتركيا ما حققه الشعب الكردي في العراق، ورفع من درجة حساسية انظمة هذه الدول تجاه المطالبة بالحكم الذاتي، والذي يعد الخطوة الأولى لرحلة الوصول إلى ما حصل عليه الشعب الكردي في العراق بفدرالية كردستان، ناهيك عن فكرة الانفصال في هذه الدول، والسعي لتحقيق حلم الوحدة الكردية الكبرى.                                                                .

سيبقى طموح الشعب الكردي في الوحدة وتأسيس كردستان الكبرى الحلم الأكبر بالنسبة له، ولكن على المدى البعيد، وسيقف بكل تأكيد كل الديمقراطيين الحقيقيين المؤمنين بحق تقرير مصير الشعوب، وحقوق الإنسان التي نص عليها الإعلان العالمي الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1948 إلى جانب نضاله وطموحه وخياراته المشروعة.