رحيل مام جلال الرئيس السابع للجمهورية العراقية
أوشـــانا نيســـانترجل رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني عن صهوة جواده اليوم بعد صراع طويل مع المرض في أحد مستشفيات العاصمة برلين في ألمانيا بتاريخ 3 اكتوبر 2017 عن عمر يناهز 84 عاما. علما أن الرئيس الراحل مام جلال كان أول رئيس جمهورية غيرعربي يدشن مرحلة جديدة في تاريخ الجمهوريات العراقية بعد انتخابه رئيسا للجمهورية الرابعة في بغداد أثرالاطاحة بالطاغية صدام حسين عام 2005، ثم اعيد أنتخابه رئيسا لولاية ثانية في نيسان 2010 قبل أن يخلفه الدكتور فؤاد معصوم على كرسي الرئاسة في 24 تموز 2014 بعد تدهور صحة الرئيس الراحل جلال الطالباني.
يعتبر الرئيس المرحوم جلال الطالباني أول رئيس جمهورية " منتخب" في تاريخ الجمهوريات العراقية الاربع، وهو يدخل القصر الجمهوري بناء على توافق وطني أنتخابي وشرعي وليس على ظهر الدبابة كما تعودنا أن نقرأ ونسمع البلاغات الخاصة بالانقلابات العسكرية التي جرت في العراق منذ عام 1936.
حقا أن صراع الرئيس الراحل جلال الطالباني مع الجلطة الدماغية رغم قساوتها وأصراره على البقاء والمواجهة والتحدي لحين الانتهاء من الاستفتاء التي جرت في الاقليم والقول "نعم" للدولة الكوردستانية في 25 سبتمبر الماضي، لا يقل صراعه مع المرض عن مقارعته لآبشع دكتاتورية عرفها تاريخ العراق الحديث في سبيل تحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية لجميع الشعوب العراقية بغض النظر عن الانتماء العرقي او المذهبي او حتى السياسي.
لقد رحل عنا الرئيس جلال الطالباني ولكنه سيبقى خالدا في أذهان الاجيال رمزا وملهما للشعوب الطامحة الى الاخوة والمساواة والديمقراطية لجميع الشعوب من دون تمييز، باعتباره " القوة الخفية" التي نجحت في تهدئة العواصف والازمات السياسية التي كانت ولايزال تعصف بالعراق الجديد عراق ما بعد دكتاتورية النظم المركزية وتحديدا تفاقم الازمة بين بغداد وأربيل. الامر الذي دفع العديد من المراقبين في القول، لو كان مام جلال موجودا على كرسي الرئاسة خلال هذه الفترة لما وصلت الازمة السياسية بين بغداد وأربيل الى ما وصلت اليه هذه الايام.
وفي الختام لن نقول سوى " أنا لله وأنا اليه راجعون"، ونأمل أن تفلح القيادة السياسية للاتحاد الوطني الكوردستاني أن تحقق أمنية سكرتيره الراحل في تحقيق الوحدة والتضامن بين صفوف جميع اعضاء ومؤازري الاتحاد الوطني الكوردستاني، كما جاء في بيان المكتب السياسي للاتحاد.