المحرر موضوع: {المجوسي الرابع} الجزء الاخير  (زيارة 1244 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف إبراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
{المجوسي الرابع} الجزء الاخير
جوزيف إبراهيم.
اجتاحته مشاعر الحب, وتعلق بهم ففضل العيش معهم بقية أيام حياته فلم تعد لديه أية آمال للقاء يسوع, مرت السنين وبات فرداً منهم مشاركاً إياهم بالسَراء والضَراء, ذات يوم وبينما كان يرتب ثيابه وقعت عينيه على الجوهرة, حينها تذكر مهمته التي ترك وطنه وأملاكه لأجلها , فجمع أصدقائه وطلب منهم السماح له بمغادرتهم, لم يكن هذا الطلب سهلاً عليهم فقد أمضى اكثر من ثلاثين سنة معهم, لكن نزولاً عند رغبته وافق الجميع على طلبه.
توجه المجوسي إلى مدينة القدس, وصلها يوم الجمعة ظهراً فشاهد المدينة الجميلة حزينة و مضطربة هي و أبنائها, فذهب إلى أحد الشيوخ واستفسر منه عن السبب فشرح له حكاية يسوع منذ ولادته, مروراً بالمعجزات التي صنعها وكيف أنه كان يجول ويصنع خيراً ولغاية القبض عليه من قبل اليهود ومحاكمته من قبل رؤسائهم و بيلاطس, وكيف تم جلده وعذب بالضرب المبرح وهم الآن متوجهين إلى جبل الجلجلة لتنفيذ قرار الحكم بصلبه.
كاد أن يغمى على المجوسي لكنه تقوى, وبدأ يتفكر في إحتمال إنقاذ يسوع بهذه الجوهرة الثمينة في حال إعطائها لقائد الجنود, فأطلق العنان لأرجله مسرعاً شاعراً بفرحة عارمة حين إقترابه من الموكب المرافق للمسيح, وبينما هو في خضم هذه المشاعر إذ بفتاة في مقتبل العمر تصرخ وتبكي بحرقة في زقاق منعزل مستنجدة بالشهم الذي سينقذها من شخص كان يعترضها, تسمر المجوسي في موقعه وهو على مسافة واحدة بين الحدثين احتار أي منهما ينقذ , حقا الوقوف على مفترق الطرق هو أمر صعب جدا , فبدأ يتفكر في نفسه, إن ذاك المجرم يبدو ذا بنية جسدية قوية فلن يمكنه استعمال القوة معه لكنه يتمكن من إغراءه بالجوهرة التي معه, بينما قضية يسوع تختلف لأن قرار الصلب صادر عن محكمة ومعقد جداً, وتذكر قبل 33 عاماً حين ظهرت النجمة له ولرفاقه مع الملاك قائلاً لهم أن طفلاً ملكاً سيولد في مغارة بيت لحم وسيكون منقذاً ومخلصاً للبشرية جمعاء, تشجع لرشوة قائد العسكر لكن ولسبب يجهله ناداه ضميره لإنقاذ الفتاة, أدرك إنه سيخسر الاثنان معاً إن لم يتصرف بسرعة فاتجه مسرعاً للصبية واطلق صرخة عنيفة على قاطع الطريق قائلاً له: دع الفتاة وشأنها وخذ مني هذه الجوهرة الثمينة ,لم يصدق ذاك عينيه فأخذها ولاذ بالفرار مسرعاً.
أدار المجوسي نظره إلى الجلجلة فشاهد ثلاثة صلبان معلقة, علم أن إحداها هو صليب يسوع فبدأ الحزن والألم يجتاحان كامل جسده, وسرعان ما وهنت كل أعضائه شاعرا بأنه يحتضر فتخيل كيف أنه ترك كل ما يملك في سبيل أن يشاهد طفل المغارة لكن دون جدوى, و بينما كان متخبطاً في أفكاره إذ بأحدهم يربت على كتفه معزياً إياه قائلاً: لقد سمعت أنّاتك و أود أن أطمئنك أيها الشيخ الجليل فقد التقيت وشاهدت يسوع مرات عديدة , الطفل الذي أنقذته من سيف الجندي بجوهرة كان يسوع, والذي عالجته أيضاً من البرص كان يسوع, وهذه الفتاة التي فديتها بأثمن جوهرة كانت يسوع, وما تراه الآن من وحشية و آلام هو ضرورة حتمية لخلاص البشر بدم يسوع كي تتم المصالحة بين الله والإنسان , وإن من يكلمك الآن هو هو ثم جعله يلمس مكان المسامير والحربة وأخذه معه إلى الفردوس. بقلم جوزيف إبراهيم في /04/10/2017/