الأستاذ يوسف تيلجي المحترم
تحياتي
شكراً على هذه الدراسة القيِّمة والحساسة والتي أرجو الجميع مراجعتها بعقل متفتِّح والإستفادة منها بعيداً عن التعصب الذي يسير عليه الكثيرون ومن مختلف الأديان والمعتقدات لأنّ هدف الجميع يجب أن يكون البحث عن الحقيقة التي تخدم الجنس البشري وفيما يلي وجهة نظري الشخصية المختصرة حول ما ورد في مقالتك هذه مركزاً على ما جاء بالآيات القرأنية التالية:
1- أن الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سريع الحساب / 19 أل عمران".
إن كان الله لا يقبل غير الإسلام ديناً للبشرية فلماذا أوجد الأديان وأرسل الأنبياء وأوّلهم النبي موسى الذي يسميه الإسلام كليم الله أي الشخص الذي كان يتكلم مع الله وجهاً لوجه وأنزل عليه التوراة بحسب المنطوق الإسلامي ومنحه وصاياه وشريعته؟
أما الديانة المسيحية فإنّ القرآن نفسه يسمي المسيح (كلمة الله وروحٌ منه) وهي الصفة التي لم تمنح لأي من الأنبياء الآخرين فكيف يتراجع الله عن كلمته ولا يلتزم بها ولماذا قال :
سورة ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ، ومطهرك من الذين كفروا ، وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون / أل عمران.
. فهل كان الله في حالة شكّ وتشتت الفكر قبل ظهور الإسلام؟ (حاشا).
" مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ .. آل عمران 67 " 2-
إبراهيم كان (حنيفاً) لكنه وبكل تاكيد لم يكن مسلماً لأنّ كلمة الحنيف ترد في نصوص الإسلام من دون فهم معناها وأصلها على ما يبدو لأنها ذات اصل آرامي ( حنبا ) بالباء المشددة بحسب اللهجة الآرامية الشرقية و (حنفو) باللهجة الآرامية الغربية وتعني ( عابد أصنام) وهذا هو واقع أبي الأنبياء إبراهيم لأنّه كان مشركاً قبل أن يقبل دعوة الله له إلى عقيدة التوحيد .
خلاصة الكلام أمران لا مفر منهما وهما : أمّا أن الله لم يكن واثقاً من قراراته وغير ملتزمٍ بكلامه وحاشا له ان يكون كذلك أم أنّ هناك إلاه آخر دخيل على خطّ الأديان ومنحاز خلق كل هذه التناقضات.