المحرر موضوع: تزاوج الذات والعام في " قطاطي دكياني " قطع كياني أو شظايا كياني للشاعر عادل دنو  (زيارة 2380 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل غازي ميخائيل عبرو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 101
    • مشاهدة الملف الشخصي
تزاوج الذات والعام  في " قطاطي دكياني " قطع كياني أو  شظايا كياني للشاعر عادل دنو

في امسية مرت جميلة منعشة مثل الوان قوس قزح وبتنظيم من تفقتا ( ملتقى سيدني الثقافي) يوم الثلاثاء 3 تشرين الاول 2017 وعلى قاعة لانتانا اقيم حفل ثقافي لتوقيع كتاب مجموعة شعرية للشاعر الاعلامي والاديب عادل دنو الذي حمل عنوان" قِطع كياني أو شظايا كياني". ومن اصدار دار نشر انخيدوانا في لندن الذي يشرف على ادارته الكاتب والباحث نينب لماسو.
وتضمن الحفل مداخلات لعدد من الاساتذة قدموا فيها رؤيتهم وقراءتهم للمجموعة الشعرية وانطباعاتهم عنه، وقراءات للشاعر لمقاطع شعرية من المجموعة. 
وبدأ الحفل بتقديم الاستاذ اميل غريب الشكر والتقدير لكل من ساهم في اقامة هذا الاحتفاء بصدور مجموعة شعرية واعقبها بقراءة نبذة مختصرة عن سيرة الشاعر المحتفى به وباصداره الجديد. وشاهد الجمهور الحاضر عرضا فيديوا للأستاذ نينب لماسو الذي يشرف على دار نشر انخيدوانا الذي ارسله من لندن ذكر فيه عن الدار وموجبات اختيار هذه المجموعة لطبعها ونشرها.
اعلن مقدم الحفل المداخلة الاولى التي فيها قدم الاستاذ فيلمون درمو  قراءته للمجموعة الشعرية  التي عنونها ب " بعض الاراء  في قطع كياني  المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر عادل دنو" وقال فيها استصعبت اول وهلة في تبيان ما يريده الشاعر من مجموعته هذه. وتساءلت عن ماهية الشعر من اساسه في اللغة اليونانية القديمة التي تعني الابداع حيث انه صنعة وفن في كشف خصائص اللغة الجميلة.
اكثر قصائد المجموعة ترتبط ببعضها بخيط يمكن تسميته بالوطن او الوطنية. فهناك بكاء على ضياع الوطن الام، ومكونات الهوية مثل اللغة والراية. ويعالج الشاعر موضوعات اخرى تصب جميعا في ذكرى وطنه الام. يحدوه امل بالعودة اليه ولكن في قرارة نفسه متيقن ان كورش الجديد استولى عليه كما استولى كورش القديم على بابل في القرن السادس قبل الميلاد. وأضاف الاستاذ فيلمون درمو في دراسته ان الشاعر يستخدم الكيان للدلالة على هويته ووجوده المتشظي او المقطّع الى قطع. وذكر الاستاذ درمو ان لغة الشاعر ثرية وينسج شعره بمهارة وابداع. 
وكانت المداخلة الثانية للاستاذ انور اتو المعنونة "قِطعٌ ذاتية وجمعية لكيان عادل دنو" وقال ان الشاعر يعرفنا منذ البداية ان شعره هو اشتعال الفكر والمشاعر في ذاته وكيانه. وذكر وان كانت القصائد قطعا ذاتية ولكنها بمثابة قطع جمعية لشعبه ووجوده.
وأضاف اننا نجد لدى الشاعر تمازجا بين ذاته ووطنه بين روحه وموطنه الذي يصل الى درجة العشق. وتجسيدا لهذا الرابط فانه يحترق بضياع حلم امته واختناق تاريخها على ارض الاجداد. وقال الاستاذ انور اتو ان ثورة فكر الشاعر مفعم بالغضب على ما لحق بامته من ظلم ومحاولات محو اسمها، ليس بيد اعدائها فقط بل بأمراضها الداخلية ايضا.
واحتفى الاستاذ انور اتو في قراءته هذه اسلوب الشاعر الخاص في اختياره الكلمات المعبرة عن المه وقلقه وحنينه وامله. وفي نفس الوقت نجد ان هذه الكلمات مرتبطة بتراث امته ومعبرة بصور الفناها ولا يمكن نسيانها. وذكر الاستاذ اتو ان هذا التراث هو ايضا تراث روحاني. ويخلص الاستاذ اتو في قراءته الى ان قطع كيان الشاعر عادل دنو ليست الا قطعا من ذاته المجروحة بعذابات شعبه وذكرى وطنه الاليمة.
المداخلة الثالثة جاءت من الاستاذ الشاعر الكبير شاكر سيفو عن طريق عرض فيديوي تم ارساله من العراق قرأ دراسته التي عنونها " المرسلة الشعرية والايقاع العالي للمعاني الذاتية والجمعية في ديوان "قطع كياني" . ابتدأ الاديب الناقد شاكر سيفو من صورة الغلاف المعبرة عن كيان الشاعر الشخصي  المحيلة كليانيا للعنونة الرئيسسة للديوان. وتناول الاستاذ شاكر سيفو الاهداء العتبة الثانية وسماه شجيني مرسل كرسالة نصية بلغة وجدانية خلاقة. ثم ينتقل الناقد ما بين القصائد ليكشف عن معادلة تجاذب قطبين في القصيدة الاولى ما بين دلالات البقاء ودلالات الفناء وكيفية استخدام الشاعر للمركب الخيميائي والفيزيائي الشعري. ويحلل عناق الدالين القلم والحبر ثم معادلة القطبين الوطن والقلب. واستخدام الشاعر للدال الفيزيائي والرموز الحضارية، وكذلك الدال الميثولوجي وعمق العلاقة فيما بين هذه الدلالات.
وهكذا يمضي التحليل الفلسفي للاستاذ شاكر متفحصا القصائد الاخرى ومشهدية شعرية ميتاجمالية يتمظهر فيها الحلم الشخصي للشاعر في تناظر بمشور حكائي للمرجعية التراثية. والى التوالد الصوري وتراسل الحواس في عبارات مصرح بها كتابيا. ويكشف الناقد شاكر سيفو ان المهيمنات الاسلوبية لغويا تثمر المعاني الحسية والميثولوجية لتشكل السيرة الشعرية المشهدية للخطاب بكثافته الايحائية والرمزية والحكائية لغالبية قصائد الديوان.     
       ويخلص الى القول ان قصائد الشاعر عادل دنو تثمر لفواعل الروح والجسد واقترانها بميتاجماليات المخيلة والذاكرة وتراسل فاعليتهما بتشييد خطابه الشعري باتساع مديات رؤيته الشعرية والمعاني الخلاقة وانفتاح شبكة الدلالة والتدفق الموسيقي الثر. ويذكر ان للشاعر مرسلات شعرية يجذّر فيها بنية الاغتراب في استثمار الدال الانطولوجي الجامع لاحلام والام الشاعر وموطنه الاصليوقراءة الاخر له مغتربا بلا وطن.
قدم بعد هذه المداخلات الشاعر عادل دنو صاحب المجموعة الشعرية المحتفى به مقاطع شعرية من ديوانه الجديد ثم تم عرض بعض مقاطع اخرى فيديويا لجمهور الحاضرين.
وكانت الخاتمة قيام الشاعر عادل دنو بتوقيع اهداء الكتاب لمن اراد من الحضور .
 
عدسات عشتار كانت حاضرة وسجلت الأمسية بالفيديو والفوتو
 
                المخرج
        غازي ميخائيل هرمز
       مدير مكتب فضائية عشتار
            سيدني استراليا