المحرر موضوع: الفتاة وراهب الدير  (زيارة 865 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف إبراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الفتاة وراهب الدير
« في: 18:06 06/10/2017 »
{ الفتاة وراهب الدير }
جوزيف إبراهيم
في ساحة الدير, حدقت وبتركيز شديد ابنة الثامنة عشر ربيعاً براهب الدير, تجاهل نظراتها وبدأ بحديث جانبي مع أحد الزوار , تبين له أن هذا الزائر هو من المشاكسين الغير مبالين بالتعاليم والأخلاق المسيحية, فبدء يشرح له عن عظمة القيم السامية العليا للمسيحية ودورها العظيم في صقل وتهذيب النفس الإنسانية, داعماً كلامه بأدلة وآيات من تعاليم السيد المسيح كالموعظة على الجبل.
دفعه حب الفضول للتأكد من حسن نية نظرتها, فرفع رأسه نحوها وإذ بها مازالت متسمرة النظر به, أمال جسده قليلاً وأكمل وعظته مع الرجل إلى أن تمكن من إقناعه . مرة ثانية حركته الرغبة الخفية والفضول للنظر اليها , واذ بها مثله ما زالت الدهشة والإعجاب تلفحان وجهها, أحمرت وجنتاه خجلاً, وبد متلعثماً حين بادرها بالسؤال : عن سبب نظراتها إليه مذكراً إياها بانهُ راهب وقد نذر نفسه وجسده للمسيح له المجد وللبشارة السارة, فأجابته قائلة : يا أبتي الفاضل إنني ك أنثى لي الحق أن أحدق بالنظر إلى أبناء أبينا آدم وانت أحدهم, ذلك كي أتمعن وأتفحص الجسد الذي أخذ الرب ضلعاً من أضلاعه وكونني وخلقني منه, لكن يا أبتي عليك أنت وعلى جميع أحفاد أبينا آدم أن تنظروا دائماً الى الأرض { التراب } ,لأنكم مخلقون ومجبولون منه.
تعجب واندهش الراهب من سرعة بداهتها وإجابتها الكتابية المفحمة وعمق معرفتها وتفكيرها وإطلاعها, وأجابها وهو ينظر إلى الأرض قائلاً : أنت محقة يا ابنتي, فهذا ما يعلمنا إياه الكتاب المقدس, فتعلم منها درساً بالحياة ,كان قد غفل عنه وبدأ يعظ ويعلم الآخرين به. جوزيف إبراهيم في /6/10/2017/