المحرر موضوع: صفقة إس 400 بين روسيا والسعودية تتقدم متخطية التحفظ الأميركي  (زيارة 1360 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
صفقة إس 400 بين روسيا والسعودية تتقدم متخطية التحفظ الأميركي
صفقة إس 400 التي تخطو روسيا والسعودية بسرعة نحو إنجازها تمثّل وجها من أوجه التحوّل في العلاقة بين الطرفين نحو تعاون شامل لمختلف المجالات يتجاوز خلافاتهما حول العديد من الملفات والقضايا، كما أنّها انعكاس للنزعة البراغماتية الجديدة التي تميّز السياسة السعودية في مرحلة التغيير والإصلاح الكبرى التي دخلتها المملكة بالفعل.
العرب [نُشر في 2017/10/14، ]

مارد روسي فعال في فرض السلام إذا فكرت قوى معادية في فرض الحرب
موسكو - تسير صفقة بيع منظومة إس400 للدفاع الجوي الروسية للمملكة العربية السعودية نحو الإنجاز بسرعة، في ترجمة لعزم البلدين على بدء مرحلة جديدة من التعاون في مختلف المجالات، من جهة، وإصرار المملكة العربية السعودية على تنويع شركائها الدوليين في مختلف المجالات، وأيضا مصادر تسليح قواتها من جهة أخرى، متخطية الالتزام التقليدي بالمصدر الأميركي، رغم عدم نية الرياض التخلّي عنه.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت الأسبوع الماضي أن وزارة الخارجية وافقت على صفقة لبيع نظام ثاد الدفاعي المضاد للصواريخ للسعودية.

ويكشف ذلك عن اشتداد التنافس بين شركاء الرياض وهو العامل الذي يمكنها استثماره في الجانب التقني بالحصول على أرقى وأحدث التكنولوجيات، وفي الجانب المالي باختيار أنسب العروض.

وقال فلاديمير كوجين مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون العسكري والتقني، إنّ روسيا والسعودية ستوقّعان قريبا على صفقة حول تزويد الرياض بمنظومة إس400.

وردّ كوجين الجمعة على سؤال لوكالة إنترفاكس الروسية بشأن موعد التوقيع بالقول “في أقرب وقت.. نحن بصدد إجراء المباحثات والحصول على الموافقات اللازمة”.

وتوصّلت روسيا والسعودية خلال زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو في الخامس من أكتوبر الجاري، إلى اتفاق حول تزويد الرياض بالمنظومة المذكورة.

ونقلت صحيفة كوميرسانت الروسية، عن مصدر قريب من المحادثات الروسية السعودية، قوله إنّ الرياض قد تشتري من موسكو ما لا يقل عن أربع منظومات صواريخ من طراز إس400 تريونف، بقيمة تبلغ ملياري دولار.

فلاديمير كوجين: الصفقة ستعقد في أقرب وقت بمجرد استيفاء الموافقات اللازمة
وقام الملك سلمان بداية من الرابع من أكتوبر الجاري بزيارة إلى روسيا وصفت بالتاريخية ليس فقط لكونها أول زيارة من نوعها لعاهل سعودي إلى موسكو، ولكن للدفعة العملاقة التي أعطتها للتقارب بين بلدين هما تاريخيا مختلفان حول أغلب القضايا والملفّات، مثلما هو شأنهما حاليا في الموقف من الملف السوري حيث تدعم موسكو نظام بشار الأسد، فيما تدعم الرياض معارضته.

لكن السعودية وروسيا أبدتا قدرة فعلية على إدارة الخلافات السياسية بينهما، لمصلحة التعاون في عدّة مجالات حيوية لكلتيهما لا سيما ملف النفط إذ لا يمكن لأي من العملاقين العالميين في إنتاج البترول وتسويقه أن يستغني عن الآخر في الحفاظ على توازن السوق وتعديل الأسعار التي مالت إلى الانحدار خلال السنوات الماضية، ونجح التعاون الروسي السعودي بشكل أساسي في الحدّ منه وعكس اتجاهه.

وتحاول قوى عالمية مثل روسيا الاستفادة إلى أقصى حدّ ممكن من التوجّه الجديد السائد في المملكة نحو التغيير والإصلاح في مختلف المجالات، بقيادة ولي العهد الأمير الشاب محمّد بن سلمان الذي وضع برنامجا تفصيليا للإصلاح يحمل عنوان “رؤية السعودية 2030”.

وتلائم الرياض مشترياتها من الأسلحة بحسب حاجاتها الدفاعية والتطورات في المنطقة، متخطية الاعتبارات السياسية من قبيل ارتياب الولايات المتحدة من التقارب السعودي الروسي، وعلى الخصوص تعاونهما في مجال الدفاع، وهو ما عبّرت عنه واشنطن بشكل صريح على لسان المتحدثة باسم البنتاغون ميشيل بالدانزا حين قالت إنّ بلادها قلقة من اهتمام حلفائها بالحصول على منظومات الدفاع الجوي من روسيا، مشيرة إلى أهمية إبقاء التناسق مع الأسلحة الأميركية لدى تنفيذ برامج المشتريات العسكرية في المنطقة.

وتلبي المنظومة الروسية بمواصفاتها المتطوّرة الحاجة السعودية، خصوصا في ظلّ التطوّر المسجّل في أنظمة الصواريخ الهجومية الإيرانية متوسّطة وبعيدة المدى.

وعلى مدار السنوات الماضية ظل الخبراء يرصدون تطورات مهمة في العقيدة الدفاعية لدولتين مهمّتين في الخليج العربي هما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، باتجاه التعويل على الذات في حماية المجال. وتجسّد ذلك بشكل عملي في تطورات ملموسة بالقدرات العسكرية للبلدين، عدة وعتادا، تدريبا وتسليحا، وخصوصا في مجال سلاح الطيران بالغ الأهمية في الحروب الحديثة.

وأصبحت الرياض وأبوظبي أكثر حزما مع سيل الأحداث التي توالت في المنطقة العربية منذ 2011 وما تكشّف بعد ذلك من تردّد لدى إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في الإيفاء بالتزامات الولايات المتحدة تجاه حلفائها العرب.

وتجسّد ذلك الحزم في قيادتهما تحالفا عسكريا في اليمن نجح في وقف زحف الحوثيين الموالين لإيران على المناطق اليمنية ولاحقا في استرجاع مساحات واسعة من المناطق من أيديهم.

كما كان التحالف ذاته ناجعا في مواجهة تنظيم القاعدة الذي سارع لاستغلال الظرف اليمني المعقّد واستولى على أجزاء من المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية، متّخذا من مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت “عاصمة” ونواة لإمارة كان يحاول تأسيسها في اليمن قبل أن تتوالى ضربات التحالف القاصمة له، وأشدّها استعادة المكلاّ منه على يد قوات يمنية مؤطرة وموجّهة من قبل التحالف.