الاقوام المشرقية يعودون الى ابينا ابراهيم الخارج من اور الكلدانيين..
وهكذا ابتدأ مشوار التوعية للذين يفتقرون للمعلومات الصحيحة عن معرفة اصالتهم النابعة من بلاد الكلدان التي تسيدت فيها الامبراطورية الكلدانية للحقبة الاخيرة من الحكم الوطني في بلاد وادي الرافدين وقبل بداية الالفية الاولى للميلاد.
نعم، فان اليهود والعرب والاشوريين وغيرهم من القبائل النهرينية ، فأن اصلهم يعود الى ابينا ابراهيم الكلداني الذي خرج من اور الكلدانية ليزرع نسله في بلاد الرافدين وارض الكنعانيين. وحسب ما ذكر في الكتاب المقدس وفي بطون التاريخ.
وهكذا فأن الكلدان كانوا من القبائل التي استقبلت نور المسيحية في القرن الاول الميلادي ومنها كانت البطريركية الاولى للكنيسة المشرقية الكلدانية في ساليق وقطيسفون( سلمان باك حاليا) ومن معالمها المكتشفة اثارها كنيستها كوخي.
وتواصلت بعدها في الأتساع الى اقاصي الشرق وحتى الهند والصين.. ولكن تبعية هذه الكنيسة للامبراطوريات الفارسية وبمختلف تسمياتها جعلتها تبتعد عن باقي الكنائس وبالاخص الكنيسة الكاثوليكية في روما التي كانت تحت نير الامبراطورية الرومانية المعادية للفارسية وعلى عقود طويلة، ومنها حصلت الانشقاقات الكنسية ومن ضمنها الهرطقات في حينها ان صحت من عدمه.
ولكن بحسب الوثائق والرسائل المتبادلة بين رجالات الكنيسة وبالاخص بين فروع الكنيسة الكاثوليكية، فقد اعيدت التسمية الكلدانية لكنيستنا المشرقية لثلاث مرات ومن قبل ثلاث بابوات وفي سنين 1445م ، و1553م وكذلك سنة 1830م.. ولكن للأسف بقي فرع معاق منها مجزءا لها والى يومنا هذا، وبالاخص بعد ان ألصقت عليه تسمية سياسية بعيدة عن رسالتها الاصيلة دينيا وقوميا..
ولكن يبقى لنا الامل بأن تلتحم كنيستنا بمختلف مسمياتها للحفاظ على ما تبقى من وجودها ان كان ذلك في وطننا العراق او في بلدان المهجر.
وكلامي هذا انطلق من هذه المقالة التوضيحية لشعار البطريركية الكلدانية والمتضمن شرح بسيط وواقعي لمعرفة منبع اصالتنا الكلدانية في وادي الرافدين (ميسوبوتاميا) التي استقبلت المسيحية من مناطق كلدانية متعددة جغرافيا وتاريخيا..
والى المزيد في توضيح مزايا شعار البطريركية الكلدانية الموضحة ادناه بعد الاستعانة برابط اعلام البطريركية الكلدانية وبقلم غبطة البطرك لويس ساكو الموقر.. تحيتي للجميع..........................عبدالاحد قلو
شعار البطريركية الكلدانية: “فقَد رأَينا نَجمَه في المَشرِق، فجِئْنا لِنَسجُدَ لَه..
الكلدان
قبل المسيحية: الكلدان كانوا مكوناً رئيسياً من فسيفساء البشرية في بلاد ما بين النهرين المترامية الأطراف، الكلدان لم يكونوا يهوداً، بل كان اليهود كلداناً لأنهم يعودون إلى إبراهيم من أور الكلدانيين. وقد أسس الكلدان مملكة عظيمة، عاصمتها بابل، أسسها نبوبلاصر سنة 627 ق.م وسيطر خلفاؤه على كامل إقليم بابل والمناطق الجنوبية ومناطق أخرى واسعة. واستمر حكمهم حتى سنة 539 ق.م وقد تميز الكلدان بالعمران والفنون والعلوم كالتنجيم والزراعة والبناء مثل الجنائن المعلقة وبوابة عشتار والزقورة..الخ، وقد استندوا إلى تراث بلاد ما بين النهرين القديم كالسومري والاكدي، كما نشاهد معالمهم في المتاحف العالمية.
المسيحية: انتشرت المسيحية المشرقية أولا بين الجاليات اليهودية بسبب الدين واللغة والبيئة الملائمة لتقبل المسيح الذي أشار إليه أنبياء العهد القديم وانضم إلى المسيحية الكلدان وبعض القبائل العربية كالمناذرة في الحيرة وانتشرت أولا في الوسط والجنوب، أي في جغرافيا المناطق الكلدانية. والكنيسة الأولى كوخي ومقر "البطريركية" في سأليق وقطيسفون قرب بغداد اليوم، كانا في مناطق كلدانية. وسميت بكنيسة المشرق لسعة بقعتها الجغرافية وشمولية دعوتها وسعة انتشارها.
وفي عام 1445 انضمت ابرشية كنيسة المشرق ومطرانها طيمثاوس اثر مجمع فلورنسا الى الكنيسة الكاثوليكية وسموا "كلدانا" ثم اعيد الاسم الى البطريرك سولاقا سنة 1553 ولا يزال هذا الاسم الكنسي يعتز به الكلدان ويشكل هويتهم. ومن الملفت للنظر ان هناك جماعات مسلمة في الجنوب (الناصرية) استعادوا الهوية الكلدانية ويعتزون بها ولهم جمعيات ونشاطات مختلفة.
شعارالبطريركية:
لكل بطريركية شعار يختلف عن شعار البطريرك. وشعار بطريركيتنا هو:
"فقَد رأَينا نَجمَه في المَشرِق، فجِئْنا لِنَسجُدَ لَه".
وهو مقتبس من إنجيل متى (2/1-2) “ولمَّا ولِدَ يسوعُ في بَيتَ لَحمِ اليهودِيَّة، في أيَّامِ المَلِكِ هيرودُس، إِذا مَجوسٌ قدِمُوا أُورَشليمَ مِنَ المَشرِقِ وقالوا: أَينَ مَلِكُ اليهودِ الَّذي وُلِد؟ فقَد رأَينا نَجمَه في المَشرِق، فجِئْنا لِنَسجُدَ لَه". هؤلاء المجوس (الوثنيون) من بلاد المشرق، بلاد ما بين النهرين.. كانوا منجمين يهتمون بسير الكواكب.. وذكرهم الإنجيلي متى الذي كتب نحو سنة 80 ميلادية، ليشير إلى وجود أناس غير اليهود آمنوا بالمسيح منذ القرن الاول الميلادي كما ان الانجيلي لوقا ذكر في سفر اعمال الرسل ان من بين من حضر العنصرة، حلول الروح القدس: "فَرثِيِّون وميدِيِّون وعَيْلامِيِّون" (2/9). هؤلاء كلهم من الوسط والجنوب.
المعنى الروحي للشعار: " فقَد رأَينا نَجمَه في المَشرِق، فجِئْنا لِنَسجُدَ لَه".
هؤلاء المجوس حرفتهم التنجيم، راوا "نجما" غير مألوفٍ، وتبعوا سيره لمسافة طويلة من بلاد المشرق، لربما من بابل الى اورشليم. "وإِذا الَّنجْمُ الَّذي رأَوهُ في المَشرِقِ يَتَقَدَّمُهم حتَّى بَلَغَ المَكانَ الَّذي فيه الطِّفلُ فوَقفَ فَوقَه" (متى 2/9). المجوس تعرفوا على المسيح بواسطة النجم وسجدوا له وقدموا قرابين وعادوا فرحين إلى بلادهم وهكذا فعل الرعاة الذين تعرفوا عليه بواسطة ملاك وسجدوا له وقدموا هدايا "ورَجَعَ الرُّعاةُ وهم يُمَجِّدونَ الله ويُسَبِّحونَه على كُلِّ ما سَمِعوا ورَأَوا كَما قيلَ لَهم" (لوقا2/20).
شعار البطريركية رسالة. انه يحمِّل بنات وأبناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، أي الجامعة، رسالة دائمة ليكونوا "نجما" يقودون الناس الى يسوع كما فعل اباؤهم في الايمان الذين حملوا الانجيل الى بلاد فارس وافغانستان والهند والفليبين والصين وبلدان الخليج.
أتمنى ان يوضع شعار البطريركية هذا في جميع كنائسنا ويشرح للناس.
ونحن أبناء كنيسة المشرق مدعوون اليوم أكثر من اي وقت مضى الى أن نسعى لاستعادة لحمتنا الكنسية والقومية (الوحدة) والا فقدنا حيوية رسالتنا الإنجيلية وحضورنا القومي وحقوقنا.
توضيح الشعار من موقع البطريركية:
http://saint-adday.com/?p=19708