المحرر موضوع: هم يعرفون  (زيارة 613 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
هم يعرفون
« في: 19:03 18/10/2017 »
هم يعرفون
Oliver كتبها
قتلوا الأسقف قتلوا الكاهن قتلوا الشعب و بقي الإيمان يربح نفوساً لم يخطر على بالها أنها ستعرف المسيح.يعرفون جميعهم أن الإيمان كالجبل لو أخذوا منه الصخور فلن يتهاوي .يعرفون أن الإيمان كالمحيط لن ينقص بإغتيال بعضاً من قطراته.يعرفون أنهم عاجزون و أنهم أضعف من الكلمة و من المسيح الساكن فينا.يعرفون أن فينا لغز لا يقدرون على حله.يتضايقون أكثر منا حين ينتفضون علينا بالسيف فيجدوننا عكس ما يتوقعون.رجاؤنا لا يموت و إيماننا لا يهتز.لعلهم الآن يندمون علي جهدهم الضائع و حياتهم المفقودة لأجل وهم لن يتحقق بمحو إيمان وعد مسيحنا القدوس أن أبواب الجحيم لن تقدر عليه .
هؤلاء الذين يعرفون كيف يجتذبون المجرمين إلى منابرهم. كيف يعلمونهم أن القتل فضيلة كى لا تضيع حرفتهم هباءاً.علموهم قتلنا فيصيروا  بهذا الدم وحده مجاهدون لا مجرمون و لا فرق بينهم عندنا. كيف تتلمذ المجرمون علي أياديهم.كم صار معلموا الموت جبابرة في غسل العقول و مقتدرون فى الشر.إستطاعوا تطويع عتيدى الإجرام.فتحوا مساجدهم فصارت مدرسة لحصد الدماء..بتعليمهم صار المجرمون مجاهدين يقتلون بعد التأكد من الهوية.مَن هؤلاء الذين يغسلون عقول المجرمين إلا مجرمون أكثر منهم إجراما .قتلوا الضمير قبل أن يقتلوا الناس.هؤلاء لما تسلطوا على منابرهم ترنحت تحت أقدامهم الرؤوس.
 يعرفون أنهم قتلة و أن تلاميذهم قتلة.أحاديثهم أحاديث الجريمة ذاتها.خطبهم  هي خططهم للقتل.لهم سلوكيات العصابة و أخلاقها و يقسمون الأدوار فيما بينهم.هؤلاء يغسلون العقول و أولئك يغسلون معالم الجريمة و غيرهم يغسلون أياديهم من القتل و يبدأون تبرئة المجرمين.إنها أدوار عصابة و قد أتقن كل دوره لسبب تكرار الجريمة.
القادة في مصر يعرفون أن الوطن لن ينج إلا لما يلغ المادة الثانية من الدستور و يفض الإشتباك بين الدين و الدولة و بين الشريعة و القوانين.لن تقم نهضة إلا بعد أن ينحصر دور الدين في علاقة الإنسان بربه فحسب.هذا هو دور المستنيرين أن يكافحوا لكي يترسخ هذا الفصل بإعتباره الحل الوحيد  لنهضة مصر كما نهضت أوروبا بأكملها حين فعلت هذا.ليكن هذا الحل فى  يقين الراغبين في إنعاش مصر من مخالب الموت على يد المتأسلمين و عقيدتهم و مفاهيمهم.لا يجب أن ننهمك في تحليل حادثة بعينها لأن منبع الشر واحد و هو كامن في الخلط بين الدين و الدولة.لا يوجد أشر على الدولة سوى تبنى فرض الدين و لا أسوأ علي الدين سوى  السعى للهيمنة على الدولة.
إلى الذين  يعرفون كل الحقائق الجيد منها و الردئ  نسأل.متي تتحول معرفتكم إلى وسيلة للتغيير لما هو أفضل.متي توقفكم المعرفة عن السير في طريق الموت و إختيارالحياة.متى تستخدمون المعرفة في النهضة و إحياء الوطن .المعرفة وحدها لا تكفي بل التغيير الناتج عن معرفة الواقع هو ما ينفع.فإن تريدون التغيير أنصحكم بأن نسألون الله عنه.
نحن نعرف أن دماءنا غالية على المسيح  هذا الذى خلط دمه بدماءنا.نؤمن بإله قادرلا ينتظر أتباعه كى يدافعون عنه و عن إيمانه و إنجيله.بل هو الذى يدافع عنا و يعمل بنا بغيرتوقف كى يبين لنا عمق محبته و قوة خلاصه و فرح إنتصاره. الروح القدوس الذى في المسيح فينا .الآب الذى هو أب المسيح أبونا نحن أيضاَ.نحن شركاء الثالوث .نحن ورثة الموعد , بني العلي و أبناء الملكوت.نحن نعرف أننا قطيعه و هو مخلصنا و راعينا.
نحن نعرف أن الموت غدراً ليس من مشيئة الله لكنه يسمح به و يحوله إلى مجد.لهذا ننظر إلى الموت بعد أن يتحول إلى مجد.و نتجاوز الغدر فى الأبدية.نعبر الألم بتعزيات الروح المعزي فلا نأخذ الألم من غير تعزيات الروح و نتلذذ بالتعزيات أكثر مما نتأذى من الألم.لقد تأدبنا بمهارة الخلاص و تحلينا بنعمة الإنتصار فصارت لغتنا بوداعتها تغلب فظاظة أهل الشر بعجرفتهم.
سيوفهم لا تقتل الحياة الأبدية. الطلقات لا تخترق إيمان النفس و الروح و الجسد.آه لو تعرفون إيماننا؟ ما أنفقتم العمر هباءاً و لا النفس الوحيدة التي تملكونها صارت فى عتاد الموت محسوبة.التهديدات تسقط تحت أقدام من يطلبون المسيح بقلوبهم فيحل فيهم رئيس السلام.نحن أقوى من الشر و الأشرار لأن مسيحنا غلب كل أنواع الموت و سكب نفسه لأجل الجميع.ماذا لو جربتم أن تطلبوا المسيح فيعرفكم الحياة الأبدية حينها نقول بصدق أنكم تعرفون.