المحرر موضوع: الى un....... ان اوان تصفية احتلال الامم الكبيرة للامم الصغيرة في العالم  (زيارة 829 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبد الغني علي يحيى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 429
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الى un....... ان اوان تصفية احتلال الامم الكبيرة للامم الصغيرة في العالم

عبدالغني علي يحيى
   في مطلع الستينات من القرن الماضي، خطت منظمة الامم المتحدة un خطوة جريئة بتشكيلها لجنة تصفية احتلال المستعمرين الاوروببين لمستعمر اتهم التي كانت تقع في معظمها باسيا وافريقيا. ورضخت الدول الاستعمارية لطلب un دون قيد أو شرط ومن منطلق حضاري ووعي رفيع وبعد نظر وقامت بتصفية احتلالها للمستعمرات ضمن سقوف زمنية محددة، وبذلك ظهرت العشرات من الدول القومية والوطنية، وانتهت الحروب والمنازعات في البلدان المستعمرة، كما سد الطريق امام نشوب حروب محتملة في اخرى. وتعمق مصطلح العالم الثالث، اي عالم الشعوب والبلدان التي تحررت من الاستعمار أو التي كانت تتهيء للتحرر وبتأسيس حركة عدم الانحيار، اصبحت تلك البلدان قوة لايستهان بها الى جانب المعسكرين الغربي والشرقي. غير أن أخطاءً رافقت تصفية المستعمرات منها: ان الادارات الحكومية سلمت الى الامم الكبيرة في تلك البلدان، ولم يحسب حساب للامم الصغيرة ولا لأوطانها في تلك البلدان والتي كانت تشكل جزءاً من البلد المستقل حديثاً، علماً أنه قبل تصفية المستعمرات انبثقت بين الحربين العالميتين دول عدة كالعراق وتركيا وسوريا مثلاً ووفق قاعدة تلك اي تسليم الاستعمار الاوروبي للسلطة في تلك الدول الى الامم الكبيرة أو المهيمنة دون مراعاة الامم الصغيرة وأوطانها ضمن البلد ذو السيادة الحديثة ولم تكن كل الامم المغلوية على امرها في ظل الامم المهيمنة، صغيرة انما كان بينها وما يزال امم كبيرة لها أوطان كبيرة واسعة كالامة الكردية والامه الامازيغية والبلوش والمقدونيين.. الخ ولقد كان الاصح الاعتراف باستقلال تلك الامم والاوطان داخل الوحدات الادراية التي استقلت عن الاستعمار تزامناً مع تصفيةة الاستعمار واناطة مقاليد الامور الى الامم الكبيرة أو التي كانت تدير شؤون البلاد في ظل حكم المستعمر، ففي العراق مثلاً، وقبل تصفية الاستعمار ابقت سلطات الاحتلال البريطاني السلطة والادارات الحكومية في يد المكون العربي السني الذي كان يدير الولايات الثلاث: الموصل (كردستان) و بغداد والبصرة في العهد العثماني بتخويل من الاخير طبعاً وبذلك فأن الامم المغلوبة على أمرها احست بأنها انتقلت من احتلال مستعمر حضاري متطور الى احتلال مستعمر متخلف من النواحي كافة، اي الامم التي تسلمت الحكم وراح يطلق على انظمتها، (النظم الوطنية أو القومية الحرة المستقلة) والتي انصرفت منذ الايام الاولى لقيامها الى اجراء تغيير ديموغرافي في اوطان الاممم التي تعيش معها وعملت ايضاً على أختراق حدودها الاجتماعية ولقد اتخذ ذلك في العراق شكل التعريب والتهجير ضد الكرد بالاخص، ثم ان الامة المهيمنة لم تكتفي بحجب الحقوق الثقافية والسياسية والقومية عن الامة الكردية بل لجأت الى اختراق حدودها الاجتماعية وتبديل حتى أسماء بلداتها ففي محافظة ديالى استبدل الاسم الكردي لقضاء شاربان باسم اخر عربي هو (المقدادية) واطلق اسم  جلولاء على اسم كولالة الكردية، حتى قضاء الخالص كان اسمه الكردي (ديلتاوا) وفي جنوب غرب كركوك تحول اسم شيروان الكردي الى (الحويجة) وفي اواسط السبعينات من القرن الماضي سيما بعد انهيار الثورة الكردية  1961 – 1975 توسعت  ظاهرة استبدال اسماء المدن الكردية بأخرى عربية، فمحافظة كركوك صار اسمها التأميم وناحية اتروش في محافظة دهوك اصبح اسمها (الطليعة) وتم اسكان العرب فيها، واطلق السم (الصديق) على قضاء سوران، وظهرت على الارض الكردية تسميات لمدنها غريبة مثل القحطانية والصمود.. الخ من التسميات التي كانت نتاجاً لأختراق الحدود الاجتماعية للكرد. ولم تتوقف الحكومة العراقية عند هذا  الحد بل قامت باقتطاع اجزاء من كردستان لضمها ادارياً الى المحافظات العربية: اذ اقتطعت قضاء مخمور من اربيل وضمته الى محافظة نينوى وطوزخورماتو من كركوك الى محافظة صلاح الدين ولم تتوقف عند هذا الحد ايضاً بل اسكنت عشرات الالوف من العرب في اراضي ومدن الكرد مقابل طرد سكانها الكرد الاصليين.
ومثلما قاومت شعوب المستعمرات في السابق الاستعمار الاوروبي فأن الشعوب الرازحة تحت نير الامم الكبيرة أو المهيمنة في بلدان العالم الثالث لجأت بدورها الى مقاومة استغلال و تجاوزات الامم الكبيرة المحتلة لأوطانها. وهكذا منذ ظهور الدولة العراقية عام 1921 فان الشعب الكردي خاض سلسلة من الثورات والانتفاضات لأجل نيل الاستقلال، كما خاضت شعوب اخرى معارك وثورات ضد الامم المهيمنة عليها لغرض نيل حريتها واستقلالها. وبعد ان اصبحت مقاومة هذا الامم ظاهرة، ظهر مصطلح (شعوب العالم الرابع). ومنذ ظهورا لمصطلح فان كاتب هذا المقال راح يستخدمه باستمرار في معرض تناوله لاوضاع وثورات امم العالم الرابع بشكل لافت وبالتحري في اوضاع هذه الامم وقفت على دراسات فيمة ورد فيها ان عدد شعوب العالم الرابع المحرومة من الاستقلال وعضوية الام المتحدة un اكثر من عدد الشعوب التي نالت استقلالها وتتمتع بعضوية المنظمة العالمية، ففي دراسة اطلعت عليها كان عدد شعوب العالم الرابع اكثر من 265 شعباً ووطناً في حين لم يتجاوز عدد الشعوب التي تتمتع بعضوية الامم المتحدة ال 200 عضو الى الان، ما يعني ان اكثرية شعوب العالم لم تتحرر الى الان. ويوماً بعد يوم راحت شعوب العالم الرابع ترفع راية الثورة المسلحة وتقاوم هيمنة الامم المسلطة عليها ودخل نضال بعض من هذه الشعوب اكثر من نصف قرن. في حين لاذت شعوب محسوبة على العالم الرابع في البلدان الصناعية المتقدمة، اوروبية وامريكية الى الاستفتاء لتيل حقوقها مثل: الكيبك في كندا والاسكتلنديون في بريطانيا وكتالونيا في اسبانيا .. الخ
لقد انتهت حروب شعوب العالم الثالث ضد الدول الاستعمارية منذ نحو نصف قرن أو يزيد، وحلت محلها حروب اشرس وأوسع بين شعوب العالم الرابع والامم المسلطة عليها في اقطار العالم الثالث. الحروب الاستعمارية في الجزائر وليبيا وفيتنام واقطار اخرى لم تكن تتجاوز سوى سنوات قليلة جداً لاتتجاوز عدد اصابع اليدين، في حين دامت ثورات لشعوب العالم الرابع قرناً او نصف قرن، وما زالت مستمرة الى الان، وثبت بما لا يقبل الجدل، ان نظماً في العالم الثالث بلغت في وحشيتها مرتبة ما فوق الفاشية والنازية ضد شعوب العالم الرابع وبالاخص في العراق حيث استخدم السلاح الكيمياوي والانفال ضد الكرد واذا امعنا الفكر في الاضطرابات في العالم، لوجدنا انها  تكاد تخصر في شعوب العالم الرابع مع حكامها من الامم المهيمنة عليها، وباطلاق الحرية لشعوب العالم الرابع فان السلام سيعم العالم أجمع. ان الحروب والنزاعات المسلحة تجري حصراً بين شعوب العالم الرابع والامم المهيمنة عليها والمحتلة لأراضيها، لذا اذا أريد للسلم العالمي ان يعم ويتوطد فما على الامم المتحدة والدول العظمى ومنظمات حقوق الانسان الا أن تصدر قراراً بتصفية هيمنة الامم الكبيرة في العالم الثالث على شعوب العالم الرابع اسوة بتصفية المستمرات والاستعمار في مطلع الستينات من القرن الماضي. في البدء قبل طرح هذه الافكار في شكل مقال، راودتني فكرة ان الخصها في مذكرة واقدمها الى سكرتارية الامم المتحدة، واعتقد  ان من حق اي مواطن في العالم، ان يتقدم بشكاوى ومقترحات الى un، لكني ارتأيت في النهاية الى نشرها، الافكار، في مقال، وقد اقدم بعد فترة لتحويلها الى مذكرة لرفعها الى un ومراكز القرار في العالم.
الحرية والاستقلال لشعوب العالم الرابع ولتقبر الى الابد هيمنة الامم المتنفذة والكبيرة على مقدرات شعوب العالم الرابع، لاسلام في العالم دون تصفية احتلال الامم الكبيرة للامم المضطهدة (امم العالم الرابع). ان هيومن رايتس ووتش ومنظم العفو الدولية وكل منظمات حقوق الانسان ورجالات الفكر في العالم مدعون لنصرة شعوب العالم الرابع وتصفية الهيمنة عليها وانهاء الاحتلال لأوطانها.