المحرر موضوع: هل الخلل في الكنيسة ام فينا نحن ؟  (زيارة 4013 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هذا رد كتبته على الأخ العزيز سعدي عزيز بطرس من ملبورن/ استراليا في حديثه عن الموت الرحيم وزواج المثليين ، مع الأنحسارالسريع لدور الكنيسة والتراجع المخيف في اعداد المؤمنين لأسباب مختلفة، وكوني أقيم في هولندا منذ حوالي ربع قرن ومتابع جيد للتطورات التي جرت في هذا المجال كتبتُ مايلي:

هولندا هي أول دولة في العالم أقرت وطبقت قوانين تتعلق بما يسمى بالموت (القتل) الرحيم وزواج المثليين ، رغم اعتراض الكنيسة والمنظمات الدينية، وكما تفضلتم فإن سلطة الكنيسة ودورها أخذ يتقلص بعد نهاية الحرب العالمية الثانية واتخذ منعطفا خطيرا منذ نهاية الستينات من القرن الماضي ووصل الحال إلى ما وصل إليه اليوم بحيث لم تعد هناك سلطة للكنيسة بسبب القوانين المدنية التي لا تتتماشى مع تعاليم الرب يسوع وقوانين الكنيسة ، وأصبحت الكنيسة مؤسسة حالها حال المؤسسات المدنية الأخرى لا تحترم تعاليمها التي تتقاطع او تخالف القوانين التي تقرها الدولة.

لا تحمّلوا الكنيسة أعباءً أكثر من طاقتها. الناس أصبحوا مستهترين في هذه الأزمنة وهو ماحذرنا منه سيدنا يسوع المسيح والرسل في الانجيل ويحاولون ان يبحثوا عن سبب يبرر ابتعادهم عن الكنيسة وتعلّقهم بالأمور الدنيوية وحبهم للمادة ورغباتهم الخاصة ، فوجدوا ضالتهم في تصرفات بعض رجال الدين الذين اساءوا الى الكنيسة وأعتبروها شمْاعة يعلقون عليها سبب تركهم للكنيسة وتعاليم الرب يسوع.

هل تعلمون أن مدينة تلبورغ الهولندية التي كانت تحتوي على جامعة كاثوليكة شهيرة وكنائس كبيرة ورائعة، كانت نسبة الكاثوليك فيها ٩٨% في الستينات وانحفضت في ٢٠١٠ إلى أقل من ٧% فقط.
قد يكون لبعض رجال الدين دور سلبي على المؤمنين، إلا أن هذا ليس سببا كافيا ليترك المؤمن الحقيقي كنيستنا.
انها بإختصار معركة الشر التي تحدث عنها الإنجيل ضد الكنيسة.

يا اخوان الشيطان يحرك جهات عديدة متنفذة لضرب اساسات الكنيسة وخاصة الكاثوليكية كونها أكبر كنيسة في العالم، ولكن هيهات له ذلك لأن الرب بناها على الصخرة، وعلينا كمؤمنين ملتزمين ان ندافع عن كنيستنا بقدر المستطاع ، أما الفاسدون داخل الكنيسة فإنهم ينالون جزاءهم العادل ان لم يكن في هذا العالم فنحن متأكدين بأنهم لن يفلتوا من عقاب الرب الذي قال عنهم بأنه كان افضل لهم ان يعلق حجر الرحا بالسورت ( كرستا ) في عنقهم ويرمون في البحر من ان يكونوا سببا في ضياع أحد المؤمنين الذين سماهم يسوع باخوتي الصغار.

يا اخوان لاتجعلوا حياتكم وغيرتكم على الدين تقودكم إلى صب جام غضبكم على الكنيسة، فالكنيسة أيضا ضحية مثلنا في هذا الزمن الصعب ، لذلك تشجعوا وتمسكوا بايمانكم القويم وكونوا مثالا وسببا لتقوية الآخرين أو الذين اهتز إيمانهم والرب يحفظكم ويحفظ كل المؤمنين. تقبلوا تحياتي/ اخوكم جاك يوسف طليا الهوزي

ملاحظة: الأخ سعدي من أشد الغيورين على الكنيسة ومعروف عنه صراحته وجرأته في التعبير عن ارائه.


غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 663
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ جاك يوسف الهوزي المحترم,

"هل تعلمون أن مدينة تلبورغ الهولندية التي كانت تحتوي على جامعة كاثوليكة شهيرة وكنائس كبيرة ورائعة، كانت نسبة الكاثوليك فيها ٩٨% في الستينات وانحفضت في ٢٠١٠ إلى أقل من ٧% فقط.
قد يكون لبعض رجال الدين دور سلبي على المؤمنين، إلا أن هذا ليس سببا كافيا ليترك المؤمن الحقيقي كنيستنا.
انها بإختصار معركة الشر التي تحدث عنها الإنجيل ضد الكنيسة."


شكرا على ذكرك هذه الاحصائية وانا لا اشك في صحتها. احاول قدر الامكان ان لا  اخرج عن الموضوع ولكن شي بالشي يذكر.
ان المتحوليين من الكاثوليكية في هذه الفتره التاريخية القصيرة نسبيا بهذه الاعداد الكبيرة ليس فقط في اوربا وانما في كافة انحاء العالم ومن شعبنا ايضا, وبلا شك قد اصبح اغلبهم لا دينيين ونسبة ضئيلة منهم انتمى الى بقية المذاهب او الاديان. نعم وكما يذكر حضرتك فساد بعض رجال الدين الكاثوليك ليس السبب الوحيد. ولكن لم يكن السبب الرئيسي رجال الدين فما هو؟ احاول قدر الامكان ان لا اخرج عن موضوعك الديني
برأي بأن السبب الاول هو ان الاوربيين اكثر اطلاعا وثقافة من بقية الكاثوليك في العالم ويأتي بالدرجة الثانية امريكا الجنوبية حيث بدأت الكاثوليكية فيها بالتقهقر ايضا. ولكن السبب الرئيسي باعتقادي هو الكنيسة الكاثوليكية نفسها التي بدأت تتراجع عن الايمان المسيحي الكاثوليكي منذ المحمع الفاتيكاني الثاني في بداية الستينات حيث يقال بان مئة الف رجل دين كاثوليكي ترك الكنيسة بعد قرارات المجمع, اهم هذه القرارات المثيرة للجدل هي ان الجنة (ملكوت السماء) يدخلها ليس فقط المسيحي المؤمن وانما ايضا المسلم واليهودي والهندي واحيانا حتى الملحدين  وغيرهم. اي كل المؤمنين الجيدين من كافةالاديان يدخلون الجنة ولذلك يحق المسيحي ان يتسأل لماذا الله ارسل ابنه الوحيد؟ ولمادا انا ابقى مسيحي كاثوليكي اذا كان بامكاني ان ادخل الجنة بهذه السهولة؟
كانت الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية قد وضعت بعض هذه القرارات على الرف حتى مجئ قيادة الكنيسة الحالية لتنزلها وتعلنها لاتباعها من خلال تصريحاتها ومواقفها السياسية ونحن نعلم اتباع الكنيسة الكلدانية اغلبهم متعلمين وذوي ثقافة عالية من حقهم ان يسألوا عن سبب انزال هذه القرارات من الرف في هذا الوقت. تقديري للجميع

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي جاك : لا تتعب حالك لان الوقت قد تاخر ! نقطة .
اما الخلل فهو في الاثنين . نقطة

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 الأخ ميخائيل ديشو المحترم
تحية طيبة
شكرا لمروركم والمعلومات التي اوردتموها عن المجمع الفاتيكاني الثاني ، أما بخصوص صحتها من عدمه فلا استطيع ان أجزم ذلك، وأتمنى، لو كانت لديك معلومات مؤكدة عن الموضوع ذكرها ليتسنى لنا الاطلاع عليها وكذلك ندعو أصحاب الشأن التعليق على ما ذكره الأخ ميخائيل للاستفادة وتوضيح الأمور.
اخي الكريم.. برأيي الشخصي مشكلة تناقص أعداد رواد الكنائس بصورة عامة وليس الكنيسة الكاثوليكية وحدها تكمن في برود الإيمان لدى الكثيرين وتاثرهم بالحياة المادية والأمور الدنيوية بحيث لم يبقى لديهم مجال للكنيسة، ومن ضمن الحجج التي يتحجج بها الكثيرون هي تصرفات رجال الدين، وهذا لا ينفي الدور السلبي لبعض رجال الدين بمختلف رتبهم، ولكن مع هذا كله الكنيسة ليست ملكا صرفا لهذا الكاهن أو المطران أو البطريرك، وإذا انسحب المؤمنون لهذا السبب فإنهم سيجعلونه يتمادى في تصرفاته ويتركون له المجال يسرح وين رح كيفما يشاء.
مع التقدير..

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي نيسان
بالنسبة للنقطة الأولى ، لا أعتقد بأن هناك وقت محدد لمن يريد أن يؤمن ويمارس إيمانه لأن باب الرحمة مفتوح في كل وقت لمن يرغب بذلك.
أما النقطة الثانية ، فإني اتفق معك تماما.
تحياتي

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي

الاستاذ جاك يوسف الهوزي المحترمن
تحية طيبة

نحن بحاجة الى تجاوز اشكالياتنا الكنسية معرفيا وفلسفيا واجتماعيا، ونعمل معا على تنقية واقعنا بكل روافده من عوامل الغلو واسباب التشدد التي لا تنسجم ومقتضيات المرحلة التي نمر بها كشعب . من هنا فان التعاون يقتضي بالحوار ونفي الاكراه، بكل صفوفه واشكاله. وتقبل مروري والرب يرعاك
هنري سركيس

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي جاك : كان عليك ان تتفق مع النقطة الاولى اكثر من الثانية : تقول الآتي :
هل تعلمون أن مدينة تلبورغ الهولندية التي كانت تحتوي على جامعة كاثوليكة شهيرة وكنائس كبيرة ورائعة، كانت نسبة الكاثوليك فيها ٩٨% في الستينات وانحفضت في ٢٠١٠ إلى أقل من ٧% فقط.انتهى الاقتباس ...
تصور معي كيف يمكن اعادة أقارب الساعة والتاريخ وإعادة النسبة الى ٩٨٪‏ هذا مجرد مثال بسيط لمدينة صغيرة فما بالك بالذي حصل في كل المدن ودوّل العالم من الانحسار والتقلص والتشتت والابتعاد وووووو الى اخره من الإيمان !!! النقطة الاولى هي اعقد وأعسر من النقطة الاولى . تحية طيبة

غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ العزيز جاك : الخلل في الاثنين كما يقول الاخ نيسان لكن الخلل الاكبر هو من ناحية الكنيسة لان عليها تقديم رسالة الخلاص الى كل الناس لكنها لم تفعل بل حرفة في الرسالة مع كثير من المحابات وكذلك التقصير في العقاب للمخالف .من ناحية التحريف تم الغاء الوصية الثانية في الوصاية العشرة والتي تقول (خر 20: 4 لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الارض من تحت وما في الماء من تحت الارض.) والكنيسة تصنع التماثيل من اجل الربح المادي . كذلك المحابات اي قيام رئيس الكنيسة الكاثوليكية بتقبيل القران الذي هو كتاب الشيطان . وهناك المزيد . تقبل محبتي .

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 663
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ جاك يوسف الهوزي المحترم,

ادناه NOSTRA AETATE بالعربي والانكليزي

http://www.christusrex.org/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/nostra-aetate/1-5.htm#1)

http://www.ewtn.com/library/COUNCILS/v2non.htm

تقديري

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 663
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ جاك يوسف الهوزي المحترم

للمزيد واكثر وضوحا

الفقرة 16 من CHAPTER II
ON THE PEOPLE OF GOD
LUMEN GENTIUM

http://www.vatican.va/archive/hist_councils/ii_vatican_council/documents/vat-ii_const_19641121_lumen-gentium_en.html

LUMEN GENTIUM
بالعربية  نور الامم الفقرة 16  كما اعلاه
http://www.chaldeaneurope.org/%d9%88%d8%ab%d8%a7%d8%a6%d9%82-%d9%83%d9%86%d8%b3%d9%8a%d8%a9/
 تحياتي

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ هنري سركيس المحترم
تحية طيبة
نعم اخي العزيز نحن بحاجة إلى التضامن وخاصة في هذه المرحلة، وكنائسنا مدعوة أكثر من أي وقت مضى ان تكون قدوة في هذا المجال.. أما سبب انسحاب الكثيرين من الكنيسة بصورة عامة فهو قرار شخصي يتعلق بالإيمان..بقية الحجج مجرد اعذار وكما يقال حق يراد به باطل.
مع التقدير

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي نيسان.. لو تحدثنا بلغة الارقام فانت محق في ذلك، ولكنني لا اقصد هنا ماذهبت اليه، وإنما أتحدث عن الإيمان، لأنه كما يقول حتى الهولنديين أنفسهم nooit is te laat ، وهذا سمعته من أكثر من شخص منهم، ربما يكون من ترسبات الماضي المسيحي لهم، ولكن هذه هي الحقيقة المبنية على مثل معروف في الإنجيل...تحياتي.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي العزيز البرت..كما ذكرت في ردودي لاخوة هنا وعلى الفيس بوك انه رغم سلبيات الكثير من رجال الدين التي أثرت على الكثيرين، إلا أن غالبية من تركوا الكنيسة بصورة عامة وليس كنيسة محدده فإنهم لن يعودوا إلى هذه الكنائس حتى لو أزيلت كل التماثيل وتحول الكهنة إلى قديسين.. انها معركة شرسة يشنها الشيطان من خلال شياطين ارضيين لضرب أركان الكنيسة، قد ينجح في ذلك إلى حد كبير..الا انه لا يستطيع زحزحتها لأن الرب وضع أساسها على الصخرة وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. 

غير متصل kaldanaia

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 871
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد ميخائيل ديشو المحترم
بعد الاذن من العزيز جاك المحترم
عقيدة خلاص غير المؤمنين لفهمها ولكي لا نتهم المجمع الفاتيكاني الثاني هكذا ببساطة
اليك ولمن يرغب هذا المقال للاب فاضل سيداروس اليسوعي .



سبق أن نشرنا في عددنا السابق فقرة من كتاب الأب فاضل سيداروس اليسوعي “سرّا المعمودية والتثبيت”- سلسلة “الأسرار والحياة” رقم4- مطبوعات الآباء اليسوعيّين في مصر- القاهرة 1993″حول إعادة التعميد”. وننشر في هذا العدد فقرة أخرى لا تقلّ أهمّية حول قضيّة “خلاص غير المسيحيّين” وهي موضع تساؤل العديد من المسيحيّين في الشرق والغرب، أمس واليوم. لذلك رأينا من المفيد لقرّاء مجلّة “صديق الكاهن” الاطلاع على طريقة طرح القضيّة طرحاً سليماً، وطريقة معالجتها معالجة أمينة للنصوص الكتابيّة.

 

إدارة المجلّة

 

بعد توضيح علاقة المعمّدين مع الله ومع الكنيسة نتساءل: وما مصير هؤلاء الذين لا يؤمنون بالمسيح ولا يعتمدون ولا ينتمون إلى الكنيسة؟ إن كان العهد الخلاصي معروضاً على جميع البشر، فما مصير الذين لا تعرضه عليهم الكنيسة أو الذين لا يقبلونه؟ هل معنى القول المأثور “لا خلاص في خارج الكنيسة”، أنّ هؤلاء لا خلاص لهم لأنهم لا ينتمون إلى الكنيسة؟ أسئلة شائكة حول موضوع حسّاس في كنائسنا العربيّة التي تعيش في وسط أناس لا يؤمنون بيسوع المسيح ربًّا وإلهًا، ولا ينتمون إلى كنيسته. لذلك نخصّص فقرة لطرح هذه القضيّة ولمحاولة إلقاء الضوء عليها. ففي مرحلة أولى، سنوضّح إشكاليّة قصد الله بين شموليّة العهد الخلاصي وخصوصيّة الاعتماد والانتماء إلى الكنيسة. الأمر الذي سيقودنا إلى إظهار وسائل الخلاص لغير المعمّدين غير المنتمين إلى الكنيسة. مما سيطرح علينا تساؤلاً حول دور المعموديّة والكنيسة إن كان الجميع سيخلصون. ثم سنبرز مختلف المواقف المسيحيّة إزاء قضيّة خلاص غير المعمدين غير المنتمين إلى الكنيسة، وفي النهاية، سنعرض بعض النصوص المعاصرة حول القضية التي نحن بصددها.

 

1- بين شمولية العهد الخلاصي، وخصوصيّة الاعتماد والانتماء إلى الكنيسة:

 

إنّ الإشكالية المطروحة تتلخّص في قصد الله الشمولي في أن يُشرك جميع البشر في عهده الخلاصي من جهة وفي قصره على مَن يعتمدون- في بعض النصوص الكتابية- من جهة أخرى؛ وفي حصره في مَن يحيون اعتمادهم فعليًّا من جهة ثالثة. فقد يبدو أنّ هناك تناقضًا بين النصوص الكتابيّة، كما أنه قد يثير هذا الموضوع تساؤلاً قد طرحه بالفعل معاصرو يسوع عليه: “من يقدر إذن أن يخلص؟” فكيف نطرح القضيّة؟ ممّا لا شك فيه أنّ قصد الله في خلاص البشر بأجمعهم لمن بديهيات العهد الجديد، ولا داع لإثباته لكثرة وضوح هذا المعتقد.

 

حسبنا أن نذكر أنّ دم يسوع المسيح قد أُريق من أجل الجميع، وأنّ حياته وتعاليمه كانت بحثًا عن الخروف الضال والابن الضال، عن العشّارين والزواني، عن عمّال الساعة الحادية عشرة واللص اليمين… وعلى نقيض ذلك، ثمّة نصوص كتابيّة توحي بضرورة الإيمان لنيل الخلاص: “من آمن واعتمد يخلص، ومن يؤمن يُحكم عليه” (مر65/16).

 

فتعلن كلمة يسوع هذه ارتباط الخلاص بالإيمان والاعتماد، في حين أنها تعلن حصر الدينونة على عدم الإيمان، ولا على عدم الاعتماد. وتوحي نصوص كتابية أخرى بضرورة الاعتماد أيضًا لنيل الخلاص: “ما من أحد يمكنه أن يدخل ملكوت الله إلا إذا كان ولا يزال مولودًا من الماء والروح” (يو3/5). فتعلن كلمة يسوع هذه صراحة ارتباط الخلاص بالاعتماد.

 

وهناك نصوص كتابيّة أخرى تُدلي بالمعنى نفسه، إلا أننا نقدّر أنها قليلة، مقارنةً بالتي تعلن الخلاص لجميع البشر وهي كثيرة. وإذا نظرنا إلى المعمّدين، أنفسهم نجد يسوع يحدّ من الخلاص بمقتضى بعض المتطلبات الأساسيّة في الحياة المسيحيّة، فمنها قوله: “إن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال، لا تدخلوا ملكوت السموات” (مت18/3). فالعودة إلى الطفولة- إلى “الفقر الروحي” بحسب تطويبة يسوع الأولى في رواية متى (5/3)- ضرورة للخلاص. ومن متطلبات الخلاص الأخرى عدم الغنى: “يعسر على الغني أن يدخل ملكوت السماوات. لأن يمرّ الجمل من ثقب الإبرة أيسر من أن يدخل الغني ملكوت الله” (مت19/23-26).

وثمّة أيضًا العمل بمشيئة الله لنيل الخلاص: “ليس من يقول لي: “يا رب، يا رب” يدخل ملكوت السموات بل مَن يعمل بمشيئة أبي الذي في السماوات” (مت7/21-23). فنستخلص من هذه النصوص وغيرها  أنّ الخلاص غير مرتبط بالمعموديّة والانتماء إلى الكنيسة فحسب، بل بمتطلّبات مسيحيّة أخرى. فنحن في حيرة مزدوجة. فمن جهة، ثمّة تناقض ظاهري بين قصد الله الخلاصي الشامل جميع البشر- وهذا هو الجو العام السائد في الكتاب المقدّس- وبين حصر الخلاص في مَن يعتمدون. ومن جهة أخرى، ثمّة تضييق في الخلاص- وقد تحدّث يسوع نفسه عن “الباب الضيق”، وعن أنّ “الذين يهتدون إليه قليلون” (مت7/13-14)- يجعلنا نندهش مع معاصري يسوع فنسأله معهم: “مَن يقدر أن يخلص؟”. فكيف يمكننا الخروج من هذين المأزقين؟ إننا، بشأن التناقض بين النصوص الكتابيّة، نقرّ بوضوح بأنّ التناقض ظاهري. فلا يمكن البتّة أنّ كتابًا قد ألهمه الروح القدس يتضمّن تناقضات. فإذا بدا أنّ هناك تناقضًا، استدعى الأمر تحليلاً أدقّ من النظرة السطحيّة التي تجد تناقضًا، وما أكثر الناظرين- من بين المسيحيّين وغير المسيحيّين- نظرة سطحيّة. فتتطلّب الأقوال المتناقضة ظاهريًا تفسيرًا أدقّ وأعمق. وفي ما نحن بصدده، علينا أن نفسّر النصوص التي تحصر الخلاص في مَن يؤمنون أو يعتمدون- وهي نصوص قليلة نادرة، كما قلنا-؛ علينا أن نفسّرها في ضوء الجو العام السائد، ألا وهو الخلاص المعروض على جميع البشر، مؤمنين كانوا أو غير مؤمنين، معمّدين أو غير معمّدين، منتمين إلى الكنيسة أو غير منتمين. فكيف يمكننا فهم النصوص القليلة التي تحتّم الإيمان والاعتماد والانتماء إلى الكنيسة لنيل الخلاص؟ ثمّة اتجاهان لمحاولة فهمها: إنّ واجب الإيمان والاعتماد والانتماء إلى الكنيسة خاص بمَن وصلَتهم البشارة ورفضوها، وهذا ما يقرّه المجمع الفاتيكاني الثاني بكلّ وضوح: “لا يستطيع أن يخلص أولئك الذين يعلمون أنّ الكنيسة الكاثوليكية قد أسّسها الله بواسطة المسيح كضرورة، وبالرغم من ذلك يرفضون دخولها أو البقاء فيها” (“الدستور العقائدي في الكنيسة”، رقم14). فعدم الخلاص مرتبط بـ”الـرفض” مع “العلم” بحقيقة المسيح وكنيسته .

والسؤال الملّح هو أنّ ما يقرب من ثلاثة أرباع البشرية لم تصلهم البشارة، فهل هم يهلكون؟ وهل يُهلكهم الله؟ ولا تعود المسئولية إليهم، بل إلى الكنيسة، أي إلى أبنائها المقصّرين في إعلان البشرى. فيتردّد صدى صرخة بولس فينا: “كيف يؤمنون بمَن لم يسمعوه؟ وكيف يسمعونه من غير مبشّر؟ وكيف يبشرون إن لم يُرسلوا؟” (رو 10/14-15). إنّ كلام يسوع على ضرورة الإيمان به والاعتماد، صيغة أدبيّة لا تقصد الحكم بالدينونة الفعليّة، بقدر ما هي تشجيع على الإيمان والاعتماد، وتحذير لمن لا يؤمن ولا يعتمد. هكذا علينا أن نفهم كلامه على مَن لا يرجعون كالأطفال ومَن يمتلكون الأموال ومَن لا يعملون بمشيئة الله…، وكذلك مَن لا يؤمنون به ولا يعتمدون ولا ينتمون إلى الكنيسة. إنّ كلامه مت باب الحثّ أو التحذير، لا الحكم والقضاء، لأنه يريد خلاص البشر بأجمعهم. فأمّا الطريق العادي الذي قصده يسوع للعهد الخلاصي فللملكوت، فإنّما هو الإيمان به والاعتماد والانتماء إلى كنيسته من جهة، والعمل بموجب ذلك من جهة أخرى . غير أنه قصد طرقًا أخرى، لشدّة حبّ الآب للعالم (يو3/16) ولشـدّة حبّه للبشر (يو15/13) ، فلم يأت ليدين العالم بل ليخلّصه ، وهو العالم الذي يدين نفسه إذا رفضه (يو3/17-21). ونستجلي الآن الطرق الأخرى هذه:

2- خلاص الإنسان بحسب شريعته أو ضميره وبحسب محبّته: فرغم وجود تصريحات ليسوع قد يخال للبعض أنها للدينونة، غير أنّ الوحي الإلهي يقرّ بأنّ المقصود بالإيمان- لغير المؤمنين بيسوع المسيح- هو شريعتهم أو ضميرهم. وقد تنبّه بولس إلى ذلك عندما كتب: “العاملون بالشريعة (الموسويّة) هم الذين ينالون البرّ. الوثنيون الذين بلا شريعة، إذا عملوا بالفطرة ما تأمر به الشريعة، كانوا شريعة لأنفسهم، مع أنهم بلا شريعة، فيدلّون على أنّ ما تأمر به الشريعة من الأعمال مكتوب في قلوبهم وتشهد لهم ضمائرهم وأفكارهم، فهي تارة تشكوهم وتارة تدافع عنهم” (رو2/13-16). فكلام بولس واضح وضوحاً لا يحتمل الدينونة لمن يعمل بموجب شريعته- إن كانت له شريعة- أو بموجب ضميره وفطرته، قلبه وعقله، وقد خلقها الله ويعمل فيها الروح القدس. فيقول أوغسطينس إنّ الروح القدس يعمل في البشر أجمعين، وذلك بموجب الخلق حيث كان يرفرف منذ بداية الخليقة (تك1/2). ويمكن تسمية هذا: “المستوى الطبيعي”.

غير أنّ هناك “المستوى الفائق- الطبيعة” الخاص بالمعمّدين، فالروح لا يعمل فيهم فحسب، بل يسكن فيهم أيضاً، فيصبحون هيكله . فما يميّز المعمّدين عن غير المعمّدين هو سكنى الروح فيهم، إذا اعتبرنا أنه يعمل في الجميع بدون استثناء، ولا سيّما في ضميرهم وفطرتهم، في قلبهم وعقلهم، أو من خلال شريعتهم. وسكنى الروح هذه تولّد في المعمدين وعيهم أنّ الروح يسكن فيهم فقط ولكنه يعمل في الجميع؛ كما أنّ السكنى هذه تولّد فيهم اختبارهم لسكنى الروح ولعمله، وكذلك تولّد عملهم بموجب معموديّتهم. فأمّا غير المعمّدين فلا يعون ذلك ولا يختبرون الروح بل قد يعملون فقط ما يُمليه لهم الروح، وذلك بدون وعي ولا اختبار منهم. وكذلك، إنّ المعمّدين يختبرون خلاص يسوع المسيح وسيادته وأخوّته، فيعونها ويختبرونها ويعملون بموجبها، على خلاف غير المعمّدين. كما أنّ المعمّدين يختبرون أبوّة الله الآب وعهده، فيعونهما ويعملون بموجبهما، على خلاف غير المعمّدين. فهذا هو الفرق بين هؤلاء وأولئك. وإذا اعتمدنا على كلام يسوع بشأن الدينونة العظمى، وجدناه يدين البشر لا بحسب إيمانهم واعتمادهم وانتمائهم إلى الكنيسة، بل بحسب محبّتهم أو عدم محبّتهم. فيقول بصريح العبارة: “كلّ ما فعلتموه لإخوتي هؤلاء الصغار، فبي قد فعلتموه” (مت 25/40، 45). ومن هنا عنصر المفاجأة للجميع: “متى رأيناك…؟”. فالذين يعتقدون أنّ الخلاص محصور على المؤمنين المسيحيّين أو المعمّدين أو المنتمين إلى الكنيسة، سوف يفاجأون يوم الدينونة بأنّ حكم الرب سيدور حول المحبّة أكثر منه حول الانتماء إلى دين معيّن. وإنّ أفعال المحبّة هذه تعوّض عدم الإيمان بيسوع المسيح وعدم الانتماء إلى الكنيسة، أمرها أمر العمل بموجب الشريعة غير المسيحيّة أو الضمير غير المسيحي. فعندما سُئل يسوع: “مَن يقدر أن يخلص؟”، أجاب بوضوح إنّ ما يُعجز الإنسان لا يُعجز الله القدير على كل شيء (مر10/27)، القادر على خلاص جميع البشر حتى إن لم يؤمنوا بابنه يسوع المسيح ولم يعتمدوا باسمه ولم ينتموا إلى كنيسته. بل لقد سبق أن غيّر يسوع معايير الخلاص تغييرًا جذريًا؛ فعندما سأله رجل: “يارب، هل الذين يخلصون قليلون؟”، أجابه: “أقول لكم: أنّ كثيراً من الناس سيحاولون الدخول فلا يستطيعون”. فهؤلاء سيقولون له: “يارب، فتح لنا (…) لقد أكلنا وشربنا أمامك، ولقد علّمت في ساحاتنا”. فيحكم حينئذ عليهم: “لا أعرف منأين أنتم. إليكم عنّي، يا فاعلي السوء جميعاً”.

فالذين كانوا يظنّون أهم من أهل الخلاص- أي المؤمنون بيسوع المسيح والمعمّدين والمنتمون إلى الكنيسة- سوف يفاجأون أنهم ليسوا أهلاً للملكوت. وأمّا الذين كان المؤمنون يستعبدونهم عن الملكوت- أي غير المؤمنين غير المعمّدين وغير المنتمين إلى الكنيسة- فأولئك سوف يتنعّمون بالملكوت: “سوف يأتي الناس من المشرق والمغرب، ومن الشمال والجنوب، فيجلسون على المائدة في ملكوت الله”.

ويختم يسوع تعليمه بقوله الذي يغيّر المقاييس البشريّة تمام التغيير: “هناك آخرون يصيرون أوّلين، وأوّلون يصيرون آخرين” (لو13/22-30). فهذا النص غاية في الأهميّة بشأن الخلاص، وإنه يطابق تعليم يسوع طوال حياته التعليميّة، حيث أعلن: “إنّ العشّارين والبغايا يتقدّمونكم إلى ملكوت الله” (مت21/31). فعكَس يسوع معايير الخلاص والدخول في الملكوت، ليبيّن فائق رحمة الله وشديد رغبته في خلاص البشر بأجمعهم، على نقيض الذين يحصرونه على فئة معيّنة ويعتبرون أنفسهم مخلّصين بمنطق هو بالفعل منطق الفرّيسيّين. وتطبيقًا لذلك كلّه، صرّح آباء المجمع الفاتيكاني الثاني فهم الكنيسة لخلاص غير المعمّدين بعبارات تستحق العودة إليها: “… أمّا الذين لم يقبلوا الإنجيل بعد، فإنهم متّجهون نحو شعب الله بطرق مختلفة، وأوّلهم ذلك الشعب الذي أُعطي العهود والمواعيد وكان منه المسيح بحسب الجسد… وتدبير الخلاص يشمل أيضًا الذين يعترفون بالخالق وفي طليعتهم المسلمون الذين يعلنون تمسّكهم بإيمان إبراهيم، ويعبدون معنا الإله الأوحد، الرحيم، الذي سيدين البشر في اليوم الأخير… فالله… يريد أنّ جميع البشر يخلصون (1طيم 2/4).

فالذين يجهلون بلا ذنب منهم إنجيل المسيح وكنيسته، ويبحثون عن الله بقلب مخلص، ويسعون بأعمالهم- تحت تأثير النعمة- إلى إتمام مشيئته الظاهرة لهم في ما يُمليه عليهم ضميرهم، يستطيعون أن يصلوا إلى الخلاص الأبدي. والعناية الإلهية لا تحرم من العون الضروري للخلاص الذين لم يبلغوا بعد- بلا ذنب منهم- إلى معرفة الله معرفة واضحة ويسعون بنعمة إلهيّة إلى حياة قويمة. فكلّ ما كان عندهم من خير وحق، تعتبره الكنيسة بمثابة تمهيد للإنجيل (راجع يوسابيوس القيصري: “الإعداد الإنجيلي” 1/1) وهبة من لدن مَن ينير كلّ إنسان حتى ينال الحياة أخيراً. لكنّ البشر، وقد خدعهم إبليس، كثيراً ما سفهوا في أفكارهم وأبلوا حقيقة الله بالباطل، إذ عاشوا وماتوا في هذا العالم بدون الله. ولذلك، فالكنيسة- إذ تهتم بمجد الله وخلاص كلّ البشر، وتتذكّر وصيّة الرب: “أعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين” (مر16/15)- تعمل بهمّة في سبيل تشجيع الإرساليّات ومساندتها” (“الدستور العقائدي في الكنيسة”، رقم16).

غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ العزيز كلدنايا : الخلاص لا يحتاج الى شرح كثير لان الرب يسوع المسيح يقول( انا هو ) والتي لا تحتاج الى شرح . فاذا كان الرب يسوع المسيح هو الباب الوحيد للخلاص لا يمكن لبشر ان يصنع باب اخر يجب ان تضع اقوال السيد المسيح في المقام الاول . كذلك رسالة الخلاص قد وصلت الى اماكن بعيدة جدا وبلاد كان من الممنوع ان تدخل فيها لاكنها دخلة وهناك ناس تقبل وناس ترفض واقرب الناس الى كتب الانجيل هم العرب والمسلمين فيهم من قبل اي دخل في الباب وفيهم من يرفض ويعاند الى الان وفيهم الذي يستهزء الى الان فهل سيخلص وان وزع كل امواله على الفقراء ؟ الجواب لا وهذا ليس من عندي واليك الاية (مت 12: 31لذلك اقول لكم: كل خطية وتجديف يغفر للناس واما التجديف على الروح فلن يغفر للناس.) الذي يعمل الان في العالم وينشر رسالة الخلاص هو الروح القدس والذي تحدث عنه الرب يسوع المسيح (يو 14: 26 واما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الاب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم.) كذلك يقول الرب يسوع المسيح (رؤ 3: 20 هنذا واقف على الباب واقرع. ان سمع احد صوتي وفتح الباب، ادخل اليه واتعشى معه وهو معي.)من يفتح الباب يسكن الروح القدس في قلبه والذي يرفض هو يختار الهلاك كما رفض الناس كلام نوح قبل الطوفان يرفض الناس اليوم الرب يسوع المسيح . تقبل محبتي . بعد اذن الاخ العزيز جاك .

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل جاك يوسف الهوزي المحترم

تحياتي

لا شك أن الكل يشتركون في المسؤولية لما وصلت إليه وضعية الإيمان من ضعف وتضعضع إبتداءً من الكنيسة وإلى أصغر مؤمن فيها لأن هناك قوة تعمل في السر والعلن لتدمير الأخلاق وإضعاف الإيمان تطبيقاً لمبادئ العولمة التي بدأت تسود وتؤثِّر على جميع الأديان على حد سواء إلا أن الكنيسة المسيحية تنال القسط الأكبر من الأذى لأنّ لدى أتباعها الحرية الكاملة في التصرف دون الخوف من القصاص واحكام الردة وما شابهها لدى بعض الأديان الأخرى.

حصة الكنيسة وعلى رأسها الكاثوليكية تتمثّل في القوانين الصارمة التي فرضتها عبر تاريخها الطويل والتي لم يكن لها وجود في القرون الأولى للمسيحية وعلى سبيل المثال سر التوبة الذي لم يكن موجوداً وتمّ فرضه خلال القرن الثاني عشر وغيره الكثير الذي لا يتماشى مع عقلية العصر ويساعد ما تعرضه العولمة من أفكار وأنظمة وحقوق إنسان براقة .

 على الكنائس عموماً والكاثوليكية بصورة خاصة إعادة النظر بتلك القوانين التي لم تكن موجودة في بداية المسيحية والتي فرضتها خلال القرون الوسطى للسيطرة على عقول المؤمنين وإسغلالهم كما أعادت النظر بصكوك الغفران وشراء منازل في السماء وتحريم العلوم كما حدث مع غاليليو وغيرها ومن المؤكّد أن لها تخويل رباني مطلق بحل أو ربط ما يريدون حله أو ربطه على الأرض ليكون محلولاَ ومربوطاً في السماء.

صحيح أن لا خوف على زوال الكنيسة لأنها مبنية على الصخرة والرب معها إلى إنقضاء الدهر وهو لا يخلف وعده لأنه قال بأن السماء والأرض تزولان وحرف واحد من كلامي لا يزول إلا أن الخوف كل الخوف هو على الأنفس التي تضيع بسبب تغاضي الكنيسة عن القيام بما يجب عليها القيام به في هذه الظروف الصعبة.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ ميخائيل ديشو المحترم
تحية طيبة
شكرا على اضافتك الروابط المتعلقة بالموضوع.
قرأت الروابط ولم ارى فيها مايشير الى الخلاص بطريق اخر غير يسوع الذي هو الطريق والحق والحياة.
والبيان اصلا هو علاقة الكنيسة بالديانات الاخرى واحترامه لبعض نصوصها التي لاتتعارض مع تعاليم الديانة المسيحية. البيان كتب بلغة ذكية جدا دون الاشارة الى وجود طريق اخر للخلاص مع الاشارة الى ان رحمة الله واسعة وتشمل الجميع.. ولله في خلقه شؤون وشجون.
مع التقدير.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ كلدانايا المحترم
تحية طيبة
شكرا لمرورك وأضافتك للمعلومات التوضيحية حول بيان الفاتيكان الخاص بالعلاقة مع الأديان الأخرى لكي تكون الصورة اوضح.
مع التقدير.

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 663
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ ميخائيل ديشو المحترم
تحية طيبة
شكرا على اضافتك الروابط المتعلقة بالموضوع.
قرأت الروابط ولم ارى فيها مايشير الى الخلاص بطريق اخر غير يسوع الذي هو الطريق والحق والحياة.
والبيان اصلا هو علاقة الكنيسة بالديانات الاخرى واحترامه لبعض نصوصها التي لاتتعارض مع تعاليم الديانة المسيحية. البيان كتب بلغة ذكية جدا دون الاشارة الى وجود طريق اخر للخلاص مع الاشارة الى ان رحمة الله واسعة وتشمل الجميع.. ولله في خلقه شؤون وشجون.
مع التقدير.

الاخ جاك يوسف الهوزي المحترم,
لا اشك بأنك قرأت المرفقات التي ادرجتها في تعقيباتي السابقة وهناك غيرها ولكن تمعن بها جيدا لان لم تعد سرا او غير مفهمومة للاخريين الا لاغلبية ايناء شعبنا الذي لم يطلع عليها ولم يعلن عنها من قبل الكنيسة, على الاقل لحد الان.

هذا ما نقله الاخ kaldanaia مشكورا عن رجل دين كاثوليكي قد يكون مصري سنة 1993 اعتقادا منه بان فهمنا لقرارات المجمع الفاتيكاني الثاني قد يكون خاطئ ولكنه اكد ما ذهبنا اليه.

مقتطع من الاب سيداروس اليسوعي

"فالذين كانوا يظنّون أهم من أهل الخلاص- أي المؤمنون بيسوع المسيح والمعمّدين والمنتمون إلى الكنيسة- سوف يفاجأون أنهم ليسوا أهلاً للملكوت. وأمّا الذين كان المؤمنون يستعبدونهم (يستبعدونهم) عن الملكوت- أي غير المؤمنين غير المعمّدين وغير المنتمين إلى الكنيسة- فأولئك سوف يتنعّمون بالملكوت: “سوف يأتي الناس من المشرق والمغرب، ومن الشمال والجنوب، فيجلسون على المائدة في ملكوت الله”.
أمّا الذين لم يقبلوا الإنجيل بعد، فإنهم متّجهون نحو شعب الله بطرق مختلفة، وأوّلهم ذلك الشعب الذي أُعطي العهود والمواعيد وكان منه المسيح بحسب الجسد… وتدبير الخلاص يشمل أيضًا الذين يعترفون بالخالق وفي طليعتهم المسلمون الذين يعلنون تمسّكهم بإيمان إبراهيم، ويعبدون معنا الإله الأوحد، الرحيم، الذي سيدين البشر في اليوم الأخير… فالله… يريد أنّ جميع البشر يخلصون (1طيم 2/"

ويستشهد هذا الكاهن المؤيد " الجنة للجميع" كثيرا بايات من الكتاب المقدس. لكن المشكلة التي نعانيها نحن القراء هي ان هؤلاء رجال الدين الذين ينقلون لنا مقتطفات من اقوال السيد المسيح على شكل جمل قصيرة خارج سياقها يحاولون ان يقنعونا , لكن السيد المسيح لم يتكلم بجملة او جملتين قصيرة ليقول امنوا بها والا.. وانما يسترسل في الكلام وبالحجج والتفسيرات ليقنع الناس البسطاء من امثالنا. وهذه المشكلة نجدها ايضا في كتابات بعض رجال ديننا على هذا الموقع حيث غالبا ما تكون اقتباس جملة قصيرة من الانجيل خارج سياقها يبنون عليها مواقفهم الدينية والسياسية. ولكن من يعترض اذا كان جملة او عدة جمل نطق بها السيد المسيح تشمل اليهودي والمسلم والهندي والبوذي وغير ديني في ملكوت السماء وانما الافضل ان يبقى المسيحي على ايمانه وهو يضطهد ويهجر ويقتل لينال نفس ملكوت السماء كغيره من البشر!

والان اخي جاك الهوزي انقل مقطع من قرارات المجمع الثاني حول المسلمين اولا. انا لم اتي بشئ جديد لذلك قلت الاوربيين اول الناس تخلو عن الدين والمسيحية لانهم اول الناس الذين اطلعوا عليها.

4140 -16- أما الذين لم يقبلوا الانجيل بعد، فإنهم متجهون نحو شعب الله بطرق شتى. بادىء ذي بدء ذلك الشعب الذي إقتبل العهد والمواعيد، ومنه خرج المسيح بحسب الجسد ( راجع روم 9 /4-5 )؛ شعب محبوب من حيث الاختيار، من أجل الآباء، لأن مواهب الله ودعوته هي بلا ندامة ( راجع روم 11 /28-29 ). ولكن تصميم الخلاص إنما يشمل الذين يعترفون بالخالق، ومن بينهم أولاً المسلمون الذين يقرون أن لهم إيمان ابراهيم، ويعبدون معنا الاله الواحد الرحيم، الذي سيدين البشر في اليوم الأخير.

تقديري الخالص

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان بولص المحترم
تحية طيبة
شكرا لك على مداخلتك القيمة التي تغطي الموضوع الذي نحن بصدده من مختلف الجوانب مع حلول عملية واقعية للمشاكل التي قد تكون سببا لأبتعاد الناس عن الكنيسة.
ولكن السؤال يبقى :
هل الكنائس مستعدة للتعامل بشكل جدي مع ما طرحتَه أدناه في سياق تعقيبك ؟
على الكنائس عموماً والكاثوليكية بصورة خاصة إعادة النظر بتلك القوانين التي لم تكن موجودة في بداية المسيحية والتي فرضتها خلال القرون الوسطى للسيطرة على عقول المؤمنين وإسغلالهم كما أعادت النظر بصكوك الغفران وشراء منازل في السماء وتحريم العلوم كما حدث مع غاليليو وغيرها ومن المؤكّد أن لها تخويل رباني مطلق بحل أو ربط ما يريدون حله أو ربطه على الأرض ليكون محلولاَ ومربوطاً في السماء.
بالمقابل ، هناك شيء مهم آخر يفرض نفسه كسؤال :
هل الذين تركوا الكنيسة والناس بصورة عامة مستعدون للتعامل هذه الأيام بشكل جدي مع ما تصدره الكنيسة ؟
مع التقدير .

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز ميخائيل ديشو المحترم
تحية طيبة
شكرا مرة اخرى على المعلومات التي نشرتها ليطلع ويستفاد منها الجميع وعلى النقاش الهادئ الذي غايته معالجة الأسباب التي أدت الى ابتعاد الناس عن الكنيسة بصورة عامة .
في مداخلتك الثانية ذكرت ما معناه بأن الأوربيين أكثر ثقافة واطلاعا على مايجري في خبايا الكنيسة وان ماجاء في البيان الختامي للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بخصوص العلاقة مع بقية الأديان ونظرتها الى الله ومفهوم الخلاص كان له اثرا سلبيا لأنه يخالف ما كان سائداً من افكار لديهم بأن الخلاص لايكون إلاّ عن طريق المسيح.
أخي العزيز.. كما ذكرت في تعقيبي السابق عليك، البيان صيغَ بطريقة دبلوماسية ذكية جدا تحترم مايتماشى مع تعاليم الدين المسيحي ولكنها  تقر بأن الخلاص لايمكن وفق المفهوم المسيحي إلا ان يكون بواسطة المسيح الذي هو الطريق والحق والحياة، واليك مقتطف من النص (الفقرة ٢) الذي جاء في الرابط الأول الذي وضعته انت يؤكد ما ذهبنا إليه :

فالكنيسة الكاثوليكية لاترذل شيئا مما هو حق ومقدس في هذه الديانات. بل تنظر بعين الأحترام والصراحة الى تلك الطرق، طرق المسلك والحياة، والى تلك القواعد والتعاليم التي غالبا ما تحمل شعاعا من تلك الحقيقة التي تنير كل الناس. بالرغم من انها تختلف في كثير من النقاط عن تلك التي تتمسك بها هي نفسها وتعرضها. ولذا فهي تبشر وعليها ان تبشر بالمسيح دون أنقطاع، إذ انه هو "الطريق والحق والحياة" (يوحنا 14/6) فيه يجد الناس كمال الحياة الدينية وبه صالح الله كل شيء.

أخي ميخائيل، النص واضح وصريح ومن غير الممكن ان لايفهمه المثقف الأوروبي، او يكون سببا في تركه للكنيسة.
شخصيا، أتفق مع الأخ عبدالأحد سليمان بولص في تفسيره أسباب هذه الظاهرة الخطيرة على الدين وليس الكنيسة الكاثوليكية وحدها.
ودمت اخا عزيزاً.

غير متصل جورج نكارا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 148
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ جاك الهوزي
برأيي كل شخص يتحمل تبعات تركه للكنيسة ، أما الحجج فدائما جاهزة وجاءت فضائح بعض الكهنة الفاسدين لتبرر فعلهم هذا .
العلاقة بين المؤمن الحقيقي وربه لايمكن ان تتأثر بفعل سلبي لرجل دين يسيء الى رسالته، وانما مغريات الحياة العصرية والمادة وضعف الأيمان.
تحياتي

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 663
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ جاك الهوزي المحترم,
  لم اكن ارغب في العودة ولكن ما نقله حضرتك فقرة مجتزأة ولا تمثل المعنى الكامل للقرار.
عندما اشرت انا الى موضوع المحمع الفاتيكاني الثاني اعتقدت انه موضوع قديم بعمر يزيد على ستين عاما لكن قراراته لا زالت مثار جدل ليومنا هذا. لا زلت اعتقد بانني لم اتي بشئ جديد. ترك 15 الف من كهنة جيسوت فقط الكنيسة بعد المجمع مباشرة عدا عشرات الالوف من الكهنة الكاثوليك الاخريين. لذلك لا اعتقد بأن الخلل هو فينا اوالناس حولنا الذين تركوا الكنيسة يتساوى مع الخلل في الكنيسة. ابتعاد الناس عن الكنيسة هو نتيجة الخلل الكبير الموجود فيها وليس في الناس. تصور هذاحصل في الخمسينات من القرن الماضي ليس في الوقت الحاضر.

للتأكيد على الخلل الذي اشرت اليه, اليك هذا الرابط من رجل ديني كاثوليكي Rev. Luigi Villa Th. D حول LUMEN GENTIUM و NOSTRA AETATE يمكن نقله من الانترنيت

  vaticano II dietro front ing(1)
تحياتي

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1075
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل جاك الهوزي المحترم ..
تحية مسيحية خالصة ..
لم اكن ارغب في التداخل هذه المرّة لأن لي رأي يخالف ما طرح فيه من لوم الشعب تركه الكنيسة ... وهالني ما قرأته من تعليقات لا تتطابق والفكر الكتابي وسأذكركم على الأقل ببعض منها عسى أن نعرف من السبب الحقيقي ليترك المؤمن بيعته ... بداية أذكّر بأستشهاد الرب يسوع بالنبي اشعيا عندما يحاول ( الفريسيون ومعلمي الشريعة " الكهنة " ) احراجه في اكل تلاميذه بدون غسل اياديهم ( توجيه شرائعي ) (( هذا الشعب يكرمني بشفتيه اما قلبه فبعيد عني .... يقول الرب )) والسؤال هنا .. من جعل الشعب يكرم إلهه بشفتيه ..؟ والجواب معلمي الشريعة . في تفاسير اخرى لهذا النص يقول (( جعلتم شعبي يكرمني بشفتيه .... )) وهذه أوضح ..
للتوضيح اكثر نحن نعلم جميعاً ان الإنسان يتربى من بيته اولاً ثم من محيطه ثانياً فأن كان البيت صحيحاً خرج الطفل معافى وان كان فاسداً خرج فاسداً إذاً الإنسان نتاج تربيته لهذا قال الرب (( ومن ثمارهم تعرفونهم )) إيمان المسيحي مكتسب من مؤسسته وقادته فإن كان فاسداً فسيكون ثمره فاسد وان كان صحيحاً ستكون ثماره رائعة .. من هنا نستنتج من السبب في هجر المؤمنين بيوت صلاتهم ... قال الرب ... ( سيضطهدوكم ويطردوكم من المجامع وسيحاكموكم ... لماذا لأنكم تتكلمون بأسمي ... لماذا اسم الرب يرهبهم ...؟ لأنهم فاسدون اصحاب مصالح ... ) لا تلوم يا سيدي طفلاً نشأ مجرماً بل لم الرجل الذي علّمه ذلك ... والشعب على دين قادته ان كان (( الشعب فاسد فلأن قادته فاسدون )) ألم تسمعوا وتقرؤوا كلام الرب (( عميان يقودون عمياناً والجميع ساقطون في الحفرة )) .
اعددت رسالة لموضوعك هذا سأنشرها عاجلاً بمشيئة الرب ..
الرب يبارك حياتكم .... تحياتي
حسام سامي             2 - 11 - 2017