المحرر موضوع: الم يحن الأوان للإصلاح في إقليم كردستان العراق؟  (زيارة 1704 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الم يحن الأوان للإصلاح في إقليم كردستان العراق؟




تيري بطرس
قد تكون بعض الانتكاسات ضرورية، لكي نتعلم ونصحح او حتى نبدأ بإعادة البناء، وباعتقادي ان الكثير من الامم استفادت من نكستها، لكي تعيد صياغة واقعها وتدعمه وتمنحه عوامل القوة التي تجعله يتطور ويأخذ حالة مستقبلية فعالة.
ان الهالة التي يتم منحها لكلمة الاستقلال، باعتقادي اكثر مما تستحقه، فالاستقلال، ليس علما ونشيدا وتمثيلا في المحافل الدولية، إن الاستقلال الحقيقي هو الخبز والأمان والصحة والتعليم والمسكن، انه الشعور حقا بان الإنسان مشارك في المسار الإنساني بدور إيجابي. ويعلم الجميع ان هناك الكثير من الدول، اسمها مستقلة، ولها علمها وسفاراتها وممثليها، ولكنها مرهونة لدول اخزي، ومشاركتها هي صدى لمن رهنت نفسها، من اجل إتمام مستلزمات او أبهة الاستقلال الكاذبة.
اذا هذا الوله الكاذب بالاستقلال، ليس الطريق الوحيد لتحقيق التمتع بالحقوق، بل يمكن ان يتم ذلك من خلال الدولة الواحدة، العراق كمثال، ولكن ليس العراق الحالي، بل عراق كل مواطنيه، عراق الفاعل والقادر على بناء محيط يعمه السلام وتتبادل اطرافه المنافع الاقتصادي والثقافية والتواصل الانساني. وليس العراق المرهون لأيديولوجية قومية احادية، بحجة الاكثرية. فالكثير من الدول عندما وجدت عدم قدرتها على مواجهة التحديات التي يفرضها العصر، عملت من اجل توحيد جهودها للدخول الى العصر القادم بقوة وبقدرات اكبر واكثر. وهذا التوحيد، تطلب التنازل عن صلاحيات معينة لصالح هيئة لا وطنية اعلى، كما هو حال اوربا.
كوردستانيا، ورغم التقدير الذي حضت به تجربة إقليم كوردستان، واختراقها الكثير من المحاذير الإقليمية ومشاركتها في التحالف الدولي لمحاربة الارهاب، كطرف فاعل ومؤثر، وما انجزته في مجال التنمية والبنية التحتية، الا ان كل ذلك يمكن ان يذهب في مهب الريح، جراء خطوات خاطئة وغير محسوبة تقترفها القيادة السياسية للاقليم. ولعل تجربة العراق وسوريا والكثير من دول المنطقة والتي تمكنت ان تخطوا خطوات معينة في مجال التنمية الاقتصادية والبنية التحتية، قد تكون خير مثال لما يمكن لمثل هذه التجارب الناجحة ان تؤدي الى خطوات غير محسوبة تغيير الاتجاه الى التدمير الذاتي، جراء حسابات خاطئة، وعدم القدرة على بناء قاعدة واسعة من ابناء الشعب ممن تساهم في القرار.  هذه القاعدة المستندة الى العلم والمعلومات والبنية المؤسساتية.    على المستوى الشعبي تدرك القيادة السياسية ان هناك تساؤل واسع عن مبرر ان تكون عوائل معينة هي التي تمسك بالقرار السياسي والامني والعسكري، ليس في الاقليم فقط بل في الحزبين الكبيرين، اي الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكودرستاني. والتساؤل ليس موجها لقيادات بعينها، فالكل يدرك مكانة ودور كل من الاستاذ مسعود البرزاني والمرحوم جلال الطالباني، ولكن التساؤل المحق يرمي الى صلب المسائل الحقيقية، وهي اين مشاركة الشعب اذا، وهل يخرج الشعب من سلطة وضغط السلطة الصدامية ليدخل تحت سلطة اخرى توجهه لحساب مراميها الخاصة. وان غلفتها بالشعارات القومية. واذا كان هذا هو الشعور العام لدى الجماهير الكوردية، فسندرك حتما عمق الصدمة لدى ابناء المكونات الاخرى ممن همشوا من اي دور في القرار السياسي والامني والاعلامي. لا بل تم التجاوز على الكثير من حقوق هذه المكونات الانسانية في تحقيق العدالة، لرغبة الاطراف المتصارعة في الاقليم للاحتفاظ  بحلفاءها مهما كان الثمن وكان في الغالب هو التستر على تجاوز  هؤلاء الحلفاء بحق المكونات الغير الكوردية وبالاخص الاشوريين.
لقد ناقشنا الكثير من الامور والقضايا الخاصة بالاقليم على مدى سنوات طوال، وحاولنا تسليط الضوء على ما كنا نراه خاطئا، وحاولنا غض النظر عن بعض الامور، لاعتقادنا ان حالة الصراع مع اطراف مختلفة، تتطلب احيانا السكوت لحين تحقيق حالة من الاستقرار، الا انه بات من الضروري الإدراك ان عدم القدرة على بناء حالة وطنية في اقليم كوردستان، بمعنى اشعار الجميع ان الاقليم ومستقبله هو لكل أبناءه وهو ليس ملكا لمجموعة او لحزب او لقومية معينة. وستتولد هذه الحالة، من خلال اعادة النظر في اسلوب التعامل والمشاركة في القرار. وان تكون هذه المشاركة فعالة وحرة وقادرة على الفعل. فأن النتيجة ستكون مأساوية اكثر مما هو الان، وهذا ما لا نتمناه لوطننا.
باعتقادي انه بات من الضروري ان يتم ايلاء قضية الخلاف بين البهدينان والسوران اهمية اكبر من خلال منح كل طرف ما يعزز ايمانه بانه يقوم بدور وليس مستلب لصالح طرف اخر. وهذا الامر يتطلب مؤسسات حرة ممولة من الحكومة ولها قوانين وطنية وليس اقليمية، بمعنى ليس شرطا فرض شروط لصهر الطرفين، بل يمكن لمنح المجال للطرفين للتطور ضمن الحالة الكوردستانية  وخصوصا ان تاثيرات الحالة تنتقل من الجانب الثقافي الى السياسي. وان تطلب الامر اعادة النظر بشكل الاقليم وهيكليته.
 كما انه بات من الضروري مشاركة المواطنين ذوي الكفاءة بتحمل مسؤلياتهم الوطنية، في اتخاذ القرار وتنفيذه، فالمسؤولية الوطنية ليس من شيم او حق اطراف محددة تنحصر بابناء قيادات او ابناء عشائر معينة. اعادة الاعتبار للمواطنة وجعل القانون حقا فوق الجميع ومسنود بقوة تتمكن من تنفيذ ما تقرره المحاكم المستقلة والتي لا تخضع الا للقانون وتفسيراته.
اذا كنا ننادي بان العراق هو لكل ابناءه، وكفى من تحويله الى غاية لتحقيق اهداف ايديولوجيات معينة، اي ان  على العراقيين ان يكفوا عن دعم القضايا التي لا يتفق عليها العراقيين كاهداف وطنية، والتي تاتي من خلال تبيان دور كل المكونات، فانه من الضروري الان ان يدرك الكورد ايضا ان اقليم كوردستان هو لكل ابناءه، واذا كان من حق الكورد التعاطف مع اخوتهم في البلدان الاخرى، فانه ليس من حقهم تحويل الاقليم الى مرتع او موقع للاضرار بالبلدان المجاورة ودعم حركات او احداث تغييرات في بنية هذه الدول، فاقليم كوردستان يجب ان يبني سياسته على امرين، انه جزء من العراق، والعراق ملزم بعدم التدخل في شؤون البلدان الاخرى بما فيها البلدان العربية.  وان العراق فيه مكونات لها تطلعاتها الخاصة وحين تطبيق السياسة العابرة للحدود بحجة دعم هذا او ذاك، سيصبح من حق هذه المكونات، ان تحذو حذو الكورد او العرب، قد لا يكون لديها إمكانياتهم، إلا إن تصرفات العرب او الكورد ممن يتناسون ان البلد لكل أبناءه، تمنح لهذه المكونات شرعية ما يتطلعون إليه.
واذا كان الأستاذ مسعود البرزاني قد اكد على علمانية الدولة وحق مشاركة المكونات في تحديد وتجسيد سياسية البلد، فانه وحزبه وكل الاحزاب الكوردستانية بالتأكيد مطالبة بتحقيق ذلك وبخطوات اكثر في الاقليم، لان معنى دعوتهم انهم يشعرون بمعاناة من يتم تجاهله في تحديد تصور وطنه. ان هذا التجاهل يعني  بالضرورة ا،شكر ربكم لانكم على قيد الحياة، وكأن كل ما يتمتع به وبضمنها الحياة هي منة ممن بيده مقادير الامور والتوجيهات والقوة، اي ان المقادرير والتوجيهات والقوة ليست ملك للوطن وللمواطن، بل لمن يتصرف بها، وهنا هم في الغالب المكونات الاكبر والمتسلطة او الساسيين وابناءهم.
لقد ثبت ان تراكم عوامل القوة المبنية على مصالح الانية، اي شراء اصوات وبنادق وسواعد، بالاموال او بالتغاضي عن تجاوزات بعضهم بحق الاخرين او الاضعف، او بالاعتماد على المقربين، لن تصنع وطنا، بل ان ما يصنع الوطن هو العدالة وحق المشاركة. ولتحقيق ذلك، فالعدالة بحاجة الى قوة تسندها، والمشاركة بحاجة الى مؤسسات يمكن ان تجسد هذه المشاركة. واليات ديمقراطية تحقق المشاركة.
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ


غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ تيري بطري المحترم
شلاما
انا اجيب على تساؤلك بكلا، فلم يحين موعد الاصلاح، لان ال600 مليار دولار التي جمعها البرزاني وبطانته ليست كافة للاصلاح، ونزاعه مع المركز وتهديده بالاستقلال هو لزيادة مدخول الاقليم الذي يذهب مباشرة لحساب الـ(.... !)، عندها يتمكن البرزاني من الاصلاح فمبلغ (بسيط !) مثل الـ600 مليار دولار لا يكفي ولا حتى لشراء (بعير !) كهربائي، انه يرغب باصفار اخرى تضاف الى يمين الرقم اعلاه ليتمكن من الاصلاح ... شفت تحليل عمك اوراها شكد قوي، وتكول بعد سياوش ما يفتهم ؟؟؟!!!
تحياتي 

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي

الاستاذ تيري بطرس المحترم
اذا كان هذا الوضع في كردستان يؤرق الغيورين وذوي المصلحة في التغيير والاصلاح وحاملي حلم الانتقال الديمقراطي الصحيح، فان الامل في تجاوز ضبابية وتناقضات الوضع الراهن يبقى قائما، غير ان تحقيق الامل يبقى رهينا بالخطوات العملية لكل المعنيين بالامر. وبالتالي نهضة اقليم كردستان لا تقوم، الا اذا شرحوا الساسة عقليتهم وعرفوا مكامن القوة والضعف فيهم، وقاموا بمحاولة اصلاح الخلل الذي سبب لهم هذه الانتكاسة والتردي والضياع والتخبط. وتقبل مروري مع محبتي
هنري سركيس

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ اوراها دنخا سياوش المحترم
عمي والله تفتهم، بس تعال فهم الاخرين، مستوى الفهم هذا.
هناك الكثير من الدعايات التي خرجت وتتهم سياسي العراق بالسرقة وبشفط المال العام، انا لا يمكنني ان انفي او ان اؤكد ذلك، فليس في يدي اثبات على ذلك غير الواقع المزري للعراق ولشعبه. هذا البلد التي يمكن اعتباره من البلدان المباركة بما يمتلكه من ثروات طبيعية. صار اليوم من افقر البلدان ويمتلك اسواء السجلات في كل المستويات حتى انه لا يدرج في السجلات احيانا لانه خارج كل المقايسس السيئة. ولاننا لسنا قضاة بل نحاول ان نكشف او نرسم او ندعوا، فان ما كتبته هو راي بوجوب ادخال تعديلات بنيوية في هيكل ادارة الاقليم، مع توسيع دائرة الحريات. لانني حقا لا يمكنني ان اسئ الضن بالسيد مسعود البرزاني، فهو شخصية وطنية على مستوى عالية، لا بل بالعكس يمكن ان يكون من القيادات القليلة التي فتحت مواقعها لاغلب معارضي النظام السابق ووفرت لهم الحماية انطلاقا من مبداء وحدة المصير والهدف. ولكن هذا لا يعني عدم وجود خلل في مسيرة العمل او انا اراها خللا ولذا فانا اطرخ وجهة نظري الخاصة، متمنيا للاقليم الازدهار والتقدم والتطور ولابناءه بكل تلاوينهم الاستقرار والسلام والحريات والحقوق الكاملة. شكرا على مروركم ، تحياتي 
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ هنري سركيس المحترم
اعتقد ان للانتكاسة وكما وضحت في ردي اعلاه، سببها الاساسي هيكلية السلطة في الاقليم وليس في النيات في الغالب. بمعنى ان اغلب القيادات تكون نياتها صادقة في وضع الاسس الصحيحة للتقدم، الا انها ومن خلال هذه العملية اي وضع الاسس، قد تختار اسس تجعل عملية الاصلاح والتطور لا بل عملية البناء مستحيلة. ان من مسببات الوضع الراهن، امور معقدة تمتد من التنوع اللهجوي ونظرة احد الاطراف للاخر في البيت الكوردي ، وما نتج من الخلافات التي توسعت ووصلت الى التقاتل والعداء والتي تكررت عدة مرات سواء خلال اعوام 1966 وما بعدها او خلال مرحلة الكفاح المسلح او ما بعد اقامة المنطقة الامنة. باعتقادي ان معالجة هذا الامر وانشاء مؤسسات خاصة تمنح للطرفين الظهور بشكل متساوي وغير متسلط على الاخر، امر ضروري، كما ان تشكيل المؤسسة الموكلة بها تسيير شؤون الاقليم غير موفق. وانشاء مؤسسات تدير الامور في الاقليم ، هذه المؤسسات لها وجود وقواعد للتشكيل والقيادة . ومن ما ذكرته اعلاه وما تفظلت بذكره في (( وبالتالي نهضة كوردستان لا تقوم، الا اذا شرحوا الساسة عقليتهم وعرفوا مكامن القوة والضعف فيهم، وقاموا بمحاولة اصلاح الخلل))  يفرضان بقيادة الاقليم ان تعيد النظر بامور كثيرة، لكي تستقيم الامور. شكرا لمروكم ، تحياتي

ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ