المحرر موضوع: فقدنا بوصلة الحكمة حتى في موضوع الاستفتاء (الكردستاني ــ الكردي)  (زيارة 1753 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور سمسون

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 38
    • مشاهدة الملف الشخصي


فقدنا بوصلة الحكمة حتى في موضوع الاستفتاء
(الكردستاني ــ الكردي)
رأي بقلم: آشورسمسون ــ الدانمارك

الطرق على الحديد الساخن
بت لا احبذ هذا القول عندما يتعلق الامر بنقاش موضوع ساخن من مواضيع الساعة في الساحة السياسية لشعبنا. لسبب بسيط ان الطرق على الحديد وهو ساخن في شعبنا معناه التأجيج والتهييج والضجيج الى حد الفوضى والمتاهة في الطرح الانفعالي المهستر والارتجالي والغيبي. وغالبا ما ينتهي (حوارنا) بان ننسى فحوى الموضوع ونلتهي بأنعاش الذات وارواء الغليل بتوجيه السباب والاهانة والاذلال والتخوين للمقابل بطريقة الشخصنة والضرب تحت الحزام. 
لذا يأتي مقالي هذا في الوقت الضائع وبعد ان خفت نوع ما سخونة الاحداث، لعله يدلو بشيء يمكن الحوار فيه. وان لم يحقق هذا، فليكن صرخة آلم في البرية (ليست مدوية بل خافته ومخنوقة) في هذا الزمن والوقت الضائع.
اود ان اؤكد ان ما يهمني في موضوعي هذا هو التركيز على افتقادنا لبوصلة الحكمة في اسلوب التعامل والحوار والمواجهة والمعالجة في معظم الامور والتحديات التي تواجه شعبنا، وموضوع الاستفتاء (الكردستاني ـ الكردي) هو دليل أخر وليس الأخير على هذا الافتقاد.
شعب الحضارة وقرار الموت
هناك شعوب يمكن ان نطلق عليها بالمتحضرة تكون قادرة في التعامل مع المتغيرات والاحداث (سياسية، اقتصادية ام كارثية) التي تواجها بشكل عقلاني وموضوعي بعيد عن العاطفة والارتجال والانفعال. لذا في كل حدث طارئ او متوقع يطرق بابها يكون لها القابلية في الحوار والنقاش والوصول الى نتائج ان لم تحقق الايجاب فانها تحقق اقل الخسائر.
ترى هل يمكن ان نصف شعبنا بشعب متحضر؟ وخصوصا ان جذور انتماءنا التأريخي تشير الى اننا يجب ان نحمل صفة شعب الحضارة ! 
مما لا شك فيه ان الأغلبية فينا اليوم تقر بأن شعبنا بقيادته السياسية والكنسية ومؤسساته ومثقفيه يعيش حالة الضعف والتشرذم واللاتفاق والذي وصل به الى مستوى اليأس والقلق من المستقبل واستمرار وجوده وخصوصا في الوطن. فاليوم نقرأ عن ما يسمى بانتحار واحتضار شعب، رغم اني شخصيا لا اؤيد هذه الصيغة، بل افضل ان تكون ان قادة شعبنا السياسية والكنائسية وناشطيها ومثقفيها اليوم هي المسؤولة عن اغتيال او انتحار او احتضارقضية شعب في هذه المرحلة.
نعم صحيح نقولها مجازا في كلامنا اليومي ان هذا شعب متخلف وأمي وغير واعي وغير متحضر، ولكن في منطق الحقيقة والمبدأية والعدالة الانسانية ابدا الشعب لا يكون له ذنب في ما يؤول اليه، بل قيادة هذا الشعب ومثقفيها هي التي تتحمل المسؤولية. لان الشعب بابسط منطق انساني هو ما تستثمر وتزرع فيه تحصده. ان كنا نريد شعبا واعيا ومثقفا ومتحضرا فلنستثمر ونزرع فيه بذور الوعي والثقافة والحضارة. وان لم نحقق هذا، لا يجوز ان نلوم الشعب بل لنراجع انفسنا ونعترف بأخطاءنا ونعتذر. 
من هذا المنطلق لا يسرني ان ارى فردا او حزبا او كنيسة او مؤسسة تنهي قضية شعبنا عند حدود امكانياتها، رغم ادراكنا بحجم المأساة والواقع المؤلم وصعوبة المرحلة وخطورتها. ولكن ليس صحيحا ان يقودنا يأسنا وتشاؤمنا ونفاذ طاقتنا الى ان نعلن باننا (اخر الانبياء) وبموتنا يموت الشعب وتنتهي قضيته.
ان قيادة شعبنا السياسية لم تستطع ان تحقق وحدة القرارات المصيرة. وحتى في قرار الموت لم تستطع ان تتوحد. فعندما غزت داعش مدننا وقرانا في سهل نينوى واستعرت الحمية عند بعض من ابناء شعبنا وقررت المشاركة في الدفاع والاستشهاد من اجل الأرض (وهنا اعبر عن اعتزازي وتقديرى لكل فرد فعلا كان مؤمنا في قراره هذا، رغم علمنا جميعا بان الدفاع والتحرير هو شأن اكبر من قابليات شعبنا وقابليات الاقليم وحتى الحكومة العراقية، ولكن الفكرة كانت معنوية وصائبة ) ولكن للاسف حتى في قرار الموت لم نتحد فقمنا بالمغالات والمزايدة في استعراض العضلات والبطولات الوهمية، وانتهى بنا المطاف بان نشكل ما يقارب خمس وحدات دفاع منفصلة، بتمويل وانتماءات وولاءات مختلفة معروفة لنا جميعا.
على من نسلط اكثر السياط
ان ما أل اليه شعبنا من واقع مزري وكارثي آليم يتحمل مسؤوليته نحن جميعا وكل بحسب وبقدر موقعه ومسؤولياته. فالكبير من الاحزاب والكنائس والمؤسسات تتحمل المسؤولية الكبرى وبموازتها يكون تحمل عبء المسؤولية الاكبر لمثقفينا وكتابنا وبالقابها وأسماءها المتعددة التي فاقت اسماء اللـه الحسنى من ( الأستاذ القومي الكبير، والمحلل السياسي العميق، والمبدع، والراقي، والمحنك والمقتدر، والاكاديمي وووو ). ربما البعض يتساءل لماذا اللوم الاكبر على الكبير، وهنا اقول لماذا عند التصفيق والهزيج والمديح وحتى الغناء والتعظيم والتأليه يكون للكبير ان كان حزبا  او كنيسة او شخصية قيادية او كاتب (مثقف)، ولكن عند المصاعب والانهيار والتقهقر والتراجع في شعبنا يكون اللوم على الاخرين. وان صح الرد البسيط بالامثال، اقول في منطق الارض وحرثها تكون حصة الثور الكبيرالقوي من السياط اكبر من الثور الضعيف في حالة الانحراف والاعوجاج في مسار الحراثة.
الطبقة المثقفة (العملة الصعبة)
ما يؤسف له ان غالبيتنا من المهتمين والمتابعين والكتاب و(المثقفين) بالشأن القومي والوطني، يمكن تصنيفنا بسهولة بحسب ولاءاتنا وانتماءاتنا وتعاطفنا وكذلك ما يخالفنا او يعارضنا. رغم محاولة البعض منا جاهدين في كتاباتنا ومواقفنا اضفاء صفة اللانتماء والحيادية، الا ان ما بين الاسطر يكشف عورتنا ولا يسعفنا. 
وحقيقة ان الانتماء والكتابة ليست بالضرورة ان تكون سلبية بحد ذاتها، بقدر ما هي سلبية وكارثية مميتة عندما ترى الحلال والحقيقة والاستقامة والوعي والمبدأية محصورة عندنا والحرام والسراب والاعوجاج والتخلف والخيانة عند الأخرين. وليكن الكلام فيما بيننا، الحيادية والمهنية في عقلية شرق اوسطية (حتى لو كانت تعيش في الغرب المتحضر لسنين طويلة) عملة صعبة لا تجدها بسهولة.
ولو رغبنا في التغيير يجب علينا جميعا ان نبدأ بامتلاك شجاعة الاعتذار من الشعب لما أل اليه. عسى ولعله نستطيع ان نلملم ما يمكن الحفاظ عليه وحمايته من الزوال والاندثار. واتمنى لو استطعنا ان نخصص على الاقل يوما واحدا في السنة نطلق عليه (يوم الاعتذار من الشعب)، وندعو فيه قادتنا من الساسة ورجال الدين وناشطينا ومثقفينا لنسمع منهم بماذا يمكن ان يعتذروا للشعب دون ان يلقوا اللوم على الأخرين.     
الاستفتاء (الكردستاني ــ الكردي)
قرأت في مكان ما انه اثناء الحرب الأهلية الامريكية بين الولايات الشمالية والجنوبية، انه سأل احد القادة الامريكان أحد السود عن سبب عدم مشاركة السود في الحرب الأهلية الدائرة وخاصة ان احد اسبابها الرئيسية هي حرية السود انفسهم (عتق العبيد). فكان الأسود من الحصافة بان يرد ــ سيدي الكريم، يمكنك ان تصادف كلبين وهما يتناحران بشراسة من اجل الحصول على عضمة. ولكن هل صادف وان شاهدت العضمة وهي تختار الكلب الذي يجب ان يقضمها. للأسف لو جاز التشبيه بين القصة وواقع شعبنا فاني انوي ان اصل الى ان الاختيار ليس بالامر الهين ونحن شعب بقيادة فاقدة لبوصلة الحكمة في مواجهة التحديات والتعامل معهما بدبلوماسية ان لم تأتي بنتائج ايجابية مرضية على الاقل لا تأتي بنتائج كارثية.
نتيجة الاستفتاء على المركز والاقليم
نتائج الاستفتاء على الصراع بين الاقليم والمركز بتوقعي المتواضع انه سوف لا يكون هناك تغيير في موازين القوى ان كانت على الارض الجغرافية ام على مستوى السلطات السياسية. لاننا ندرك تماما ان تحديد الخارطة الدولية للعراق لا تزال ليست بيد الحكومة العراقية او الاقليم. كلا الطرفين يمكنهما التحرك المحدود كبيادق في رقعة الشطرنج العراقية والتصعيد يكون ضمن نطاق استعراض العضلات وتحقيق غايات استهلاكية داخلية. واتوقع في النهاية تدخل العرابين الكبار بشكل وسيط ومساعي حميدة لفض النزاع وارجاع كل طرف الى حدوده واعطاء كلا الطرفين حقنة النصر التخديرية. فالحكومة الاتحادية تحتفل بقوة جيشها ومليشياتها وبالنصر في ابقاء اراضي العراق موحدة. وحكومة الاقليم (مسعود البرزاني) تحتفل بعودة زخ الموارد المالية للاقليم وممكن مناصب ومكاسب حزبية اكثر. ومسعود البرزاني يحتفى به كبطل قومي حقق بالنتيجة الرقمية للاستفتاء تأكيد ارادة الشعب الكردي بتقرير المصير ولكن الحكومة المركزية (العدو التأريخي) ودول الجوار (العدو الأقليميي) والمعارضة الداخلية (الطابور الخامس) حالت دون تحقيقه (تأجيله)، لذا يستحق هذا الرئيس ان نجد صيغة قانونية جديدة لبقاءه بأي شكل من الاشكال في سلطة الاقليم. 
الاستفتاء وشعبنا
انتهى الاستفتاء الكردستاني بنتيجة رقمية كانت متوقعة من الجميع. واعتقد كنا ندرك تماما بان تأثير شعبنا على هذه النتيجة ان كانت المشاركة بنعم او كلا هي قريب الى اللاشيئ. ولكن أكثر ما يهمني هو تعامل قيادة شعبنا وناشطيها مع موضوع الاستفتاء.
دعوني اقر بأن قرار تأييد الاستفتاء او رفضه صعب عند ابناء شعبي في الوطن لانه محاصر بسبب ظروفه في المركز وفي الاقليم على ان يختار في الاصطفاف مع الاستفتاء او ضده، وتمنيت في داخلي لو كان شعبي يستطيع ان يكون مثل سود امريكا في الحرب الاهلية ويختار الحياد. ولكن هذا غير ممكن في بلداننا، لانه اولا مفهوم (الديمقراطية) عندها محصور في خيارين اما (معي) او (ضدي). وثانيا لنا احزاب وكنائس ومؤسسات لها علاقات وتعامل على الاقل في الشأن الوطني، لذا تنتظرالحكومتين منها اعلان موقف. ثالثا حتى خيار (الحياد) في مفهوم نفس (الديمقراطية) معناه (معي او ضدي ـ بحسب الجهة).
ان الاطراف المؤيدة او المعارضة (المحايدة) طرحت مجموعة من التساؤلات بشكل مخاوف ام اراء او حلول. وان في بعض هذه التساؤلات والمخاوف او الحلول، بغض النظر عن مبرر طرحها من كل جهة، نوع من الحقيقة المنطقية ما تجعل الانسان ان يقف عندها بروية ويتعامل معها ويحوار فيها بعمق وموضوعية. دعوني اطرح بعض منها:
الطروحات المؤيدة للاستفتاء:
ــ  ماذا حققت الحكومة الاتحادية لشعبنا سوى (الحقن التخديرية) التي يطلقها مسؤوليها بين حين واخر والتي لا تسمن ولا تشبع (أنتم الأصل والاساس ــ أنتم خميرة العراق ــ انتم ابناء حضارة ــ انتم ملح الارض)
ــ دستور البلاد المركزي فيه تهميش للهوية التاريخية لشعبنا، وفيه بنود ومواد طائفية بحتة، تطبيقها هو تهديد لبقاء الهوية المسيحية والقومية لشعبنا في العراق. وقرار البطاقة الشخصية كان الدليل على احدى تلك القرارت الجائرة.   
ــ شعبنا قتل بسبب الهوية وهجرمن مدن العراق الجنوب والوسط. كم هي احصائية شعبنا اليوم في العراق؟ هل سمعنا يوما البرلمان / الحكومة المركزية تطرح مشكلة فقدان العراق (لخميرته) وضياع (اساس حضارته) وذوبان (ملح ارضه) كمشكلة وطنية لتدارسها وايجاد الحلول لها؟
ــ احداث الموصل وسهل نينوى وهجرة شعبنا الى الاقليم وليس الى المناطق التابعة للحكومة الاتحادية.   
ــ الاستيلاء على ممتلكات (المسيحيين) وقلق الخطف والسرقة والقتل على الهوية هو يومي ومستمر.
ــ غبن وتهميش في تمثيلنا في مؤوسسات الدولة وسلطاتها.
ــ تقسيم سهل نينوى الى ولاءين معناه تقسيم وتشتت أخر لشعبنا ما بين دولتين وحكومتين وبالتالي تشتت الجهود وصعوبة المطالب والحقوق لشعب واحد على ارض تاريخية موحدة. فلنختار حكومة الاقليم بسياسة ونهج نسبيا (علمانية ـ ليبرالية) قياسا الى حكومة المركز بسياسة ونهج (محاصصة طائفية بحتة). 
الطروحات المعارضة للاستفتاء
ــ انشاء دولة بأسم كردستان معناه دولة قومية كردية. وهذا اجحاف للحق التأريخي لشعبنا كشعب اصيل وصاحب ارض.
ــ مشكلة التجاوزات القديمة الجديدة على أراضي شعبنا في الاقليم، ولا مؤشرات جدية لايجاد الحلول لها بل فقط وعود تخديرية. وأخر الامثلة مشكلة نهلة التي لا تزال قائمة.
ــ كيف يمكن لاهالي شعبنا، النازحة والمهجرة من قراها ومدنها (سهل نينوى) والتي هي من الاراضي المتنازع عليها بين المركز والاقليم، وتعيش حالة القلق والبؤس وعدم الاستقرار، ان تشارك بحرية وقناعة في اختيار ولي امرها من السلطتين.
ــ قمع ارادة اهالي المدن والقرى والنواحي في اختيار من يمثلها في السلطات المحلية. قضية اقالة مدير ناحية القوش وقائمقام تلكيف لا تزال طرية جدا.   
ــ تخدير شعبنا بمقترحات في مسودات واوراق ووثائق لا شرعية قانونية لها في التطبيق والممارسة مثل (حق شعبنا في الحكم الذاتي)  في مسودة دستور الاقليم. او مؤخرا (الوثيقة السياسية لضمان حقوق المكونات القومية والدينية في كوردستان) الصادرة عن المجلس الاعلى للاستفتاء في كوردستان وليس البرلمان.
ــ سلسلة الأغتيالات لافراد وشخصيات من ابناء شعبنا في الاقليم على مدار السنين ولم نسمع يوما بمحاكمة مرتكبيها. والجرائم كلها مسجلة ضد مجهول رغم علم السلطات بهوية مرتكبيها.
ــ المناهج الدراسية في الاقليم فيها تهميش واضح لهوية وتأريخ شعبنا، والانكى من هذا تبجيل وتقدير بطولي لشخصيات كردية تأريخها دموي واجرامي اتجاه شعبنا ورموزه (سمكو الشكاك قاتل مار بنيامين شمعون). على ابناءنا ان يقرأوا هذا التأريخ ويعتزوا به.
ــ إمام مسجد او اثنين تافهين وحاقدين يحرضان في خطبة صلاة الجمعة الالاف من الغوغاء لتخرج في مناطق متعددة وشوارع كردستان (الديمقراطية) لتدب الخراب والفرهود في حوانيت المشروبات، اصحابها من الاقليات. والطامة الكبرى ان الالاف كانت من الشبيبة والفتية اليافعة التي تبني عليها كردستان امال المستقبل.
ــ الكل من الحكومة المركزية، دول الجوار الاقليمية، المنظمات الدولية والدول الكبرى وحتى بعض الاحزاب الكردية الداخلية تعارض الاستفتاء. كيف يمكن للعقلاء من شعبنا ان يقفوا بجانب (معتوه ـ مجنون ـ مغامرـ قائد بلا شرعية) ويؤيدوه في هذا الانتحار السياسي.
هذه بعض من النقاط والمحاور والاراء التي اراها واقعية وحقيقية مطروحة من قبل الطرفين كان يجب على  قيادتنا الحزبية والكنسية وطليعتنا (المثقفة) الحوار فيها بهدوء ومنطق وعقلانية لتصل الى قناعات ومواقف حتى لو كانت مختلفة ومتباينة ولكنها تصب في هدف واحد لخدمة شعبنا ـ ان لم يكن ايجابي مطلق فليكن بأقل خسارة.
ولكن ما رأيناه في الواقع كان كعادتنا الصراع والتناحر بضراوة وارتفاع علو جدران الفرقة والتشرذم. في كل يوم مؤتمر صحفي وبيانات وايضاحات وبلاغات وتصريحات هنا وهناك تعكس مضمونها الاختلاف والتباين والتباعد والصراع.   
وهنا يأتي دور الاعلام الذي لا نزال نفتقده، في اقامة تلك الحوارات الهادئة لتساهم في توعية ابناء شعبنا وزيادة سعة مداركه لكي يساهم بقناعة موضوعية في اتخاذ المواقف والقرارات التي تخدم قضيته.   
أعلامنا الى اين ....
كلنا يعلم دور الاعلام الرئيسي في توعية الشعوب ونهضتها. ودور الاعلام الاكثر اهمية هو الرقابة والرصد والنقد والتقييم للمسارات والافكار والفعاليات المختلفة في المجتمع، لذا كانت تسميتها بالسلطة الرابعة. وبما ان شعبنا لا يمتلك اي من السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، فيكون الاعلام هي السلطة الوحيدة التي يستطيع ان يمتلكها ولكن للاسف هذه السلطة ايضا دورها مفقود او قاصر في قضايا شعبنا ( مع اعتزازي بالقلة القليلة المتواجدة هنا وهناك). فالفضائيات مثلا التي هي من الوسائل الاعلامية المهمة وتدخل بيوت اغلب ابناء شعبنا، نراها اما متحزبة اومنحازة او مسيرة. فلها ولاءات وميول واضحة ومحددة، لها خطوطها الحمراء تجاه الاراء المخالفة والمعارضة. سؤالي هنا هل تعتقدون ان لنا فضائية مقتدرة ومعتبرة ومحترمة من قبل اغلبية ابناء شعبنا ومن قبل اغلبية احزابنا وكنائسنا ومؤسساتنا بحيث لها سلطة معنوية في مجتمعنا ولدى قادتنا، وتستطيع ان تدعوا الى حوارات حضارية ورزينة في الامور المهمة التي تواجه شعبنا؟   
كم يكون رائعا لو كنا في فترة ما قبل الاستفتاء شاهدنا في الاعلام وخصوصا في فضائيات شعبنا حوارات جماعية وليس انفرادية يشارك فيها كل ممثلي شعبنا السياسية والكنائسية والمؤسساتية والناشطين (من الكتاب والمثقفيين) والمختصيين (علم القانون / والجغرافيا السياسة / حقوق الانسان). ليتحاورا في الاراء والافكار والمخاوف والتساؤلات المطروحة في موضوع الاستفتاء. والمتابعين منا في الشأن القومي والوطني يعرف جيدا من هي هذه الشخصيات المؤهلة لان تكون في مثل هذه الحوارات، وبأشراف اعلاميين مقتدرين وذوي خبرة ومكانة تستطيع ان تدير مثل هكذا حوارات بصيغة حيادية ومهنية راقية.
ولكن للأسف هذا لم يتحقق وان كانت هنا اوهناك محاولات لكنها لم تكن كافية وشافية، بل الكثير منها كان ناقصا او مشوها او منحازا.
وهنا لا اخفي عن رغبتي الدائمة في الاستفسار من شعبنا وطليعته الواعية والمثقفة، لو ارتقت صفحة (عنكاوة. كوم ) كصفحة رائدة ــ مع كل اعتزازي بالاخرين، الى ان تكون فضائية وبتمويل فقط من الشعب، هل نعتقد بانها ستكون قادرة على ان تحمل صفة السلطة الرابعة لشعبنا. وهنا بالاكيد من يأتي ويقول ان عنكاوة كوم لها ميولها واخطاءها وهفواتها واخفاقاتها، وردي يكون نعم كل هذا صحيح، ولكن مبررات طرحي يأتي من اننا جميعا نقرأ في عنكاوة كوم حتى من ينتقدها في اسلوبها ونهجها، نقرأ في عنكاوة كوم حتى من ينتقص من امكانياتها ومهنيتها، نقرأ في عنكاوة كوم بيانات، تصريحات وايضاحات كل احزاب وكنائس ومؤسسات شعبنا، نقرأ في عنكاوة من يؤمن فقط بالتسمية الآشورية والاخر بالكلدانية او السريانية او الارامية وغيرها. 
الا يدل كل هذا بأن هذه الصفحة قد نالت نوع من المكانة عند الجميع ان كانت عن قناعة طوعية وارادية ام فرضا (معنويا) ولا اراديا. الا نعتقد بانها لو ارتقت هذه الصفحة الى فضائية سوف تستمر في نهجها المبدأي في بث هذه المساحة الواسعة لفعاليات شعبنا المختلفة وبمهنية اعلامية وموضوعية راقية؟
مجرد استفسار والجواب عندكم وعند ـ عنكاوة.كوم ـ   
مشاهد ومواقف غير مستساغة
للاسف رافقت فترة ما قبل الاستفتاء وبعدها مواقف ومشاهد غير مستساغة.
ــ ظاهرة البعض في ان يكون ملكيين اكثر من الملك ان كان في هذا الطرف او ذاك، وما رافقت هذه الظاهرة من طروحات استفزازية ان كانت في الصور او صياغات سخرية او استهزاء اواستصغار للاخر. 
ــ ظاهرة الانهزام والافلاس عند البعض في الحوار مع من يطرح قضية وافكار واراء كائنا من يكون، واللجوء الى الشخصنة او خلط الاوراق. وهنا اعطي مثلا لو كان رجل  الدين من شماس، كاهن، مطران وحتى بطريرك يكتب موضوعا ويطرح اراء وتساؤلات وافكار في قضية من قضايا شعبنا، اليس الافضل ان نناقش في هذه الافكار بدل ان نطلب منه ان يرتكن في صومعته ويتفرغ لانجيله.
ــ بدأنا نعير اكثر اهتماما ومتابعة لنشاط الغوغائية وهي تستغل صفحات التواصل الاجتماعي المتاحة في طرح الاساءة والابتذال والوضاعة بشكل (فيديو) وما يقزز في النفس علامات الاعجاب والتأييد من قبل المئات ويمكن الالاف من الناس وبعض منها مصنفة (كنخبة مثقفة) لهذه المهزلة. ونفس الشيء نراه في بعض التعليقات الهابطة والمبتذلة على المقالات المنشورة في المواقع الالكترونية.
مطالب ومحاذير لا بد منها
انتهى الاستفتاء الكردستاني وهنا لا بد من ان نطالب ونحذر من بعض الامور.
كل طرف ان كان مؤيد للاستفتاء اومعارض للاستفتاء مطالب بان يراجع مواقفه وقرارته ويقيمها بموضوعية ليستفاد من التجربة للمستقبل. وحبذا ان تكون حوارات بناءة ايضا ما بعد الاستفتاء لنتدارك تداعياتها ونتائجها وعواقبها على شعبنا ومصيره في الوطن. 
من خلال تجربتنا مع الحكومة المركزية ومع حكومة الاقليم يمكن التوقع بنوع من التداعيات والعواقب (عقوبات) علنية او مخفية من قبل الحكومتين تجاه شعبنا بسبب المشاركة بالتأييد او المعارضة للاستفتاء. وهنا يجب على قيادي شعبنا وناشطيها من كلا الطرفين ان لا يرضى او يبرر فرض اي شكل من اشكال (العقوبات) ان كانت علنية ام مخفية من قبل الحكومة الاتحادية او حكومة الاقليم على شعبنا بحجة مساندته لاستفتاء الاقليم او معارضته.
كما لا يجوز لقيادي شعبنا وناشطيها من الطرف المؤيد للاستفتاء او المعارض له ان يخوّن الطرف الاخر ويحمله مسؤولية نتائج الاستفتاء وتداعياته وعواقبه على شعبنا. لان هنا يكون الرد لهم ــ وماذا كان مكانكم انتم من الاعراب عند الجهة التي أيدتموها ؟ 
بل نتأمل من قيادي شعبنا وناشطيها من الطرف المؤيد للاستفتاء اوالمعارض له، كل من جهته، ان يمتلكوا من الجرأة والحنكة السياسية لكي يستطيعوا ان يعلنوا للحكومة المركزية وحكومة الاقليم على السواء بان ابناء شعبنا اولا احرار في قرارهم. ثانيا ان كان هذا القرار لا يسركم، فانتم كحكومة مركزية اوكحكومة الاقليم تتحملون المسؤولية، لان سياساتكم القاصرة والغير عادلة تجاه شعبنا هي التي قادته الى ان يتخذ هذا القرار الذي لا يسركم. لذا انتم المطالبون بتصحيح سياساتكم وازالة الغبن تجاه شعبنا. 
واخيرا وليس اخرا علينا ان نحذر ونقول الويل ثم الويل لقيادي شعبنا وناشطيها من الطرف المؤيد للاستفتاء او المعارض له ان يحصل من الحكومة المركزية او من الاقليم على امتيازات ومكاسب حزبية او كنسية او فردية ضيقة (كمكافئة) على موقفها المؤيد للاستفتاء او المعارض له، وكل هذا على حساب مصلحة شعبنا وقضيته. 


غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ آشور سمسون المحترم
شلاما
تقول: واخيرا وليس اخرا علينا ان نحذر ونقول الويل ثم الويل لقيادي شعبنا وناشطيها من الطرف المؤيد للاستفتاء او المعارض له ان يحصل من الحكومة المركزية او من الاقليم على امتيازات ومكاسب حزبية او كنسية او فردية ضيقة (كمكافئة) على موقفها المؤيد للاستفتاء او المعارض له، وكل هذا على حساب مصلحة شعبنا وقضيته. انتهى الاقتباس.
اتساءل: كيف ستحذر مثلا رميو هكاري، وتوريه الويل ؟ ان مكاسبه الفردية على حساب الـ(جم نفر !) من حزبه اولا وحساب مصلحة شعبنا، واضحة للقاصي والداني، حتى انه اصبح البوق الكردي لشعبنا، وهنالك الكثيرين منهم تحت الطاولة، فكيف تستطيع ان توقفهم عند حدهم استاذنا العزيز آشور ؟
لا تستطيع فعل شي لا انت ولا انا استاذنا العزيز، فالفساد صار يصرخ من شدة الفساد ! لا نستطيع شيئاً على ارض الواقع، فقط في الخيال الافتراضي، او لنقل في الانترنت، انهم مدعومين بقوة من الكرد لتحطيم وتشتيت وشطر شعبنا.
لا يسعنا الا ان نقول كما قيل : وان اصبح المفكر (او القائد !) بوقا عندها يستوي الفكر (او حزب القائد هذا !) والحذاء !
تحياتي وتقديري استاذ آشور سمسون