المحرر موضوع: بطرك السريان الشرقيين لويس ساكو يتكلدن لأغراض سياسية  (زيارة 8400 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل موفـق نيـسكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 362
  • الحقيقة هي بنت البحث وضرَّة العاطفة
    • مشاهدة الملف الشخصي
بطرك السريان الشرقيين لويس ساكو يتكلدن لأغراض سياسية
بطرك السريان الشرقيين (الكلدان حديثاً) الدكتور لويس ساكو: باحث، دكتوراه في مبحث آباء الكنيسة، الجامعة البابوية، 1983م / التاريخ المسيحي القديم، دكتوراه في تاريخ العراق القديم، السوبورن-باريس 1986، ، ماجستير في الفقه الإسلامي، أكاديمي وأستاذ اللاهوت في جامعة بغداد، أستاذ كلية بابل الحبرية، أستاذ كلية اللاهوت في المعادي-مصر 1988، مدير المعهد الكهنوتي، عضو الهيئة السريانية في المجمع العلمي العراقي، عضو العديد من الجمعيات المسكونية وحوار الأديان في العالم، له مؤلفات عديدة، يتقن أكثر من خمس لغات. وغيرها.

إن الآشوريين والكلدان الحاليين هم من الأسباط العشرة التائهة من بني إسرائيل ولا علاقة لهم بالكلدان والآشوريين القدماء، وهذا حقيقة يؤكدها البطرك ساكو وغيره في أبحاثهم التي نشرناها سابقاً، وعاش الأسباط العشرة في العراق كيهود وكانت لغتهم الآرامية (السريانية)، ثم اعتنقوا المسيحية وانتموا لكنيسة أنطاكية السريانية، واسمهم في كل التاريخ هو السريان، لكن النظرة العبرية القومية الإسرائيلية بقيت عندهم طول الوقت، واعتنقوا النسطرة وانفصلواعن أنطاكية سنة 497م، وكان الانفصال على أساس قومي عبري إسرائيلي أيضاً، فانقسم السريان إلى شرقيين وغربيين، أي شرق وغرب نهر الفرات، وسمُيوا السريان نساطرة، ولما كان اسم النسطرة يعني هرطقة لدى كنيسة روما فقد سمت روما القسم الذي تكثلك كلداناً وثبت اسمهم رسميا في 5 تموز 1830م كما يقول البطرك ساكو نفسه، ثم سمَّى كامبل تايت الانكليزي رئيس أساقفة كانتربري السريان الجبليين الذين بقوا نساطرة سنة 1876م آشوريين، وثبت اسمهم رسمياً في 17 تشرين أول 1976م، وبدعم من الانكليز اتجه الآشوريون إلى العمل السياسي وحولوا الكنيسة إلى حزب سياسي وتأشوروا بالكامل وأردوا إقامة منطقة مستقلة شمال العراق بحجة أنهم أحفاد الآشوريين القدماء، ودخلت الطموحات السياسية لدى المطران الكلداني أدي شير لتقاسم الكعكة معهم، فاخترع عبارة كلدو وأثور سنة 1912م، مدعياً كالآشوريين أنه حفيد نبوخذ نصر، وأن الاثنين شعب واحد دون وجود وثيقة واحدة في التاريخ تقول بوجود آشوريون أو كلدان في التاريخ المسيحي، بل سريان، علماً أن الكلدان والآشوريون القدماء هم أعداء وليسوا شعباً واحداً، ثم قام الكابتن الإنكليزي كريسي بإعطاء وعداً للآشوريين في شباط 1918م بعد شهرين من وعد بلفور لإقامة الدولة الآشورية المزعومة، ودخل الآشوريين ومعهم بعض الكلدان باسميهما المزوريين بنزاع مسلح مع العراق انتهى سنة 1933م، والكلدان (نساطرة السهول) منذ أن أصبحوا كاثوليك لم يكن الاسم الكلداني الحديث يشكل لهم أكثر من اسم تميزي وكانت النزعة القومية عندهم قليلة عموماً عدا البعض، لأنهم عاشوا في مجتمع أكثر انفتاحاً واختلاطاً مع القوميات الأخرى كالعرب والفرس والأرمن وغيرهم، ومنذ سنة 2003م بدأ بعض القوميون الكلدان ومنهم رجال دين ينحون منحى  المتأشورين، أي بدوا يتكلدنون.

ولا نريد ذكر مئات المخطوطات والوثائق منذ بداية المسيحية ومن داخل كنيسة الاثنين وبلغتهما تقول أنهم سريان، وحتى بعد أن سمتهم روما كلداناً بقيت تسميهم السريان الكلدان، وقسم من بطاركتهم يوقعون باسم بطرك السريان الشرقيين أي الكلدان ونكتفي بوثيقتين جديدتين.


وسنركز على البطرك السرياني لويس ساكو الذي تكلدن لأغراض سياسية ربما ليحلم بإقامة إقليم كلدو في زاخو أو ديار بكر حيث بدأت التسمية الكلدانية باتحاد كرسي ديار بكر وألقوش سنة 1830م كما يقول هو نفسه بعد خضوعه للمتطرفين مثل المطرانين المتقاعدين سرهد جمو وإبراهيم إبراهيم في مؤتمرهم من 5-8 تشرين الأول 2017م المنعقد في روما وليس في بابل أو حتى بغداد أو أربيل، وبحضور مطارنة متقاعدين ليس المفروض إن يحضروا، ونجح فيه المتطرفون بالتركيز على الاسم الكلداني، فيقول: (وأكد الإباء على التمسك بالهوية الكلدانية واللغة قدر الإمكان ورفض التسمية المركبة المشوهة لكافة هويات المكون المسيحي ودعم الرابطة الكلدانية كما دعوا إلى تأسيس مجلس موحد يكون بمثابة جبهة- لوبي لكافة التنظيمات الكلدانية)..الخ، ولسنا بصدد مناقشة التسمية القطارية المشوهة فعلاً بل ربما يكون هذا هو مطلب السريان أنفسهم خاصة أن اسم الكلدان في كل قواميس الكنيسة ومطارنتهم أنفسهم قبل غيرهم يقولون أنه يعني، عراف، ساحر، منجم، فلكي، (المطران الكلداني أوجين منا، دليل الراغبين في لغة الآراميين ص 338، والمطران الكلداني توما أودو كنز اللغة السريانية، ج1، ص 465، وغيرهما، ودائماً يأتي اسم الكلدان مقترن بالدجالين والمشعوذين والهراطقة والمجوس..الخ، في كتب الكنيسة نفسها، وآباء الكنيسة نفسها ألفوا كتب كثيرة ضد الكلدان لأنه اسم مشبوه.

علماً أن المطران المتشدد المتقاعد جمو نفسه يقول: إن كنيسة أجدادنا المشرق المُلقبة بالنسطورية المسماة لاحقاً بالكنيسة الكلدانية والأثورية، وهذه الأسماء انبثقت حديثاً في منتصف القرن السادس عشر بعد سنة 1553م، والاسم الكلداني استقر على الفئة المتحدة بروما، بينما تبنَّى الانكليكان (الانكليز) اسم الأثوريين في مداولاتهم مع المجموعة الغير متحدة بروما، (مجلة بين النهرين 1996م، كنيسة المشرق بين شطريها، 182- 183، 188-190، 195، 200-201، ويُدرج المطران جمو نفسه ص 187 خارطة كنيسة المشرق تُسمَّى فيها منطقة جنوب العراق بيت الآراميين وليس بيت الكلدان، وتظهر فيها أمم أخرى كثيرة باسم بيت العرب والجرامقة والماديين وقردو (الأكراد) وهوزاي، وغيرها باستثناء بيت الآشوريين والكلدان، والمطران المتقاعد المتشدد إبراهيم إبراهيم اخذ دكتوراه في ميامر نرساي السرياني الذي يقول إن رسل المسيح كانوا سرياناً واسم جميع مومني الكنيسة (السريان)، وهو نفسه قبل أن يتكلدن يسُمي آبائه السريان المشارقة.

لكن ما يهمنا هو أن البطرك ساكو كان ملتزماً جداً في التاريخ قبل أن يتكلدن
1: سنة 1993م في مجلة بين النهرين 1993م، ص82-83، ردَّ البطرك ساكو على المطران المتشدد سرهد جمو الذي يسعى جاهداً لاتخاذ اسم الكلدان هوية قومية سياسية من خلال عقد مؤتمرات ولجان، وفي عنوان آراء للمناقشة في هويتنا وبنيتنا ككنيسة مشرقية (كلدانية)، حيث يقول البطرك ساكو: لقد قرأتُ بإمعان ما كتبه الأبوان المحترمان سرهد حمو ومنصور فان فوسيل بخصوص هويتنا الكلدانية، وأود أن أسجل بعض الملاحظات:إن كنيستنا ليست طائفية عنصرية حيث كانت تضم شعوباً متعددة، سريانياً عرباً فرساً تركاً صينيين هنوداً وغيرهم، (بدون كلدان وآشوريين)، وإن المسألة التي يود آباء المجمع الكلداني دراستها، آمل أنها ليست مسالة هويتنا الكلدانية (؟)، بقدر ما هي هويتنا المسيحية، فإسقاط الرسالة هو إسقاط الهوية، وكيف يمكن تأوين هذه الهوية التي ورثناها عبر الزمن بغلاف مشرقي (وليس كلدانياً أو آشورياً) عبر الزمن: اعتقد من يوم فقدت كنيستنا بعدها الإرسالي فقدت هويتها، أليس إسقاط الرسالة إسقاط للهوية؟، والسؤال المطروح على المؤتمر ولجانه: هل يريد المؤتمر الإبقاء على الطابع اليهودي السائد على طقوسنا وريازة (طراز بناء)كنائسنا وعلى تعابير لاهوتية منها غريبة وغير أصيلة. (مع ملاحظة أن علامة الاستفهام في (ليست مسالة هويتنا الكلدانية (؟)، والقوسين (وليس كلدانياً وآشورياً) عبر الزمن، منقولة حرفياً.

2: سنة 1998م ألف البطرك ساكو عندما كان كاهناً كتاب (آباونا السريان)، وكتب فيه شعار(عودوا إلى جذوركم واشربوا الماء من ينابعكم)
وعندما أردوا رسمه أسقفا شرط عليه القوميون المتطرفون حذف الشعار، فلبى طلبهم وطبعه سنة 2012م وحذف الشعار.

3: سنة 2005م كتب البطرك ساكو مقالاً في كتاب (ܡܒܘܥܐ ܣܘܪܝܝܐ) ينابيع سريانية جزء (جذورنا) ص 37-44/ مركز الدراسات والأبحاث المشرقية / لبنان 2005، أكد فيها أن الجميع سرياناً وسمَّى آبائهم ومفكريهم وأدبائهم بالسريان، بل أدرج خارطة (مواطن السريان.)

4: سنة 2005م وإلى جانب مطارنة السريان الأرثوذكس والسريان الموارنة قام البطرك ساكو بكتابة تصدير للأب الفرنسي جون موريس فييه الدومنيكي لكتابه (القديسون السريان) شكراً أياه ومعداً ذلك عملاً عظيماً وان كنيسته الكلدانية هي سريانية، علماً أن الكاتب يدرج في مقدمته أن القديسون هم سريان، واولياء الله هم سريان،والأعياد والتقاويم والجدوال هي سريانية، والأساقفة هم سريان، والكنيسة الكلدانية هي سريانية شرقية، ويُسمي البطرك يوسف 1712م سلف البطرك ساكو هو البطرك السرياني الشرقي ويضع بين قوسين (كلداني)، وجميع قديسي كنيسة البطرك ساكو ضمن الكتاب هم سريان، ومن الصدف أن أول القديسين السريان في الكتاب حسب الحروف الأبجدية هو أحد أسلاف البطرك ساكو، الجاثليق آبا (540-552م).


5: : سنة 2006م، ألف كتاب  خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية، قال ص4، 41: إن الكنيسة الكلدانية سُميت بكنيسة السريان المشارقة، وتسميات الكلدانية والآشورية متأخرة نسبياً، ولا توجد علاقة للكنسية الكلدانية ببابل، والكرسي البطريركي كان في المدائن (ساليق وقطسيفون) أي بغداد، وربما يعود هذا التبني إلى كونها (يقصد بابل) عاصمة الكلدانيين، وذكر ص 7، أن أبناء كنيسته هم من الأسباط العشرة من بني إسرائيل الذين سباهم العراقيين القدماء، وتحت ضغط القوميين طبع نسخة جديدة سنة 2015م وتم التزوير بإضافة كلمتي الآشوريين والكلدان.

6: في 15 أيلول 2015م قال: إن لغة الكلدان والآشوريين المستعملة اليوم هي سريانية الرها وليست كدانية بابل أو آشور، هذا خطأ علمي جسيم.

7: في 29 أبريل 2015م اقترح إن يكون الاسم الموحد للكلدان والآشوريون والسريان هو إما سريان أو آرامي، فهل هناك بطرك كلداني في العالم يقترح أن يكون اسمه الموحد سرياني وليس كلداني؟، أليس الارتباط مع الاسم السرياني مشبوه؟.

كنا نتمنى أن يحترم البطرك ساكو قلمه ويبقى سرياني ذو مصداقية لأنه يعلم قول الإنجيل: وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصليب. وكان مكتوبا: فقال رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس: لا تكتب: ملك اليهود، بل: إن ذاك قال: أنا ملك اليهود، أجاب بيلاطس: ما كتبت قد كتبت. يوحنا 19: 19-22.
وشكراً/ موفق نيسكو