آرام القس توما .... حاصره الوطن , فاختار الغربة ليرسم فيها لوحة للوطن
كتابة : نمرود قاشا
أرام نبيل يوسف فرنسو القس توما , لم يكتمل عقده الثالث بعد , كان يحلم برسم وطن لوحة كبيرة بحجم الفضاء , ومن خلال الريشة وألوان الزيت والخامات الأخرى بدا برسم الإطار الجميل لهذه اللوحة وهو في حلم بان يرى الوطن من خلال هذه اللوحة .
آرام ...... ولأنه أحب الفن , ومقتنع بأنه الوسيلة الأسمى لرسم وطن صاف خال من كل ما يشوه الجمال , تخرج من جامعة الموصل - كلية الفنون الجميلة ( 2012 ) بتفوق , متقدما على كل زملائه , ليشارك في العشرات من المعارض المشتركة في بلدته ( بغديدا - قرة قوش ) إضافة إلى مدن أخرى ( الموصل , اربيل , عنكاوا , دهوك , السليمانية ) .
بعد أن داهمت عصابات داعش الإرهابية مدننا في تموز 2014 وخرجنا منها بجلودنا , فتركنا هناك كل شي , ذكرىاتنا وذاكرتنا وأحلامنا وبيوتنا , كان قد ترك ما اشتغل خلال سنوات الدراسة الأربع وما تلتها بسنتين لهذا الفكر ألظلامي الذي اجتاح مدننا ودمر كل ما يتعلق بالجمال والأصالة والتراث .
عندما بات الوطن لا يستوعب محبيه , وعندما ضاقت بهم أرصفة الانتظار في عمان وبيروت وأنقرة غادرها إلى دول الشتات , وكان آرام احدهم عندما رسا به قارب الهجرة إلى فرنسا " تولوز " , ومنها انطلق ليقيم معرضه الشخصي الاول فيها ليقول للعالم كله : هذا هو ابن الرافدين , ابن سومر وأكد , ابن بغديدي وكرملش وبرطلي .
" معاناة فنان في الحرب " هذا هو العنوان الذي اختاره ارام ليكون عنوانا لمعرضه الشخصي الأول الذي أقيم على باحة جامعة تولوز الفرنسية وافتتح في 5 تشرين الأول 2017 , هذا المعرض ضم ( 17 لوحة ) من الزيت , هذه اللوحات هي سيرة مدينة استبحت واغتيل فيها الجمال , هي يوميات إنسان هجر قسرا من وطن أحبه حد العشق , سبعة عشر مشهدا لأناس عاشوا مأساة التهجير , صرخات تصل إلى الفضاء وابتسامات خجولة لأطفال ينتظروا غدا أكثر إشراقا .
--------
أرام نبيل يوسف فرنسو القس توما
• تاريخ الولادة : 17/8/1989
• محل الولادة : قره قوش – حمدانية / نينوى
• السكن الحالي : مدينة تولوز _ فرنسا
• بكالوريوس كلية فنون الجميلة – جامعة الموصل ( 2011 – 2012 )
• من الثلاثة الاوائل على اقسام الكلية بفرعيها العلمي والعملي
عضو جمعية التشكيلين العراقيين – فرع نينوى
• لدي اعمال فنية في البلدان ( باريس_تولوز _سويد_ايطالية_لبنان)