لكي لا نستمر في اضاعة الفرص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما اكتبه هنا لا يتعلق بالأحداث الاخيرة في كركوك ، ولكن اعتقد اننا كآشوريين متفقين جميعا على انه كان بإمكاننا استغلال العديد من الفرص التي سنحت لنا من اجل التقدم بعض الخطوات في مسألة حقوقنا القومية المشروعة ، ولكن مع الاسف الشديد سلمنا مقاليد السعي لنيل تلك الحقوق بيد بعض الساسة من قادة الاحزاب السياسية الذين وضعنا ثقتنا بهم على ضوء المبادئ والشعارات والخطابات اتي روجوا لها .. ولكننا اكتشفنا فيما بعد انهم فشلوا المرة تلو المرة في هذه المهمة ، و كان دورنا يتمثل وبعد كل جولة يفشلون فيها بأن ندفعهم لجولة جديدة فاشلة آخرى ، وهكذا الى ان اصبح الفشل عنوانا لأدائهم السياسي والقومي باستثناء مواهبهم وذكائهم في السعي للمناصب والكراسي ، وبذلك ضاعت كل الفرص وحتى تلك التي سنحت لتحقيق ولو النزر اليسير ، لا بل انهم لم يستطيعوا التقليل من بعض الخسائر التي تعرض لها شعبنا المغلوب على أمره ...
يقول أينشاين " ليس من الحكمة فعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة !! " لذلك فأننا نرجو من ابناء شعبنا الاشوري ان لا يعيدوا الكرة ثانية ويراهنوا مرة اخرى على تلك القيادات التي اثبتت عدم جدواها ، وفي نفس الوقت فأننا لا ندعي ان هناك سياسيين افضل منهم ، لأن هؤلاء ايضا سيخضع تعاملهم مع مسألة حقوق شعبنا الاشوري الى الاجتهاد او الى قصر نظر في اتخاذ القرار المناسب ... أما اذا كان هناك من يرى بأنه علينا انتظار بعض الاحزاب التي يغلب على شعاراتها وخطاباتها الطابع القومي الاصيل ، فأننا نقول ، ان الاحزاب التي وصفناها اليوم بالفاشلة ، كانت هي ايضا في أول انطلاقتها ترفع الشعارات القومية وخطاباتها كانت خطابات قومية لا غبار عليها ، يضاف الى ذلك فأننا نقول لأصحاب هذا الطرح .. ولماذا الانتظار سنوات طويلة أخرى والمراهنة على نتائج غير مضمونة !!
لذلك فأننا نرى أنه يتوجب علينا جميعا اليوم تشجيع وتأييد المساعي الرامية لتشكيل جبهة قومية آشورية تكون بمثابة مرجعية وحيدة لتمثيل شعبنا الاشوري و قادرة على تحمل مسؤولية قضيتنا القومية في ضوء دستور آشوري او ميثاق عمل قومي يتضمن الثوابت والأسس التي تحدد مطالبنا القومية من الامم المتحدة والمجتمع ألدولي ، بعبارة أخرى أنه مسعى للعمل القومي الجماعي وليس محاولة لإقصاء أحد سوى من أختار ان يغرد خارج السرب ، يضاف الى ذلك فأنه طالما كانت ابواب هذه الجبهة مفتوحة لكل ابناء شعبنا ومن بينهم منتسبي وأعضاء اللأحزاب السياسية ، فأننا نرى أنه لا يوجد هناك ما يخشاه هذا الاشوري وذاك ( المنتمي اليوم الى حزب سياسي ) من انتمائه الى هذه الجبهة ، لأنه بأنتمائه هذا يكون قد انتقل من العمل والكفاح ضمن مديات حزبية محدودة و ضيقة الى مديات رحبة وواسعة تشمل الامة وقضيتها القومية خصوصا وان الانتماء الحزبي كان في الاصل من اجل خدمة القضية القومية .
كما يجب ان يكون في معلومنا بأنه لا يمكننا خدمة قضيتنا القومية بدون مؤسسات قومية حقيقية تنبثق من الجبهة الاشورية المزمع تأسيسها ، حيث سبق وأن ذكرت في موضوع سابق بأننا بحاجة الى مكاتب أو ما يشبه ( سفارات اشورية ) في نيويورك وبروكسل وجنيف وغيرها من عواصم الدول الكبرى والمؤثرة في القرار الدولي كروسيا وامريكا وغيرها ، بالاضافة الى حاجتنا لمؤسسة قومية ( وهذا على سبيل المثال لا الحصر ) تأخذ على عاتقها تنظيم مظاهرة سنوية على الاقل أمام الامم المتحدة ، بالأضافة الى الانضمام الى منظمات الامم المتحدة التي لا تملك شعوبها تمثيل هناك ... وغيرها من الاستحقاقات القومية التي تتطلب التحقيق .. وعلينا ان نعترف بأن عملنا القومي بصيغته القائمة اليوم لا يمكنه النهوض بواقعنا الحالي ، واذا ما اردنا حقا الانتقال الى الواقع الذي نطمح اليه ، فذلك لا يتحقق الا ببذل بعض الجهد وببعض التضحيات وبعض نكران الذات .