المحرر موضوع: اين نحن من كتابات وانتقادات (شمران الياسري)؟ !  (زيارة 829 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زهير الفتلاوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 257
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 اين نحن من  كتابات وانتقادات (شمران الياسري)؟ !
   
زهير الفتلاوي
مرت قبل عدة اسابيع ذكرى رحيل الروائي والإعلامي  شمران الياسري   ( ابو كاطع )  هذا اللقب الذي  اكتسبه من برنامجه الاذاعي الشهير  "ابو كاطع" كان رحمه الله كاتبا بارعا وساخرا  يخشاه  الساسة وهو يستعرض ما يواجه المواطن من صعوبات ومعاناة بسبب شغف العيش وامور اخرى ، المغفور له كان يعشق العمل  النضالي، إذ ما زال الكثير من محبيّ شمران الياسري والعارفين بفضله يستعيدون ذكراه رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود  من الزمن  على رحيله ،  وذكراه  في الأدب العراقي باقية ترك  بصمات لم يمحُها الزمن. فهو، كان وفيّاً لجذوره الأصلية كتاباته  مرآة طبيعة عاش في كنفِها، وحياة قروية عايشها، وانتقد بشدة الاقطاعيين   وتعبير عن عشقِه للعراق  وأرضه .    يستذكر محبي كتابته الساخرة التي كانت تبطش بالمسؤول الفاسد ، كان رحمه الله  يتغذّى من البانوراما المشهدية والبصرية المحيطة بتلك الكتابات البلاغية بشهادة الكثير من روداه، نرى ان   من الغُبن ألاّ يُحتفى بـه "في اتحاد الادباء "و على المستويات الرسمية والنقدية والأكاديمية بالقدر الذي يستحقّه، كما هو الحال من الاستذكارات الاخرى. لا يختلف منجزه  عن عمل  العاملين والمؤسسين في  الصحافة العراقية الساخرة مطلع تأسيس الدولة العراقية وهي( كناس المدينة) (والقرندل) و(مقرعة الهندي) وبعدها جاءت (حبزبوز) و(الكرخ) وغيرها . تناول أعقد القضايا وأخطارها، كان يقول  لا بدّ أن تكون سخرية جادة ومسؤولة، بل هي مواقف من الحياة والكون والتطوّر، وقد حاول شمران الياسري أن يواجه تعقيدات المجتمع وصراعاته ومشاكله وهمومه بنوع من السخرية، لأنّ هذه الأخيرة في نهاية المطاف تعبّر عن موقف مقابل لكل تلك الإشكاليات  و هذه الهموم التي لم تفارق المواطن العراقي منذ عقود طويلة  .  حارب الإقطاعيين بشكل كبير على الرغم من وجود التهديدات المباشرة وغير ذلك من التلميحات وإذا كانت السّخرية تميّز أسلوب "أبو گاطع″، فثمّة أحزان كانت تغلّفها على نحو عميق، ربّما وجد “أبوگاطع” فيها بعض التخفيف عن قسوة حياتنا ومراراتها وإخفاقاتنا المتكرّرة، فلجأ إلى إضفاء مسحة من التندّر والضحك عليها، حتّى وإنْ كان ضحك أقرب   للبكاء، كما هي حالنا  اليوم واكثر بكثير من تلك الاوضاع المأسوية بمعنى الكلمة . لقد أمطرتنا حكاياته وكتاباته وبرنامجه الساخر بعناقيد لذيذة من السخرية الحزينة، لفتح شهيّتنا للنقد من أجل حياة أكثر يُسراً وأكبر قدرة على الاحتمال على الرغم من شحة الآمال ، وقلة التفاؤل ونقص في الساسة الشرفاء ، لقد كتب العديد من الكتاب والصحفيين عن هذه الشخصية الوطنية المعطاءة واخرهم الكاتب والباحث عبد الحسين شعبان الذي اقتبسنا منه بعض السطور الغائبة عن ذاكرتنا ولم نطلع عليها بسبب طول السنين وعدم المواكبة إلى تلك الحقب التي تعد جميلة قياسا الى ما نلاقي اليوم من ماسي مؤلمة للغاية لم تمر على وطن وشعب مثل العراق نلتقي كثير من المسؤولين في المؤسسات الثقافية والعلمية والنقابات المهنية نطالب منهم باستمرار تخليد واستذكار لهؤلاء الرموز الوطنية الذين لم تنسى ذكراهم و يتم الاستجابة وكثرة الوعود وفي الحقيقة لم نرى ذلك على ارض الواقع ولم تسمى قاعة او مركز بحوث ولا شارع باسم هؤلاء المبدعين الذين لم تنسى اعمالهم ومنجزاتهم الى يومنا هذا وتلك الافعال والاعمال  هي من صميم عمل اغلب دول العالم التي تخلد العلماء والادباء وتهتم كثيرا بمنجزهم وهناك من يروم انتاج الافلام ويوثق ذلك بشتى الجوانب الفنية والثقافية  لكي تبقى ذكراهم على مر الازمان ونطمح ان تحذوا الحكومة العراقية حذوا تلك الدول من خلال الايعاز الى وزارة الثقافة وبقية المؤسسات الاخرى باستعادة تلك الذكريات وارشفتها وطبعاتها  لما لها من مورث علمي وادبي وفكري لا يتجدد بعد الا بصعوبة بالغة رحمات على روح الفقيد شمران الياسري ويارب يكون بقرب المعين الفردَوسي وان يدخله الباري عز وجل  فسيح جناته انه هو السميع القدير.