المحرر موضوع: من الذي يكتب سيناريو تذليل وتهجير شعبنا  (زيارة 1166 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نزار حنا الديراني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 326
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من الذي يكتب سيناريو تذليل وتهجير شعبنا
نزار حنا الديراني

كلما تعمقنا في تاريخنا تزداد فواتير أضطهادنا لذا سنترك الماضي البعيد لنتحدث عن ماضينا القريب ، من الصعوبة أن نحصى عدد المرات التي كنا نهاجر قرانا ومن ثم نعود اليها منذ قيام الحركة الكوردية في الستينات ، مئات القرى أحرقت ودمرت .... مئات الغارات والانتهاكات كانت تطالنا ، على الاقل أستطيع أن أقول عشرات المرات كانت جحافل المرتزقة الموالين للحكومة (الجتة) تنتهك حرمة قرانا المسالمة ( من بينها قريتي ديرابون ) فكانت تقتحمها الجحافل لتنهب بيوتنا ومن ثم تحرق بعضها لتقول حررنا المنطقة من العصاة .. رغم اننا لا ناقة لنا ولا عصفورا من النزاع ... حتى القوات السورية تركت كل شئ لتقتحم حدودنا وتعذب رجال قرانا لتقول أنتصرنا على الأعداء.... تحملنا كل ذلك لاننا نؤمن بان الانسان لا يمكنه ان يتحرر من أرضه ، كنا نعلم لولا الأرض فمن أين لنا أن نأتي ببيت رحم يأوينا عند الممات ... كنا نهاجر في النهار الى الكهوف ونعود في الليل الى البيوت ... وأحيانا كنا نضطر أن نغيب لأيام وأشهر ... وسيناريو مأساتنا يطول أكثر فأكثر ... ومن أجل أن يشد الكاتب الجمهور للمشهد أو لنقل حتى يتعلم أهالي المنطقة درسا أعظم أدخل الكاتب على النص تهجير مئات القرى الحدودية في شمال العراق ليحل محلهم مئات العوائل التي هُجرت بالأغراء من الوسط والجنوب أستنادا الى نظرية التعريب ، وفي مرحة أخرى أطال المشهد كركوك ... لتكون مادة دسمة للصراع ، عشرات السنين ونحن نعيش خارج بيت رحمنا ( قريتنا) وفي أزقة الموصل وبغداد ، أضطرت الأسراب تهاجر الى حيث اللاعودة ( المهجر ) ، بدأ التشتت والانقسام يغتال العائلة ... أعاد كاتب السيناريو الكتابة بعد أن عمر غليونه وملأ كأسه بالويسكي لينتقل الى مشهد آخر ... بدأت الحرب مع أيران وكتب على الشعب أن يسدد فاتورة  تلو أخرى أزدحمت سجلاتنا بأسماء الشهداء والمفقودين والجرحى ... عشرات القرى دمرت من جديد ومئات الآلاف من الطلبة وكبار السن كانت تنتهك أنسانيتهم على يد أزلام السلطة وهم يدعوهم للانخراط في الجيش الشعبي ، بدأت مأساة الهجرة تطالنا من جديد لنتشرد في أزقة دول الجوار أو الغرب... انتهت الحرب ، كنا نعتقد انتهى السيناريو وإذ نتفاجئ بالكاتب يحيلنا الى المشهد الثاني ، فحركت قواتنا نحو الجنوب لتحتل الكويت ، وتبدأ الحرب ثم الحصار ، أمتلأت السجلات من جديد بأعداد الشهداء والجرحى والمفقودين والمتشردين ... انتهكت أنسانيتنا من جديد ولا أستطيع أن أصف لكم نوع الخبز والزيت والرز و... الذي كان يقدم كعلف للبشر ، وتحملنا كل ذلك من أجل أن يكون لنا بيت رحم يأوينا عند الممات ، كنا نقول (شدة وتزول ) ... أوهمنا كاتب السيناريو بانه سيعوضنا عن كل ما فات لان الأمريكان سيفرشون الأرض عسلا ووردا وإذ بهم يفرشونها قنابل ودمار ومن ثم أرهاب... بدأ المشهد الثالث لنعيش في الغابة عجت أزقتنا وشوارعنا بقطاع الطرق ورجال الموت (الميليشيات) والمفخخات ( التفجيرات ) ولافتات الاحزاب وصور قادتهم ، كان يترتب علينا حين نخرج من البيت أن نودع بعضنا البعض فربما يكون أحدنا في أعداد المفقودين ... كان المشهد المعد لنا من قبل كاتب السيناريو أحد الأمرين أن نهاجر (الى أقليم كوردستان الآمن أو نطرق باب الهحرة في دول الجوار ) أو نبقى ونتحمل مصائب الأرهاب... قرر بعضنا بموجب النص المعد لنا أن نختار الأقليم المفروش بالورد والعسل وإذ بنا نتفاجأ بأن مهود طفولتنا ( قرانا ) قد سلبت منا فالتجاوزات التي طالت قرانا واراضينا لا يتحملها الجمل ، عدنا وكأننا ضيوف في قرانا فأرشدنا كاتب السيناريو إلى طريق الهجرة ... هاجر بعضنا وبعضنا الآخر بقي في الوطن متحديا كل المصائب ، وهو يعلم أن الوطن لا يمكنه تحمل وزر مئات الاحزاب والميليشيات وقطاع الطرق والمرتزقة من الامريكان بهمراتهم ( مدرعاتهم) التي تستهتر بالشارع مثل الارهاب ..  تحملنا ذلك على أمل أن يمل كاتب السيناريو من روايته وتنتهي المسرحية وإذ بنا نتفاجئ بفرق داعشية تنزل كالصواعق فوق رؤوسنا لتنتهك حرمة قرانا ومدننا ليكون ذلك بمثابة درسا قاسيا لمن تشبث بأرضه لا ينساه مدى الحياة ... ملايين من النازحين ومئات الاف من الشهداء والجرحى والمفقودين ومئات الآلاف يطرقون أبواب الامم المتحدة في دول الجوار وهم يطلبون الخلاص ... ومئات من المنظمات والاحزاب العراقية والعالمية تتاجر بنا ، ألاف الأشخاص تضخمت كروشهم بالدولارات يقابلهم الملايين من البشر تعيش كالعبيد ومع هذا أنتهى المشهد كنا نتحدى كاتب السيناريو إن كان بأمكانه أن يجد لعبة أخرى أو مشهد أخر للمسرحية فليس من المنطق أن نقول عن شعبنا لا يزال فتيا لم يتعلم الدرس وليس من المنطق أن نقول بأن أعضاء الحكومة والبرلمان والاحزاب لم يشبعوا بعد ، ولا أن نقول بأنهم سذجة ، لذا بدأت الأحزاب والكنائس والجوامع والمنظمات والدول تبشر بأنتهاء كل شئ وتدعونا للعودة الى خراب ديارنا لتعميرها بدمائنا الزكية وهم يفرشون الأرض لنا بالوعود المفعمة بالورود والعسل إلا اننا !! كنا وكعادتنا من الخاسرين فإذ بالكاتب يختار لنا مشهد الأستفتاء لتتجدد المعركة من جديد بين الحكومة والبيشمركة وتكون قرانا بين المطرقة والسندان وهي تتسائل أعلينا ان نترك قرانا لتكتمل التجاوزات أم نبقى نتحدى الصراعات ؟؟ والأعلام لا يمل من توزيع الرعب على المواطنين ليبدأ التشرد ثم التهجير ... ليحن دور المشاهد الأخرى مما في جعبة السيناريست ( كاتب السيناريو ) من أدوار أخرى للتخلص من الميليشيات والاحزاب الدينية والقومية ليتفرغ الى معاهدة سايكس بيكو جديدة ...           


غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ نزار حنا الديراني المحترم
شلاما
تعودنا ومنذ سقوط الامبراطورية الاشورية والدولة البابلية ان يكتب السيناريو لنا، بعد ان كنا نحن كتبة السيناريو. اي بمعنى ان كاتب السيناريست يجب ان يكون متفوقا وقويا كي يقود السيناريوهات. فعندما اتجه شعبنا الى سيناريو السلم واستسلم حرفيا الى سيناريو المسيحية المسالم، عندها فقد بوصلتنا، وصارت امواج الغدر من جيراننا تتقاذفنا ما بين مهاجرين بين مناطقنا وفي العراق وصولا الى بلاد العم سام والى ابعد نقطة في هذه الارض. اردنا لنفسنا ان نكون تلاميذ دائماً... تلاميذ لا تتعلم الدرس ابداً،  ولا يريدون الاستناد على تاريخهم، وان يعودوا وان يصحبحوا معلمين بدلا من تلاميذ كما كانوا سابقا، يكتبون سيناريوهات الشرق كله.
استاذنا العزيز: الى متى نبقى في نفس الدرس، ولماذا نأبى ان نتعلم ؟! على الاقل لنتعلم كتابة سيناريو خاص بنا. سيناريو يرهب من يقترب الينا ويحاول ارهابنا، ثم لماذا لا نكون نحن احد كاتبي السيناريو ؟!
علينا البدء بالتغيير ولو بالقوة... تحياتي