المحرر موضوع: الحلم الكردي  (زيارة 1215 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحلم الكردي
« في: 06:52 28/10/2017 »
الحلمّ الكرديْ
بقلم/ سلوان ساكو
كرسَ الزعيم العربي جمال عبد الناصر كل طاقاته وإمكانيته ونفوذه من أجل تحقيق حلمه، ألا وهو أمة عربية واحدة. كانَّ رجلاً حَالمٍ بحق، وتحققت بعضً أو شذرات من تلك الأحلام على أرض الواقع، حين جمع شعبين ذيّ خلفيات مختلفة ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، في وحدة واحدة بين مصر وسوريا في شباط عام 1958 والتي انتهت بعد اقل من ثلاث سنوات بانقلاب عسكري في سبتمبر عام 1961 على يد عبد الكريم النحلاوي، فتحطمت بذلك أمال الرئيس وتفتت احلامه على صخرة الواقع الصعب في تلك المرحلة المفصلة من تاريخه. بعد ذلك تحول الحلم الكبير إلى كابوسً مرعب أقلق مضجع الزعيم متجسداً بنكسة حزيران 1967، والتي جعلته لا يفارق فنجان القهوة المرّ  ولا دخان السكائر  الرخيصة، فمات دون أن يرى أينّْ من أحلامه العريضة تتحقق، أو قيام جمهورية عربية موحدة واحدة حدودها من الخليج إلى المحيط، لا بل أنه شاهد وطن عربي ممُزق، وأراضي شاسعة  أحتُلت من قبل دولة حديثة الإنشاء، قَبْلَ حتى أن يرمي عِقاب سكارته. هنا وبالذات ألتفَ الأخطبوط الأسود على عنق الزعيم وطرحه أرضا، وببطء شديد بدأ يستنزف طاقته ويسحب دمه، إلى أن لفضْ أنفاسه الاخيرة في عام 1970 وهو على عتبة الخمسين من العمر بائساً وحزين.
الأخ مسعود البرزاني رئيس أقليم كردستان العراق كان له طموحات تشبه إلى حدّ بعيد طموحات عبد الناصر في تحقيق دولة مستقلة تقوم على أسُس ديموقراطية لشعب ناضل كثيراً من أجل حريته واستقلاله على الأقل ضمن حدود العراق في الوقت الحالي، بعد ذلك دولة قومية كبيرة ضمن حدود سوريا وتركيا وإيران والعراق وهي كردستان الكُبرى، ولكن مشكلة الأمال الكبيرة تواجه عواصف عاتية إلى أن تُحيلها إلى ترابً تذره الريح هباءاً منثور.
السيد البرزاني سيدّ العارفين بصعوبة حصوله على دولة مستقلة على ضوء المتغيرات الجيوسياسية الجديدة خاصة ما بعد انهيار دولة الخلافة في الموصل والرقة ودخول أطراف كثيرة في النزاع الإقليمي الدائر في المنطقة.  ولكن السؤال المهم هو  لماذا أقدم البرزاني على هذه الخطوة الانتحارية اذا جاز التعبير !. الموضوع صعب حقاً ان نحصره في زاوية واحدة لتشعبه وتركيباته المُعقدة وتاريخه الطويل. ولكن أقول أن البرزاني أرادَ أن يحقق شيء قبل أن ينتهي دوره ويقابل ربه، أراد أن يُخلد أسمه في سفر التاريخ كأول رئيس حقيقي للكرّد، فالذي لم يستطيع فعله الشيخ محمود الحفيد البرزنجي في انشاء أول كيان سياسي كردي  سنة 1922، والتي أفشلتها الحكومة العراقية بمعاونة الإنكليز،  أراد هو أن يُحققه، ويحقق حلم والده المرحوم الملا مصطفى البرزاني حين فشلت  جمهورية مهاباد والتي تأسست في أقصى شمال غرب إيران حول مدينة مهاباد والتي كانت عاصمتها، وكانت دُويلة صغيرة مدعومة سوفييتياً كجمهورية كردية أُنشأت سنة 1946 ولم تدم أكثر من 11 شهراً. على ما يبدو أن الحَلم الكردي لم يفارق الطفل مسعود الذي هو ولِد في جمهورية والده وعمه في نفس عام التأسيس المتعثر والقصير ، ولكنه فجأة استفاقَ فزعاً على صارخ الهاربين وازيز رصاص الجيش الإيراني، فقُتل من قُتِل وهرب من هرب ، وفرّ الأب بمعيّة مجموعة من البيشمركة الى الاتحاد السوفيتي في رحلة صعبة على طريق نيسمي وعّر.  مسعود وأخوته وأمه وعوائل عديدة عادوا الى العراق، وتم نفيهم الى البصرة وبغداد، وليتخيل القارئ الكريم كيف كانت حال عائلة متهمة بالتمرد والعصيان المسلح، وكيف عاملتهم الدولة أنذلك، وما وجهته من صعوبات ومآسي وذلٌ ومهانة في جنوب العراق ووسطه، حتى تعليم الفتى مسعود المتوسط لم ينهيه.   
على ما يبدو  تبددّ الحلم الكرديّ وحالت ألوانه الزاهية، الأحمر والابيض والأخضر، والشمس الصفراء التي تتوسطهم  إلى رايات باهتة تلهو به الريح كما تشاء.
وعند الفجر أفاق الحَالم على قبضات أيادي قوية تمسكه من رقبته تريد أن تقطع  الهواء عليه.


غير متصل pools

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 198
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الحلم الكردي
« رد #1 في: 20:01 28/10/2017 »
   احسنت ٠٠٠٠٠من الجميل ان يحلم الانسان ولكن٠٠٠٠٠
لا يتحول الى كابوس مزعج
waad