المحرر موضوع: في الذكرى السابعة لشهداء كنيسة سيدة النجاة نكتب  (زيارة 1126 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوليت فرنسيـس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 272
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
 في الذكرى السابعة لشهداء كنيسة سيدة  النجاة نكتب
عن افضل الدروس  والعبر التي علّموها للاخرين . بالاستعداد الافضل للقاء الملك الجليل وفوزهم بالاكليل السماوي ,بتذكر ذلك اليوم تتعاظم مدى  التحضيرات  والتجهيزات التي قدموها بحياتهم وتمسكهم بها واسلوبهم وطرقهم المستقيمة لتكون حافزا للاخرين بالعمل الجاد في حياتهم وآخرتهم , في كل ذكرى يتعرف الاخرين اكثر على عزمهم وثقتهم  وأمانتهم وتواضعهم وقلوبهم المنكسرة النقية الطاهرة المتعطشة الى السلام والمحبة , حين تركوا  وراءهم كل شئ دنيوي  واعمالهم وما بيدهم  ليكونوا بين يد الله لان يده تسع كل شئ وتوجهوا الى كنيسة سيدة النجاة للحضور والمشاركة في  قداس الاحد  كالمعتاد الذي يعتبرسر عظيم من اسرارالكنيسة, انه شركة وشراكة وشكر ومقاسمة  ومحبة ونيل النعم .
البعض منهم حملوا في حقيبتهم  كتابا مقدسا خبزهم اليومي فالكتاب المقدس هو قوتنا وقوّتنا ,بعضهم كان  بيدهم كتاب الترانيم ليرنّموا مع أعضاء الجوقة  ويسبحوا الله في يوم الرب كل نسمة لتسبح الرب لانه صالح والى الابد رحمته, ومنهم من كان  يحمل كتابا صغيرا كنزا للصلوات اليومية مواظبين عليه في حياتهم  مع اشعال الشموع والخشوع  ,ومنهم من أخرجوا  ورديتهم المقدسة يصّلون سرا من  أسرارها وهم بهذا كانّما  يمسكون بيدامّهم  مريم العذراء وابنها يسوع لتقوية العلاقة بينهما  تلك العلاقة العظيمة التي تربط الارض بالسماء,البعض مودّعين أولادهم  ّومحذّرين  اياهم  لاتفتحوا الباب لاحد غريب قائلين مع السلامة  الوداع الاخير المؤلم للقلوب وتسليم الامانة ,أرادوا كلهم  لقاء اخوتهم واخواتهم واقاربهم  في يوم الاحد  انه عيد واحتفال ومحبة  في بيت الله الذي احبهم و ما أجمل ان يجتمع  الاخوة معا , يقصدونها كلهم  للبركة  والنعمة والقداسة  والخدمةعائلة كاملةجميلة تتجه الى بيت الله ,احيانا تجلس في مكان  تتيح للابوين ان تخدم الطفل وتعلمه اذا كان في عمر مناسب ,أما الشباب من كلا الجنسين ورود الكنيسة وفرحتها ,مع كل الاسف استشهد  الكثير منهم فبقوا ورودا اختارهم الله ليزيّن جنته بهم  , الطفل الشهيد ادم البرئ  وجميع الاطفال كانوا يلعبون مع أصدقائهم الابرياء قبل الصلاة  وان استشهد البعض منهم  لكنهم صاروا ملائكة بالسماء  ,البعض جاءوا ليعطوا من رزقهم وجيبهم  للفقيروالمحتاج الذي يلجا الى الكنيسة او يضعها في صندوق الفقراء ,يكسرون الخبز معهم ويعطوهم لانهم مجانا اخذوا مجانا أعطوا كما جاء في الكتاب المقدس, جاؤوا كلهم  لسماع كلمة الله والاصغاء اليها تلك الكلمة التي تنور الطريق وترشد الى اعمال الرحمة  والانسانية والانطلاق لنشر لغة السلام والتسامح والشروع باعمال الخيروتغييرمسيرة الخاطئ الى التوبة والغفران والاتجاه,  تلك الكلمة الحية العاملة في الحياة كبذرة الحنطة ,البابا فرنسيس يدعو المؤمنين "لاتقعوا في الغباء نتيجة العجز عن الاصغاء الى كلمة الله" الاصغاء الى الكلمة  موهبة ونعمة وواجب وفهم وتبشير . الله اعطى الانسان عقل وحواس تساعده للوصول اليه  بواسطتها ,كانوا ثلاث اباء يخدمون الكلمة  موجودين في الكنيسة ,الاب روفائيل قطيمي يخدم في القاعة أما  على المذبح كان  الاب الشهيد ثائر سعد الله عبدال والاب الشهيد وسيم صبيح القس بطرس استشهدوا ولازال المشهد المؤلم مفطرا للقلوب و مذرفا  للدموع  الحزينة ,ملابسهم البيضاء الملائكية ملطخة بالدماء الزكية , كان يوما مميزا يوم لقائكم بسيدكم  يوم استشهادكم بشكل جماعي وبدم بارد وانتم تطلبون السلام في مدينة السلام   بغداد .
 
كان عملكم عملا روحيا صرفا لبّيتم نداء مار يوحنا المعمدان الذي هو المجهز ويسمى السابق لمعلمكم المسيح  "صوت صارخ في البرية اعدّوا طريق الرب قوموا سبله ,لوقا 3:4 ترسمون معه طريقا للرب مستقيما في برية عالمنا  وطبيعتنا  وبالفعل رسمتم وأعددتم ونجحتم وفزتم , بالعماذ اولا والانتماء الى يسوع  "أنا اعمدكم بماء التوبة ولكن الذي يأتي بعدي سيعمدكم بالروح القدس,متى 3.   ومن ثم بايمانكم واعمالكم  الصالحة والعبر والدروس والتصرفات  المميزة المسالمة  .نتذكركم اليوم لانكم أصبحتم بخورا ينبعث منها الروائح العطرة في الطبيعة  ومن أجلكم نصلي ومن أجل أجدادي الشهداء  الكلدان الذين استشهدوا في مذابح سيفو الابادة الجماعية في وصطا/تركيا  اكتب  ومن أجلكم نبكي ونرفع أصواتنا اليوم من أجل الابناء في سهل نينوى وباقي المناطق  الذين وقعوا في الضيق نطالب بحقوقهم  ونتوحد بقوة العقل لتحقيق الحق ونناشد كل من يقدر ان يقدم خدمة للمكون المسيحي , ومن أجل مار بولس فرج رحو الشيخ الشهيد والشاب الشهيد رغيد كنى  ومن معهم من الشمامسة  وكل الشهداء من اآاء الكنيسة وشهداء الوطن نكتب ونتذكر ونشكر الله على كل حال ونشكركم بعشية ذكراكم السابعة ونترقب يوم تطويبكم , لان دمائكم  أصبحت بذارا تنبت زرعا جيدا يعزز من الايمان والرجاء ,هنيئا لكل من يكون مستعدا مثلكم  للقاء ربه في السماء ومستعدا للموت ولمن يترك ذكرى حسنة .

 وتصبح أعمالكم تلك  أساسا تتراكم وتبنى عليها دورا للانسانية وللبراءة واعمال الرحمة للمحتاجين و اليتامى والمنبوذين وتظهر الحقوق والواجبات  والحمايات وسن القوانين التي تصون الكرامة وغيرها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية شرط الابتعاد عن المصالح الشخصية , وحين الاقدام على تكوين عائلة والاقدام على عمل ومشروع ما وغيرها  هي كثيرة كلها  تحتاج الى استعداد والى سابق  وتفكير واعداد وحركة ومباركة من الرب ليكتب لها النجاح والاستمرارلان الكثير من الاموروالاعمال كتب لها  الفشل لعدم الاعداد الصحيح لها ,وحتى ينتصر الخير ويصبح شوكة بوجه الاشراروالفوضىويين ,على فريق الاخيار أن لايضعف أمام الارهاب  بل يتمسك بمبادئه وعقائده وتسامحه واحترامه للقيم والاخلاق  لكل أطياف المجتمع الواحد لانه لو خليت قلبت كما يقال .
مبروك عليكم الحياة الافضل مع يسوع ودوركم العظيم لكي تبقى كنيستكم الشهيدة والشاهدة قوية الى الابد ,اذكرونا  أمام عرش الاب
الراحة الابدية اعطهم يارب وليشرق عليهم نورك الابدي
     
                                     جوليت فرنسيس من السويد/اسكلستونا
    30/10/2017