المحرر موضوع: صحيفة امريكية: بعد داعش؛ مهد المسيحية لايزال محفوفا بالمخاطر والفوضى  (زيارة 2365 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بعد داعش؛ مهد المسيحية لايزال محفوفا بالمخاطر والفوضى

عنكاوا كوم/ ,واشنطن اكزامنر
ترجمة وتحرير / ريفان الحكيم


وجد المسيحيون املا جديدا لمستقبل العراق مع استمرار  الجيش العراقي وقوات البيشمركة بهزيمة الجيوب المتبقية من مقاتلي الدولة الاسلامية.
بالنظر الى الوضع الحالي في سهل نينوى، وبينما تم تركه من قبل المتعصبين المعروفين محليا بأسم داعش، قد لا تكون المنطقة على استعداد لعودة المسيحيين العراقيين. منطقة سهل نينوى التي تعتبر من قبل الكثيرين مهدا للمسيحية، هي موطن لاحد اقدم المجتمعات المسيحية في العالم. ان عملية اعادة اعمار سهل نينوى ستحتاج حوالي ٢٠٠ مليون دولار.

علاوة على ذلك، فأن عدم الاستقرار وعدم وجود قوة امنية متسقة حالت دون عودة الكثير من المسيحيين العراقيين الى ديارهم.
بالرغم من ان بعض ممثلي المنظمات الغير حكومية والمسؤولين الحكوميين يريدون انشاء "منطقة آمنة" في سهل نينوى، تشير العديد من المقترحات المقدمة الى محافظة شبه مستقلة بدلا من منطقة امنة تقليدية، وعادة ما يتم انشاء مناطق آمنة وذلك لحماية المناطق المعرضة للخطر من العنف والتشريد القسري، ولا علاقة لها بالحكم الذاتي.

وتعترف المادة ١١٩ من الدستور العراقي بمفهوم منطقة مستقلة او شبه مستقلة، لكن انشاء مثل هذه المحافظة يمكن ان يكون خطرا على مستقبل العراق. وبالنظر الى ان كل من الاكراد والمسيحيين واليزيديين يرغبون باقامة دولتهم، فان ذلك من شأنه ان يفكك العراق ويضعف الحكومة المركزية بشكل كبير. ان طبيعة تشكيلة العراق دينية وليس اقليمية او مناطقية، وان تفتيت اقليمي مفروض بشكل مصطنع سيجعل الامور امثر تعقيدا.

ونظرا لان المسيحيين في العراق تعرضوا لسنوات للتمييز والاضطهاد، ومن بينها من قبل جيرانهم المسلمين،  فإن الكثيرين منهم لايثقون بأي حل سوى منطقة منفصلة ومحمية بشكل تام.
وبينما يجب احترام رغبات هؤلاء السكان الضعفاء، يجب على الولايات المتحدة بدلا من ذلك ان تركز مهمتها على استقرار العراق ككل. ولاتزال منطقة سهل نينوى منطقة نزاع غير مستقرة.

تشكل الجيوب المتبقية من المقاتلين الاسلاميين المتطرفين والقوة الامنية الغير موثوقة اكبر التحديات التي تواجه الاستقرار للمسيحيين على المدى البعيد في العراق. ويجب على الولايات المتحدة ان تلعب دورا اكثر فعالية في تعزيز الاستقرار للدفاع عن السكان المسيحيين الاصليين في المنطقة.

ظل العراق بلدا غير مستقر وغير آمن منذ الاطاحة بصدام حسين. فشلت الحكومات المتعاقبة في توفير الحماية الكافية للسكان المسيحيين الاصليين ومعالجة الاضطهاد اليومي. وقد اصبحت عمليات السرقة والطعن والقتل والعنف جزء منالحياة اليومية للمسيحيين العراقيين. واستمر هذا الحكم الارهابي حتى نهاية التمرد العراقي في عام ٢٠١١.

وبينما ظن المسيحيون ان كابوسهم الطويل قد انتهى، اجتاحت داعش الحدود العراقية قادمة من سوريا وسرعان ما استولت على مساحات واسعة من الاراضي. ما اجبر اكثر من ١٢٠ الف مسيحي على الفرار من الموصل في يوليو ٢٠١٤، واكثر من ذلك بكثير للفرار ثانية من سهل نينوى في اب ٢٠١٤. اعطت داعش المسيحيين مهلة وحشية: اعتنقوا الاسلام، او ادفعوا الجزية، او الفرار او القتل. وقد ميزوا منازل المسيحيين بالحرف العربي "ن" في اشارة الى النصارى لتمييزهم عن منازل جيرانهم المسلمين وتعريضهم للاستهداف في وقت لاحق.
في سنتين من الحكم، دمر داعش القرى والبلدات المسيحية، وازال جميع علامات المسيحية التي كانت موجودة في المنطقة.

وبالرغم من ان داعش يمر بأسوأ اوقاته, تبقى الحياة في سهل نينوى بالنسبة للمسيحيين قاتمة. الجهود الامنية حاليا مقسمة بين القوات العراقية في الجانب الجنوبي وقوات البيشمركة في الشمال. هذا ليس الحل لتعزيز الاستقرار على المدى البعيد في منطقة تم فيها تغيير العنوان "المنفذ" مرات عديدة. ويخشى العديد من مسيحيي العراق من العودة الى المنطقةلاعادة بناء منازلهم بسبب مخاوفهم من اندلاع الفوضى مرة اخرى. وفي الواقع, في تشرين الاول 2017 ومع وقوع اشتباكات بين القوات العراقية والكردية اجبر المسيحيين في مدن مثل تللسقف على الفرار مرة اخرى, يبدو ان شكوكهم مبررة.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية