المحرر موضوع: قطر تتجاوز الخطوط الحمراء: القرضاوي والشيخ تميم يهاجمان السعودية  (زيارة 1082 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
قطر تتجاوز الخطوط الحمراء: القرضاوي والشيخ تميم يهاجمان السعودية
حملة سياسية وإعلامية قطرية تستهدف إصلاحات ولي العهد السعودي، والبحرين تدعو إلى تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون.
العرب/ عنكاوا كوم  [نُشر في 2017/10/31،]

قبلة على رأس المشكلة
الدوحة - غيرت قطر والدوائر الإخوانية المرتبطة بها أسلوبها في التعاطي مع السعودية قاطعة مع المهادنة والحفاظ على شعرة معاوية إلى مرحلة جديدة تقوم على تجاوز الخطوط الحمراء والهجوم المباشر على سياسة الرياض ليس فقط فيما يتعلق بالمقاطعة بل في مجالات أوسع، وهو أمر يزيد من الحزم في الضفة الأخرى ويعطي مشروعية لخطوات إضافية قد يكون من بينها تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون كما دعت إلى ذلك البحرين الاثنين.

وتزامنت الاتهامات التي وجهها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للسعودية، مع هجوم مماثل في بيان لرجل الدين يوسف القرضاوي، وبعد أيام من تصريحات متناقضة لوزير الخارجية القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.

وقالت أوساط خليجية إن تغيير الخطاب القطري ناجم عن فشل محاولة الدوحة في التفريق بين السعودية والإمارات، والإيهام بأن أبوظبي هي من تهندس المقاطعة، وأن الرياض توافق عليها في ما يشبه المجاملة، لكن اتضاح الموقف السعودي واتسامه بالصرامة والحزم مع أسلوب قطر في المناورة والتهرب من تنفيذ التزاماته دفع قطر إلى تغيير خطابها بشكل أوضح.

وأشارت هذه الأوساط إلى أن تغيير الخطاب القطري جاء بعد ما نقله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بعد زيارته إلى الرياض عن القيادة السعودية لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كون السعودية ترفض أيّ وساطة ما لم تنفذ الدوحة ما عليها من التزامات، وعلى رأسها اتفاق الرياض في نسختيه لعامي 2013 و2014.

وبدأت قطر بتحريك أدواتها للتهجم على السعودية مثلما جسّد ذلك بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يتزعمه القيادي الإخواني يوسف القرضاوي.

وأصدر الاتحاد الذي يعتبر ذراعا سياسية للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين بيانا هاجم فيه السعودية وهيئة كبار علمائها التي انتقدت منذ أيام دور الاتحاد وقالت إن ما تمت ملاحظته أنه ينطلق من أفكار حزبية ضيقة، مقدماً مصلحة حركته (الإخوان) على مصلحة الإسلام والمسلمين، وإنه كان لهذا الاتحاد دور في إثارة الفتن في بعض الدول الإسلامية والعربية على وجه الخصوص.

وبدل الرد السياسي على تقييم سياسي أبدته هيئة علماء السعودية، فإن اتحاد القرضاوي مرّ مباشرة إلى الهجوم على السعودية والتطورات الإصلاحية التي تعيشها ولو بشكل ضمني من خلال التعريض بـ"الأفكار العلمانية".

وجاء في بيان اتحاد القرضاوي "كنا نتمنى أن يهتم كبار العلماء وأمانتهم بحماية شباب الأمة من الأفكار المتطرفة والآراء الهدامة والأفكار العلمانية، وأن يساهموا في اقتلاع جذور التطرف والإرهاب من ناحية، وأن يغرسوا في نفوسهم الكرامة والعزة والأنفة، وأن تكون عقولهم وقلوبهم وأبصارهم ترنو إلى تحرير المسجد الأقصى".

وقال المتابعون للشأن الخليجي إن هذا البيان يحمل تناقضات كثيرة، فإذا كان ضد التطرف كان عليه الإعلان عن دعم الاتحاد للخطوات الإصلاحية لوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي تحاول الفكاك من الأفكار المتطرفة التي كان للإخوان دور كبير في إرسائها منذ سيطرتهم على التعليم في السعودية نهاية ستينات القرن الماضي، مرورا بوضع أيديهم على البرامج التعليمية والمنابر الإعلامية والدينية والثقافية.

وتساءل المتابعون ما المقصود بـ"الآراء الهدامة" و"الأفكار العلمانية" لو لم يكن المقصود الهجوم على إصلاحات وليّ العهد السعودي ليس من باب الخوف على الدين مثلما تزعم الحملات الإخوانية على مواقع التواصل، وإنما ردا على موقفه المتشدد من قطر ورفضه كما والده العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أيّ مصالحة لا تتضمن قطيعة قطرية مع التنظيمات الإرهابية ووقف الاتجار بملف الإرهاب وابتزاز دول الجوار من بوابته.

الملك حمد بن عيسى: قطر أثبتت أنها لا تحترم المواثيق التي قام عليها مجلس التعاون
وبدا واضحا أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي عمل في السابق على تعويم الخلاف مع السعودية ورباعي المقاطعة بالتركيز على رغبة بلاده في الحوار، قد رفع من سقف خطابه بتوجيه اتهامات مباشرة لخصومه بالسعي لتغيير نظامه، وهي تصريحات لا تترك أيّ باب مستقبلي للحوار.

واتهم أمير قطر الأحد السعودية وحلفاءها من الرباعي بالسعي إلى الإطاحة بحكمه. وقال الشيخ تميم في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" عبر محطة "سي بي أس"، "إنهم يريدون تغيير النظام. هذا واضح جدا".

وأضاف "التاريخ يظهر لنا ويعلّمنا أنهم حاولوا فعل ذلك سابقا في العام 1996 بعد أن أصبح والدي أمير (البلاد). وقد أظهروا ذلك في شكل واضح جدا خلال الأسابيع الماضية".

ووصف متابعون للشأن الخليجي تصريحات الشيخ تميم بأنها إنهاء قطري وبشكل رسمي للرهان على الحلّ السياسي مع الرباعي، وأن فيها اعترافا بفشل أسلوب المظلومية والتباكي على الرغبة في الحوار وأن الآخرين يرفضونه، معتبرين أن الدوحة لن تجد أيّ مسوّغ الآن للبحث عن وساطات إقليمية ودولية ما دامت قد بادرت بإغلاق قنوات الحوار.

وتعتقد مراجع خليجية أن فتح الباب أمام فتاوى التكفير لمواجهة دول المقاطعة لن يخدم قطر ولن ينقذها، بل على العكس فإنه سيساعد السعودية على تحويل الخلاف من قضية سياسية إلى عمق شعبي ويحول رفض عودة قطر إلى الحضن الخليجي إلى مطلب جماهيري خاصة بين القبائل الممتدة بين البلدين، وهو ما يعمق القطيعة بين القطريين أنفسهم تجاه السلطات الحاكمة في الدوحة.

ولم يمر وقت قصير على التبدّل القطري تجاه السعودية وحلفائها حتى دعت البحرين إلى تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي حتى تستجيب لمطالب دول الخليج، وهي رسالة مهمة تقول لقطر إن لدى الرباعي أوراقا مؤثرة، وإنه ستستعملها في الوقت اللازم.

وقال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة إن بلاده "يتعذر عليها حضور أيّ قمة أو اجتماع خليجي تحضره قطر ما لم تصحّح من نهجها". جاء هذا خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء الاثنين.

وقال الملك حمد بن عيسى إن "قطر أثبتت اليوم أنها لا تحترم المواثيق والمعاهدات والروابط التي قام عليها مجلس التعاون ومارست سياسات استهدفت أمن الدول الأعضاء في مجلس التعاون".

واعتبر وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الاثنين في تغريدة على تويتر أن "الخطوة الصحيحة للحفاظ على مجلس التعاون هي تجميد عضوية قطر في المجلس حتى تحكّم عقلها وتتجاوب مع مطالب دولنا وإلا فنحن بخير بخروجها من المجلس".

وأضاف "لن تحضر البحرين قمة وتجلس فيها مع قطر وهي التي تتقرب من إيران يوما بعد يوم وتحضر القوات الأجنبية وهي خطوات خطيرة على أمن دول مجلس التعاون".

وقال الشيخ خالد بن أحمد "إن كانت قطر تظن أن مماطلتها وتهرّبها الحالي سيشتري لها الوقت حتى قمة مجلس التعاون القادمة، فهي مخطئة. فإن ظل الوضع كما هو فهي قمة لن نحضرها".