المحرر موضوع: صفحة المهى / 3 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل  (زيارة 1025 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شذى توما مرقوس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 586
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


صفحة المهى / 3



( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل



ــ إشراقات من بلادي ــ 

قصة الكلبة ابريل
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم : شذى توما مرقوس
الجمعة 1 / سبتمبر / 2017 م ـــ الأثنين 30 / 10 / 2017 م
 

قضت حياتها تتنقل من مكانٍ لآخر كل يوم بحثاً لها عن مأوى تحتمي به وتَلْتَجئُ إليه ، كي تكفي نفسها شر البشر وتعدياتهم في ذهابها وإيابها ، في بحثها عن طعام تسد به رمقها ، فهذا الذي يركض خلفها ليرميها بحجر ، وذاك ليجرها من ذيلها ويطويه بقوة حتى تصيح من الألم ، وثالث يحاول ضربها بعصا حديدية ، ورابع تدفعه قسوته لمحاولة قص آذنها بسكين .... و... و...... ، كم هي صعبة هذهِ الحياة التي تحياها ككلبة سائبة ، فالكل ضدها ، لا أحد يشعر بحالها ، وأسوأهم فرق الإبادة والذين يحاولون بمختلف السبل سلب حياة الكلاب التي لا ذنب لها غير إنها سائبة ( في عُرْفِ البشر ولغتهم )  لا مأوى لها ، فحتى الطعام الذي تعثر عليه لم يحفظها من سمومه سوى الحظ  .
أسندت رأسها إلى حجر إحدى الزوايا التي اختبأت فيها وحاولت أن تغمض عينيها لترقد بعض الوقت ، ولكن من أين يأتيها الأمان وهي مُطاردة كما بقية أبناء جنسها ، وفي محاولتها هذهِ سمعت صوت إطلاقة موجهة صوب المكان الذي ترقد فيه ، فأصابها الهلع وانتفضت من مكانها راكضة لا تلوي على شيء قاصدة النجاة بنفسها ، وبينما كانت تركض بقصد النجاة من موتٍ مُحقق مرّت  سيارة مسرعة فدهستها وتركتها مرمية حيث هي ، سائق السيارة لم يكلف نفسه عناء التوقف لينظر إليها ، فحياة كلبة لا تعني له شيئاً ولا تساوي شيئاً ، ثم من سيحاسبه على دهس كلبة سائبة ، العكس سيحدث سيشكرونه على دهسه لها للتخلص منها ، فالكلاب السائبة تقلق راحة البشر القساة العديمي الرحمة والأنانيين ، فهم لا يفكرون إلا في راحتهم ومصالحهم حتى وإن اضطروا لإحراق الكوكب وتخريبه نهائياُ .
لا تدري كم من الوقت مرّ وهي مرمية في الشارع تئن من جراحها النازفة ، وحين استطاعت أن تجمع شتات ما تبقى من قوتها ، سحلت جسدها إلى إحدى الزوايا القريبة منها في هذا الشارع ، وحل المساء وجرحها ينزف ، وجاء الليل وهي لا تزال تئن من الألم الذي لم يهدأ .
مرّ بها الكثير من البشر ، ورأوها تتألم ، لكن لا أحد حاول مساعدتها ، بقيت ثلاثة أيام وهي تحمل ساقها المصابة وكأنها تحمل كيلواتٍ تضاهي وزنها العشرين ، كانت منهكة ، جائعة ، متألمة ، لا تشعر بالأمان ولا تستطيع أن تثق في أحدٍ من البشر ، وفي كل مرة تلمح بشراً يمرُّ بها تُسرِعُ لمحاولة يائسة في التخفي ، لكن ذلك لم يسعفها ، فرغم جراحها كان بعض الصبيان يرشقونها بالحجارة ، و بالغون يصرخون فيها بصوت عالٍ ويشتمونها ، وآخرون يحاولون طردها من مكان رقودها وغيرهم يضايقونها بكل السبل التي تعنُّ لهم  ، أما الشمس فلم تكن أكثر رحمة من البشر ، فلقد اصطلتها بسياط لهيبها جمرات نار حارقة .
هذهِ كانت حياتها قبل أن تعثر عليها السيدة فرات الجميل ، فبينما كانت فرات في طريقها لقضاء مشوارٍ لها ، انتبهت إلى هذهِ الكلبة السائبة وهي تسحل ساقها بما عليها من جراح ، فتوقفت لمساعدتها لكن الأمر لم يكن سهلاً لأن الكلبة كانت قد فقدت ثقتها في البشر بسبب مواقفهم السيئة معها ومع كل الكلاب السائبة ، فحاولت الدفاع عن نفسها والهرب ، إلا أنها ولحسن حظها هذهِ المرّة لم تنجح في ذلك فلقد شعرت بالانهيار لضعفها وآلامها الشديدة ، وتمكنت الأخت فرات من الإمساك بها بعد محاولاتٍ وبهدوء ، جعلت الكلبة تطمئن إليها ، كان هذا هو اليوم الذي تغيرت فيه حياتها وإلى الأفضل .
حدثَ ذلك يوم 27 / حزيران / 2017 م  ، وصادف عطلة عيد ، كل العيادات والمستوصفات البيطرية مغلقة يومها ، فطلبت الأخت فرات من زميلها حسين منذر مساعدتها ، فلم يتأخر وأحضر الصندوق الخاص بنقل الكلاب وتوجه الإثنان بالكلبة المصابة إلى عيادة الدكتور عبد الرحيم والي ( بعد أن اتصلت  به الأخت فرات ) ،  ولقد هبَّ بدوره للمساعدة دون تردد ففتح أبواب عيادته لمعاينة الكلبة المصابة وفحصها .
 قام  د. عبد الرحيم بالتأكد أولاً من عدم وجود كسر في ساق الكلبة ، ثم بمعالجة الجرح وخياطة العضلات الممزقة والأربطة وترقيع الجلد ( سحب ) بصعوبة بسبب فقدان جزء من الجلد ، وأُعطيتْ المضادات الحيوية بالعضلة ، أما التضميد اليومي للجرح والعناية به فلقد أدَّتهُ السيدة فرات وبمساعدة الأخ حسين حتى تحسنت صحة الكلبة وتماثلت للشفاء وصارت تتحرك بسهولة أكثر ، وبعد ان انتهى علاجها وتحسنت صحتها قام د. عبد الرحيم  بتعقيمها في 12 / تموز / 2017 م ،  كما تواصلت العناية الطبية بها فيما بعد فتم تلقيحها وإعطائها طارد الديدان وكل الأمور المطلوبة الأخرى للحفاظ على صحتها  .

 





 
إضافةً لتبرع السيد حسين بحمل الكلبة ونقلها في صندوق خاص به إلى العيادة البيطرية ، داومَ أيضاً على الذهاب يومياً لزرق الإبرة لها لمدة خمسة أيام متتالية مع تنظيف الجرح ، شاركته الأخت فرات في ذلك ، وصارا يتنقلان  ( رغم الصعوبة البالغة في التنقل بسبب بُعد المسافات إضافةً للأوضاع العامة في البلد  ) ولمدة عشرة أيام بين الحي السكني لكل منهما وحيث تقيم الكلبة المصابة ( إقامة مؤقتة لحين العثور لها على مأوى دائمي وعائلة تتبناها ) برعاية د. نسرين والتي منحت الكلبة اسم ( ابريل ) ، ولأجل ذلك ألصقت الأخت فرات منشوراً على جدار صفحتها في الفيس بوك بهذا الخصوص ، كما قمتُ أنا بإعداد منشور على صفحتي الخاصة بالعربية والالمانية والانكليزية لنفسِ الشأن ، وأيضاً  للكلب ( دامبي ) ، وهو كلب صيد من نوع بوينتر .

 

من خلال هذهِ الصفحة أُعيدُ النداء  :
 
Hallo Liebe Hundeliebhaber
Die Liebe April sucht ihr endgültiges Zuhause.
April ist ein Straßenhündin die zur Zeit in einer Pflegestelle in IRAK wohnt.
  Die Kleine hat schlimmes erlebt . jetzt sucht sie ein zuhause .
Wer möchte ihr ein schönes Zuhause schenken ?

 

تحية لكل محبي الكلاب
الكلبة أبريل  ( في العراق ــ بغداد ) تبحث عن مأوى دائمي لها ، هي واحدة من الكلاب السائبة ، وعانت تجارب مريرة ، من يمكنه منحها هذا المأوى  ؟
إلى كل من يرغب في هذا العمل الإنساني النبيل الإعلان عن ذلك ، مع الشكر .

Hello every dog lover
April is an Iraqi stray whom we found with severe injuries in the streets of Baghdad. She is now in foster care and looking for her final home.
She never had a good life and eventually she was beaten with an iron rod. However, she was found by kind people who treated and cared for her. Now she is looking for a loving forever home.
Who would be the one to give her a forever home?

هذهِ هي قصة الكلبة ابريل .
أتمنى أن ينبثق عن هذا العمل الإنساني الرائع ( إنقاذ ابريل ) أعمالاً أخرى مشابهة وبالذات من قبل الأطباء البيطريين باعتبار هذا وجه من أوجه رسالتهم الإنسانية في جوهرها والطبية في مسالكها ليكونَ بذرة لحلٍ بديلٍ عن حملاتِ إبادةِ الكلاب السائبة الجائرة ، فتُلغى هذهِ الحملات ويحلُ بديلاً عنها بناء دورٍ لإيواءِ الكلاب وتلقيحها وتعقيمها .... وإلخ .
إن مامرّ بالكلبة ابريل قد يكون دعوة للجميع للتفكير بمنحى آخر ، ليس الإبادة وإنما الإحياء والتبني وتشجيع تربية الكلاب والقطط في البيوت . 
الحل البديل (( الإيواء ، التلقيح ، التعقيم ، تشجيع العوائل على تبني الكلاب وتربيتها ..... وإلخ  )) لحملات الإبادة الجائرة ليس بعسير أو مكلف كما يصِرُّ البعض على وصفه ، هو فقط عسير على تفكير من يريد أن يراه كذلك ، لكنه واقعياً إن طُبِّقَ فليس بالصعب أبداً ، فالحل البديل على العكس له فوائد لا تُحصى ، منها إنهُ سيفتح أبواباً متعددة للعمل أمام الكثيرين في مراكز الإيواء كــ : موظفين صحيين ، عُمال ، أطباء بيطريين ، مدربين للكلاب في مجالات عدة ( كلاب بوليسية ، كلاب إنقاذ الغرقى ، كلاب الكشف عن الضحايا في الحوادث أو الكوارث الطبيعية وغيرها ، كلاب الخدمة للمعوقين ، كلاب المرافقة لكبار السن والأشخاص الوحيدين أو الأشخاص ممن لهم هواية الترحال والسفر عبر الغابات والطبيعة ، الكلاب المنزلية التي تُعين في علاج المرضى كباراً وصغاراً ، كلاب الحراسة ، كلاب المراعي .... وإلخ ) ، إضافةً إلى أن ذلك سيشجعُ ذوي المواهب من الناس ( ممن لديهم هواية تربية الحيوانات المختلفة ) على بناء المحطات الخاصة بهم والتعاون فيما بينها وتحت إشراف صحي بيطري مباشر .
وفوق كل ما مرّ فإن التعقيم سيحدُّ من التكاثر العشوائي للكلاب السائبة ويُثَبِّتُ أعدادها ويوفر فرص حياة أفضل للأعداد المولودة ، وفي نفس الوقت اتباع خطة تلقيح الحيوانات ضد الأمراض ( داء السعار أو الكلَب ، الليبوتوسبايروسس ، كناين ديستمبر أو ما يُسمى بحصبة الكلاب ، الانفلونزا ، التهاب الكبد الفايروسي ، البارفو ......... وإلخ ) سيوفر الحماية الصحية للإنسان .

قد يتساءلُ البعضُ عن الجدوى في سرد قِصةٍ كهذهِ ؟
إن الغاية من سرد هذهِ الحكاية هو تثمين هذهِ المبادرة الإنسانية لحث الآخرين على الحذو حذوها دون التردد أو الشك لحظة في قيمة الفعل الإنساني الذي يؤدونه بحق الحيوانات ، فمجتمعاتنا الحافلة بالقسوة بحاجة إلى مثل هذهِ القلوب الرحيمة لِتُبنى وتتطور ويرتفع الخير فيها إلى مداه فيكون الاتجاه العام للأفراد نحو الخير والصلاح تُثمِرُ قلوبهم المحبة لكل الكائنات وللبيئة والطبيعة ، ويُزرعُ السلامُ بذوراً في النفوس  ، بالإضافة إلى التذكير بأن هناك حلول بديلة لحملات إبادة الكلاب والقطط  السائبة ، وهي حلول ممتازة و أثبتت جدواها في الكثير من البلدان التي أخذت بها وطبقتها ، وإن حملات إبادة الكلاب والقطط السائبة هي حملات جائرة أثبتت  وعلى مرّ السنين فشلها الذريع في معالجة مشكلة الكلاب والقطط السائبة .
على أمل أن تلقى الكلبة ابريل العائلة التي تفتح لها بابها وتأويها أقولُ لكم شكراً لمتابعتكم واهتمامكم ، والنداءُ موجه لكُلِّ من يجِدُ في نفسه المحبة لفتح باب بيته لتبنيها ومنحها المأوى .
خالص تقديري ومحبتي لجميع القارئاتِ والقٌرَّاء .

أتقدمُ أيضاً بجزيل الشكر للأخ باسم روفائيل الذي بذل جهداً محموداً في ترتيب الصور وإعدادها لتظهر بالشكل الذي هي عليه في الموضوع أعلاه .


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخت العزبزة شذى
سلام ومودة
قصة جميلة ومشوقة تمثل جزءَ يسيراً من الواقع الذي يعانيه الحيوان والإنسان في عراقنا الجريح على حد سواء وقد يترك الحيوان في سبيله ولكن يظل الطوق حول رقبة الإنسان .... حتى النبات لم يسلم من طغيان بني البشر , والجماد أيضاً نال قسطاً كبيراً من الإضطهاد لإنه يحكي تاريخ حضارات قديمة ساهمت في تطوير البشرية  على مر الزمان رغم أنها ازدهرت نتيجة سفك الدماء .
 هذا هو حال الإنسان منذ بدء الخليقة , قسوة ما بعدها قسوة , ومن خلال مياه الحِب الشائبة  تترشح قطرة صافية بين برهة وأخرى  , والأمل أن تلتفت إحدى هذه القطرات إلى ندائك ونداء الخيرين الآخرين معك.....
أحيي فيك هذه المشاعر النبيلة والعواطف الصادقة  تجاه المهملين والمعذبين في أرض الحضارات إسوة بالباقين من البشر هناك .
تحياتي

غير متصل شذى توما مرقوس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 586
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 خالص تحياتي وتقديري أخي العزيز صباح
أرجو أن تكون و العائلة بألف خير
 سرني حضورك ومتابعتك للموضوع واهتمامك ، مع الشكر لكلماتك الوافية المعبرة عن حال الإنسان والحيوان والنبات والطبيعة وحتى الجماد .
 لا أعتقد إن النداء سيكون له صدى لأن الاتجاه العام هو التبني للحيوانات الأجنبية وليس المحلية ( حيث النظرة العامة إنها أفضل من السلالات المحلية الموجودة )  ، فالكلاب المحلية الموجودة هي السائبة التي لا يريد أحد التبني منها وتربيتها ، هي متروكة لحملات الإبادة ( مكافحة الكلاب والقطط السائبة كما يسمونها ) ، وحملات الإبادة الجائرة جارية على قدم وساق هناك ، ومستمرة وفي تزايد .
حملات إبادة الكلاب والقطط السائبة رغم إن تاريخها طويل جداً لكنها لم  تحل المشكلة ، ولم يتوقف المخططين للحملات الهمجية هذهِ ليتساءلوا : مادامت الحملات مستمرة منذ سنين طويلة و طويلة جداً ، فلماذا لم تُحل مشكلة الكلاب والقطط السائبة ، ولماذا لا زالت القطط والكلاب موجودة وفي تكاثر ؟
لم يفهموا بعد كل هذا التاريخ الطويل لحملات إبادة القطط والكلاب السائبة إنها حلُ فاشل لا يُحقق المطلوب  ، أو لا يريدون أن يفهموا ، هم يصرفون الأموال على شراء السموم والخراطيش والطلقات النارية واللحوم ليسمموها ، وأيضاً توظيف أشخاص لهذهِ الحملات ... وإلخ من كل المتعلقات المطلوبة للحملات ، وهذهِ الأموال طائلة ، لكنهم في نفس الوقت يجدون إن الحل البديل لهذهِ الحملات ( وهو تعقيم الحيوانات ، وتلقيحها وتحصينها ضد الأمراض ، وأيضاً فتح دور إيواء لها ، وتربية الناس على ثقافة تبني الحيوانات الأليفة ) هو حل مكلف جداً ، هم يفضلون أن يتبنوا منهج الإبادة لكل ما يزعجهم كبشر ، وليس الإِحْيَاء ،  مجتمعات تبنت كره الحياة بجميع أشكالها ، لكن الأمل يبقى في أن يتغير الحال للأفضل للإنسان والحيوان والنبات والطبيعة والجماد ، ربما يتطلب هذا وقتاً طويلاً .
 
دُمت بألف خير وطابت كل أيامك خيراً و بركة .