المحرر موضوع: القضية الكوردية بين جشع الأشرار وصمت الأخيار  (زيارة 1102 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شيرزاد زين العابدين

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 48
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
القضية الكوردية بين جشع الأشرار وصمت الأخيار
قد لا نكون على خطأ لو قلنا بأنه لا توجد قضية شعب على مر التأريخ أكثر تعقيدا من القضية الكوردية ، فبسبب وقوع المنطقة الكوردية في قلب الصراعات على مر العصور ونقطة تقاطع تلك الصراعات بين الأمبراطوريات القديمة وحتى بداية القرن المنصرم ثم الكارثة الكبرى بتقسيم المنطقة في إتفاقية سايكس ـــ بيكو عام 1916، كانت اتفاقا وتفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الدولة العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى٠٠
فتم تقسيم أرض كوردستان بين الدول الأربعة وبين ثلاث أتنيات مختلفة من حيث اللغة والثقافة والحضارة وكأننا أردنا بذلك العمل معاقبة الشعب الكوردي لأنهم حتماً كانوا يدركون بأن مسألة تحرير وتوحيد هذا الشعب ستكون صعبة جداً وباهضة الثمن ٠٠
وكرد طبيعي للإضطهاد والتهميش والتصهير العِرقي قامت حركات وثورات كوردية في مختلف أجزاء كوردستان ولكن لإفتقار هذه الحركات إلى الكثير من أسباب النجاح من حيث المنهج والفكر وإفتقارهم ولحد الآن إلى توحيد الصفوف فباءت بالفشل ٠٠
وقد أشار الشاعر الكبير أحمد خاني إلى ذلك في إحدى قصائده المشهورة وعرف حق المعرفة طريق التحرير والإستقلال لا يتم إلا بالوحدة الوطنية ولكن ولحد الآن صوته يرن في دهاليز الزمن دون أن تلتفت إليه أغلبية الأحزاب بسبب مصالحها الآنية  ٠٠
ولو نظرنا في الوقت الحاضر إلى مايحدث في جنوب كوردستان والحالة التي وصلنا إليه هي لنفس الأسباب الآنفة الذكر ولأسباب خرى منها 
عدم وجود رؤية موحدة للنضال للأطراف السياسية ، وعدم وجود وعي  لتجاوز الخلافات لأسباب عديدة منها المصالح وحتى أن بعض المنتمين إلى أحزاب يتصرفون وكأنهم في طقوس دينية وقوالب جامدة ولا يقبلون حتى المناقشة حتى في أمور يدركون تماما إنهم على خطأ ولكن يصرون على النهج الخاطئ ، والآفة الأخرى هي آفة الفساد المالي والإداري حتى أصبح الوضع شبه ميؤس منه لأنه قد تفاقم ووصل إلى قمة الهرم ، ومن الجانب الآخر نرى الكثير من الخيرين يتم محاربتهم أو في أحسن الأحوال نراهم ساكتين عن الوضع بالترغيب أو الترهيب ، وهذا لا يساعد كثيرا على تجاوز المحنة وخاصة في غياب حكم القانون لمعاقبة المخالفين بل على العكس تماما يتم معاقبة من يقول الحق وتبقى القضية الكوردية عالقة بين جشع الأشرار وصمت الأخيار ٠٠
شيرزاد زين العابدين
01/11/2017