رسالة الى الاكراد: اربطوا قضية الغاء الاستفتاء بقضية الغاء العروبة في العراق والغاء اعتبار العراق ارض عربية.
اود ان اشير الى بضعة نقاط مهمة:
اولا تسيس القوميات في العراق جرى كرد فعل على تسيس ما تسمى بالقومية العربجية. فبعد ان قام العرب بغزو العراق وبقية مناطق الشرق الاوسط وشمال افريقيا باستخدام الاسلام في قتل وترهيب وتعذيب الشعوب الاصلية فانهم بقوا مع ذلك بدو يعيشون في خيم متنقلة هنا وهناك. وهذا استمر الى ان جاء الاستعمار البريطاني العظيم الذي هو يعتبر من اسس الدولة العراقية هذا لان العرب لم يعرفوا شئء اكبر من العشيرة البدوية. والبريطانين هم من قاموا بتاسيس الجيش العراقي وتدريب العراقين في المسائل الادارية والذين بعد ذلك سمو انفسهم بالافندية بعد ان كانوا سابقا يدخلون رؤوسسهم في فوهة مدفع معتقدين بان الملاك عزرائيل هو من ارسلها لغرض تطهيرهم كما يسخر منهم الدكتور علي الوردي ويذكرها في كتبه.... وكل الذين ينتقدون البريطانين يصابهم فورا التلعثم عندما يتم سؤالهم حول هل كان بامكان دولة ديمقراطية مثل الهند ان تصل الى ما وصلت اليه الان من ديمقراطية واستقلال اقتصادي وامتلاكها لصناعة منها حتى صناعة السيارات وامتلاكها لايدي عاملة ماهرة خاصة في مجال البرمجيات بدون بريطانيا؟؟
هذا الشئ , اي بقاء العرب كبدو استمر الى ان قابل كل من رشيد عالي الكيلاني ومفتي فلسطين المدعو الحاج امين الحسين بهتلر. عندها اقتبسوا كل النازية السخيفة وقاموا بادخالها في ما سموها هم بالقومية العربية التي لم يكن لها وجود.
بعدها جاء حزب البعث العربي رافعا لافتات العروبة والامة العربية وبسيطرة صدام حسين على الحزب والدولة. والتي صاحبها عمليات تعريب واسعة الغى فيها كل القوميات واستعمل المسلمين العربجية في قتل المسلمين الاكراد بالاعتماد على القران واية الانفال.
ولكن كل ما امتلكه صدام حسين من قوة من خلال حزب البعث ورغم امتلاكه اكبر نظام مخابرات وانظمة اعتقال الا ان كل ذلك لم يفيد بان يتحول العرب الى شئ اسمه قومية. فصدام حسين الذي كان يصف نفسه بالرئيس العلماني وكان يفتخر بانه رئيس دولة العراق اضطر بعدها بان يتخلى عن كل ذلك, فهو وجد بان اعتبار العرب قومية عبارة عن هراء وعبارة عن وهم لا وجود له سوى في مخيلة المجانين. لذلك فانه تخلى عن كل ذلك ثم سمى نفسه "بشيخ شيوخ العشائر ". وهذا كان الوصف الذي تنعكسه حقيقة المجتمع العراقي بالضبط. فالعراقين العرب عبارة عن بدو وعشائر. وحتى ما تسمى بثورة العشرين, ما تسمى بثورة العشائر كانت ثورة من اجل الدفاع عن العشيرة وعن الولاء للعشيرة.
في المانيا واثناء سقوط النازية في المانيا تشكلت بعدها محاكم نورمبرغ التي امتلكت قانون مطابق لما امتلكه العراق بعد سقوط صدام وهو قانون المسالة والعدالة. وهو قانون ناتج من نظرية العدالة الانتقالية. محاكم نورمبرغ لم تقم فقط باقامة محاكم ضد النازين الذين تسببوا بقتل مئات الالاف, كلا, واجبها لم يقتصر على الاشخاص فقط. بل واجبها الرئيسي كان القضاء على النازية
ثقافيا,
وهذا لكي لا يكون هناك فرصة لممارسة نفس اخطاء الماضي. وبالفعل هناك قوانين صارمة جدا وتستخدم حتي في يومنا هذا ضد اي شخص يشير حتى ولو من بعيد الى اي رمز من رموز النازية.
وفي العراق كان ينبغي ان يكون قانون المسالة والعدالة يجري بنفس طريقة سريانه في المانيا. اي بالاضافة الى المحاكم ضد صدام حسين ومساعديه, فكان يجب القضاء على البعث
ثقافيا ايضا. بمعنى ان يكون هناك قوانين تعتقل اي شخص يشير الى اية رموز استعملها البعث. فالبعث نفسه استعمل رموز مثل العروبة والامة العربية وما يسمى بالوطن العربي في ديكتاتوريته القذرة.
ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني انه كان يجب ان يكون هناك قوانين تقوم باعتقال اي شخص يستعمل هكذا رموز بعثية بان يعتبر العراق ارض عربية او جزء لا يتجزء من الوطن العربجي والامة العربجية.
فلذلك فعندما يكون هناك عربجية في العراق يطالبون الكل والجيمع بان يتمسكو بوطنية العراق والحفاظ على حدوده, فعلى هؤلاء العربجية البدو ان يقوموا ايضا بالتخلي عن اعتبار العراق ارض عربجية وبانها جزء لا يتجزء من ما تسمى بالامة العربجية والوطن العربجي. ولا ننسى بان مجئ مئات الالاف من العربجية من سوريا وفلسطين والاردن والسعودية والمغرب وقيامهم باعمال تفجيرات في العراق كان بسبب ايمانهم بان العراق هي ارضهم العربجية وبانهم يحق لهم بان يفعلوا ما يشاؤا.
فاذا كان هناك خوف من الاكراد بان ينفصلوا ويقوموا بربط انفسهم باكراد في سوريا وتركيا وايران, فعلى العربجية ايضا ان يتخلوا عن ربط العراق بعربجية سوريا وعربجية الاردن والسعودجية ...
وايضا ينبغي ان يكون هناك خروج من ما تسمى بالجامعة العربجية التي كانت دائما مثيرة للسخرية والتي لم تكن فقط غير مفيدة في اي شئ وانما كانت مضرة دائما.
ولا ننسى بان هذا المطلب سيخدم اي شخص عراقي يعتبر نفسه عربي. فاعداد العرب الذين تم قتلهم وتعذيبهم من قبل العرب انفسهم يفوق الملايين. واعداد المسلمين الذين تم قتلهم وتعذيبهم من قبل المسلمين انفسهم يفوق الملايين. ولكن العرب والمسلمين لا يهمهم اذا تم قتل عربي من قبل عربي او مسلم من قبل مسلم, فهؤلاء البدو عندهم الانسان بدون اية قيمة تذكر. المهم عندهم ان لا يسيل هذا الدم العربجي البدوي من قبل اجنبي او دم اسلاموجي من قبل كافر.
ولا ننسى بان استخدام رموز البعث يتم استخدامها لحد الان على نطاق واسع ومنشورة في عدة مواقع الكترونية . وحتى الاحزاب الشيوعية التي كانت تقول بانها عابرة للقومية كانت كذابة في كل تاريخها, فهؤلاء حالهم مثل البعثين كانوا يسمون مؤتمراتهم بمؤتمرات الشيوعين العرب.
ومن خلال كل هذا الشرح المنطقي والعقلاني والقانوني المستند الى قوانين تاريخية كما ذكرت الاجراءات بعد سقوط النازية الخ فانني انصح الاكراد بان يطالبوا بالغاء العروبة واصدار قرارات بعدم اعتبار العراق ارض عربية او جزء من ما يسمى بالوطن العربجي او الامة العربجية لكون العراق يمتلك عدة قوميات اخرى ولكون العروبة نفسها جاءت عن طريق الغزو واستعمال السيف الى العراق.... وايضا ان يكون هناك مطالبة بان لا يعترف العراق بما تسمى بالجامعة العربجية البدوية... وانصح بربط ذلك بقضية الغاء الاستفتاء التي يطالب بها العربجية. وبالطبع بامكان الاكراد الاستناد الى قوانين العدالة الانتقالية التي جاءت بعد سقوط الحزب العربجي الدموي البعثجي.. ويجب ان لا ننسى بان الجرائم التي ارتكبت في حلبجة ضد الاكراد والجرائم ضد القوميات الاخرى هي ليست جرائم قام بها اشخاص بعثين, وانما جرائم استمد من ارتكبها شرعيته من رموز مثل الامة العربية والوطن العربي والارض العربية... فهؤلاء هم كلهم ضحايا الامة العربجية والتمسك بالوطن العربجي والارض العربجية.
شكرا للقراءة واذا كان هناك اكراد يقرؤن هنا فانني ادعوهم الى نقل مقالتي الى مواقع اخرى.