المحرر موضوع: هكذا احتفلنا بذكرى ثورة أكتوبر من مآثر السرية الخامسة، اقتحام قلعة العمادية  (زيارة 733 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد الكحـط

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 958
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هكذا احتفلنا بذكرى ثورة أكتوبر
من مآثر السرية الخامسة، اقتحام قلعة العمادية

محمد الكحط (أبو صمود)
كان أبطال السرية الخامسة يتجولون في منطقة عملهم الممتدة بين جبلين عصيين هما جبل متين وجبل بري كاره وحتى جبل كاره، ومناطق دشت العمادية ومناطق صبنة وقراها وحقولها وبساتينها، وبين مصيفين جميلين هما مصيف سولاف قرب العمادية ومصيف سرسنك الذي ترابط قربه قوات عسكرية، كانوا يتنقلون وهم يتطلعون بعيونٍ مليئة بالحسرة إلى تلك القلعة الناتئة بوسط ذلك الدشت الجميل والتي تبدو عصية زاهية كدرة تتلألأ ليلاً بأنوارها فتبدو كزهرة لامعة وسط الظلام الدامس الذي يلف القرى حيث كنا نتجول... تحيط بها الجبال الشامخة منذ عصور وعصور، مرّ بها العديد من الطغاة والحكام القساة، ولا أدري كم هي الخواطر التي مرت بأذهان رفاقي الأنصار من أبناء تلك القلعة، حيث ذكريات الطفولة والصبا والشباب، هناك حيث دفء الأهل والأقرباء والأصدقاء...أراهم يتطلعون ويذرفون الحسرات وينتظرون بل يعملون من أجل أن تنعم قلعتهم بالحرية يوماً ما...
 
كانت السرية تتحرك وسط العديد من القرى هناك منها: كاني ماله، بي بادة، ديركي، أبراهيم زلة (آه ياطرشي أبراهيم زلة)، بانية، بيروزانه، بليط، سركركي، ميركه تي، زيوه، كاره، كيزه، بياوا، مزه، قونه مزه، رزوق، ديره، كوهيرز، سركلي، نهيله، ديره ش، مهيده، سروكاني، سركه لي، بنكلي، هفندكه الرائعة وكانت تعتبر مصيف السرية لجمالها ولطيبة أهلها ولوجود لنا أصدقاء فيها، والعديد من القرى التي كنا نصلها بمناسبات مختلفة والتي للأسف لم تسعفني الذاكرة بأسمائها، لكل أهالي تلك القرى الطيبين التحايا والحب والتقدير لما قدموه للأنصار البواسل في نضالهم ضد الدكتاتورية.
كانت الذكرى الـ66 لثورة أكتوبر المجيدة على الأبواب، وهي ذكرى يستوجب أحياؤها القيام بعملية ضد النظام الدكتاتوري وأزلامه ... اجتمعت قيادة السرية الخامسة من الرفاق توفيق آمر السرية، والشهيد البطل أبو رؤوف مستشارها السياسي، وملازم أبراهيم ودكتور وليد ومحمد علي وأبو حيدر والشهيد البطل سليم ورفاق آخرين لا أتذكرهم الآن، وكان قرارهم عملية نوعية جريئة وهي ببساطة الدخول إلى القلعة، وسيكون أبناء المدينة في المقدمة فهم خير من يعرف شوارعها وأزقتها وبيوتها، والعملية تستهدف اعتقال عميلين من أزلام السلطة الذين يروعون الأهالي وعوائل البيشمركة ويظنون أنهم ينعمون بالحرية والأمن، فكيف سيصلهم أحد وهم محصنون بهكذا قلعة... كان القرار ليس سهلاً فكيف سيتم الدخول ومن أي مكان فالبوابات محروسة بشكل جيد... لذا تقرر الدخول من أحد الأسوار البعيدة بعد تسلق أماكن وعرة يصعب اجتيازها كما يصعب التكهن بإمكانية الدخول منها...وبعد الاستطلاع الجيد أُختير المكان المناسب ولكننا بحاجة إلى مصعد (درج) كي يتسلق الرفاق عليه للوصول إلى سطح القلعة، وهكذا تم إحضار الدرج من أحد الجوامع قبل العملية بساعات، وتم توزيع المجاميع كل إلى موقعه من إسناد وتغطية الانسحاب وتأمين خطوط العودة والتحسب لكل طارئ أو مفاجأة ...والتكتم الشديد كون القرار محاولة تنفيذ العملية بدون أن نطلق رصاصة واحدة...وهكذا كانت العملية.
 
عندما تقدم الأنصار الأبطال من أبناء العمادية البررة واعتلوا السفوح المؤدية إلى النقطة المرتكز للصعود إلى القلعة ونصبوا الدرج وجدوا أنه غير كافٍ للوصول إلى السطح فما كان من قائد المجموعة إلا أن ينصب جسده جسراً مكملاً ليصعد الرفاق على راحة يديه ومن ثم على كتفيه وصولاً إلى القمة، وهناك بدأ التجمع ومن ثم الانطلاق كل مجموعة إلى البيت المقصود ومجاميع تأمين خط الانسحاب وتقرر العودة بالسرعة الممكنة إلى نفس المكان... كان الجو يميل إلى البرودة خصوصاً في ساعات الليل تلك ولكن حرارة العملية ولحظات التنفيذ وروح التعاون والمبادرة أشاعت الدفء بين الأنصار وهم ينتظرون أن تنتهي العملية بنتائج إيجابية...فغداً عيد ثورة أكتوبر وعلينا أن نحتفل بما يليق بها... تقدموا بثقة عالية ودخلوا أوكار أزلام السلطة ووسط الاستغراب الشديد ودهشة هؤلاء المرتزقة من وصول البيشمركة لهم هنا، خروا على الأرض خوفاً وفزعاً، وجاءوا بهما مكبلين يرتعدان خوفاً ونزلا السلم يحيط بهم الأنصار إلى أن وصل الجميع إلى المناطق الآمنة، جاءت أشارة الانسحاب إلى رفاق الإسناد والتأمين والطوارئ واكتملت المفرزة جميعها في قرية أبراهيم زلة، ومن ثم أنطلقنا إلى قرية هفندكة الجميلة وعند الصباح كان الخبر قد أنتشر بين الجميع وتناقلت القرى المأثرة الكبيرة وجاءوا إلى الحفل الذي أقامته السرية الخامسة على شرف الذكرى والتي صادف أن تعززت السرية بضيوف من قاطع آخر ومن الفوج الأول وهم في طريقهم إلى أحد مقراتنا، وحضر رفاق من الحزب الديمقراطي الكردستاني وجمهور غفير من أهالي القرى جاءوا بالطبل والمزمار وهم يرقصون فرحين وكانت حفلة رائعة، جلس فيها (الأسيران) من أزلام النظام وهما مكبلان ينظران إلى الحفل وهما مبهوران مما يشاهدانه.. كان لتلك العملية وقع كبير ألهب الحماس بين الناس وزاد من دعمهم لأنصارهم وكسبت المفرزة أنصارا جدد، وذاع صيتها بين أهالي العمادية ودهوك والكل يتحدث إلى حد المبالغة بمآثرها حباً بالأنصار الأبطال... وأنا إذ أكتب هذه السطور تمر أمامي تلك الوجوه الجميلة البهية من أنصار السرية منهم أولاً شهدائها الأماجد فلهم الذكر الطيب والخلود.
 
من شهداء السرية الأماجد الرفاق: أبو رؤوف، سليم، أبو ندى، عصمت، جوتيار، علي ( أخ هوار)، وليد، نوزاد، الشاب الرائع ألند (أخ الشهيد فريد)، هيرش، كمال بانية، محمد... وعذرا لعلي نسيت أحدهم وأتمنى من الرفاق أسعافي بأسمائهم.
وأتذكر الأنصار من أبناء العمادية الأبطال دكتور وليد، محمد علي، شيركو، دلير، آزاد، أبو تاس، أوميد، حاكم، علي، جعفر، هزار، ماجد، رزكار، هوار، أبو علي، ريبار، إيفان، برفان، مهدي، الفقيد دلمان، بيكس، كاكه حسن وآخرين...
ومن الرفاق الأنصار الآخرين من غير أبناء العمادية: توفيق آمر السرية، ملازم أبراهيم، أبو حيدر، بسام، حيدر، أبو زياد، الشهيد محمد، جاسم (أبو شكرية)، الفقيد أبو نبأ، أبو يعقوب، أبو عامر، والفقيد هشام، آشتي، ماجد (أخ الشهيد أبو رؤوف)، أبو يعقوب، أبو الحق، الفقيد أبو شاكر (لفترة قصيرة)، أبو عليوي القن، والرفيقة سلوى لفترة قصيرة وعدد آخر من الرفاق ولفترات مختلفة.
لكل أنصار السرية الأبطال ولكل الأنصار ألف ألف تحية
وتحية خاصة للذكرى المئوية لثورة أكتوبر المجيدة، ولكل المناضلين من أجلِ غدٍ وضاء للبشرية.