المحرر موضوع: إيران تسمم أجواء أربعينية الحسين بحملة سياسية على السعودية  (زيارة 1176 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31431
    • مشاهدة الملف الشخصي
إيران تسمم أجواء أربعينية الحسين بحملة سياسية على السعودية
إيران ذات السوابق الكثيرة في تسييس المناسبات الدينية الكبرى، تحاول استغلال إحياء أربعينية الحسين بالنجف لبثّ مشاعر طائفية معادية للمملكة العربية السعودية في الحشود الكبيرة المتجمّعة بالمدينة المقدّسة لدى الشيعة، مترجمة بذلك امتعاضها الشديد من مسار التقارب بين بغداد والرياض والذي انطلق مؤخرا بسرعة أذهلت طهران.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/11/08]

الزيارة للحسين والدعاية لخامنئي
النجف (العراق) - فوجئ سكان مدينة النجف بالعراق خلال إحياء أربعينية مقتل الحسين بن علي، بعبارات مسيئة للسعودية والولايات المتحدة مكتوبة بالخط الفارسي، على أرضيات شوارع مدينتهم وعلى جدران أبنيتها.

وعلى الفور ربطت مصادر محلّية تلك الكتابات بإيران كونها، من جهة، تعبيرا واضحا عن موقف سياسي ممتعض من خطوات التقارب الكبير بين العراق والسعودية، وباعتبارها، من جهة ثانية، امتدادا لظاهرة تسييس المناسبات الدينية التي دأبت عليها طهران منذ ثورة الخميني سنة 1979.

وقال مراقب سياسي عراقي إنّ ما شهدته النجف كان يمكن أن يقع في مكة المكرمة أو المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية أثناء مواسم الحج والعمرة لولا الحزم الذي أظهرته المملكة في مواجهة محاولات إيران المستمرة لتسييس الشعائر الدينية.

وشرح في تصريح لـ”العرب” أن “ما جرى في المدينة العراقية المقدسة ما كان له أن يجري لولا أن هناك غطاء من بعض القوى السياسية العراقية الموالية لإيران. وهي قوى لا تنظر بارتياح إلى التقارب السعودي العراقي بشقه الاقتصادي الذي يمكن أن يتعثر بسبب الشق السياسي”.

وأشار إلى أن القوى المحلّية التي تقف مع ذلك التقارب لا تملك القدرة على التأثير على صناعة القرار السياسي برغم ما تحظى به من شعبية كبيرة. فالقوى الموالية للمشروع الإيراني في المنطقة كلها وليس في العراق وحده قد تمكنت من مواقع القرار في السلطتين التنفيذية والتشريعية عبر أكثر من عقد من الزمن وهو ما يجعل الهامش الذي يتحرك فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي، وهو من المؤيدين للانفتاح على السعودية، ضيقا.

وأضاف موضّحا “إذا ما عرفنا أن تسييس الشعائر الدينية هو جزء أصيل من مبدأ تصدير الثورة الذي أطلقه آية الله الخميني منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها السلطة في إيران، فإن منع الإيرانيين من الإساءة إلى المناسبات الدينية في دول أخرى لا يمكن أن يتم بالكلام الناعم بل بالحزم وفرض سلطة القانون. وهو ما نجحت فيه السعودية فيما فشل العراق”.

وتشهد النجف، تدفق ملايين الزوار من العراق وخارجه، خلال الزيارة الأربعينية. وبعد أن ينهي الزوار مراسم المرور بكربلاء، حيث قبر الحسين، يتجهون نحو النجف المجاورة، حيث قبر علي بن أبي طالب.

ما جرى في النجف ما كان له أن يجري لولا أن هناك غطاء من بعض القوى السياسية العراقية الموالية لإيران
وقال سكان محليون لـ”العرب” إن “إيرانيين تسللوا إلى كربلاء، وهم يحملون دهانات، استخدموها في خط عبارات من قبيل ‘الموت للسعودية’ و’الموت لأميركا’، على أرضيات عدد من شوارع النجف”. وأضاف هؤلاء، أن “الايرانيين استخدموا الخط الفارسي في كتابة هذه العبارات”.

وعبّر سكان النجف عن امتعاضهم من هذه الأفعال، مؤكدين أن “الإيرانيين لا يجرؤون على ممارسة هذه الأفعال في بلادهم، ولكنهم يمارسونها في العراق”.

وانتشرت صور ومقاطع فيديو للعبارات الإيرانية المسيئة للسعودية والولايات المتحدة في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرها مدونون محاولة إيرانية لتوريط العراق في نزاع مع السعودية.

واستخدم الإيرانيون قوالب جاهزة للخط، وتحركوا في مجموعات، واستخدموا عربات لحمل ما يحتاجونه، في مؤشر واضح على إمكانية أن تكون هذه الحملة مدعومة من داخل البلاد، وفقا لمراقبين. وألقت شرطة النجف القبض على بعض المتورطين في العملية، لكن سرعان ما تم إطلاق سراحهم، بأمر من جهة لم يتم تحديدها.

وتشهد العلاقات بين العراق والسعودية انتعاشا كبيرا، بعد قطيعة دامت لعقود، وهو الأمر الذي يسبب قلقا لطهران من أن تمثّل عودة العراق إلى الحاضنة العربية خصما من رصيد النفوذ الكبير التي تحظى به داخل الساحة العراقية.

ولم يصدر بيان رسمي من المحافظة، لكن مصادر محلية أكدت لـ”العرب”، أن الشرطة أوقفت المتورطين، وستتخذ بحقهم إجراءات قانونية.

وتقول مصادر مطلعة في بغداد لـ”العرب”، إن “العلاقة بين الرياض والمرجعية الدينية في النجف، ممثلة بالمرجع الأعلى علي السيستاني، طيبة”، مشيرة إلى “مواصلة العمل على فتح قنصلية سعودية في النجف”، وهو تطور غير مسبوق.

ويواجه السيستاني ضغطا مستمرا من التيار الشيعي العراقي الموالي لإيران، للانخراط في المحور الذي يقوده المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.

وعيّنت السعودية، مطلع الأسبوع، القائم بأعمال سفارتها في بغداد، عبدالعزيز بن خالد الشمري، سفيرا جديدا لدى العراق، خلفا لثامر السبهان، الذي أعلن أنه تعرض لمحاولة اغتيال في العاصمة العراقية من قبل ميليشيات موالية لإيران، ما دفعه للمغادرة إلى الرياض.

ويثير التطور المستمر للعلاقة بين بغداد والرياض حفيظة أوساط شيعية في بغداد، مقربة من إيران.

ودأبت حنان الفتلاوي، النائبة في البرلمان العراقي، عن ائتلاف دولة القانون، بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، على التحذير من الانفتاح العراقي على السعودية.

ويقول مراقبون، إن الدعم السعودي الذي يحظى به رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يثير سخط التيار الشيعي المتشدد في العراق.

ولا تقتصر العلاقات الوثيقة مع السعودية على العبادي، بل باتت تشمل طيفا سياسيا عراقيا واسعا، يتقدمه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وكان أنصار الصدر، من بين أوائل الذين هاجموا حملة كتابة الشعارات المناهضة للسعودية في شوارع النجف.

وكتب مدونون مقربون من الصدر أن إيران تريد توريط العراق في نزاع مع السعودية، محذرين من استغلال أجواء زيارة الأربعين لإذكاء المشاعر الطائفية الشيعية ضد الرياض.

وفي كربلاء، أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على 22 شخصا، حاولوا “زعزعة الاستقرار الأمني وإثارة الفتنة الطائفية”.

ولم تشر الوزارة إلى جنسيات المعتقلين، أو ما إذا كان بينهم إيرانيون.

وكان وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، قال إن “أكثر من مليوني إيراني دخلوا العراق خلال الأيام الأخيرة، للمشاركة في إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين”.

ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن العراق منح مليونين و180 ألف تأشيرة دخول للزوار الإيرانيين للمشاركة في إحياء أربعينية الحسين.

وأضافت أن “التسهيلات التي منحت للزوار الإيرانيين تفوق الأعوام الماضية حيث أن تأشيرة الدخول الحالية تتضمن الإقامة لمدة 30 يوما في العراق فيما كانت مدتها 20 يوما خلال العام الماضي”.