المحرر موضوع: تواشيح في مقهى الرشيد  (زيارة 913 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تواشيح في مقهى الرشيد
« في: 09:05 09/11/2017 »
تواشيح في مقهى الرشيد
كريم إينا

أشعرُ بسفري
قرب مقهى الرشيد
متنكراً بقبعة سوداء
أتعقّبُ الهارب منّي
ليقضي نهاره
مع نرجيلة الليل المستهام
أخرجُ خاسراً
بين أحضان الفجر
أشقّ طريقي نحو حمائم مقعدة
إتخذتُ ظلّي عنواناً راكضاً خلفي
يعانقُ خطى المنايا
في أيّ يوم تبيضُ أثوابي؟
ليس متسع من الوقت
كلّما مرّ صوت نافذتي
تترهلُ خرائط تقواي
الكل يتلهفُ لقرابيني
وكأنّ القيامة تتربّصُ بي
ألبسُ رعشة البوح
قد تبرقُ شظايا شجني
وهي تبصقُ جنون آثامي
ربّما العمى يرتّبُ سلّم نسياني
على ملاذات الدخان
ما عدتُ مهترئاً
بل منطفئاً في الملاجىء
تصارعُ أشواقي بعضاً من رغباتي
وهي توزعُ ترانيماً مهجّرة للعاشقين
من أذرعي رائحة الكتابة تفوحُ
إلى شوارع خاوية
جعلتُ عويل أرواحي
يصعدُ قطرة قطرة في الغيوم
ما لا أدركهُ
بوصلة أفكاري توقفت
عند نصف غيمة نائمة
أشتهي موسم الكلمات
وهو يوزعُ أرغفة للعراب
تذكرتُ ليلة موت أضلاعي الصدئة
كلّما أنثرُ لوعةً يتأملني الغياب
ولطافة حلمي تخبو على خدود الأطفال
رزمتُ كلّ كراريسي وهي
تهتزّ بتسابيح وجودي
ربّما تفتحُ جداول إسمي فسحة أمل
ترتعشُ نوارسي بنومها العميق
علّها تأخذني بأحلام الفجر
أنا أكثرُ حزناً
من عتمة الظلام
أرقبُ دنياي مكوّمة بالموتى
ويظلُ أمسي
يعشقُ لمعان أفكاري
أمضغ نفسي بأصابع العطر
وهي تشيخُ من توسّد فردوسي
كانت نقطة بدايتي
تفوحُ بالحناء
كلون ينقرُ صمت حروفي
رائحة الأنفاس توقظ عزمي
تكمّم عواصف الليل فمي
لتقايض حرقة الإنتظار
كأنّها رقصة الخريف
ساكنة بتواشيح اليقين
أنهضُ بظهر مرتعد لرؤية
حرائقي المنسية
يا ملامح وجهي المبعثر
عرفتك وأنت تحملُ فانوساً
في أروقة الذاكرة
أباغتُ طعنة صحوي عبر الأمكنة
لا مواعيد لإهتزازي
يمشي الرشيد فيتبعني
لنجمة الأمل المضاءة
حينها تنفخُ الأشجار في بوق عزلتي
أرّختُ وقع خطى الثكالى
وهي تجلو ممرّ شراييني
سأبقى أنثرُ قصاصاتي
بمرايا الوقت
ترشقني المسافات
وتهربُ أفكاري
إلى ما لا نهاية...