المحرر موضوع: موقف امريكا من استفتاء اقليم كوردستان كان ضعيفا وخجولا ويخدم ايران !!  (زيارة 1020 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
موقف امريكا من استفتاء اقليم كوردستان كان ضعيفا وخجولا ويخدم ايران !!
--------
كما هو معروف تاريخيا ان امريكا لعبت دورا رائدا ومهما جدا في حماية اقليم كوردستان وشعوبه عام 1991 من هجوم القوات العسكرية للطاغية صدام من خلال فرض الحظر الجوي فوق أجوائه ومنذ 1991 ولغاية سقوط الصنم 2003 لكن بعد ان هروب الملايين من شعوب الاقليم الى تركيا وإيران وغيرهما بسبب الخوف والرعب ثم إن امريكا بعد 2003 هي التي دعمت الاقليم وشعوبها وضمنت حقوقهم الوطنية والقومية في الدستور الاتحادي الجديد قدر الامكان وكذلك كان موقفها مشرف أثناء هجوم عصابات داعش الارهابية على بعض اراضي الإقليم عام 2014 حيث هرعت امريكا بشكل فوري لحمايته والدفاع عنه وعن تجربته وتم مده بالسلاح والذخيرة والخبرات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية

فهل يعقل بعد كل هذه المواقف الايجابية لامريكا مع الاقليم وشعوبه ان تتخلى عن دعمها لحليفها الصادق والامين لصالح حكومة طائفية مخترقة من ايران ؟ بسبب الاستفتاء الشعبي السلمي المكفول ديمقراطيا والمنسجم قانونيا مع لوائح وقوانين الامم المنحدة في موضوع حق الشعوب والامم بتقرير مصيرها خاصة ان امريكا طلبت من الاقليم الانتظار لمدة سنة او سنتين لاجراء الاستفتاء علما ان رؤساء أمريكا السابقين ومنهم (وودرو ويلسون) و (فرانكلين روزفلت) كانوا يعتبرون حق الاستقلال وتقرير المصير قيمة محورية إضافة إلى أن مبادئ الأمم المتحدة تنص على المساوة وحق الشعوب في تقرير المصير وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :

1 - ان انسحاب القوات الامريكية غير المدروس وغير المهني من العراق عام 2011 وفقا للاتفاقية الامنية الهشة بين البلدين بسبب الضغوطات والنفاق والمزايدان السياسية لبعض الكتل السياسية والبرلمانية المنتفذة في العراق والمؤيدة لايران كان خطأ تاريخيا كبيرا لامريكا بعد التضحيات البشرية والاقتصادية التي قدمتها لان هذا الانسحاب ومهما كانت المبررات والمزاعم سلم العراق عدا محافظات اقليم كوردستان الاربعة على طبق من ذهب لايران العدو الاول لامريكا

ثم لماذا نعتبر الانسحاب الامريكي خطأ تاريخيا ؟ اولا لعدم تأسيس دولة المواطنة والمؤسسات والقانون في العراق وثانيا لعدم توفير الاغطية الامنية الوطنية اللازمة (نعم الوطنية) و (ليس الطائفية) وفي مقدمتها جاهزية وقدرة القوات المسلحة والشرطة العراقية وليس المليشيات الطائفية على ملء الفراغ الامني بالشكل الذي يمكنها من صيانة الحدود والدفاع عنها وحماية تجربة الشعب العراقي الديمقراطية الفتية الوليدة والدفاع عن حقوقه حيث استطاعت ايران بعد لانسحاب الامريكي من غرس نفوذها بعمق في جنبات وطننا في كل المجالات واصبح العراق اليوم الحديقة الخلفية للجارة ايران وتابعا ذليلا لها

علما ان كتلة التحالف الكوردستاني في برلمان العراق الاتحادي هي الكتلة الوحيدة التي لم تؤيد الانسحاب الامريكي من العراق بسب ظروف العراق المعقدة والصعبة داخليا واقليميا ودوليا وهذه الموقف يمثل الحقيقة والمسؤولية والواقعية والموضوعية واليوم ظروف العراق تؤكد صحة ما ذهب اليه موقف التحالف الكوردستاني وليس مواقف الكتل الشيعية والسنية غير المسؤولة عبر التصريحات والادعاءات والبيانات والمزايدات السياسية التي لن تؤدي الا الى تعقيدات وكوارث وطنية

2 - يبدو ان سياسة الرئيس الأمريكي ترامب تعتبر قضايا ومشاكل إيران وكوريا الشمالية وروسيا تمثل أولوية بالنسبة له باعتبارها تخص الأمن القومي الأمريكي وفضل أن يتم تجنب موضوع الاستفتاء في الاقليم في الوقت الحالي بمعنى اخر ان امريكا لا ترفض استفتاء كوردستان بشكل مطلق لانها طلبت تأجيله تماشيا مع موقف حليفتها تركيا الرافض للاستفتاء وهنا لا بد من الاشارة ان العلاقات الامريكية الكوردية لغاية اليوم لا زالت قوية ومتماسكة وامريكا لا زالت تقدم الدعم المادي والمعنوي للاقليم وحسب رأينا ان عدم رفض امريكا للاستفتاء بشكل قاطع بمثابة منح الاكراد وعدا للاستقلال كوعد بلفور في حق تقرير المصير لكنها تخوفت اليوم من تشتت جهودها في محاربة تنظيم داعش الارهابي في المنطقة

3 - ازاء ما تقدم وحسب رأينا الشخصي فأن الموقف الامريكي من الاستفتاء كان فيه نوع من الخداع والتضليل والخيانة للاقليم لانها كانت تعلم جيدا بالتحضيرات والاستعدادات للجيش العراقي والشرطة الاتحادية والمليشيات الشيعية العراقية الطائفية المدعومة من ايران (الحشد الشعبي) وبمشاركة الحرس الثوري الايراني بقيادة (قاسم سليماني) للهجوم وغزو محافظة كركوك بتواطؤ او خيانة احد اجنحة حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني دون ان تحرك ساكن او تعلم قيادة الاقليم الرسمية بذلك

يبدو ان السياسات الخاطئة لامريكا وجهلها بسياسة منطقة الشرق الاوسط تريد بنتيجتها بعمد او بسذاجة تسليم محافظات اقليم كوردستان الاربعة المتبقية من العراق لايران بعد ان سلمت العراق برمته لها عام 2011 اقول لساسة امريكا ان نتائج هذه السياسة الحمقاء المتخبطة سيكون الرابح الاول والوحيد منها ايران عدوكم الاول والخاسرين هم امريكا وحلفائها الكورد وشعوب الاقليم لكن اقول وبثقة ان استباحة محافظات الاقليم واراضيه ليست نزهه واللبيب من الاشارة يفهم

4 - إن الأزمة السياسية والامنية بين اقليم كوردستان وبغداد حاليا تطرح تحديا على جميع الأطراف وفي مقدمتها من بيدها زمام المبادرة وسلطة القرار في بغداد وهو امتحان واختبار للدستور الفيدرالي والشراكة السياسية ومدى فعاليتها وقدرتها على تجاوز الصعاب وتجاوز المخاطر التي قد تطيح بالوضع القائم وتدفعه إلى متاهات الصراع المنفلت

ان الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التاريخية والمصلحة الوطنية العليا تستلزم الابتعاد عن لغة التهديد والوعيد والاتهام والانتقام والتعالي وتجاوز الخلافات الحزبية والطائفية الضيقة والالتزام بالاتفاقات الجماعية وبالمبادئ المعروفة عن العمل المؤسساتي طريقٌ سالك للعبور نحو المعافاة والجلوس الى طاولة الحوار واعتماد لغة العقل والحكمة لحماية وطننا العراق والحيلولة دون انزلاقه إلى أي صيغة للمواجهة والحرب الاهلية وتصفية الحسابات

                                          انطوان الصنا

                          antwanprince@yahoo.com