المحرر موضوع: بعد خمسة قرون من بدء إصلاح المسيحيّة ,هل آن الأوان لإصلاح الإسلام؟  (زيارة 2357 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
بعد خمسة قرون من بدء إصلاح المسيحيّة ,هل آن الأوان لإصلاح الإسلام؟

مقدمة :
قبل خمسةِ قرون وبالتحديد في نهاية إكتوبر عام 1517  ,نشر المُصلِح وأستاذ اللاهوت (مارتن لوثر) رسالتهِ الإصلاحيّة الشهيرة التي هزّت اُسس السياسة والسلطة والدين في جميع أنحاء أوربا .ثمّ إنتقل تأثيرها لاحقاً الى العالَم الجديد (أمريكا) .ومازالت تلك الرسالة تنتشر وتلقى قبولاً في باقي أرجاء العالم!
تضمّنت الرسالة الإصلاحيّة  95 مسألة تتعلّق بأهمّ مفاهيم (لاهوت التحرير)!
شملت بالطبع أهمّ ما كان شائعاً حينها (صكوك الغفران) ,وسلطة البابا في (الحلّ من العقاب الزمني للخطيئة) عن طريق دفع الأتباع بعض الأموال لرجال الدين!
مارتن لوثر علّقَ تلك الرسالة على أبواب كنيسةِ القلعة (كنيسة جميع القديسين) ,في بلدته (فيتنبرغ) الألمانيّة!
عام 1760 دُمّرَت تلك الأبواب في الحريق الناشب خلال حرب السنوات السبع!
(إسمها الآخر الحرب البومرانيّة ,وأسبابها الرئيسة المُنافسة الإستعماريّة في أمريكا بين بريطانيا وفرنسا ,والنضال لأجلِ السيطرة والنفوذ في ألمانيا نفسها التي لم تكن موحّدة بعد)!
على كلٍ توجد اليوم لتلك الكنيسة التأريخيّة أبواب برونزيّة قويّة نُقِشَت عليها كلمات مارتن لوثر باللاتينيّة!
وعلى ذكر اللاتينيّة فإنّ أهمّ مافعله لوثر حسب ظنّي (كوني أقارن ذلك مع كلمات وتبريرات مشايخ الإسلام حاليّاً) أنّهُ دعى (وقام بنفسهِ) بترجمة الإنجيل الى اللغة المحليّة (الألمانيّة) ليقرأه الجميع .بدل إقتصاره كما في السابق على اللغة اللاتينيّة التي لايجيدها إلّا القساوسة والبعض القليل من النخبة!
لذلك كان رجال اللاهوت يحتكرون معرفتهم بتفسير الإنجيل .بالضبط كما نسمع اليوم من مشايخ الإسلام ,الذين فاقوا أؤلئك بمراحل ,فإحتكروا  تفسير (القرآن) وهو بالعربيّة حتى عن عامة العرب أنفسهم ,بدعوى الجهل بقواعد النحو والإملاء والبلاغة وماشابه!
وتبقى أبرز مقومات فكر (مارتن لوثر) ,قوله أنّ الحصولَ على الخلاص وغفران الخطايا هو هديّة مَجانيّة ونعمة الربّ من خلال الإيمان بيسوع المسيح مُخلصًا! وبالتالي لاضرورة (لأجلِ  نيل الغفران) القيام بأي عمل تكفيري أو ماشابه!
كذلك رفضَ إتهامات الهَرطقة لكل مُشكك ومُجدّد ,كما رفض سلطة البابا التعليميّة وحتى الروحيّة ,وركز على العلاقة المُباشرة بين العبدِ وربّهِ .(بمعنى هو أسّسَ بشكلٍ ما للعِلمانيّة أيضاً)!
***
صورة!
 

***
لوثر , گوته  , نيتشه / مُصلحون ألمان!
كون المعرفة والفلسفة والأفكار البشريّة والعلوم الإنسانيّة وقيم التجديد والنهوض والإصلاح والتطور كلّها أشياء ُمشتركة بين عموم البشر ,فإنّ مارتن لوثر الذي عاش 62 عاماً بين (1483 ـ 1546) سبق بأفكاره الفيلسوف الفيزيائي الرياضي الفرنسي (رينيه ديكارت) الذي جاء بعده بأكثر من قرن (1596 ـ 1650) ,
خصوصاً في فكرة (الشك أساس اليقين)!
لقد قام لوثر عبر رسالته المتكونة من 95 مسألة وقضيّة بالتشكيك بالمُعتقدات الكنسيّة والنظام المعمول به ,التي كانت سائدة  منذ  قرون طويلة!
يقول (تي مكيلن) وهو مساعد أمين (مكتبة ومتحف مورغان) في نيويورك للكتب والأغلفة المطبوعة عن هذا الموضوع (الرابط إدناه) :
[لقد كتبَ مارتن لوثر أفكاره بشكلِ نصوصٍ قصيرة موجزة ,وبصورة كتيّبات من 8 ــ 16 صفحة .كان يمكن طباعتها بسرعة وتوزيعها بسهولة .لكن دون المطبعة ما كان ذلك الحَدث التأريخي ليكون .ويعود للوثر الفضل غالباً في بدء الثورة الإعلامية الأولى ,فقد أدركَ بسرعة كيفيّة إستخدام اللغة والموسيقى والصور لنشر رسائلهِ .وقد قادت مساهماته الموسيقية لينالَ لقب أب الأغنية الإحتجاجية] ,إنتهى!
من جهة اخرى ,صحيح أنّ ( لوثر) كان زعيم التشكيك والإصلاح الديني ,إنّما هو لم يكن وحيداً في هذا المجال .لكنّه كان جزءاً من حوار إستمر حتى يومنا هذا !
فالإصلاح مُستمر ومطلوب أبد الدهر .لا توّقف ولا بديل عنه مع تطوّر الحياة على ظهر هذا الكوكب!
عكس الإصلاح هو التجهيل والتسفيه والإفساد والجمود والموت والتلاشي!
لذلك بقيت أفكار مارتن لوثر الثوريّة قابلة للإزدهار!
بعد لوثر بحوالي ثلاث قرون ظهر في ألمانيا مثقف وأديب وروائي متميز هو:  يوهان فون گوته ,الذي عاش 83 عاماً بين (1749 ـ 1832) وترك إرثاً ثقافياً ضخماً لألمانيا والعالَم أجمع. ويُعدّ اليوم (معهد گوته) المركز الثقافي الألماني الوحيد الذي يمتد نشاطه على مستوى العالَم!
صادفت حياته (عصر التنوير) ,كان يتحدث ويكتب بلغات عديدة ,درس أغلب الأديان حتى الإسلام ,دعى الى الإصلاح والشك بالثوابت ,عاصر نابليون بونابرت وإلتقاه واُعجب الرجلان بأفكار بعضهم .من أقوالهِ الشهيرة :
ليس أفظع من جهلِ الحاكم!
الوطنيّة تُفسِد التأريخ!
اُمنياتنا هي رسائل قدراتنا الكامنة!
مع المعرفة ينمو الشك!
المعرفة وحدها لا تكفي ,الأهمّ العمل على أساسها!
أعمق موضوع في تأريخ الإنسان هو صراعُ الشك واليقين!
بعد (گوته) بحوالي قرن من الزمان ظهر في ألمانيا الناقد والشاعر وعالِم اللغويّات المُتميّز والفيلسوف المُختلف عليه:
فريدريك نيتشه ,الذي عاش 56 عاماً بين (1844 ـ 1900) ,وكانت خاتمة أعمالهِ التشكيكيّة التي أكملَ بها عمل سابقيه (مارتن لوثر وگوته) ,أنّه أعلنَ موت الإله في رائعته الخالدة :هكذا تكلّمَ زرادشت!
يقول نيتشه :
لا اُريد أنْ أكونَ قديساً ,بل اُفضّل أن أكونَ مُهرّجاً ,ولعلّني بالفعل إضحوكة !
يقول : فيما مضى كان العالَم بأكملهِ أحمق!
يقول : لا شيطانَ هناك ولا جحيم ,إنّ روحكَ سيُسرع إليها الموت قبلَ جسدِكَ ,فلا تخشى شيئاً إذاً !
يقول :رُعاةً أسميهم ,لكنّهم يدعون أنفسهم بالصالحين العادلين المؤمنين بالعقيدة الحقّ! (لماذا أتذكر البدو؟)
يقول : ليست الروح سوى كلمة لتسمية شيئاً ما في الجسد !
يقول : مليئة هي الأرض بالفائضين عن اللزوم ,والحياة قد داخَلها الفساد بسبب هذا الفائض من الفائضين !
يقول : هكذا خاطبني الشيطانُ ذات مرّة :
[ .. للرّب أيضاً جَحيمه ,إنّها محبتهِ للبشر] !
ومؤخراً سمعتهُ يقول : [إنّ الله قد مات ,جرّاء محبتهِ للبشر ماتَ الله] !
***
الخلاصة !
1 / النهوض والتطوّر الصناعي في أوربا حصلَ بعد البدء بالإصلاح الديني!
حيثُ إنتهى دور السيف الذي إستخدمه إمبراطور روما (قسطنطين العظيم) في القرن الرابع الميلادي لنشر الميسحيّة بالقوة .كما إنتهت الحروب الصلبيّة ومحاكم التفتيش وصكوك الغفران وحرق المكتبات والساحرات!
2 / الإصلاحيّون التنويريّون في أوربا أمثال .. كوپرنيكوس ,غالاليّو , مارتن لوثر ,جون لوك ,جون ستيوارت ميل ,ديكارت ,فولتير ,إسبينوزا ,جان جاك روسو ,إيمانويل كانت ,تشارلس داروين ,هيغل ,فيورباخ ,نيتشة ,ماكس فيبر ,فرويد ,آرفنغ شرودنجر ,أوزفالدو شبلنجر , جابمان كوهين ,آندي روني ,برتراند رسل ,إسحق دويتشر ,مات ريدلي , كارل ساجان ,كرستوفر هيتشنز ,روبرت لي پارك وبالطبع ريتشارد داوكنز .هؤلاء وغيرهم ,لم تكن لأعمالهم  وتضحياتهم أن تؤتي أكلها ,لولا جرأة الناس والشعوب على تقبل أفكارهم ونقاشها ثمّ تبنيها ونشرها!
3 / في حالة بلادنا البائسة ,لا حاجة لنا لمزيد من إضاعة الوقت (بالقرون) ,كي نفهم تلك الحقيقة .تحالف السلطة السياسية وتُجار الدين ,يخلق مجتمع ونظام مشوّه ,لتبقى المشكلة في الدين والحلّ في العلمانية!
لقد ظهر من بين العرب قديماً وحديثاً مُصلحون أمثال  جلال الدين الرومي ,مُحي الدين بن عربي ,إبن رشد  ,الرازي ,الفارابي ,الخوارزمي , ثمّ لاحقاً الكواكبي والأفغاني وصولاً الى علي الوردي ,طه حسين ,فرج فودة ,نصر حامد أبو زيد , جمال البنّا ,سيّد القمني ,علاء الدين الأسواني وعشرات سواهم!
لكن جهود هؤلاء لن تؤتي أكلها إذا لم تفتح العامة عقولها للعِلم والقراءة العِلميّة والتطوّر لتنهض بنفسها من هذا المستنقع الآسن وخرافاتهِ التي عفا عليها الزمان!
4 / حتى دعوات الإصلاح الديني والإجتماعي الحاليّة من بعض الحُكام (كالعاهل المغربي ,الرئيس المصري ,وحتى ولي العهد السعودي وآخرين) لن تنفع كثيراً ببقاء فقرة في الدستور تنص على (أنّ دين الدولة هو الإسلام) ,فالدولة لا دينَ لها!
ثمّ كيف سيتّم الإصلاح ببقاء مناهج التعليم على حالها تحثّ على قتل كلّ مُخالِف بالعقيدة ,وكلّ مُجدّد بدعوى (كلّ جديد بدعة ..الخ)!
5 / أغلب مُثقفينا (للأسف) مُنافقين لا يجرؤون على قول الحقيقة في وجه الحاكم أو السلطة الدينيّة (كالأزهر في حالة مصر على سبيل المثال).وقد تجلى لنا ذلك في حالات كثيرة ,كما في حالة سجن المفكر إسلام بحيري ,وفي حالة التحرّش ثمّ الإعتداء الإجرامي الذي تلاه على الشابة (سُميّة عبيد) أو فتاة المول ,فحتى بعض النساء وقفنّ مع الجاني ضدّ الضحيّة!
6 / نصف الناتج القومي في إقتصادياتنا البائسة يذهب الى مظاهر التديّن والنفاق !
(شاهدوا المسيرات المليونيّة الأخيرة بمناسبة أربعينية الحُسين في العراق كمثال)
بعدها ناقشوا إمكانيّات البدء بالإصلاح وطرقهِ المُمكنة!
7 / الشكّ يقود الى التفكير ثم النقاش والحوار مع الآخرين!
الشك ليس من الشرك .والفكر ليس من الكُفر ,تلك دعايات المشايخ الأغبياء.
دعوات التجديد والإصلاح  ليست عمليّات جلد للذات تستحق السباب والشتائم واللوم والتكفير .إنّما تستحق الدعم والتشجيع والرعاية والإهتمام الكبير!

[مغالطة البدوي ,يقول شيئاً سخيفاً ,يقنع نفسه به ,ثم يقتل الآخرين إذا لم يعتنقوه] رعد الحافظ !

***
الرابط من الـBBC   : لماذا تعيش أفكار مارتن لوثر منذ 500 عام لحدّ الآن؟

http://www.bbc.com/arabic/vert-cul-41864968#




رعد الحافظ
11  نوفمبر 2017




غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأستاذ رعد الحافظ المحترم
تحية
شكراً على جهودك المبذولة وبحثك حول الإصلاح الذي تم على التعاليم المسيحية ومقارنة ذلك مع إمكانية تطبيق نفس الأمر في الإسلام وإسمح لي بأن أوضِّح أنّ الإصلاح في الديانة المسيحية قد تم على قوانين وأنظمة غير موجودة في الإنجيل  فرضها رجال الدين المسيحيون أي ما يشبه الفتاوي عند المسلمين وهنا أسال هل بالإمكان إلغاء الفتاوي الإسلامية ومعظمها مستندة على نصوص ثابتة في القرآن لا يمكن التلاعب بها على إعتبار أن هذه النصوص هي كلام الله المنزل ؟.

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ العزيز رعد الحافظ المحترم, تحيه طيبه
اتفق معك واعتقد يتفق معك كل علماني وصاحب فكر ناضج وقويم على ضرورة اصلاح المفاهيم الاسلاميه. بل وبكل تأكيد ان ازدياد خطورة بعض التفاسير الاسلاميه ستؤدي بالضروره الى الاصلاح الاجباري من الداخل لأن نتائج الاستمرار في النهج او التوجه الحالي ستكون سلبيه على المسلمين قبل غيرهم.
نعم, احدى اهم الابواب التي يجب ان تفتح في سبيل الاصلاح هي ترجمة النص حيث ان الترجمه تفرض على ذوي الفقه ان يضعوا اطر وحدود لمعاني مفردات النص وبذلك يزول الغموض وتحريف التفاسير والاجتهادات. ولكن, هذا لن يحدث لدى اتباع الديانه الاسلاميه وذلك اولا: عملا بالأيه التي تقول (انا انزلنا الذكر وانا له لحافظون) حيث انها تمنع ترجمة النص القراني, وثانيا:ان تباهي فقهاء المسلمين بعروبة القران وانه اسمى من الانجيل لأن الانجيل بترجمته الى لغات اخرى قد تم تحريفه!!!
لا اخفي غليك قناعتي بأن الاصلاح والتجديد في المسيحيه يتحقق كون المسيحيه ليست انقياد لتعاليم دينيه محدده وانما هي ممارسه حياتيه اجتماعيه مبنيه على اسس البشاره بالخلاص حسب السيره التي اوصى بها المسيح.
مع احترامي لقناعات الاخرين ومن ضمنهم اخوتنا المسلمين والذين كما قلت لا بد ان يعوا ضرورة الاصلاح وتعديل المسارات وهذا الوعي في ازدياد لدى العلمانيين المسلمين وخاصة في دول المهجر

مع التحيه, نذار

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخوة الكُتاب الأعزاء / عبدالاحد سليمان بولص .. و نذار عناي /
مرحباً بتشريفكم هذه الصفحة!
إسمحوا لي بالردّ المشترك ,كون الموضوع مترابط ومتشابك( وبائس أيضاً ) !!
نعم هناك فارق كبير واضح بين المسيحيّة والإسلام / ليس فقط كون الإنجيل مكتوب نقلاً عن لسان وتعاليم يسوع المسيح ,التي يجوز الإختلاف قليلاً في تفسيرها حسب ثقافة و نفسيّة المفسّر على الأقل!
بينما (القرآن) يعتبروه كلام الربّ مباشرةً عن طريق الوحي جبريل / و هو نفسه في (اللوح المحفوظ)!
في هذه الحالة سوف يجوز في الإسلام مثلاً مناقشة ومحاولة السيطرة على .. الأحاديث المحمدية فقط
يعني كما يفعل حالياً المفكر الإسلامي الشاب إسلام بحيري , ببدءه بمناقشة .. البخاري ... والذي يسمونه .. صحيح البخاري .. الذي هو عند المشايخ مثل القرآن لايجوز الإقتراب منه .. لكن البدايات دائما تكون هكذا .. ليس هناك شيء بلا ثمن !
ولا تنسوا في الإسلام ( في القرآن) هناك ثغرة ( الناسخ والمنسوخ) ...بمعنى آيات من الله عاد هو نفسه فنسخها ( ندم عليها )
من هذه الثغرة الرائعة يمكن القول مستقبلاً .. أنّ جميع آيات السيف نسخها محمد قبل موته .. بفلان آية .. ( سيجدون حينها آية مناسبة لهذا الغرض) .. إذ كما نعلم جميعاً أنّ الأديان هي من صنع الإنسان نفسه .. ومشايخ الأديان يمكنهم جعل الأبيض أسوداً وبالعكس .. يعني بمعى آخر .. يمكن لمشايخ الإسلام .. القصّ واللصق والنسخ والمسح .. وباقي أنواع الخزعبلات المعروفة وهم شطار فيها الى ابعد الحدود !
على كلٍ هي دعوى منّي ومن أمثالي للإصلاح الإسلامي من الداخل .. وإلّا كما ذكرتُ أعلاه .. عكس الإصلاح ينتهي بالموت والتلاشي .. فهذه هي طبيعة الحياة والتطوّر والتجديد في جميع مناحي الحياة تقريباً !
محبتي لكم
رعد الحافظ


غير متصل عصام المـالح

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 392
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألاستاذ رعد الحافظ المحترم،
تحياتي،
يقول عنوان المقال " اصلاح المسيحية" ، المسيحية هي حياة المسيح، والاناجيل الاربعة التي يعتمدها المسيحيون هي دستور حياتهم، واذا قارنا هذه الاناجيل قبل زمن الاصلاح مع ما بعد الاصلاح، فلن نرى اي فارق في هذه الاناجيل، فهذا يعني ان الاصلاح لم يكن يقصد به المسيحية وانما اصلاح وضع الكنيسة التي كانت ممارساتها خارج اطار المسيحية وبعيدا كل البعد عن النصوص الواردة في الاناجيل. وبالتأكيد جميع مسيحيي العالم سعداء جدا لهذا الاصلاح لانه اعادها الى الجوهر الحقيقي للايمان المسيحي.

اما في حالة الاسلام لا اعتقد ان هناك ممارسات خاطئة وانما ممارسات تجسد روح النصوص الواردة في القرأن. وعليه لا اعتقد ان مصطلح الاصلاح مناسب في الحالة الاسلامية. ففي الاسلام الاصلاح يعني الغاء الكثير من ايات العنف وهذا بالتاكيد سيقابل بممانعة شديدة قد تؤدي الى المزيد من العنف.

عصام المالح
"Everybody wants to go to heaven, but no body wants to die"
Peter Tosh

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصديق الأستاذ عصام المـالح / أهلاً بتشريفك المقال! وشكراً على ملاحظاتك العقلانيّة !
موافق (بتحفّظ) على تفريقكَ بين معنى (المسيحيّة والكنيسة)!
ربّما لو كتبتُ في عنوان ورقتي / بدء الإصلاح البروتستانتي للمسيحيّة الكاثولوكيّة ... الخ / سيكون أكثر دقّة !
إنّما الأمر مفهوم واضح ,الفارق هو التلاعب بالمعاني (كما يفعل مشايخ الإسلام طيلة الوقت) وهذا ما أنأى بنفسي عنه
لو شئنا دقة المعاني / فإنّ الكنيسة قد تعني أحد المعنيين التاليين :
 1 / مكان العبادة في الديانة المسيحيّة .. وفي هذه الحالة أظنّكَ توافقني أنّ مارتن لوثر ما كان ليعني ذلك مطلقاً !
2 / جمهرة الناس أو العباد الذين يشتركون بتبعيتهم للمسيحيّة . وبالتأكيد مارتن لوثر لم يكن يقصد هذا ايضاً !
لأنّه على العكس من ذلك أراد تحرير الأتباع المسيحيين من رجال اللاهوت وتعاليمهم الصارمة وإستغلالهم كلام يسوع المسيح
 فمثلاً قوله : لا يدخل أحدكم ملكوت الله إلّا من خلالي (أو بهذا المعنى) , إستغله القساوسة في إخضاع الناس لهم ,على إعتبار أنّهم ممثلين الكنيسة ... فكما تجد مهما حاولنا التلاعب بالكلام ففي النهاية سيكون (إصلاح الكنيسة) أو (وضع الكنيسة) كما تقترح حضرتك
يعطي نفس معنى إصلاح المسيحية ذاتها !
أخيراً .. عندي أنّ المسيحيّة ليست حياة المسيح فقط وتعاليمه ,إنّما يُضاف الى ذلك أقوال وتعاليم  وتفاسير تلاميذه من الذين عاصروه أو الذين جاؤوا بعده ,مثل القديس بولس (أو بولص) الذي يُعتبر عندكم بدرجة رسول أو ما شابه !
تقبل محبتي
رعد الحافظ




غير متصل samy

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1162
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ العزيز رعد الحافط
اعتقد هنالك شرطيين ضروريين للاصلاح الاسلامي
الاول :مفهوم ان القران صالح لكل زمان ومكان وضرورة دحض ذلك. كي تتطور المفاهيم مع تطور المجتمع.
الثاني :مفهوم الوهية نزول القران .واثبات انسنته بدليل تناقضاته المترافقة والمتزامنة مع طرح الايات المتناقضة المرتبطة بضروف الظواهر.
وبدون ذلك سيبقى لرجال الدين كل الحرية في توطيف القران لمصالحهم الشخصية .واستحالة الاصلاح.وبا النتيجة اعادة انتاج التخلف في المجتمعات الاسلامية .
مع تحياتي

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ رعد الحافظ المحترم
شلاما او سلام
التغيير عادة يبدأ من الانسان، اي عندما يريد الانسان ان يصلح نفسه عليه ان يغير من تفكيره وتصرفاته، اي بمعنى اعادة تشكيل الفكر اولا، لان الفكر هو المسيطر على التصرف. هذا التغير يأتي من خلال تجارب الحياة. فعندما لاحظت اوربا بان تصرفات الكنيسة صارت مؤذية للإنسان، بدأ الاصلاح ممن يقودون الكنيسة انفسهم، لان هؤلاء المصلحيين فكروا بأدمية الانسان وانسانيته، وليس الى كلمات وحروف مكتوبة ثابتة لا تتغير حتى وان كانت سبب شقاء الانسان. فبالرغم من سلمية الدين المسيحي الا ان رجال الدين، ممثلي الكنيسة، تمكنوا من استنباط الكثير مما هو مؤذٍ للإنسان من خلال التوسع والاجتهاد وبالتالي اللف والدوران على سلمية المسيحية، وجعلها محاربة شرسة للإنسان نفسه.
اما في الاسلام فالطامة اكبر بكثير، لان الاسلام هو دين عنيف منذ نشوئه، وليس هنالك ما يثبت سلميته برغم الترقيع المستمر لعبارات السلام فيه. اذاً من هذا المنطلق على الانسان العربي المسلم، والمسلمين جميعا في هذا العالم اعادة تغيير استراتيجية فكرهم من خلال الابتعاد عن مصدر هذا العنف، الذي هو القرآن. اما المطالبة بحذف النصوص العنيفة من القرآن او بإعادة تنقيحه فهذا لا يجدي نفعا ما زالت النسخة الاصلية للقرآن العنيف موجودة، ولا يمكن محيها وشطبها من التاريخ.
على المسلمين اجراء تغيير على عقولهم وليس على كتب الدين التي ستبقى ابد الدهر كما هي مكتوبة. فان لم يرعوي المسلمون مما جرى في هذه السنين جراء ما مكتوب، عندها اقرأ على المسلمين السلام !!
تحياتي     

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأصدقاء الأساتذة / samy  و  اوراها دنخا سياوش  .. مرحباً بتشريفكم المقال!
أوافقكم حرفيّـاً على كلّ ما وردَ في مداخلاتكم الرائعة!
ولإيضاح موافقتي أكثر , يسعدني أنْ أخبركم أنّي فيما مضى كنتُ أكتب ما معناه : أنّ إصلاح الإسلام يكاد يكون مستحيلاً !
لنفس الأسباب التي ذكرتموها للتو/قدسيّة القرآن وإعتباره كلام الله الذي لا يجوز الإقتراب منه ,وصلاحيته لكل زمان ومكان كما يظنون!
كنتُ أكتب أحياناً لا علاج ولا إصلاح للإسلام .. علاجه الوحيد يكمن في موتهِ ودفنهِ نهائيّـاً !
سأعترف لكم بالمرّة ( وربّما هذا الإعتراف سيكون موضوع مقال قادم بعون العقل) أنّي تراجعتُ عن تلك الأفكار لسببين رئيسين :
الأول / ليس من المنطقي والمقبول في عالم اليوم (في ظلّ الديمقراطيّة الغربيّة وقوانين حقوق الإنسان) أن تجبر مليار وربع إنسان على ترك معتقداتهم بالقوة , لأنّه الغرب (الكافر) نفسه هو الذي سيتصدى لنا في تلك الحالة (كما نعلم جميعاً)!
ثانيّاً / (وهنا يكمن الحلّ السحري في ظنّي) .. أنّ تلاعب المشايخ ونفاقهم ورقصهم على حبال الكلمات في التفسيرات المختلفة حسب هواهم ومصالحهم ,أعطانا (نحنُ العلمانيين المُطالبين بفصل الدين عن الدولة) سلاح فعّال دائم الشحن .
لأنّه ليس فقط الأكاذيب تتصارع فيما بينها فتفضح قائلها !
لكنّنا ببساطة سنطلب منهم (كونهم لا يرضون بشطب آيات وسور وأجزاء كاملة من القرآن) ,أن يلجؤوا فقط الى التفسيرات (السلميّة) الذي يقول به بعضهم عند الدفاع عن الإسلام ومبادئه . فهؤلاء (وهم كُثُر بالمناسبة) يقولون حتى آيات السيف عموما كانت قد نزلت في مناسبات معينة لمقاتلة المشركين الذين كانوا يكيدون للإسلام!
ويؤكدون أنّ الإسلام دين المحبة والسلام وإختيـار حرية العقيدة
 (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)!
حسناً الحلّ إذاً أن نجعل كلام هؤلاء (المنافقين  :) ) هو السائد ـ
لتقوم بعدها الحكومات والبرلمانات الإسلاميّة بتشريع القوانين طبقاً لهذا الكلام !
فيصبح في دساتيرنا ,بدل (دين الدولة الرسمي هو الإسلام) ..عبارة جديدة عامة ( لادين للدولة)!
وهكذا مع جميع التفاصيل !
الموضوع متشعب , وقد يحتاج مقال كما ذكرتُ!
محبتي لكم
رعد الحافظ