المحرر موضوع: المراحل الاولية لتاسيس حزب بيت نهرين الديمقراطي  (زيارة 734 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
المراحل الاولية لتاسيس حزب بيت نهرين الديمقراطي
===========
بقلم : بنيامين بنيامين

في الاول من تشرين الثاني عام 1976 تأسس (حزب بيت نهرين الديمقراطي) على يد مجموعة من الشباب الآشوريين الغيارى الذين كان يجري في عروقهم شعور قومي متوهج,ولا تنبض قلوبهم إلا بحب الوطن (بيت نهرين) ارض الآباء والاجداد. كان لهم نشاط سياسي منذ بداية الستينات من القرن الماضي من خلال مؤسساتنا القومية والثقافية والاجتماعية وفي صفوف طلبة الجامعات. حيث كان الانهيار المفاجئ لثورة ايلول الكردستانية أثر اتفاقية الجزائر المشؤومة عام 1975 أحدً العوامل الرئيسية التي ساعدت الى انبثاق هذا الحزب كون هذه الثورة التي إنطلقت في أيلول عام 1961كنا نضع عليها الآمال في تحقيق الكثير من طموحاتنا القومية والوطنية, حيث كان شعارها وهدفها في تلك المرحلة (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان العراق) .

لقد كان الكثير من أبناء شعبنا يشاركون الشعب الكوردي في نضاله وكفاحه المسلح ضدً النظام الدكتاتوري في بغداد, وفي مقدمتهم الشهيد هرمز مالك جكو وكوكبة من رفاقه الذين استشهدوا في معركة آلوكة بالقرب من دهوك نهاية عام 1963 وفي هذه الأيام يصادف ذكرى استشهادهم, وننحني إجلالا لذكراهم .وبعد فترة من إستشهاد هرمز استلم مسؤولية القيادة في قوة الشهيد هرمز أبن عمه طليا شينو, وهو أيضا  من قرية (كوري كافانا ) المشهورة برجالها الأشداء, واستشهد هو أيضآ مع رفاقه الاثني عشر في معركة دشت نهلة عام 1969 , والتحق مباشرة بعده في قيادة (قوة شهيد هرمز ) كوركيس مالك جكو شقيق هرمز, وإنضم اليه مئات من الشباب المسيحيين بكافة تسمياتهم من (الكلدان السريان الآشوريين) في منطقة سرسنك, وبقي في قيادة هذه القوة حتي نكسة الحركة الكوردية في آذار من عام ,1975 بعدها إنسحبت القيادة الكوردية الى إيران ,وبعد هذا الحدث المشؤوم, انتهت مرحلة وبدأت مرحلة أخرى في تاريخ المنطقة.

في عام 1976 تأسست عدة أحزاب وتنظيمات سياسية كردية,وفي مقدمتهم الإتحاد الوطني الكردستاني برآسة المرحوم جلال الطالباني, وشكل الحزب الديمقراطي الكردستاني قيادة مؤقتة برآسة مسعود البارزاني,وتم تشكيل الحزب الأشتراكي الكردستاني برآسة رسول مامند,ثم حزب الشعب الكردستاني برآسة سامي عبد الرحمن , الإتحاد الديمقراطي الكوردستاني برآسة علي سنجاري ,وكذلك حزب الباسوك,وغيرهم من التنظيمات السياسية الأخرى...الخ .
وفي ضوء تلك الظروف والمعطيات, تأسس حزب بيت نهرين الديمقراطي بعد دراسة مستفيضة للأوضاع القائمة في المنطقة بشكل عام وفي العراق بشكل خاص,ومن منطلق الواقع المرير الذي كان يعيشه شعبنا في تلك الفترة من الظلم والاضطهاد القومي ومحاولات صهر هويتنا القومية في بودقة قومية الحزب الحاكم.

لقد كانت علاقة شعبنا مع القيادة الكردية بزعامة المرحوم الملا مصطفى البارزاني في تلك الفترة, من خلال أشخاص وعوائل معروفة من أبناء شعبنا وفي مقدمتهم عائلة (هرمز مالك جكو) وآخرين, ولكن بعد غياب القائد البارزاني مصطفى وإنتهاء تلك الحقبة الزمنية ,قررنا أن تكون العلاقة مع القيادة الكوردية من خلال أحزابنا ومنظماتنا السياسية والثقافية بعد أن شَعرَنا برغبة القيادة الكردية في ذلك ولكن دون تهميش دور الشخصيات الدينية والوطنية من أبناء شعبنا المسيحي بكافة   تسمياتهم من(الكلدان السريان الآشوريين) والتي كانت دائمآ تشكل عاملا مساعدا في تعزيز العلاقات بين شعبنا والقيادة الكردية.

إن مصلحة شعبنا الأستراتيجية, تكمن في التعاون الدائم والوثيق مع القيادة التاريخية للحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي نعتبره الحزب الحليف لشعبنا, وخاصة بعد بروز نشاط الأحزاب والتيارات الإسلامية المتشددة في كردستان ,بتأثير من المحيط الأقليمي والدولي.

وهكذا بدأ حزبنا منذ تأسيسه بإقامة علاقات الأخوة والصداقة مع أعضاء في القيادة الكردية ولاسيما الذين كانوا في واشنطن في تلك الفترة,وفي مقدمتهم محمد سعيد الدوسكي,الأستاذ فاضل ميراني,هجر السندي,محي الدين رحيم وآخرون.

كذلك كنا نقوم بزيارات متكررة في المناسبات الى الأخ الأستاذ مسعود البارزاني , كما التقى ممثل حزبنا بالزعيم الخالد مصطفى البارزاني والسيد إدريس البارزاني وبحضور السيد محسن دزيي ومحمد سعيد الدوسكي ويونان هرمز وآخرون في نهاية عام 1978.وهكذا إستمر حزبنا في تقوية علاقاته مع الحزب الديمقراطي الكردستاني دون إنقطاع.

في نهاية عام 1978 قرر حزبنا المشاركة في الكفاح المسلح جنبآ الى جنب مع فصائل المعارضة العراقية متى ما تهيأت له الظروف والإمكانيات المادية واللوجستية,وفي تلك الفترة زار واشنطن المرحوم أدريس البارزاني للإطمئنان على صحة والده,وأرسلنا ممثلنا مع السيد يونان هرمز للقاء معه,وتم إطلاعه على برنامج وأهداف حزبنا,وأبدينا رغبتنا الشديدة  بالمشاركة في الكفاح المسلح في كردستان العراق ,وكان موقفه إيجابي للغاية, بحيث لم نكن نتوقعه,وتعهد لنا ببذل قصارى جهده في مساعدتنا في تشكيل قوة مسلحة لأبناء شعبنا في كوردستان ,وقال بأن المشروع إيضآ عرضه على والده  فحظي بموافقته.

وأخيرآ أخبرنا السيد أدريس بأنه قبل البدء بأي نشاط سياسي أو عسكري في المنطقة فلا بدً من الحصول على الموافقات الأصولية من الحكومة السورية والأيرانية, لأن الساحة التي نتحرك فيها هي ضمن جغرافيتهم ولا نستطيع الدخول والخروج من كوردستان إلا عن طريقهم وبموافقتهم.

في عام 1980 قام ممثلنا بزيارة الى سوريا لتفقد الأوضاع هناك ,بعد حصوله على الموافقة الأصولية من الحكومة السورية عن طريق السفارة السورية في واشنطن,وفي دمشق كان كل شئ على ما يرام,ولكن لا نستطيع أن ننسى الدور البارز الذي قام به الضابط الآشوري في الجيش العربي السوري المقدم أبو جوني في مساعدتنا وتأمين كل ما نحتاجه من الحكومة السورية.

أما زيارتنا الى أيران فكانت بمساعدة السيد عامر الحلو ممثل آية الله العظمى محمد باقر الحكيم في دمشق, ومن خلاله أيضآ تم الحصول على سمة الدخول (الفيزا)الى طهران ولعدة سفرات..

ثم بدأ حزبنا نشاطه السري داخل العراق ولاسيما في محافظة نينوى ودهوك, وتحقق كل ما وعدنا به السيد أدريس البارزاني, حيث إستُقبِل ممثل حزبنا في دمشق في ( فندق دمدم ) من قبل السيد إدريس البارزاني وبحضور الدكتور روش شاويس والسيد فاضل ميراني,وقدم لنا الدعم اللازم في قبول حزبنا عضوآ في تشكيل سياسي جديد يسمى (الثورة العراقية) التي كان  يقودها اللواء الركن حسن مصطفى النقيب,كما عمل حزبنا في بناء علاقات جيدة مع معظم أحزاب المعارضة العراقية ومنهم (مكتب شؤون العراق) في القيادة القومية لحزب البعث, برآسة عبد الجبار الكبيسي (حازم),وتلقى حزبنا دعوة منهم لزيارة دمشق في نهاية عام 1983 وتم تلبية الدعوة بإرسال وفًدٌ برآسة سكرتير الحزب السيد بنيامين بنيامين, وأحد أعضاء المكتب السياسي ,وممثل حزبنا في دمشق,وعقد إجتماع بين القيادتين في مقر القيادة القومية في دمشق,وتم إستعراض الأوضاع وتبادل الآراء ومناقشة سبل التعاون بين الطرفين,كما التقى الوفدً مع العديد من أحزاب المعارضة العراقية في دمشق.   

بعد تلك الفترة بدأ حزبنا بإصدار جريدة شهرية بأسم ( آشور ) وأصبح للحزب إعلام واسع داخل العراق وخارجه,والتحق بمقر حزبنا في مجمع زيوة الواقع قرب الحدود العراقية الأيرانية في إيران العشرات من الشباب المسيحي بكافة تسمياتهم, وهم ينتظرون دورهم للذهاب الى كردستان للمشاركة بالكفاح المسلح مع أحزاب المعارضة العراقية, وتم تسفير أكثر من عشرين مقاتلآ من أيران الى سوريا - القامشلي, حيث كان لحزبنا مقر متقدم في تلك المدينة لتهيئتهم  وتجهيزهم بالسلاح ثم العبور الى الوطن من المثلث الحدودي الواقع بين سوريا,تركيا,والعراق.ولكن لأسباب نجهل حقيقتها لم يتم تزويدنا بالأسلحة من قبل الحكومة السورية أسوة بفصائل المعارضة العراقية الأخرى, وإقتصر نشاطنا على التنظيم والإعلام.

أما أحزاب المعارضة  العراقية في تلك الفترة,جميعها كانت ممولة بالأسلحة والأموال والأمور اللوجستية ,من قبل دول أقليمية وغيرها,ولا يمكن لفصيل سياسي أن يمارس الكفاح المسلح دون دعم من جهةٍ ما, وخاصة إن الوضع السياسي والعسكري انذاك في  كردستان كان معقدآ للغاية,حيث كان الصراع على أشدهُ بين الأحزاب الكردية الرئيسية ,بالإضافة الى هذا إن الصراع الذي كان يدور في لبنان بين المسيحين والمسلمين قد إنعكس سلبا تماما على حزبنا ..

وحسب إدعاء اللواء حسن مصطفى النقيب (أبو فلاح) الذي بذل جهود حثيثة في سبيل تزويدنا بالسلاح لكون حزبنا عضوآ في الجبهة التي كان يقودها, حيث أخبرنا وبصراحة بأن القيادة السياسية في ليبيا والتي تدعم  معظم أحزاب المعارضة العراقية بالمال والسلاح والشؤون اللوجستية, ترفض بشكل قاطع مساعدتكم لأنكم مسيحيون.!! وكذلك الحكومة السورية ايضا التي كانت تزود كل المعارضة العراقية بالسلاح رفضت تزويدنا بالسلاح مدعيآ أن هذا السلاح وهؤلاء المقاتلين ربما يأخذون طريقهم  في يوم ما الى لبنان , وهؤلاء هم آشوريين المعروف عنهم مقاتلون أشداء, وهذا يسبب لنا الكثير من القلق ,بسبب تأثيره المباشر على موازين القوى للميليشيات المتقاتلة في لبنان, وأضاف قائلآ نقلآ عن ( اللواء علي دوبا )إننا إبتلينا بحزب الكتائب في لبنان فهل تريدون أن تؤسسوا لحزب كتائب آخر في العراق !!؟؟ وهذه كانت بعض مراحل تأسيس الحزب وحتى نهاية الحرب العراقية الأيرانية.

بنيامين بنيامين
10 - 11 - 2017