المحرر موضوع: اعلان عن انتحار عريس في ليلة عرسه  (زيارة 1222 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كامل زومايا

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 730
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اعلان عن انتحار عريس في ليلة عرسه
كانت صدمة ما بعدها صدمة  للعروسة والأهل والأقارب  والمدعويين لأنتحار عريسها في تلك الليلة التي انتظرته طويلا.
 في تلك الليلة لم يخطر ببال احد ان تتحول مراسيم الفرح والبهجة الى حزن وتحقيقات عن الفاعل الحقيقي وراء ذلك الموت المفاجئ ، فالمعروف عنه كان يبحث عن حبيبته بين النجوم المتلئلئة ، وكان دوما ما يرسم بين تلك المجرات طريقا للوصل مع الحبيبة وكان يحلم بالقادم من الايام في ولادة عائلة سعيدة مع اهله ، كل هذا أصبح في خبر كان في تلك الليلة المشؤومة ..
تناقلت الاخبار والناس في هرج ومرج من خلال الشهود والمدعويين ، بأن العريس كان يتناول العقاقير والمنشطات وقد شاهدوه يتنقل بين الصيدليات ومذاخر الادوية ليشتري ما يحتاجه في ليلة العرس هكذا كان مزاج الشارع بعد ان اصبح جثة هامدة مستلقيل على الارض ...
كانت حبيبته تقف في الحي عاجزة ان تفهم هذه التراجيديا الحزينة لتلك القصة الرائعة في الحب والغرام والعشق منذ الطفولة وحتى قبل ساعات ..
عجزت ان تفسر سبب الانتحار لتعزي نفسها وتجيب على اسئلة المتجمهرين والمدعويين ، وهي تسمع الناس يتهامسون عن سبب ذلك الموت المفاجئ،  فهناك من فسر موته  ، بسبب النجار الذي لم ينجز ما طلب منه من اثاث قبل يوم الزفاف على احسن ما يرام  ، ومنهم من قال اني رايته متعصب ومتشنج جدا قبل ايام بسبب التحضيرات الكبيرة والمربكة  طالما تكون متلازمة مع هكذا مناسبات  ، ومنهم من قال انه قد سمع ان  شجارا قد حصل مع اهل حبيبته كالعادة  بين الحين والحين حيث ازدادت طلباتهم وشروطهم لقبول الزواج من ابنتهم حتى قبل ساعات من ليلة العرس ،  ومنهم من اشار ان العريس لم  يكن مقتنعا ببدلة العرس وبالمدعويين وبقاعة الاعراس التي قدمت له كـ "هدية"  من اهل العروسة ، ويبدو حتى المطرب فرض عليه فرضا لأحياء حفلته..
امام هذا  اللغط والسخط الذي كانت تسمعه مجبرة عروسة الحي الحزينة  ، تذكرت انها اكتشفت وعن طريق الصدفة وقبل يوم من زفافها ان بعض تصرفاته في الاونة الاخيرة كانت توحي بعدم حبه كما كان قبل ايام من ذلك العرس الذي انتظره معا طوال العمر ..!
لم تكن تعلم شيئا عن سبب ذلك التغيير المفاجئ ، ولم تجد مبررا لذلك ، في تلك اللحظة كانت تشعر بخيبة امل، في تلك اللحظة التي كانت تحتضن جثته وابواب القيامة تفتح ابوابها للقادم الجديد ،  كانت تعلم ان انتظارها سيطول وعليها ان تحفر في ذاكرتها المنسية جسدا آخر وتطرز ثوبا آخر لعريس آت لا محال ...

كامل زومايا
كتبت في 7 تشرين الاول 2017