المحرر موضوع: الغموض في تفسير المفاهيم والتطبيقات النظرية في مقالتين للكاتب" أبرم شبيرا" الجزء الثاني والاخير  (زيارة 1188 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د.عبدالله رابي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1273
  • د.عبدالله مرقس رابي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                      الغموض في تفسير المفاهيم والتطبيقات النظرية
                     في مقالتين للكاتب " أبرم شبيرا" الجزء الثاني والاخير
 د. عبدالله مرقس رابي
    باحث أكاديمي
                 في المقال الثاني الموسوم( مائة عام 1917 – 2017 من أستقرار الوجود الاشوري في المهجر الجمعية الاشورية في شيكاغو) والمنشور في موقع عينكاوا في 10/10/2017 ،- وبهذه المناسبة أقدم أزكى التهاني والتبريكات للجمعية الاشورية الامريكية في شيكاغو متمنياَ لها الازدهار والتقدم والعطاء لتحقيق أهدافها لخدمة الشعب الاشوري في عموم المهجر وتكون سندأَ بمن هم في داخل الوطن - أنطلق الاستاذ "ابرم شبيرا" مؤكداَ لتحليله أهمية وجود الجمعيات والاندية والنشاطات في المجتمع من بعض المفاهيم الاساسية والتطبيقات النظرية في علم الاجتماع. والمفاهيم المستخدمة هنا هي الاخرى كما في المقال السابق يكتنفها الغموض وعدم الدقة أيضاَ، وبل منها غير مستعملة في أساسيات وكتابات الباحثين الاجتماعين. وعليه سأوضح الاتي:
حاول " شبيرا"اختبار الفرضية التي اكدها( بيان أهمية وجود مؤسسات وجمعيات واحزاب سياسية ومنظمات قومية في مجتمعنا كدليل على وجود أمتنا واستمرارها). بدون شك هناك دور كبير لهذه الجمعيات لاحياء وتحفيز الروح الانتمائية الاثنية لاية جماعة بشرية، ولهذا نؤكد أن الاشوريين هم المبادرين في تأسيس منذ عقود طويلة لمثل هذه المؤسسات الثقافية التي ساعدت على تنمية الروح الانتمائية للاثنية الاشورية في كل مكان. والاشكالية في ما ذهب اليه الكاتب هي في استخدام اساسيات علم الاجتماع ومفاهيمه لتفسير هذه الظاهرة، وهي محاولة جديرة بالاهتمام، وانما تعثر في اسلوب الربط وتفسير المفاهيم وأهم تلك العثرات هي :
ذكر ،(يستوجب في نشوء المجتمع وجود علاقات أجتماعية تنشأ بين الافراد من جراء التعامل بينهم والتي تعرف هذه العملية " التفاعل الاجتماعي ").
لكي ينشأ المجتمع الذي هو ببساطة مجموعة من الافراد، أن تتوفر المقومات المكملة للتفاعل الاجتماعي، حيث ان هذا التفاعل لا يمكن أن يحدث في الفراغ ، فلابد من الارض ، الثروة ، الافراد ، القابلية للتطور من خلال القابلية للتكيف الايكولوجي الاجتماعي والطبيعي، والتنظيم، والشعور بالانتماء الذي هوالاهم، فلا وجود للعلاقات الاجتماعية الا في ظل وجود هذه المقومات. وهنا أوحى الكاتب للقارىء أن عملية نشأة المجتمع تقتصر على وجود التفاعل الاجتماعي وأنها الوحيدة المسؤولة عن نشوء المجتمع. فهي عملية ناقصة وغامضة ما لم يبين الى جانبها المقومات الاخرى لكي يؤدي التفاعل الاجتماعي وظيفته. فما فائدة التفاعل الاجتماعي اذا لم يكن للمجتمع القابلية للتكيف الايكولوجي مع الطبيعةأو البيئة الاجتماعية والتطور؟ أو كيف يحدث التفاعل بانتظام ما لم يكون هناك تنظيم حياتي في المجتمع سواء عن طريق القيم والاعراف كما في المجتمعات التقليدية او القوانين الوضعية في المجتمعات الحديثة، فمهام التنظيم متعددة في المجتمع واهمها عندما يتعرض الى الاعتداء فلا بد من لوائح عرفية او قانونية تنظم عملية الدفاع او الحماية. ويكمل عن التفاعل الاجتماعي قوله:
( عملية التفاعل الاجتماعي هدفها تحقيق الصالح العام).
من مراجعة ما كتبه علماء الاجتماع عن عملية التفاعل الاجتماعي ،يتبين بوضوح ،لو اقتصرنا على فهمنا لعملية التفاعل الاجتماعي على أنه يحقق الصالح العام فقط لوقعنا بخطأ كبير جداَ .فالتفاعل الاجتماعي من العمليات الاجتماعية المهمة التي لابد من وجودها في المجتمع لكي يتمكن الاستمرار والتواصل في العيش. وما هو جدير بالذكر ان العمليات الاجتماعية الاساسية في كل مجتمع هي: التقليد الاجتماعي، التكيف الاجتماعي، الصراع الاجتماعي ، التعاون الاجتماعي ، التنافس الاجتماعي ، التمثيل الاجتماعي، والتنشئة الاجتماعية. وهذه العمليات مجتمعة تعمل لديمومة المجتمع. – كثيرا ما تُفسر هذه العمليات من قبل غير الاختصاصيين في علم الاجتماع وعلم النفس والانثروبولوجية بصورة خاطئة أو غامضة وبالاخص من قبل الكُتاب الهواة-  .
التفاعل الاجتماعي من العمليات الاساسية في المجتمع تحدث بين الافراد عن طريق نسق من العلاقات الاجتماعية ،أو قد تحدث بين الجماعات المؤسساتية التي يتكون منها ، كما يحصل التفاعل بين المجتمعات البشرية على أنواعها، والهدف منه تحقيق الحاجات التي تقر ديمومة المجتمع أو الفرد للتواصل في الحياة الاجتماعية ،والتفاعل الاجتماعي على أنواع منها: التفاعل الاجتماعي الايجابي الذي يحقق الحاجات والمصالح العامة للافراد المتفاعلين ، ويقابله التفاعل الاجتماعي السلبي الذي يؤثر في الانساق الاجتماعية للمجتمع ويؤثر سلباَ على الافراد المتفاعلين ،أو يحقق مصالح ذاتية لاحد الطرفين، ففعل الجريمة هو عبارة عن تفاعل اجتماعي  بين الجاني والمجني عليه ،انما سلبي له اثاره على المتفاعلين .النظام السياسي الدكتاتوري في المجتمع يتفاعل مع افراد المجتمع ،انما معظم تفاعلاته الاجتماعية تكون سلبية ذات آثار سلبية على الطرف الثاني. وهناك أمثلة  متعددة على التفاعل الاجتماعي السلبي. وعليه فأن عملية التفاعل الاجتماعي لا تحقق الصالح العام للمجتمع أو المتفاعلين على الدوام.
 وهناك تصنيفات اخرى للتفاعل ،التفاعل الرسمي الذي يحدث في اطار المؤسسات الرسمية التي تنظم التفاعل فيها عن طريق اللوائح القانونية ويقابله التفاعل غير الرسمي وهو الذي يحدث في المؤسسات الاجتماعية غير الرسمية مثل الاسرة .وهناك تصنيف اخر، التفاعل المباشر الذي يحدث وجهاَ لوجه بين الافراد ، والتفاعل غير المباشر الذي يحدث بين الاعلاميين والمتلقين أو بين افراد المؤسسات الرسمية عن طريق المكاتبات التحريرية.
مفهوما " الجماعة البسيطة والجماعة المركية"
                   ورد في تحليل الكاتب وربط الموضوع بالمفاهيم مصطلحين غريبين لا ارى أثر لوجودهما بين مفاهيم علم الاجتماع الذي انطلق منه  في تفسير الظاهرة ، ولا علم لي عن تلك المصادر التي اعتمدها الموقر " شبيرا" ليأتي بهما. ان البساطة هي صفة أو خاصية من خواص الجماعة الاولية. فالباحثون الاجتماعيون يستخدمون في دراساتهم التصنيف الذي جاء به عالم الاجتماع الامريكي " جارلس كولي " المتوفي 1926 .حيث صنف الجماعات الى : الجماعة الاولية  وتسمى ايضا " الجماعة المرجعية" وهي تتميز بعلاقات مباشرة بين الافراد تنظمها القيم والاعراف المتوارثة اجتماعياَ ، وتحدد الادوار والمكانات الاجتماعية بالتوارث الاجتماعي ايضاَ .ولا تعتمد على الرموز الادارية للتعرف على أعضائها ،لايهدف العضو فيها تحقيق مصلحة ذاتية ، وتتميز بالتعاون، ولا أثر للتنافس فيها ، وجودها هو لتحقيق وظائف متعددة لاعضائها ومنها النفسية والبايولوجية والاقتصادية والاجتماعية. ولعل ابرز الامثلة للجماعة الاولية ، الاسرة، الجماعة القرابية، الصداقة. الجيرة .ويقابلها الجماعة الثانوية، وتتميز بالعلاقات الاجتماعية الرسمية بين أعضائها تحددها تعليمات ولوائح قانونية لا يتمكن الخروج عن أطارها المحدد .واي انزلاق سوف يُفصل منها، ويُعرف اعضائها برموز ادارية ولوائح مكتوبة، يجري التفاعل الاجتماعي فيها بشكل مباشر وغير مباشر ولكن بحسب التعليمات، أي لا يمكننا التفاعل مع المدير العام في مؤسسة ما الا بأذن رسمي سابق. تحدد القابليات والكفاءات والمهارات الفردية مكانة الفرد ودوره في الجماعة، يسعى الفرد تحقيق مصالحه الشخصية من خلال وجوده ضمن الجماعة الثانوية. وتستند الحياة  في جوهرها التفاعلي على الارادة العقلية واساس الرغبة، ويرتبط وجود هذه الجماعة في المدينة وظاهرة التحضر لتميزها بأعلى درجات الفردية والتفرد والتنظيمات الرسمية والقوانين والتباين الاجتماعي والاقتصادي.
ويأتي ضمن سياق التفاعلي والخواص للجماعة الثانوية، الجمعيات والنوادي في المجتمعات المتحضرة حيث يُبنى وجودها على لوائح قانونية تنظم العلاقة والتفاعل الاجتماعي بين أعضائها بحسب انظمتها الداخلية، واية مخالفة للقواعد التنظيمية سينال العضو فيها الجزاء أو الطرد، وليست فعالياتها وانشطتها عفوية وتلقائية كما في الاسرة، بل تستند على اللوائح المكتوبة، وتوزع الادوار والمكانات الاجتماعية بحسب الكفاءة والمهارة والقابلية بين أعضائها. واذا قصد الكاتب بأن هذه الجماعات أي الجمعيات والنوادي انها بسيطة فهذا خطأ، فهي معقدة في تفاصيلها. وترتبط بالمجتمع ذات العلاقات العضوية عكس الاسرة أو الجماعة الاولية التي ترتبط بالمجتمع ذات العلاقات الميكانيكية التلقائية.
وبعض الباحثين الاجتماعيين يستخدمون تصنيف، الجماعة الرسمية وغير الرسمية للدلالة على الجماعة الثانوية والاولية. وهنك تصنيف الجماعة الدائمة، مثل الاسرة ومؤسسات رسمية لا يمكن الاستغناء عنها والطارئة أو المؤقتة، مثل جماعة الاصدقاء التي قد تتلاشى بعد فترة معينة. ومما هو جدير بالذكر ان مجموعة الافراد في تجمع طارىء أو تظاهرة تأييد أو أحتجاج يتميز تفاعل الافراد فيه لا شعورياَ بحيث يفكر الجميع بعقلية واحدة يسمى " العقل الجمعي" وهي تكون طارئة ومؤقتة يجتمع الافراد لغرض معين في زمان ومكان معيينن ولهم هدف واحد فيتصرفون بعقل واحد كانما هم شخص واحد. مثل هكذا تجمع لا يتميز بخصائص أي نوع من الجماعات المذكورة آنفاَ وعليه لا يعد جماعة.
التعاون والتنافس
 جاء في مقال " شبيرا" ربط غير واضح ،وبالاحرى لا علاقة له بما سماه ( الجماعة البسيطة والمركبة)لعمليتين أجتماعيتين مهمتين هما التعاون والتنافس .فأعتبر ،(كلما تتنازل الجماعة البسيطة عن مصالحها الخاصة يميل ذلك الى التعاون ،واذا تمسكت بمصالحها الخاصة وقل أستعدادها للتنازل فتختل قاعدة التعاون لصالح التنافس ،فتزداد روح الانانية ونزعات التمسك بالمصالح الخاصة ،وثم يتعرض وجود المجتمع الى التفكك وأهتزاز هويته وبالتالي صعوبة تحقيق المصلحة العامة)كلام غير واضح أبداَ ولا معنى علمي له سوسيولوجياَ.
التعاون والتنافس عمليتان أيجابيتان قائمتان في المجتمع لا ضرر لوجودهما في أي شكل من اشكال المجتمع أو الجماعة البشرية. فالتعاون ببساطة عملية أجتماعية يتفاعل الافراد بينهم لتقديم المساعدة للاخر الذي يفتقد الى حاجة حياتية مهمة لكي يتواصل في الحياة.وهذه العملية قائمة في المجتمعات التقليدية بشكل واضح جداَ فأساسها مبني على التعاون والتضامن الاجتماعيين في كل مرافق الحياة الاجتماعية .وهكذا التعاون ظاهر في المجتمعات المتحضرة سواء على مستوى الافراد أو وكالات أجتماعية خاصة لهذا الغرض توفر وتقدم الحاجة التي يفقدها المحتاج من افراد المجتمع .
وأما التنافس فهو عملية أجتماعية ايجابية يسعى المتفاعلين الى التسابق في تحقيق الاهداف بانعدام التصادم بينهما، وعليه لا نتوقع الاصابة بأي نوع من الاذى لاحد الطرفين. وهذه العملية هي عنوان المجتمعات الصناعية المتحضرة بوضوح، فلو لا التنافس لما أستطاعت في هذا البحر الكبير من الاعمال التجارية والصناعية والخدمية ان تحقق اهداف المجتمع الحضري فهو ايجابي لتواصل الحياة الاجتماعية .ولا( يؤدي الى التفكك وأهتزاز الهوية وبالتالي صعوبة تحقيق المصلحة العامة )– كما ذكر الكاتب-. بالعكس فهو عامل الابداع وتحسين النوعية وتوفير الارخص والاجود من متطلبات الافراد.
 والتنافس سواء كان أقتصادياَ أو سياسياَ أو في أي مجال من الميادين والانشطة المجتمعية هو عملية توفير الانسب والاصلح والأكثر كفاءةَ والانجاز السليم والمطلوب من قبل افراد المجتمع، فحالة التنافس بين الاحزاب السياسية مثلا حالة سليمة تفرزنا الحزب الافضل والاصلح، والتنافس بين الاندية سيفرزنا الانسب والاصلح لتحقيق أهداف المنتمين اليها، وهكذا في المجالات الاخرى، ولا علاقة التنافس بالانانية ، فالانانية لها عواملها الاخرى في المجتمع المتحضر، ومن خصائصها، الفرد الاناني لا يرغب الا تحقيق مصالحه الذاتية دون الاهتمام بالمقابل وقد يكون سلوكه الاناني سلبي على الاخرين، اما التنافس فهو طريقة كسب المصالح الذاتية وفي نفس الوقت استفادة الاخرين من جراء حدوثها. فأين التفكك ياترى؟!!.
بينما في المجتمعات التقليدية وفي الجماعات الاولية مثل الاسرة او القرية او العشيرة فطالما تتميز بالتوارث الاجتماعي للادوار والمكانات الاجتماعية وفي ضوء ما ذكرنا اعلاه من الخصائص، فلا أثر كبير لعملية التنافس بين أعضائها. فكل شيء محدد للفرد قبل مجيئه الى الحياة فمثلا دور المرأة واضح ودور شيخ العشيرة واضح.
التفسير البديل لظاهرة وجود الجمعيات والنوادي
                                    الطريقة التي أستعان بها الكاتب في تحليل ظهور النوادي والجمعيات في المجتمع وربطها بمفاهيم وتنظير علم الاجتماع كانت غير موفقة . ومن حُسن الصدف كان هذا الموضوع فقرة مهمة من فقرات  اطروحتي الدكتوارة لدراستي التحضر في مدينة الموصل ،فقد اعتبرته متغيرا معتمدا الى جانب عشرات من المتغيرات المعتمدة الاخرى.
بأختصار مقتضب ،عملية ظهور النوادي والجمعيات هي أحدى أفرازات عملية التحضر التي تُعرف بالانتقال من الحياة الريفية التقليدية الى الحياة الحضرية في المدينة. فالخصائص الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والنفسية والعلائقية بين افراد المجتمع متباينة بين الحياة الريفية والحضرية فلكل منهما سلوك في الحياة تقره طبيعة الحياة الاجتماعية .والحديث عن هذه الخصائص احتاج الى مجلد كامل، ولكن الاهم، فقدان الفرد لما تعود عليه في الحياة التقليدية الريفية في ظل وجوده في أطار نسقي أجتماعي حضري، ومن تلك المفقودات هي : الارتباط العاطفي، العلاقات المباشرة ، التعاون والاتكال، التقارب الفيزيقي للاقامة ، طبيعة العمل الجماعي الذي يمثل بالزراعة، الانشغال وضيق الوقت بسبب طبيعة العمل، انعدام فرص التشاور بخصوص قضايا المجتمع المحلي ، الاعراف التي تنظم العلاقات وتحدد المسؤوليات ،كلها وغيرها من الظواهر التي فقدها المهاجر الى المجتمع الغربي تدفع بالجماعة المحلية التي تشترك في خصائصها اللغوية وعاداتها وذكرياتها الاجتماعية وتراثها المشترك وطموحاتها المستقبلية الى التعويض عن ما فقدته لمجرد تحولها الى المجتمع الحضري الذي لا تسمح مقاييس الحياة فيه للاستمرار كما كان عليه في الحياة التقليدية، فأحدى الوسائل التي يسعى الافراد اللجوء اليها هي تأسيس النوادي والجمعيات الاجتماعية والثقافية التي تكون واحة التجمع لتبادل المشاعر المشتركة بينهم والتعويض عما تعودوا عليه في حياتهم التقليدية ،وهذا ما حدث عندما هاجر ابناء القرى المسيحية الى المدن العراقية منذ الستينات القرن الماضي، فلجأت كل مجموعة قروية الى تأسيس نادي أجتماعي للقيام بانشطة أجتماعية مختلفة للترويض النفسي عما فقدوه لتنقلهم الى المدينة. وأستمر هؤلاء أنفسهم بتاسيس الجمعيات والنوادي منذ هجرتهم الى المجتمعات الغربية ،وهي حالة موجودة عند جميع الاثنيات المهاجرة .ومما هو جدير بالذكر هنا في العالم الجديد المتحضر الذي يستقطب مختلف الاثنيات ومن مختلف البلدان،فأن الجمعيات قد تكون على مستوى قروي أو وطني، كأن تكون جمعية لابناء بلد معين مثل البولونيين او الكرواتيين أو العراقيين ،أو جمعيات تحت مسميات اثنية ومن نفس البلد .
فظهور النوادي والجمعيات هي انعكاس للانتقال من الحياة الاجتماعية الريفية الى الحياة الحضرية ،أو من المجتمع التقليدي الى المجتمع الصناعي.وتكون منظمة بلوائح قانونية وتعليمات لا يجوز للعضو مخالفتها وذلك للتوفيق بين الحياة الاجتماعية المعتاد عليها سابقاَ وطبيعة الحياة في المجتمع الحضري.
وأما ظاهرة الاختلاف في الوعي القومي الاشوري بين العقود الماضية في سنوات القرن الماضي وحتى نهايته حيث كان على مستوى عالٍ وملموس، ومقارنة بالسنوات المتأخرة وأكتشف أنه في تدني واعتبرها الكاتب كارثة، هذا واضح جداَ ليس سببه تدني نشاط الجمعيات ،وانما يرجع السبب الى طبيعة الاختلاف بين الاجيال التي جاءت منذ سنة 1917 والى يومنا هذا ،حيث لكل جيل مفاهيمه ومواقفه وتأثراته بالمحيط الاجتماعي الذي ولد ونشا فيه وقوة معطيات المجتمع الغربي في الـتاثير على شخصية الانسان ، وكل جيل الذي يعقب الاخر يخضع لعملية التمثيل الاجتماعي أكثر من الذي سبقه تحت تأثير عملية المحاكاة والتقليد وثم الانصهار في المجتمع الحديث .وهذه بالطبع مسألة نسبية. 
شكرا ومع تقديري للاستاذ العزيز أبرم شبيرا وتمنياتي له بالتوفيق     

رابط الجزء الاول http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,858333.0.html
رابط المقال الثاني عن الجمعية الاشورية في شيكاغو
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,855878.msg7549344.html#msg7549344
رابط المقال الاول عن مختصر في مفهوم الاقلية
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=8506