المحرر موضوع: حوار| مطران الأرمن: لسنا بحاجة لبناء كنائس جديدة بالعاصمة الإدارية الكنائس تتفق على برنامج موحد لـ"رحلة العائلة المقدسة" لتوزيعه على كافة الطوائف  (زيارة 719 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حوار| مطران الأرمن: لسنا بحاجة لبناء كنائس جديدة بالعاصمة الإدارية
الكنائس تتفق على برنامج موحد لـ"رحلة العائلة المقدسة" لتوزيعه على كافة الطوائف

عنكاوا دوت كوم| مصر العربية |عبد الوهاب شعبان

نرفض استغلال مصطلح "الأقليات المسيحية" في الشرق لبث التفرقة بين الشعوب
 

لا يغلق باب مطرانية الأرمن الكاثوليك بوسط القاهرة، حين يكون أسقف الإسكندرية بداخلها، ولا بوابات إلكترونية في مدخلها تعطل مرور الزائرين إلى مكتب المطران، ممرها المؤدي إلى مكتبه خالٍ تمامًا، باستثناء موظف استقبال يظهر خلف بوابة زجاجية لمن يقترب.


بلهجته الشامية التي لم تتأثر بفعل الإقامة في مصر، يرحب المطران كريكور أغسطينوس كوسا بضيوفه، ويجري لقاءاته المحددة في قاعة استقبال يتصدرها علم دولة "أرمينيا" مجاورًا للعلم المصري، هدوء الرجل ينبثق عن كنيسة هادئة، وأحاديثه مطبوعة بطابع الدقة البادية على ملامحه، كشبيهين متلازمين.


"كوسا" هو اسم العائلة الذي بتر الأتراك منه حرف "النون"، و"كوسان" لقبها الأصلي يعني " الكاتب الشاعر" حسب توصيفه، بنبرة الحنين للجذور قال: الأتراك حذفوا (النون والياء) من ألقاب العائلات لاقتلاعها من جذورها، لكن ذلك لم يؤثر على هوية "الأرمن" فيما بعد.


مطران الأرمن الكاثوليك الذي تربطه علاقة وثيقة بـ"بابا الفاتيكان" أشاد بمباركته الأخيرة لـ"أيقونة العائلة المقدسة" دعمًا للسياحة الدينية بالقاهرة، لافتًا إلى أنّه لايزال يتذكر الحفاوة التي استقبل بها في مصر خلال زيارة الـ 26 ساعة في إبريل الماضي.


حول مستقبل مبادرة إحياء مسار العائلة المقدسة، ومطالب الأرمن الكاثوليك عقب قانون بناء الكنائس، وخطاب الكنيسة الأرمينية في سوريا، والتحديات التي تواجه مسيحيي الشرق، كان لـ"مصر العربية" هذا الحوار:-

 

*عقب مباركة "بابا الفاتيكان" لأيقونة مسار العائلة المقدسة، كيف ترى مستقبل السياحة الدينية بالقاهرة، ومواسمها، في ضوء مساع وزارة السياحة لجذب أكبر عدد من السائحين الكاثوليك، والطوائف الأخرى ؟

 

-لدى المسيحيين بصفة عامة، والكاثوليك بصفة خاصة رغبة في زيارة مصر، واقتفاء أثر العائلة المقدسة التي حملت المحبة، والسلام للعالم، ولن يكون هناك مواسم معينة للزيارة، نظير اختلاف مواعيد احتفالات الكنيسة الكاثوليكية مع نظيرتها الأرثوذكسية، لكن العنصر الأكثر تأثيرًا في جذب السائحين هو الطقس المصري الجميل، ومعالمها البديعة، وهما عاملان مشجعان لمجيء "الحجاج" للقاهرة.

 

*اعترض البعض على مصطلح "الحج" إلى مصر، نظير كون الرحلة سياحية لا يمكن توصيفها بأكثر من "زيارة" وفقط..هل تتفق مع ذلك ؟

 

..وصف "الحج" يليق بتتبع مسار رحلة العائلة المقدسة، لأنها ستكون زيارة ممهورة بالتأمل، والصلوات، حيث ستكون رحلة السائح إلى أماكن مقدسة، يتخللها صلوات، وهدوء، وتأمل، وليس مرورًا عابرًا على محطات الرحلة، ووقفة الصلاة ستكون أكثر أثرًا في تشجيع السائحين لغيرهم من الراغبين في زيارة الشرق المسيحي حيث محل ميلاد السيد المسيح، وموطن رحلته.

 

*محطات رحلة العائلة المقدسة تتبع الكنيسة الأرثوذكسية، فإلى أي مدى ستساهم الكنيسة الأرمينية الكاثوليكية في دعم المبادرة، وتشجيع السائحين الكاثوليك عطفًا على دعوة البابا فرنسيس الأول "بابا الفاتيكان"؟

 

--الكنيسة الكاثوليكية بشكل عام ستساهم في الدعاية، والترويج لمسار العائلة المقدسة، حيث لكل مكان في رحلة العائلة رمزيته الدينية، ونعقد لقاءات حاليًا للاتفاق على برنامج ترويجي واضح لتوزيعه على كافة الكنائس، ولا بد أن يكون البرنامج واضحًا لأن السائح يحتاج إلى برنامج تفصيلي للرحلة، حيث سيبدأ اليوم الأول بقداس، تعقبه صلوات، وبينهما لا بد من وجود جدول واضح للزيارة.

 

*خارج سياق مبادرة "إحياء مسار العائلة المقدسة"، كيف رأيت أزمة "توحيد المعمودية" التي أثيرت عقب مغادرة بابا الفاتيكان للقاهرة في إبريل الماضي، على خلفية بيان مشترك موقع من البابا فرنسيس الأول، ونظيره "تواضروس الثاني" ؟

 

..الكنيسة الكاثوليكية منفتحة، وتقبل كافة الأسرار التي أقرها السيد المسيح، وإ ذا كان هناك خلافًا هذه الأيام فلا بد من العمل على تجاوزه، والذين اعترضوا على اتفاق توحيد المعمودية جهلاء، ولا يعرفون عن المعمودية شيئًا، لكن البابا تواضروس الثاني، ونظيره بابا الفاتيكان يعملان معًا على تحقيق الوحدة.

 

*بعض منظمات الغرب تعزف على وتر الأقليات بخاصة "مسيحيي الشرق" في سوريا، والعراق، ومصر، كذريعة لتدخلات في شؤونها، إلى أي مدى تقبلكم لهذا الأمر ؟
.. هذه أوضاع مرفوضة بالطبع، وندرك تمامًا أن هناك من يسعى للتفرقة، دعني أقول إن الشرق الأوسط منبته الشعب المسيحي، وأصله مسيحيون، ويحضرني قول الشاعر (تعيرني بأن القليل عديدنا..فقلت لها إن الكرام قليل)، مدارسنا، والجمعيات الخيرية تخدم المسلمين والمسيحيين معًا، ونزرع في أبنائنا محبة، وقبول الآخر، ومحاولات التفرقة هذه لم تظهر إلا في عام 2011 وما بعده.

 

*كيف تقيم خطاب الكنيسة الأرمينية في سوريا، وموقفها من المهجرين ؟


..خطابنا الكنسي في العالم يتحدث عن السلام، وكنائسنا تلخص خطابها الديني في شرح الإنجيل، ومحتواه (السلام، والمحبة)، ونهتم بالمهجرين عبر توفير ما يحتاجونه للعيش بكرامة، لأننا لا نقبل تجريد الإنسان من كرامته.

 

*وماذا عن ملف عودة الأرمن الكاثوليك لمصر، بعد هجرتهم فيما بعد 1952 ؟


..بعض العائلات الأرمينية تأتي لزيارة مصر، ويعتزون بمصريتهم، ونتواصل مع الأجيال الجديدة بالمهجر، لزرع حب الوطن في قلوبهم، ونقدر انشغال العائلات بأعمالهم في الدول التي هاجروا إليها.

 

*بعد صدور قانون بناء الكنائس مؤخرًا، هل طالبت طائفة الأرمن الكاثوليك ببناء كنائس جديدة، على خطى الطوائف الأخرى ؟


..لا، كنائسنا تكفينا، ولم نتقدم بطلبات لبناء كنائس جديدة، ولم نتقدم بملفات للجنة الكنائس غير المرخصة، حيث أن كنائسنا مرخصة منذ فترة الملك فاروق، ولدينا 5 كنائس في مصر موزعة على النحو الآتي (كنيستان بالإسكندرية)، وثلاثة موزعين على مناطق (وسط القاهرة، مصر القديمة، مصر الجديدة).

 

*إذن ماذا عن مطالب الأرمن كطائفة مسيحية مصرية ؟


-- نحن موجودون فى مصر منذ القرن الثامن، وبعد عام 1915 تزايد العدد لنزوح عدد كبير من الأسر للقاهرة، وكان فى استقبالهم سعد زغلول، وشيخ الأزهر آنذاك، وطالبا المصريين بفتح بيوتهم للأرمن المهجرين، ونحن نعيش فى أمان وسلام، وعلاقتنا طيبة بأجهزة الدولة.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية