المحرر موضوع: قائمة الإرهاب الجديدة تنهي آمال قطر في انفراج قريب لأزمتها  (زيارة 1235 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31446
    • مشاهدة الملف الشخصي
قائمة الإرهاب الجديدة تنهي آمال قطر في انفراج قريب لأزمتها
مُضي الدول المقاطعة لقطر في إصدار قوائم بأسماء الإرهابيين المدعومين من الدوحة يمثّل خيبة أمل كبيرة للأخيرة، إذ يعني بالنسبة إليها أن تلك الدول ماضية بالتدرّج في اتخاذ إجراءات ضدّها بدل أن تكون بصدد تخفيف الضغط عنها، ما يعني بالنتيجة أن أزمتها متواصلة ولا مخرج لها منها إلا بإحداثها التغيير المطلوب في سياساتها المهدّدة لأمن المنطقة واستقرارها.
العرب هشام النجار [نُشر في 2017/11/24]

ولى زمن التنظير وآن أوان الحساب
القاهرة - أنهى إعلان الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر عن قائمة جديدة للإرهاب، آخر آمال للدوحة في انفراج أزمتها عبر الوساطات وعن طريق الاستعانة بقوى خارجية، ومن دون تلبية شروط كلّ من السعودية والإمارات ومصر والبحرين. وعلى رأس تلك الشروط فكّ الارتباط بالإرهابيين والكف عن احتضانهم ودعمهم ماليا وسياسيا وإعلاميا.

وجاءت القائمة الجديدة للدول الأربع أوسع نطاقا وأشمل هذه المرة من سابقتيها بضمّها عناصر مدعومة من تركيا، لتكون الأخيرة بحدّ ذاتها في موضع الاتهام إلى جانب قطر التي اتخذت منها سندا في أزمتها إضافة إلى إيران الموجودة دائما تحت مجهر الملاحظة الدولية كمصدر أصلي له، وكداعم رئيسي لجماعاته على نطاق إقليمي وعالمي.

وأعلنت القائمة غداة إعلان القاهرة عن ضبط شبكة تجسس تعمل لحساب تركيا في مصر، بالتعاون مع عناصر إخوانية تعيش داخل البلد ومنخرطة في أنشطة هادفة لهدم مؤسسات الدولة. وأعلنت الدول الأربع المقاطعة لقطر إضافة كيانين وأحد عشر فردا إلى قوائم الإرهاب.

ومن بين الأشخاص المدرجين على القائمة الجديدة القطري خالد ناظم دياب، والبحريني حسن علي محمد جمعة سلطان، والمصري محمد جمال حشمت القيادي الإخواني، ومحمود عزت المرشد العام المؤقت لجماعة الإخوان، والمصريون يحيى السيد إبراهيم محمد موسى، وقدري محمد فهمى محمود الشيخ، وعلاء علي محمد السماحي.

وشمل القرار “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” الذي يرأسه رجل الدين المصري المقيم في قطر يوسف القرضاوي، المصنّف أصلا على لوائح الإرهاب.

ويضم الاتحاد في عضويته 67 عضوا ضمنهم الرئيس ونائباه وأحدهما إيراني وتم اتهام أعضاء منه بتهم متعلقة بالإرهاب.

وتقول دول المقاطعة إنّ الاتحاد له دور فاعل في إثارة الفتن في الدول الإسلامية والعربية. وجاءت خطوة تصنيفه ككيان إرهابي لكف بعض الدول عن استقبال قيادات فيه وتصويره على أنه مرجع ديني كبير، والحدّ من توظيفه من قبل كل من قطر وتركيا في صياغة بيانات تحرّض على النظام المصري خلال السنوات الماضية وتدعم جماعات إرهابية.

خالد الزعفراني: قطر مركز تمويل للإرهاب وتركيا مركز لإدارة عملياته المسلحة
وتضم القائمة أيضا ”المجلس الإسلامي العالمي”، وهو مؤسسة مدعومة من النظام القطري، وتندرج تحتها ثمانية كيانات تم الترخيص لها من سويسرا وتتخذ من الدوحة مقرا لأمانتها العامة، ومن أبرز بنود ميثاقه التقريب بين فصائل ومؤسسات العمل الإسلامي، وترجع أيديولوجيته بالأساس إلى تنظيم الإخوان المسلمين، ويُعتبر أحد أهم التنظيمات التي تستهدف الدول الخليجية بدعم قطري لافت، ويتلقى دعما ماليا من عدة مؤسسات حكومية قطرية.

ويسوّق المجلس حملات شرسة في الخارج ضد الدول العربية المقاطعة لقطر عبر وسائل الإعلام بغرض تشويه صورتها.

وقالت الدول الأربع في بيان مشترك، إن الكيانين المدرجين هما مؤسستان إرهابيتان تعملان على ترويج الإرهاب عبر استغلال الخطاب الإسلامي واستخدامه غطاء لتسهيل النشاطات الإرهابية المختلفة، كما أن الأفراد نفّذوا عمليات إرهابية مختلفة، نالوا خلالها وينالون دعما قطريا مباشرا على مستويات مختلفة بما في ذلك تزويدهم بجوازات سفر وتعيينهم في مؤسسات قطرية ذات مظهر خيري لتسهيل حركتهم.

وأكّدت في ذات البيان أنّه تأكّد لديها من خلال المتابعة والمراقبة استمرار السلطات في قطر بدعم واحتضان وتمويل الإرهاب وتشجيع التطرف ونشر خطاب الكراهية، وأن هذه السلطات لم تتخذ إجراءات فعلية بالتوقف عن النشاط الإرهابي.

كما جدّدت الدول المقاطعة لقطر التزامها بدورها في تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وأنها لن تتهاون في ملاحقة الأفراد والجماعات الإرهابية، وستدعم كافة السبل في هذا الإطار على الصعيد الإقليمي والدولي، وستواصل مكافحة الأنشطة الإرهابية واستهداف تمويل الإرهاب أيا كان مصدره، كما ستستمر في العمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم بشكل فعّال للحد من أنشطة المنظمات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي لا ينبغي السكوت من قبل أي دولة عن أنشطتها.

وبحسب مراقبين فإنّ المضي في إصدار قوائم بأسماء الإرهابيين المدعومين من قطر يمثّل خيبة أمل كبيرة للأخيرة، إذ يعني بالنسبة إليها أن الدول المقاطعة لها ماضية بالتدرّج في اتخاذ إجراءات ضدّها بدل أن تكون بصدد تخفيف الضغط عنها، ما يعني بالنتيجة أن أزمتها متواصلة ولا مخرج لها منها إلا بإحداثها تغييرا جذريا في سياساتها.

ويظّل مؤكّدا لدى هؤلاء أن جميع الدول الداعمة للإرهاب في المنطقة ستواجه بنفس الحزم الذي تواجه به قطر بغض النظر عن حجمها وقدراتها.

ولفت الخبير في شؤون الحركات الإسلامية خالد الزعفراني لـ”العرب” إلى أن هناك تبادلا في الأدوار بين أنقرة والدوحة في ملف دعم التنظيمات الإرهابية، فقطر بمثابة حاضنة ومركز تمويل ومنصة دعائية ومخطط استراتيجي، بينما تعد تركيا مركزا لإدارة العمليات المسلحة، وتضم قادة العمليات النوعية وما يعرف بالحراك المسلح للإخوان المسلمين علاوة على كونها منصة رئيسية للتحريض الإعلامي.

وقال دبلوماسي مصري لـ”العرب” إنّ إدانة قطر في موضوع الإرهاب تكبر مثل كرة الثلج التي لن تتوقف عن التدحرج وسوف تستمر حتى تغير الدوحة سلوكها الداعم للتنظيمات المتطرفة والإرهابية بالمنطقة.