المحرر موضوع: مسيحيو الشرق...الى اين؟ ندوة حوارية في قاعة مطرانية الارمن الارثوذكس، في برج حمود  (زيارة 860 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37768
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسيحيو الشرق...الى اين؟

عنكاوا دوت كوم/الديار
 نظمت لجنة الاعلام في "حزب الطاشناق"، ندوة حوارية بعنوان "مسيحيو الشرق...الى اين؟"، في قاعة مطرانية الارمن الارثوذكس، في برج حمود، شارك فيها الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاكوب بقرادونيان، رئيس الرابطة السريانية وامين عام اللقاء المشرقي حبيب افرام والباحث السياسي حسن حمادة، في حضور وزير السياحة اواديس كيدانيان، السفير الارميني في لبنان صاموئيل مكردجيان، النائب ارتيور نظاريان، ممثل النائب سامي الجميل عضو المكتب السياسي لحزب الكتائب الياس حنكش، ممثل عن كاثوليكس الارمن الارثوذكس لبيت كيليكيا ارام اول مطران الارمن الارثوذكس شاهيه بانوسيان، مطران الارمن الكاثوليك جورج اسادوريان، رئيس اللجنة المركزية لاتحاد الكنائس الارمنية الانجيلية في الشرق الادنى القس بول هايدوستيان، الوزراء السابقين: بانوس مانجيان، فريج سابونجيان، وحشد كبير من الشخصيات الاكاديمية والروحية والفكرية ومثقفين.

ادارت الندوة اليس بوغوضيان التي رحبت باسم لجنة الاعلام في حزب الطاشناق بالحضور والمشاركين، مشددة على "اهمية هذا اللقاء من اجل البحث في مصير مسيحيي الشرق".

بقرادونيان

وقال بقرادونيان في كلمته: ان "موضوع المناقشة اليوم هو وجود المسيحيين في الشرق الاوسط، نتيجة القلق حول ما سيكون مصير المسيحين في المنطقة. ان مصطلح الوجود المسيحي يدل بالحديث عن مسيحيين منتشرين في مناطق مختلفة من الدول العربية".

وطرح تساؤلات عن "هل نحن نتحدث عن وجود مسيحي متجانس في المنطقة؟ هل نتحدث عن وجود مسيحي موحد لا خلافات فيه بين الطوائف والمذاهب المسيحية؟ وانطلاقا من هذه الاسئلة الاعتراضية والتي تعطي انطباع الاجوبة ايضا اطرح السؤال الاهم ماذا نريد من المسيحيين انفسنا في هذه المنطقة؟ ماذا نفعل نحن للحفاظ على المسيحيين؟ امام الزحف الارهابي في المنطقة هل نكتفي فقط بالقاء التهم والعتب واللوم على التطرق الاسلامي ونطلق شعارات تتلاشى مع غروب الشمس".

اضاف بقرادونيان: "ان المطلوب هو الحل في هذه المنطقة للحفاظ على ما تبقى من الوجود المسيحي والعمل من اجل الخروج عن منطق الرعايا في الدول العربية والوصول الى منطق المواطنة والمشاركة الفعلية ورفض منطق مواطن درجة ثانية. العمل على منطق مسيحية موحدة بعيدا عن الطوائفية والمذهبية والكف عن الصراعات. العمل بجدية وبسرعة على البقاء".

وأكد بقرادونيان اننا لسنا "بحاجة الى بناء المزيد من الكنائس لا نحتاج الى اديرة جديدة بل نحن في حاجة إلى العمل والبقاء والتثبت بالارض والنضال في الشرق الاوسط، وعلينا العمل مع مؤسسات كنسية في الخارج لدعم جهود ابقاء المسيحيين ولا سيما النازحين منهم في سوريا والعراق وعدم نقلهم او تهجيرهم الى الغرب حيث فقدان الهوية والتقاليد المسيحية".

وختم قائلا: "فلنبدأ نحن كمسيحيين بالعمل على بقائنا قبل المطالبة من المسلمين ان يقبلوا بوجودنا".

افرام

ورأى افرام في مداخلته ان "نصف الحرب أن تعرف من أنت والنصف الآخر أن تعرف ماذا تريد؟، مشيرا الى ان "الشرق متنوع، لا هو قومية واحدة عربية، ولا دين واحد مسلم، ولا مذهب واحد سني"، وقال: "نحن بتاريخنا وثقافاتنا وهوياتنا وحضاراتنا جزء لا يتجزأ من تراب وأرض هذا الشرق. لا يمكن لأحد أن يلغينا أو ينفي دورنا أو يعاملنا كمواطنين درجة ثانية أو كذميين أو كاتباع أو كجاليات".

وشدد افرام على ان "الارض لمن عليها وليست لمن تحتها! أي شعب لا يريد أن يدفع ثمن صموده دما وتنظيما وعرقا وعلاقات سيخسر وسينتهي"، داعيا الى "نهضة فكرية تبدأ بالاصرار على هويتنا. ليس هينا أن نبيع كرامتنا، ونلتحق بالاقوى، ونتماهى مع أي محتل، ونقبل اليد التي تذبحنا. أن ننسى تاريخنا ومجازرنا مثلا. أن ننكر ان العثمانيين شنعوا بنا وذبحونا وريدا وريدا".

وتابع: "أننا دعاة مواطنة وحقوق انسان وحقوق جماعات وحريات للشرق. لا نريد لانفسنا امتيازا، بل لنا ولكل المكونات. لا يمكن أن يستمر الشرق بأنظمة اوتوقراطية وآحادية، اما خوذة العسكر اما عمامة رجل الدين، أنظمة دون انتخابات فعلية، دون مساواة للمرأة، دون اعتراف بكل نسيج المجتمعات".

وقال: "في مثلنا وقيمنا كمسيحيين، لا يمكن أن نستمر ونحن نقبل بهذا الكم من الاستهتار من السخافة من عدم الرؤية من السطحية من الحسد والغيرة والتزلف، ضمن بيئاتنا ومع الآخرين. من يحكمنا وكيف؟ ما هي أحوال أحزابنا وتنظيماتنا واعلامنا ومدارسنا؟ كيف يؤخذ القرارفي مؤسساتنا؟ أين دور مفكرينا ونخبنا؟"

واعتبر افرام ان "لبنان يبقى واحة وآخر قلعة مسيحية في الشرق، رسالة النظام رغم كل علاتة فيه روعة ان المسيحية حرة. مهما كان عددها هي نصف الوطن والسلطة. فيه نكهة الحرية رغم عثراتها. إنه نموذج يسعى فخامة الرئيس لأن يصبح "مركزا دائما لحوار الاديان والثقافات"، وان نلعب دورا في المسيحية المشرقية، وفي بقائها. لكن هل يمكن أيضا أن نوقف التمايز ببننا كمسيحيين، نحن لسنا درجات. هل يحلم اينشتاين أرمني مثلا أن يصبح حاكما لمصرف لبنان أو رئيسا مثلا؟"

وشدد افرام على ان "الكل معني. العالم العربي والاسلامي بحاجة الى اصلاح عميق في الثقافة، قبل السياسة والانظمة، الى نظرة مختلفة للتنوع، الى اعتبار المسيحية ثروة. أوقفوا فتاوى الجهل والحقد والالغاء، في المدرسة والجامعة والاعلام. وكذلك الفاتيكان هل يتفرج بعد على خسارة الشرق؟ والعالم الغربي بحاجة الى قيادة وفكر الى مبادىء لا يتخلى عنها لمصالح. نعرف أن السياسة هكذا، لكن الغرب لن يستمر اذا فقد روحه. لا يمكنه أن يفكر فينا فقط كأننا معدون للهجرة".

وختم افرام قائلا: "نحن مسؤولون، أسوأ ما يصيبنا أن ننسب اخفاقاتنا على الآخرين. أيها المسيحيون أنتم نور لا تقبلوا الا بأن تشهدوا. وأنا هنا مع شعب هو مثال للمقاومة، للخصوصية، ومع ذلك كلنا أمام تحدي البقاء. وسنربحه".

حماده

بدوره قال حماده في مداخلته: "إن تاريخ البشرية بدأ بثورة وأساس الحضارات بدأ في بلاد ما بين النهرين مع الأشوريين والكلدان والسريان، هم أصحاب البلاد الأصليين لأنهم أصحاب الحضارة الأصلية العظيمة".

وأضاف: "نحن بالنهاية أبناء هذه الأرض وهذه الحضارة، المسيحية هي جزء لا يتجزأ وجزء أساسي والجزء الأساس من لاهوتنا القومي"، معتبرا أنه "بعد كل الأهوال التي تعرضنا لها آن الأوان لكي نغلب موضوع الإنتماء الوطني على أي إنتماء آخر لأن الوطنية لا تحدد لا بالإنتماء الديني ولا بالإنتماء العرقي ولا بحصرية اللغة، بل هي مشاركة مستدامة بدورة الحياة والعمران".

وتابع: " هكذا تحدد المواطنية، يعني أنا شخصيا كلبناني ليس لدي أي مانع، أن يكون الأرمني، الكردي، العلوي، اللبناني، رئيس حكومة أو رئيس جمهورية لأني أعتبر أن مشكلتنا وما نعيشه اليوم نتيجة الطائفيات والمذهبيات كما قال الإمام الشيخ محمد عبده وهو الرجل المتنور، الذي للأسف لم يعد له أتباع تقريبا في الوسط المسمى إسلامي، الذي قال أن مصيبة الإسلام في المسلمين ويهمنا أيضا ألا تكون مصيبة المسيحية في المسيحيين".

وأبدى حماده أعجابه بالفقه الفاتيكاني إستشهد "بما ورد في رسالة قداسة البابا في يوم السلام العالمي في مطلع العام 2011 حين تحدث بشكل واضح في الفقرة 14 من هذه الرسالة حيث اعتبر أن المشاكل الحاصلة لدى الأوروبيين بسبب طلاقهم الكامل لجذورهم المسيحية ولأنهم ما لم يتصالحوا مع جذورهم المسيحية فهم لن يعرفوا السلام ولن يتمكنوا من إقامة علاقات صراحة وصدق مع باقي شعوب الأرض"، معتبرا أنه "يعترف أن كل هذه العلاقات الدولية القائمة هي علاقات كاذبة".
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية