المحرر موضوع: تقرير من موقع " الخليج أونلاين" : "الحشد الكلداني".. يد المالكي في سهل نينوى تزاحم للبقاء  (زيارة 1433 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37772
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
"الحشد الكلداني".. يد المالكي في سهل نينوى تزاحم للبقاء

  عنكاوا دوت كوم -  بغداد - الخليج أونلاين (خاص)

انتهت عمليات تحرير الموصل مخلّفةً وراءها فصائل مسلّحة تتحرّك لتقاتل بلا أهليّة قانونية، وتحمي أراضيها مسنودة بأجندات خارجية دولية وأخرى محلية متّهمة بملفات فساد، وتحشيد مليشيات ضد المكوّنات المجتمعية الأخرى.

وأبرز أزمة خلّفها انتشار الفصائل المسلحة هي إنتاج قيادات عسكرية بدأت تثير نعرات طائفية في مناطق سهل نينوى، الواقع شمال غرب مدينة الموصل، علماً أن هذه المنطقة يسكنها المسيحيون واليزيديون والشبك، والمسلمون من السنة والشيعة، ما يعطي حساسية بالغة للوضع الأمني تجنّباً لحدوث اقتتال طائفي.

اقرأ أيضاً :

الكرادة.. من حي للمثقفين إلى معقل للمليشيات وسط بغداد

معركة الانتخابات القادمة تفرض خططاً جديدة تسبح عكس التيار؛ فيظهر ريان الكلداني قائداً لكتائب "بابليون" المنبثقة من المذهب الكلداني، مدعوماً من نوري المالكي، نائب رئيس جمهورية العراق الحالي، ورئيس الوزراء السابق لدورتين، وبهذه الحالة سيكون هناك احتمالية لفرض الأمر الواقع بالسلاح من أجل المصالح السياسية.

- التاريخ يعيد نفسه

عمر متيوتي، محلل سياسي من مدينة الموصل، يتحدث لمراسل "الخليج أونلاين" عن موقف أهالي نينوى مع السلطة العسكرية السابقة أثناء حكم نوري المالكي، قائلاً: "المالكي فشل في عسكرة المجتمع، ولم ينجح بتحويل الطابع السلمي الموجود منذ قرون في محافظة نينوى، لذلك يحاول تأجيج المكوّنات عن طريق تشكيل فصائل مسلّحة تتبعه لتفرض الحماية وتغلق أفواه الناس عن المطالبة بحقوقهم".

ويضيف متيوتي: "الخيار الأنسب لإثبات الوجود في سهل نينوى كان متمثلاً بالمدعو ريان الكلداني، وذلك لأن الأخير شارك ضمن مليشيات قتالية متعددة في بغداد، ثم تم تجنيده ليصل إلى سهل نينوى ويقاتل في صفوف الحشد الشعبي عن فصيل الحشد الكلداني، وسبب تركيز الطرفين على الاستحواذ على هذه المنطقة هو ما لها من أهمية نفطية وزراعية، وكونها طريقاً استراتيجياً يربط إقليم كرستان بمدينة الموصل وصولاً إلى الحدود السورية"، بحسب قوله.

اقرأ أيضاً :

مليشيات عراقية تفتتح سوقاً لبيع أسلحة "داعش" وسط بغداد

من جهته قال الباحث الاجتماعي حكم العطار، لـ "الخليج أونلاين": إن "المالكي يحاول إثبات وجود وتقمّص شخصية المسؤول الأول عن الرعايا المسيحيين في سهل نينوى، وذلك لإعادة تصميم الصورة الذهنية في القوائم الجديدة التي سيدخل عن طريقها الانتخابات".

ويتابع: إن "ريان الكلداني هو أحد أهم الخيارات التي يستخدمها لتنفيذ مشاريعه، فيمدّ الأخير بالسلاح والعتاد والأموال، ويمنحه سلطة عسكرية من منظومة الدفاع العراقية بتشكيل حشد رسمي، وهذا ما يقلق أهالي سهل نينوى بتكرار سيناريو العنف في المنطقة".

- المواجهة المسيحية مع البيشمركة

حول الخطابات التحريضية التي يشنّها ريان الكلداني، واتهاماته المستمرّة لقوات البيشمركة، يؤكد الصحفي إيفان ريحان، أن "ريان يركّز على خطاب البطريركية الكلدانية، لكن البطريرك لويس روفائيل ساكو، قد أعلن للجميع أن ريان لا صلة له بأخلاق المسيح، رسول السلام والمحبة والغفران، ولا يمثّل المسيحيين بأي شكل من الأشكال، ولا يعتبر مرجعية لهم، علماً أننا لن نقبل أن يتكلّم باسم المسيحيين من يحرّض على الثأر من مسلمي الموصل الأبرياء".

ويتابع ريحان: "يجب ألا ننكر تضحيات قوات البيشمركة في بداية عمليات تحرير الموصل، حيث كانت لهم مساهمة فاعلة بحماية أهالي سهل نينوى، والآن يريد الكلداني تصفية الحسابات عبر خطابات تروّج لمواجهة البيشمركة واتهامهم بالخيانة، بعد إعلانه الانتقام من مسلمي الموصل في وقت سابق، لذا لن نسمح بامتداد حشد بابليون الذي يترأسه ريان الكلداني؛ لأنه سيورّط أهالي سهل نينوى بحروب وصراعات لن تنتهي لأجيال طويلة".

اقرأ أيضاً :

بعد تصنيف "النجباء" إرهابية.. القلق يجتاح مليشيا "الحشد" العراقية

وعلى نفس السياق يقول متيوتي: "لن تبقى منطقة سهل نينوى تحت سيطرة قوات البيشمركة؛ لكونها منطقةً متنازعاً عليها تابعة للحكومة المركزية في بغداد، لذلك ليس من مصلحة إقليم كردستان الردّ على الكلداني بالطرق العسكرية؛ لأن لديها ملفّات أكثر حساسية، وستركز على التحالفات مع سكان سهل نينوى من أجل الحصول على حصة في الآبار النفطية، لا سيما في منطقة الحمدانية".

- طموحات حشد "بابليون"

من جهته تحدث عمر متيوتي عن البعد المستقبلي لحشد "بابليون"، قائلاً: "ريان الكلداني صرّح بنفسه أنه لا يمثل المسيحيين، بل يمثل حشداً شخصياً يقاتل بالسلاح ولا يركن لقرارات الكنيسة، وهذا بحدّ ذاته يعطي مؤشراً ذا بعد سياسي للحصول على مقعد للتفاوض على مستقبل منطقة سهل نينوى، لكن جمهوره سطحي، وذلك لتاريخه المرسوم بالدماء وعمليات الاغتيالات أثناء حكم الماكي عام 2010، ما يقلّل حجم مؤيديه ويضعف حظّه في الانتخابات البرلمانية العراقية"، كما قال.

ويستبعد المحلل السياسي استمرار دور حشد "بابليون" في المناطق المتنازع عليها بنينوى، معلّلاً بأن "قوة السلاح لن تدوم في منطقة يحتويها تنوّع من المكوّنات المختلفة، بالإضافة لتبرّؤ القساوسة المسيحيين من الكلداني، وهذا ما سيؤثر في جمهوره في المرحلة القادمة، كما سيعتبر ورقة ضغط على المالكي في سبيل تحجيم سلطته عبر الفصائل المنضوية تحت الحشد الشعبي".

اقرأ أيضاً :

صحيفة: واشنطن متورطة بتدريب وتسليح مليشيات مرتبطة بإيران

- مستقبل الحشد الشعبي

وعن مشروع الانتشار لتثبيت أركان الحشد المسيحي يتحدث الباحث حكم العطار لـ "الخليج أونلاين"، أنه "لا يتوقع صمود الكلداني؛ لأنه لا يمتلك الخبرة والحنكة السياسية عند مقارنته بالتحوّلات الاستراتيجية في العراق، وهو مرفوض مجتمعياً، وخصوصاً أن القساوسة تبرّؤوا منه بسبب خطاباته الدموية التي لا تبشّر إلا بإقحام المسيحيين بأزمة خطيرة".

اقرأ أيضاً :

"الخليج أونلاين" يكشف: حملة إقصاء للموظفين السنّة في خارجية العراق

ويتابع العطار: "الحشد الشعبي يسبب إحراجاً كبيراً لحكومة العبادي؛ وذلك لعدم وجود قيادة رسمية يتم التفاوض معها، وهذا ما يدعو لإعادة تركيب قواعد الجيش العراقي وتسليمه أهم المواقع العسكرية في المحافظات، وتضييق تواجد الحشد الشعبي في المناطق المتنازع عليها، وهذا ما يضعف دوره؛ لعدم رغبة المكوّنات من الأقلّيات في بقاء سلطة الحشد في مناطقها، لتخوّفها من حدوث انتهاكات إنسانية غير قانونية".

من جهته يقول المحلل عمر متيوتي: "الوجود المسيحي لم يكن له ثقل سياسي في محافظة نينوى في الفترة الماضية، لكنه ينوي ربما صناعة رأي عام يوحد المسيحيين على شخصيات سلمية تحمل الفكر المدني الذي يميل الشارع العراقي نحوه، علماً أن مهمة الحشود المسلحة ستنتهي تدريجياً تزامناً مع إعلان موعد الانتخابات بقوائم التكتّلات والأحزاب السياسية المشاركة بصورة نهائية".
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية