المحرر موضوع: ضمن منهاجه الثقافي لهذا العام , قدم ملتقى سورايا الثقافي ندوته لشهر تشرين الثاني تحت عنوان. ( صراع الاقليم مع المركز وتداعياته على الشعب العراقي)  (زيارة 2022 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ملتقى سورايا الثقافي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 139
    • مشاهدة الملف الشخصي
ضمن منهاجه الثقافي لهذا العام , قدم ملتقى سورايا الثقافي ندوته لشهر تشرين الثاني
تحت عنوان.
( صراع الاقليم مع المركز وتداعياته على الشعب العراقي)
شارك في الندوة التي ادارها الدكتور فالح يوسف فرنسيس كل من السادة:
1- د. ناصر هاواري
2- د. خيري مجيد السعد
3- السيد الياس متي منصور
استهل الندوة الدكتور فالح فرنسيس بمدخل الى موضوع الحوار واعطاه البعد الثقافي المتحضر في مفهوم النقاش البعيد عن اي تشنجات لما للموضوع من حساسية في هذه الضروف.
ثم عرف الحضور بالضيف الاول الدكتور ناصر هاواري ليستهل البداية بمحور عنوانه:
( اضواء على الاحداث الاخيرة في اقليم كردستان)
وعلى غير العادة في هكذا مواضيع استهل المحاضر محوره بنكتة سياسية مما زاد الاجواء قبولا وتقبلا واستدرج بالقول بان كل شخص كردي يتمنى ان يكون له وطنا مستقلا اكان مع حكومة الاقليم او معارضا لها , هذا حلم ولا يحق لاي انسان مصادرته. تطرق الدكتور ناصر على الفترة ما قبل الاستفتاء واجوائها المشحونة ليقدم رأيه الشخصي بان الاحداث جائت متسارعة وكان الاولى التاني ودراسة القرار دراسة مستفيظة لما سيترتب عليها من تبعات وخاصة ما افرزته حالة الاختلاف في الاراء داخل الاقليم والرفض الاتي من الحكومة المركزية في اجراء الاستفتاء وكذلك دول الجوار العراقي والمجتمع الدولي.
ثم عرج السيد المحاضر على موتمر دوكان والذي جمع اغلب قادة الاقليم وظهور اصواة منادية للتاجيل وبروز اقتراحات بديلة لهذه المرحلة اضافة الى المقترح الاميركي بالتاجيل ولكن حكومة الاقليم والمتمثلة بالسيد مسعود البرزاني اصروا علuى المضي باجراء الاستفتاء.
تطرق د. ناصر الى بعض الشبه والمقاربات بين هذه الفترة من حياة الاقليم والمرحلة التي مروا بها اكراد العراق اعقاب اتفاقية الجزائر عام 1975.
قال الدكتور ناصر بانه مومن بحقيقة واحدة وهي ان كل هذه الاحداث وما سبقها ضحاياها والمعانين منها بصورة مباشرة او غير مباشرة هم الشعب الكردي ويبقى السياسيون الكبار بمنئى عنها. ثم انهى محوره برأي له يقول " ان حكومة الاقليم نتيجتا للاستفتاء فقدت اغلب الاصدقاء وجمعت كل الاعداء"
ثم نقلتنا ادارة الندوة الى المحور الثاني للدكتور خيري مجيد السعد وكان بعنوان:
( الهوية العراقية )
وتناولها المحاضر بتسلسل زمني وكالاتي:
- الهوية العراقية في العهد الملكي 1921 - 1958
- الهوية العراقية في العهد الجمهوري الاول 1958 - 1968
- الهوية العراقية ما بين 1968 - 20
- الهوية العراقية بعد عام 2003
يقول الدكتور خيري بان الهوية العراقية كانت وما تزال واحدة من اكثر المواضيع مثيرة للجدل بين الباحثين والنخب الفكرية المهتمة بالشأن العراقي والتي تعود جذورها الى بداية تاسيس الدولة العراقية الحديثة وبشكل خاص في تنصيب الملك فيصل الاول الرجل العربي الغير العراقي ملكا على العراق وما نشب من اعتراضات رافضة حينها والشعور بالاقصاء والتهميش وخاصة من العراقين الغير العرب. ثم استرسل المحاضر في الاحداث الى ان وصل الى العهد الجمهوري الاول ومجيء الرئيس عبدالكريم قاسم رئيسا للجمهورية العراقية والذي سعى فيه الى ترسيخ مفهوم الوطنية والانتماء الوطني والتاكيد على الهوية العراقية مع احترام الخصوصيات القومية والدينية والثقافية لفئات الشعب العراقي. ويضيف بان هذا الشعور الوطني تارجح صعودا وهبوطا بعد فترة الرئيس عبدالكريم قاسم الى ان جائت الايدلوجية الشمولية لحزب البعث وسحبت المفهوم الوطني بالانتماء الى الحزب الواحد وما خلفه بعد ذلك من الصهر والدمج القسري لمكونات الشعب العراقي المختلفة تحت مفهوم واحد هو الولاء لحزب البعث العربي مما احدث شرخا كبيرا في الهوية العراقية.
وبدخول العراق الحرب مع ايران خسرت الهوية العراقية ما تبقى لها ولحقتها حرب الكويت وما ترتب على العراق من تبعات بعدها لتحدث ذلك التصدع الكبير في مفهوم السيادة الوطنية والانتماء الوطني .
اما ما يخص الهوية العراقية بعد التغير السياسي عام 2003 فقد قال الدكتور السعد ان سلطة الاحتلال بقيادة بريمر رسخت مبدأ المحاصصة في ادارة شؤؤن الدولة وبدأ التركيز والاول مرة في تاريخ الحكم في العراق على مجتمع بثلاث مكونات بارزة وهم العرب السنة والعرب الشيعة والاكراد وتم تشكيل مجلس الحكم الذي اعتبره المتحدث اهانة كبيرة للشعب العراقي ولانتمائة الوطني وتاريخه على هذه الارض. ويضيف انه هنا بدات نقطة التحول في تشكيل وتاسيس لشخصية عراقية بملامح جديدة يكون فيها الولاء للطائفة والعرق والانتماء الحزبي قبل الانتماء الوطني.
وقبل ان ينهي حديثه يقول , ان العراق بحاجة ماسة الى اعادة بناء الهوية على اسس واقعية تأخذ بنظر الاعتبار كل المشتركات التي تجمع الشعب العراقي وما يميزه عن جيرانه وهذا يتطلب الى جهد خبراء ومتخصصون والعمل ربما لسنين واعادة النظر في الكثير من القوانين والتشريعات العراقية.
وكان ثالث ضيوف الملتقى السيد الياس متي منصور والذي تحدث عن :
( صراع المركز والاقليم وتبعاته على المكون الكلداني السرياني الاشوري )
عزز السيد الياس متي شروحاته بخرائط للجغرافية السياسية لاراضي المنطقة منذ الحكم العثماني وتركاته ثم الى تقسيمات سايكس بيكو وسيفر ولوزان بعد الحرب العالمية الثانية
وذكر : بان الكرد قاتلوا الحلفاء الى جانب الدولة العثمانية حتى الرمق الأخير بل وحتى بعد انتهاء الحرب، وأضاف: في الوقت الذي كان الجنرال شريف باشا يجاهد في مؤتمر الصلح بباريس، من اجل تأسيس دولة كردية كان شيخ محمود الحفيد يقاتل الإنكليز في العراق!
بعكس العرب حيث مراسلات حسين ماكماهون ومنذ عام١٩١٦انحاز بل حارب العرب الى جانب الحلفاء بقيادة شريف مكة...
ثم تطرق على الكثير من الذي اصاب شعبنا على مناطق النزاعات.
وكان لمشاهداته ومعايشته الشخصية لاحداث مر بها النصيب الاكبر في هذا المحور ليركز فيه على الاحداث منذ ثورة ايلول عام 1961 وبدايات الثورة الكردية وكيف دخل مسلحون من الاكراد الى قراهم والسيطرة عليها وطردهم للممثلي الدولة العراقية من قراهم المتمثلة بالشرطة والكوادر التعليمية والصحية نتجت الى خسارة الخدمات التعليمية والصحية اضافةً الى الحماية التي كانت توفرها قوات الشرطة ...وقدر عددها ب 140 قرية تابعة لمحافة دهوك . ويسترسل بالقول ان المعانات لم تقتصر على ذلك بل امتدت الى اغلاق الطرق التي كانت تربط قرانا بمدينتي زاخو ودهوك مما اصاب المنطقة بالقحط والشلل الاقتصادي وحرمانها من مقومات الحياة وحاجتها الى الغذاء والنفط والملابس والدواء وغيرها من المواد الضرورية لادامت حياتهم. وما زاد في هذه الماسي قصف الطائرات الحكومية لتلك القرى فاظطر ساكنيها الى الهروب والاحتماء في الكهوف والوديان وتركها واستمرت معاناتنا في قرانا الى بيان الحكم الذاتي الذي اعلنه عبدالرحمن البزاز رئيس الوزراء العراقي حين ذاك.
الامور لم تستقر ولخوف العوائل على ابنائهم ارسلوهم الى الموصل او بغداد ويسترسل في الحديث عن تلك الايام باسلوب لا يخلو من الاسف والحصرة على ما حل بابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري نتيجة الصراعات بين الحكومة المركزية والاكراد على مدى السنين اللاحقة الى عام 1975 وتوقيع اتفاقية الجزائر والتي زادت من المأسات على ابناء شعبنا وبدء سلسلة التهجير القسري لمئات القرى المسيحية والكردية وخاصة القريبة من الحدود التركية وكيف تم هدم الكنائس والاديرة والجوامع ومن بين القرى التي هدمت يقول السيد الياس قريتي امرا دير شيش وسناط التي تربى فيهما  والده ووالدته
وتم هدم دير مار اتقن الذي بقي قائماً منذ القرن الثامن الميلادي!
انتقل المتحدث الى الصراع الدائر منذ عام 2003 ولحد اليوم على اراضي سهل نينوى الذي يسكنه المسيحين والايزيدين والشبك ومنافسة الاقليم على ضمه اليه برغم معارضة الدولة والغالبية من ساكنيه دون الاخذ بنظر الاعتبار رأي اصحاب الشأن
ثم تطرق الى تداعيات التغير الديمغرافي وما افرزه من افراغ الكثير من المدن والمناطق من ابناء شعبنا المسيحي وهذا ما حدث في بغداد التي كان يسكنها ما يقدر 750 الف والبصرة ما يقارب ال 20 الف بالاضافة الى محافظة نينوى وواقليم كردستان الذي بلغ عدد ساكنيها مايقارب ال 150 الف نسمة.
وبرأي ضيفنا السيد الياس متي ان إقامة محافظة سهل نينوى مع الادارة الذاتية وبحماية دولية على سهل نينوى حيث يسكن اغلب ابناء شعبنا المتبقي مع الشبك والايزيديين هو الحل المقبول والمناسب لعودتهم من اماكن النزوح الى مناطقهم الاصلية. وان منطق الرجاء والاستنكار والمناشدات التي يطلقها بعض القادة السياسين رجال الدين لا توصلنا الى نتيجة . ويضيف , يجب التحرك معا والمطالبة بالمنطقة الامنة وبحماية دولية لانهاء الصراع القائم عليها والتخلص من التسمية المتداولة (الاراضي المتنازع عليها).
بعد هذا السرد للاحداث عاد الدكتور فالح فرنسيس ليشكر ضيوفنا ويفتح مجال الاسئلة والمداخلات والتي اضافة للندوة غنا معلوماتيا ثم ينهي الندوة متمنيا الامن والسلام للشعب العراقي بكل تنوعاته اينما كان.
شكرا لكم
ملتقى سورايا الثقافي في ملبورن - استراليا