المحرر موضوع: يا زهراء .......  (زيارة 1288 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يا زهراء .......
« في: 01:01 16/04/2007 »
                   
   يا زهراء .......
   رشيد كَرمة
 هل تتذكرنا المرايا
 حين نغيب عنها ؟!!!!
 عدنان الصايغ
في فترة قصيرة لاح في أفق مدينة يوتبوري / السويد علاجاًلآلامنا ’ ويبدو لي انه علاج ناجع لم يستنفذ أهميته ومهامه وهو بعد هذا وذاك علاج فعال لأزمتنا في المحن ’ وفي الأزمات يلجأ المرء للعلاج ..
العلاج الذي أتحدث عنه هو المسرح ’ والبيت الثقافي العراقي في هذه المدينة قدم وفي فترات قريبة أكثر من معالجة مسرحية  وبأدوات بسيطة توقفت عند احد العروض التي قدمها علي ريسان في يوم المسرح العالمي  في مقال سابق ’ واتمنى ان يسعفني الوقت لكتابة تتمة الموضوع بأسرع وقت لأبدد شك الناس في ان الله فعلا يرتجف جزعا لما يجري للبشر في العراق ..
والمعالجة المسرحية الأخرى كانت للفنانة المسرحية القديرة أنوار البياتي في امسية الأنصار حيث تمكنت من تقديم مقاطع قصيرة وبأدوات غاية في البساطة كانت قد عرضت أصلا  في كردستان العراق إبان عصر الكتاتورية البعثية المقبورة ,
والمعالجة الثالثة قدمها شبيبتنا المبدعين . اذ استطاع الفنانان المسرحيان سامر حميد و حيدر في فترة قصيرة إستحضار ما يستطيعان من نصوص شعرية وحكايا واقعية تنسجم ومناسبة حفل تأبين شهداء المقابر الجماعية ’ الجريمة التي لاتغتفر لأركان حزب البعث ولقد اعتمدت جميع المحاولات  ( المعالجات  المسرحية ) على جمل  شعرية كنصوص مسرحية مما توفر للمثل والمخرج مجالا رحبا للحركة وتطويع النص لصالح العرض المسرحي ..
في مسرحية زهراء التي اعدها وأخرجها الفنان الشاب (( سامر حميد )) كان الأعتماد الكلي على الرمزية ’ رغم وضوح الصورة فالأم وبغداد والوطن والناس وابو نؤاس والزقاق كان زهراء .
 هلو ...هلو...اريد ان أتحدث مع زهراء
                 هل زهراء بخير  ؟؟
                 اين هي ؟؟
                 لماذا لاأستطيع ان اسمعها ؟؟؟
                 وعندما لم يسمع او يهتدي للإجابة ’ يتوجه للجمهور :
هل تدرون ما بها ؟ 
كان ( سامر حميد ) شغوفا وطامعا في ان يشرك جمهورا كان يعلم انه جاء محملا بحسرآت وآهات المحنة التي عاشها الجميع وفي مقدمتهم زهرة الدنيا الأم وهل هناك غير الأم العراقية المتلفعة بالعباءة لقد جسد حيدر وبدراما رقص الجسد وعلى مستوى عال من المهارة لولا تسرعه في نهاية العرض , كان ( حيدر ) انسيابيا عزف بحركته تعبيرا عن نشيج الأم العراقية عندما تحتضن القبر وعندما تنهض كالمارد تتحدى الزمن والجلاد تتواصل مع الحياة تتموج مع الإعصار والدمار الذي غلف العراق بالخوف والرعب ’ ممهدا الطريق للهجرة فالقطارات مزدحمة بالمهاجرين من شبح الموت والشهيد الأول هو بلا منازع المرأة ( الأم ) التي تحملت ولازالت عبء حب التسلط الذي اشير اليه بالكرسي هناك اكثر من سلطة :
أينما تولون فالسلطة والقمع تلاقيكم ..
لا شك ان السفر في القطار لم يكن إلا رمزا للهجرة الى المجهول دونما مال او مغنم هجرة  إضطرارية فالمقابر الجماعية لازالت مستمرة بعون الرب والرسول الكريم لم يتعب من إعداد الولائم لمضيفيه فهذا يريد ان يتغدى معه  وذاك يريد ان يتعشى والفاتنات من الحور العين يتلهفن على المفخخ بالله   
أما نحن المفجوعون بـزهراء نعود الى الطفولة كي نستعيض عن مرارة الواقع :
  من يلعب معي لعبة التوكية ..هيا دعونا نلعب
ولكن لامجال للهرب :
  وطني لو شغلت بالخلد عنه ــــــــــــــــــــــ نازعتني إليه في الخلد نفسي   
    هجرتنا من زهراء  عراة حفاة  نلتحف من شذى عطرها ونأكل من أديمها ضحكنا بكاء
  حبيبتي اتمنه اشوفك ....
  كل شئ  كان معبرا ًولم  يفلت من الموروث أو يخرج من أسره انها سنوات عجاف تعصف بزهراء التي لا اريد لها إلآ الخلود.....
 اقدر عالياً الأعزة الفنان (  سامر حميد ) والفنان ( حيدر ) الذي طوع نضال الأم العراقية عن طريق دراما الرقص او حركة الجسد اتمنى لهما اعمالا تعالج هموم الوطن والناس .
   مسرحية زهراء التي قدمت على مسرح بيت الشعب في احد ضواحي مدينة يوتبوري من إعداد وإخراج سامر حميد
وتمثيل سامر حميد وحيدر
سينوغرافيا ذو الفقار
مساعد سينوغرافيا  هيثم
 تنفيذ موسيقى  انمار 
 تنفيذ الإضاءة  وليد
 وبمشاركة الأطفال أمير ’ ناديا ’ أماني ’ رانيا ..
 لايفوتني ان اشكر من عمل في الديكور وساعد على تقديم العون لهذا العرض المسرحي الجاد
  لكم تقديري     
  رشيد كَرمة       السويد      15/4/2007