المحرر موضوع: قراءة هادئة لبرامج قناة عشتار  (زيارة 909 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بهجت ميخائيل

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قراءة هادئة لبرامج قناة عشتار

 بهجت ميخائيل - المانيا /

في متابعة دقيقة وقراءة هادئة  لبرامج قناة عشتار الفضائية بدءا من افتتاحها وحتى الآن ، نستطيع أن نقسم الموضوع إلى فترتين ، الفترة الأولى ، وهي تلك الفترة الناجحة التي بدأت مع الإفتتاح وشهدت بروز برامج أصبحت ( هوية ) القناة ، لموضوعيتها وبراعة مقدميها ، ومنها ، القيثارة وطبيبك على الهواء ورحلة ، هذه البرامج أقل ما يقال عنها انها برامج تقدم للنخبة من المشاهدين ، والمشاهد العادي البسيط على السواء ، والسبب
الفهم الإداري  العالي المستوى ، وحبكة الإعداد ، وحسن التقديم ونجوميتهم وحب المشاهد لهم .. والفترة الأخرى والتي ظهرت هزالتها جلية خلال الأشهر الأخيرة ، والتي بان فيها التخبط وعدم العلمية وغياب التخطيط البرامجي ، فالعديد من البرامج تقدم بسذاجة وعدم وضوح الرؤيا فيها ، منها ما يقع تحت طائلة الإعداد السيء ، ومنها ما يوصم بسذاجة الفكرة ، والآخر يقدم للدعاية لا غير .
لا أدري إن كانت هناك خطة برامجية مكتوبة نوقشت من قبل لجنة مختصين ، أو محسوبة النسب من ناحية موضوعيتها ولغتها وتوزيعها الإختصاصي ما بين ( اخبارية ومنوعة واجتماعية ورياضية ...) ..والملاحظ على البرامج ( أغلب البرامج) ان الفكرة فيها مكررة ، واسلوب الإخراج هو نفسه .. ولنأخذ مثلا برامج ( للناس حكايات ، ويوميات قرية ) فهما تكرار اخراجي لبرنامج ( رحلة) وتكرار لنفس أسلوب التقديم ، مع اختلاف بسيط في المضمون . ولأذكر ( عسى أن تنفع الذكرى) ان العديد من البرامج يقوم فيها المخرج بزيارة قرية من القرى المنتشرة في مناطق كردستان أو سهل نينوى ، ويلتقي بشخصيات من تلك القرى .. الشخصيات لا تخرج عن ( المختار وعدد من الرجال والنساء ) تتكر في جميع البرامج والسبب ندرة المتكلمين ، لأن قرية عدد بيوتها لا يتعدى الخمسين بيتا ، وعدد نفوسها لا يتجاوز ( 200 – 300) نسمة لا يمكن أن تجد فيها متكلما ( مع اعتزازنا بكل الناس) يستطيع أن يواجه الكاميرا . ثم أن جميع المتكلمين في جميع البرامج يسردون تاريخ القرية وما تعرضت لها من أحداث ، وعمل أهلها في الزراعة والرعي .... تكرار في تكرار ممل .
برامج المنوعات لا مكان لها حاليا من الإعراب ، فهي غائبة ، وان قال قائل ان هناك مجموعة برامج منوعة مثل ( شلاما أو بوم ) فنقول له ، ليحفظ الله الهواتف التي تغطي عيوب الإعداد والتقديم ، فما اسهل البرنامج حين يعتمد على هواتف المشاهدين ، حيث يملأ الفراغ والمادة من قبل المشاهد ، ولا يتعب المعد ، ولا يجهد المقدم نفسه ، سوى بالتنوع في القاء كلمة ( ألو .. منو معي ..) ! والكارثة الكبرى في عدم الإستيعاب الواضح لبعض مسميات البرامج ، خذ مثلا برنامج اطلق عليه اسم ( الأيادي المباركة ) فما يقدمه البرنامج من شخصيات على اعتبار انها ( أيادي قدمت لشعبها شيئا ما) هي اختيارات مضحكة لحد التقيؤ .
 البرامج السياسية غائبة تماما وان وجدت فهي من البساطة بحيث ليس فيها أي رأي أو توجه واضح . فيما نجد  البرامج الرياضية وندرتها ، اللهم إلا من الأخبار الرياضية ، حيث غابت برامج اللقاءات والتحليلات الرياضية ، وان قدمت فهي تقدم متقطعة .. أما البرامج التي تختص بالثقافة والأدب ، والأمور النفسية والإجتماعية فغائبة تماما ، اللهم إلا برنامج الشعراء الذي يسير وفق نفس النمط ( جلسة في الأستديو وكلام في كلام) ، وبرنامج المشهد الثقافي الذي يقدم بشكل جامد مقيت .. ولو عرجنا على برامج الشباب أو الأطفال ( أهم شريحتين في المجتمع ) فنجد غيابا كاملا ، وضياع الطرح التعليمي والتوجيهي بالنسبة للأطفال.
كل هذا الذي قلناه ، لا تقع فيه اللائمة على المعدين والمقدمين من الشباب ، فغالبيتهم من قليلي الخبرة ، والذين لم يحصلوا على أي تأهيل أو دورة تدريبية ( غالبيتهم – عمك خالك) ، واللائمة تقع بكل ثقلها على المسؤول الأول عن البرامج ، حيث يبدو ان ليس هناك مسؤول يعرف ما هية برمجة العمل ، بدءا من اقتراح البرامج وحتى تنفيذها ، مرورا بتكليف المعدين والمخرجين ... ولا يفهم في ماهية التخطيط لتقديم برامج تليق بقناة تلفزيونية .
يغيب عن برامج القناة ، اشياء عديدة اولها البرمجة والتخطيط ، فالملاحظ وخاصة خلال الأشهر الستة الأخيرة عدم وجود برامج تقدم المعلومة ، وتنتقد الحالات الإجتماعية ( اذا غيبنا الحالة السياسية لخصوصية القناة ) .. والطامة الكبرى هي غياب الحس الوطني العام للمسؤول عن البرامج من خلال عدم الموضوعية في تقديم وبث حفلات يظهر فيها الناس ( فرحين مسرورين ) وفي حالة طرب ورقص مبالغ فيه ، فيما يموت أهلهم وأقاربهم وأصدقائهم ومواطنيهم على بعد كيلومترات منهم في مدن العراق الأخرى !
برامج القناة حاليا هزيلة ، ولا ادري كيف يسمونها ( فضائية ) فلولا بعض المتابعات التي يجريها مراسلوا القناة ومندوبيها للنشرات الإخبارية والتقارير من داخل العراق وبعض الدول الأجنبية للمناسبات والنشاطات ، لما سميت القناة ( فضائية) تبث على عدة أقمار وللعالم أجمع ..
أخيرا .. أقول للقائمين على هذا المشروع الإعلامي ، ان يعيدوا النظر في من يخطط ويدير برامجه ، لأن قناة عشتار بدأت منذ زمن تعيش في غيبوبة ، وتديم حياتها بعض البرامج التي ذكرناها في المقدمة .. وكلمة أخيرة نقولها مع الأسف بأن قناة عشتار … ( تموت ببطء ) !