المحرر موضوع: الصحفي الثائر سليمان يوسف خليفة فريد إلياس نزهة  (زيارة 1428 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف إبراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
{ الصحفي الثائر سليمان يوسف خليفة فريد إلياس نزهة }
الجزء الأخير بقلم جوزيف إبراهيم.
إن غزارة الإنتاج الكتابي للسيد سليمان ليس السبب الذي دفعني لوصفه بالثائر، إنما جرأته الفائقة واللامحدودة في تدوين ونقد وتعرية الفساد الفكري والسياسي والأخلاقي، المستشري بأوردة الأنظمة الحاكمة والأحزاب القومية الشمولية والتيارات الدينية، تيمناً بالصحفي السرياني المرحوم فريد إلياس نزهة الملقب بالثائر، نظراً لكتاباته الجريئة ونقده اللاذع الموجه للمنظومة الكنسية لشعبه، مما حدا برأس الكنيسة السريانية آنذاك المتنيح البطريرك أفرام برصوم الأول، إلى إصدار قرار كنسي جائر بحرمانه, وهو صاحب إحدى أقدم المجلات والصحف السريانية في ثلاثينيات القرن الماضي الذائعة الصيت آنذاك ( الجامعة السريانية ).
بيد أن سليمان تخطى دائرة سلفه فريد نزهة من حيث الغزارة الكتابية كماً ونوعاً، وأيضاً تعدد الجهات التي انتقدها حتى غدى ظاهرة إعلامية فريدة من نوعها ضمن الأوساط الصحفية المسيحية، التي تنتهج غالبيتها النهج السلمي أو المعتدل بكتاباتها، لم يتوانى سليمان ولغاية هذا اليوم في نقد الأنظمة الشرقية و نعتها بالفاسدة، ويصب جام غضبه على النظام السوري والمعارضة السورية المسلحة على حد سواء، إذ نعت الأول بالدكتاتوري، والمعارضة بالغير ناضجة فكرياً وسياسياً لاستقوائها بالقوى الخارجية، واتخاذها من العنف المفرط وسيلة للوصول إلى غايتها لتغيير نظام الحكم، مما أدى إلى انقسام المجتمع السوري على نفسه حتى داخل البيت الواحد، إلى موالين للحكم ومعارضين له وكانت النتيجة دمار وشلل شبه كامل للبنية التحتية السورية.
أيضاً لم يتوانى في أن يكشف خلل المنظمات والدوائر الدينية كافة و من جميع الأديان، ففي مستهل نقده لأحد المطارنة الذي تظاهر حاملا لافتة دينية مؤيدة للإسلام، قال في ذاك الصدد مختزلاً خنوع رجال الدين : سيبقى رجل الدين المسيحي المشرقي يُنافق ويُنافق ويكذب على نفسه وقومه وعلى عقيدته وعلى المسلمين حتى آخر مسيحي يرحل من الشرق . و يستطرد ساخراً من داعش ساحباً لذة انتصاراتهم العسكرية منهم إذ يقول : الشكر كل الشكر لداعش الذي عرفّنا وعلّمنا ونوّرنا كيف تمت الغزوات الإسلامية أثناء نشر الدعوة المحمدية. و يكتب أيضاً في رده على أحد الكتاب العرب المسلمين، الذي طالب في مقالته بخروج المسيحيين من ديار الإسلام , قائلاً : اخرجوا أيها المسلمون من بلداننا واتركوها لاصحابها الحقيقين المسيحيين. أيضاً في مناسبة أخرى يتجاسر بأعلى الصوت منادياً، لزناة التاريخ وغزاة الجغرافية نقول : لسنا بحاجة إلى مراجع ومصادر وكتب تاريخية لإثبات أن المسيحيين { سريان كلدان اشوريين } هم سكان سوريا الأوائل . ولم يسلم أعلى رئيس ديني في طائفته من نقده اللاذع و من قلمه الحاد ، إذ يوجه كلامه للبطريرك السرياني أفرام الثاني قائلاً : بطريرك سرياني خارق, من الأديرة والكنائس إلى ملكات الجمال ومباركة المقاتلين على جبهات القتال . كذلك وجه سهامه الجارحة لرفاقه السابقين من كوادر المنظمة الآثورية بعد اعتقال مسؤولها الأول السيد كبرئيل كورية قائلاً : الخزي والعار كل العار لرفاقه الهاربين والذين سيهربون ويتركونه وحيداً قابعاً في سجون الاستبداد . وينعت المهاجرين لدول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان المؤيدين للأنظمة الدكتاتورية الشرقية فقط من وراء الكومبيوتر ( بالانفصام السياسي ). أما عن الأكراد، فيختصر المأساة والتعامل والعيش بينهم ومعهم بعنوان في غاية الروعة : الأكراد يُهجّرون آخر عائلة مسيحية من مدينة عامودا السورية . في إشارة ورسالة واضحة المعالم دون محاباة ، بأن الأكراد لم ولن يكونوا أفضل من العرب بتعاملهم مع أصحاب الأرض الحقيقين لوادي الرافدين وسوريا الطبيعية، نتيجة تشبع شريحة واسعة منهم على مر التاريخ بأمراض ومآسي الإديولوجيات الشرقية القديمة البالية. و يقول في المعارضة السورية التي انحرف نهجها من معارضة وطنية سلمية إلى معارضة دينية دموية : يا للعار الوطني، حتى المعارضات السورية تصنفنا بالصليبين أمر بالغ الأهمية والخطورة بدلالاته وأبعاده السياسية والفكرية.
في مجتمع منغلق على نفسه منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، بسبب تسلط الإديولوجية الدينية وتعدد المستعمرين أبتداءً من الرومان والفرس والتتر والحقبة العثمانية السوداء وانتهاءً بالأحزاب الشمولية، ذات النزعة القومية الواحدة التي تتحكم بالرقاب وغسل الدماغ بات من العسير جداً أن يتجرأ المرء على نقد ذاك المجتمع، فإن نفذ المرء بجلده من ظلم و تسلط الحكومات، فلن ينجو من براثن وحقد الشعب المغسول دماغه بتكفير وتخوين الآخر الغير مؤيد والمتعاطف مع أسياده. كسّر سليمان أغلال الخوف وهدم أسوار وحصون الاستغلال والفساد، صارخاً بأعلى صوته: لقد آن الأوان أن نتغير نحو الأفضل , فهكذا استفاق الغرب المتطور من خلال نقد مفكريه وكتابه.
لم ينجوا السيد سليمان من سهام التخوين والعمالة الداخلية والخارجية، فيسأله أحدهم مستفهماً : كيف لك البقاء في سوريا وقد تجاوزت كل الخطوط الحمراء من جهة انتقادك لحكم الأسد ؟ فيجيب : أن ابنه تعرض إلى تمزق بغشاء الطبل نتيجة التفجيرات التي هزت مدينة القامشلي، وكان أحد ضحايا مصابي مطعم ميامي ولم يتمكن من مرافقته إلى دمشق من أجل العلاج . وصديقة أخرى تتهمه بالعمالة لإسرائيل فيجيبها برحابة صدر قائلاً : كل الشكر والمودة لك أختي الفاضلة على هذا الوصف والحكم المُسبق علي، وهذا ليس غريباً على الذين ما زالوا أسرى الأيديولوجيات المتحجرة ماركسية كانت أم قومية أم دينية. ويصفه آخر: أنت صوت صارخ في البرية لا يسمعك أحداً . ويستفسر البعض، ما فائدة نقد الفساد دون تقديم الحل والبديل المناسب له. وربما يدعي البعض أن قلمه مسيس من جهة معينة ومدفوع الثمن بالعملة الصعبة ، وآخرون يعتبرون نتاجه الأدبي كمن يضيف الوقود على الجمر, عوضاً عن إخماده بالكلام والكتابة الحسنة التي تلين العظام وتُخفف من حدة الاحتقان . وتبقى جميع الاستفسارات والشبهات عن كتاباته وانتماؤه العقائدي منطقية وشرعية جداٌ, في ظل القبضة الحديدية التي تتحكم برقاب شعوب الدول الشرقية البعيدة عن الديمقراطية وحرية تعبير الرأي كبعد الأرض عن الشمس.
بعض من أقواله التالية تعطينا انطباعاً إيجابياً عن حبه الكبير وإخلاصه الأمين لوطنه سوريا وشعبها بكافة أطيافه الدينية والقومية , وربما تجيب عن تلك الأسئلة المطروحة حول قلمه وشخصيته ( حلمي وأمنيتي أن يعيش الجميع معاً كأسرة سورية واحدة في وطن سوري آمن حر مزدهر ) ,( إذا أردت تحرير وطن ضع في مسدسك عشر رصاصات تسعة للخونة وواحدة للعدو فلولا خونة الداخل ما تجرأ عليك عدو الخارج ), ( على وقع دقات أجراس كنائس القامشلي يسعد صباحكم إخوتي السوريين جميعاً موالين ومعارضين مهجرين ونازحين ومعتقلين ). مصادر أقواله من صفحته على الفيس بوك.
جوزيف إبراهيم في /7/12/2017/.