المحرر موضوع: ترامب وفلسطين والعرب وكائد شجن  (زيارة 739 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبد القادر الكيلاني

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 42
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ترامب وفلسطين والعرب وكائد شجن
لو أننا لم ندفن الوحدة في الترابْ‏
لو لم نمزق جسمها الطري بالحراب‏
لو بقيت في داخل العيون والأهداب‏
لما استباحت لحمَنا الكلاب *1
القرار الذي اعلنه " دونالد ترامب " رئيس الولايات المتحدة الاميركية . قرار غبي في منتهى الضحالة وعدم الادراك . معروف ان العالم يعرف تماماً موضوع اسرائيل والقضية الفلسطينية وحقيقة امرها يدركون بان اسرائيل دولة مغتصبة عنصرية فاسدة غير شرعية , تجاملها بعض حكومات العالم وتتعامل معها نتيجة مصالحها سواء مع هذا الكيان المجرم او مع صانعيها ومع من يحميها قرار ترامب بأعتبار القدس عاصمة لأسرائيل لم يغيير شيء من الحالة العامة لفحوى الكيان الصهيوني وخلفياته وحساباته المستقبلية , بقدر ما يؤدي ذلك الى ادخال الولايات المتحدة وعدد من حكومات الدول العربية والاسلامية الموالية لها والتي ترتبط معها بعلاقات استراتيجية المبنية على المصالح الذاتية كأدارات سياسية وليست كشعوب . اميركا ازاحت عن وجهها البرقع الخاوي المثقوب الذي يشبه ورقة التوت المتهرئة التي تستر عوراتها . معروف لدى الشعوب العربية والاسلامية " انهم وفلسطين وشعبها حالة واحدة و إن الولايات المتحدة الاميركية ودول الاستعمار وركائزها والمساندين لهم حالة واحدة " . بعض من حكومات دول العرب يتذرعون في علاقاتهم معها بأنهم بهذه العلاقة ممكن ان يكونوا في منئى من الخطر الاميركي وممكن جعلها لجانبهم في حالة صراعهم مع من يتقاطعون مع مصالحهم ومصالح الامة العربية والاسلامية . هذا كان عذرهم الذي يتشدقون به " ورب عذر اقبح من فعل " القرار افضح هؤلاء واحرجهم امام شعوبهم واضعف موقفهم تجاه الآخرين ممن يعادونهم  ويتخذون من الدفاع عن فلسطين والقدس الشريف يتخذونه حجة يتذرعون بها أشبه " بقميص عثمان " مالذي ستقوله هذه الحكومات لشعوبها عن هذا الموقف وعن تعاطفها وعلاقاتها بهذه الدولة السالبة الناهبة لثروات شعوبهم " اميركا " واين سيكون محل الدفاع عن الاسلام والمسلمين في مناهجهم ودعواهم وهم يدركون تفاعل وغليان الشعب العربي والاسلامي والشاهد القريب " الربيع العربي " . الفراغ الذي حصل في الساحة العربية بعد ضرب التيار القومي العلماني والتيارالديني وانحسار دائرته وتحديداً يوم احتلال العراق عام 2003 واخراجه مرغماً والغاء فعله وتأثيره من ساحات التأثير العربية والاسلامية والعالمية . حاولىت بعض الدول العربية مثل السعودية ومجموعة دول مجلس التعاون الخليجية الاستحواذ والسيطرة على الساحة واشغال فراغها لكنها فشلت فشلا ذريعاً , وحاولوا اشراك  مصر بهذا الموضوع فخابت آمالهم لأن " عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي " رئيس جمهورية مصر الحالي يدرك تماماً بأن الشعب المصري بمجمله يعرف ويعي تماماً كيف وصل السيسي الى السلطة وتربع على دست المسؤولية مثل ما ادرك تماماً طبيعة وحالة " حسني الخفيف " حسني مبارك الرئيس المصري السابق ويعرف بعظيم المعرفة والوضوح جدية وصدق وقوة جمال عبد الناصر وانور السادات وفطنته وذكائه وجرئته , فلا يمكن ان يصل من جاء من بعدهم الى مستواهم وامكانياتهم الذاتية والوطنية والقومية لذى تبقى مصر السيسي متقوقعة في الزوايا الحرجة مما يحصل على الساحة المصرية والعربية والاسلامية . ودول المغرب العربي تدرك ما آلت اليه " صينية " دول المشرق العربي وما تحتويه مجرد فتنة استعمارية متداخلة فنأت عن نفسها معتبرة اياها شر ينبغي الابتعاد عنه وعدم الخوض فيه وشعارها ( كن في الفتنة كأبن الحلوب لا ظهر يركب ولا ضرع يحلب ) . هذا حال الساحة العربية اليوم وترامب مستغلا هذا المشهد المزري معتمداً على الحاضر غير مستشرف للمستقبل وما يخبئه من مفاجئات وكوارث ستعم على الموالين لأميركا بل وعلى اميركا نفسها في كل المجالات وسيحفز هذا القرار " قرار ترامب بأعتبار القدس عاصمة لإسرائيل " كل فصائل القرارالنزيهة وشرائح المثقفين والواعين والمهتمين داخليا وخارجيا وعلى مستوى العالم سيتحدون نعم سيتحدون وسيحفزهم هذا على الادانة والاستنكار وسحب الثقة من الادارة الاميركية بكل تفاصيلها ونبذها وسلوكها الشائن ضد العرب والمسلمين والموالين لإسرائيل والصهيونية . اسرائيل تعرف تماماً انها في طريقها للزوال لأنها مبنية على الباطل . واميركا ودول العدوان ومن يواليهم يعرفون ومدركين لهذا . وحكومات الدول العربية الموالية لأميركا والدول المناقضة للمصالح العربية على دراية بأنهم دخلوا في مخاض النهاية كحكومات وادارات سياسية غير نزيهة في نهاياتها الحتمية مع شعوبها . . . شر البلية ما يضحك . في سنة 1980 حاولت اميركا ان تعلن على ان القدس عاصمة لإسرائيل وحاولت نقل سفارتها اليها طالبة من حلفائها فعل ذلك لكن موقف دولتين فقط من الدول العربية " العراق والسعودية " عارض ذلك بجدية وهددا بأعلان النفط والاقتصلد كأسلحة ضد من يحاول ذلك فتراجعت اميركا على الفور مرغمة . . . . هل يجرء أحد  من حكّام  العرب على تكرار نفس الموقف .. ؟ وهل بأستطاعة العرب حالياً أتخاذ موقف مناوئ للباطل الاميركي مثل الغاء القواعد الاميركية على عموم مساحة الوطن العربي والتي تبلغ اكثر من اربعين قاعدة عسكرية مختلفة , وهل بأمكانهم تحجيم العلاقة الاقتصادية بينهم وبين اميركا وسحب رؤوس اموالهم والتحكم بصادراتهم النفطية وتعاملاتهم الاقتصادية من سلع وبضائع وخدمات .
المضحك المبكي المدهش الاكثر من ذلك موقف العراق وما جاء على لسان رئيس وزرائه " حيدر العبادي " ورئيس مجلس نوابه " سليم الجبوري " ونائب رئيس جمهوريته المُيعَد " أسامة النجيفي " في الدعوة لعقد قمة عربية لأدانة موقف اميركا وقرار ترامب . . هل نسى هؤلاء من اتى بهم وتفضل عليهم واجلسهم على " تخت دست المسؤولية " وهل نسوا كم هو عدد القواعد الاميركية في العراق وكم هو عدد موظفي السفارة الاميركية في بغداد المنطقة الخضراء وكم شركة نفط اميركية وغربية من حلفائها المستحوذة على نفط العراق والعبث به كيف شاءت وهل تناسوا الاتفاقية الامنية التي فرضها الاميركان واقرها ساسة العراق بمعزل عن شعبهم . هل ينسون كل هذا .. سنحتار ونقول وكما تقول مقولة العراقيين المتهكّمة { عجيب امور غريب قضيّة } .. لنذكّر وعسى الذكرى ان تنفع الـ ... !!
أ ~عدد القواعد العسكرية الاميركية في العراق 1ـ  قاعدة الحبانية ( التقدم ) 2 ـ القادسية سابقاً ( عين الاسد حاليا ) وتقعان في محافظة الانبار 3 ـ معسكر المطار غربي بغداد 4 ـ قاعة بلد بمحافظة صلاح الدين 5 ـ معسكر ( كي وان ) في كركوك 6 ـ معسكرين في نينوى الاول في منطقة حمام العليل والثاني على طريق مخمور 7 ـ قاعدة عسكرية مستقلة في محافظة أربيل .
ب ـ يبلغ اجمالي صادرات النفط العراقي للعالم 54 % للولايات المتحدة الاميركية و 10 % كندا و 10 % الاردن و 9 % تايوان . والباقي متفرق على بقية دول العالم
ج ـ يبلغ اجمالي عدد موظفي سفارة الولايات المتحدة الاميركية مدنيين وعسكريين في العراق بغداد بحدود عشرة آلاف منتسب قابلين للزيادة .
مجمل الحال مصالح دول القوة والإفتراء فارضة ماتريد . ولا تفهم او تعرف غير مفهوم القوة لا غير ذلك . ماذا جنى العرب وفلسطين وجنت السعودية من احتضانها لترامب واغراقه بمالها وقبله أوباما غير هذا وعين اهالي المناطق المنكوبة في العراق تنظر بحزن وانكسار وحسرة اليها " حسافة وخسارة الاوسمة والقلائد التي قلدتها السعودية لترامب وعائلته المحظوظة .. انها وكائد الحزن والشجن . . . . . . . . . *1 الشعر للشاعر نزار قباني :عبدالقادر ابو عيسى كاتب ومحلل سياسي حر مستقل .