المحرر موضوع: دول الطوق العربي تصعّد دبلوماسيا لمواجهة الانحياز الأميركي لإسرائيل  (زيارة 1111 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31446
    • مشاهدة الملف الشخصي
دول الطوق العربي تصعّد دبلوماسيا لمواجهة الانحياز الأميركي لإسرائيل
تتحرك القاهرة وعمّان على أكثر من مستوى لبلورة خطة عربية موحدة لمواجهة الانحياز الأميركي لإسرائيل الذي بلغ مستوى خطيرا بإعلان القدس عاصمتها، وسط محاولات بعض الدول والجماعات استثمار الظرف لأخذ المنطقة نحو تصعيد قد يصعب احتواء شراراته، دون أن يخدم عمليا القضية الفلسطينية.
العرب  [نُشر في 2017/12/12،

قضية مركزية
القاهرة - يعكس لقاء القمة الذي عقده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالقاهرة، مساء الاثنين، نشاطا ثنائيا مكثفا لاحتواء تداعيات القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بما في ذلك الجزء الشرقي المحتل منذ العام 1967.

ولم تهدأ الدبلوماسية الأردنية هي الأخرى منذ إعلان ترامب عن قراره، بحكم مسؤولية الأردن الإدارية عن القدس، فضلا عن الهواجس التي تسكن المملكة بشأن إمكانية أن يكون طرح ترامب ليس سوى مقدمة لخطوات لا تقل خطورة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وكان الرئيس الفلسطيني وصل القاهرة مساء الأحد، بناء على دعوة من الرئيس السيسي لعقد لقاء مشترك، للتباحث بشأن أزمة القدس، بعد يوم واحد من اجتماع طارئ عقده وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية في القاهرة، دعى له الأردن.

ويعتزم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني القيام بزيارة للرياض، الثلاثاء، تأتي أيضا في سياق إعادة ترتيب الأوراق العربية، للتفاهم حول آلية موحدة للتعامل مع قرار ترامب، وتحجيم نتائجه السلبية.

وتتزامن التحركات المصرية والفلسطينية والأردنية مع زيارة استثنائية قام بها الرئيس فلاديمير بوتين للقاهرة، جعلت دوائر مراقبة تربط بينها وبين ما يجري بشأن القدس، وتوحي بأن بعض الدول العربية يمكن أن تميل نحو ضخ جرعة سياسية جديدة للمزيد من التعاون مع موسكو، في ظل التوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي بالقاهرة، دعا الرئيس فلاديمير بوتين إلى مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية مباشرة حول “كل القضايا المتنازع عليها بما فيها وضع القدس”. وأضاف “لا بد من اتفاقات (للسلام) عادلة وطويلة المدى تحقق مصالح الطرفين”، مشددا على أن موسكو تعتبر “كل ما يستبق نتائج المفاوضات عديم الجدوى”.

فيديريكا موغريني: الاتحاد الأوروبي لن يقوم بنقل سفاراته إلى مدينة القدس
وبدا واضحا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد أن يستثمر حالة التوتر في العلاقات العربية الأميركية لتقديم بلاده كبديل يمكن الاتكال على رصانته في التعاون لحل أزمات المنطقة بما فيها الأزمة الفلسطينية.

وقال حازم أبوشنب القيادي بحركة فتح، لـ”العرب” إن هناك أصواتا عالية بدأت في الظهور تطالب بإيجاد بديل يقوم بدور الوسيط والضامن والحيادي في عملية السلام، بعد فشل واشنطن في القيام بهذا الدور، لمواجهة محاولات التغيير في الجغرافيا الفلسطينية، وتنسيق المواقف بشكل كامل ضد التوجهات المعادية للمصالح العربية.

ولم تستبعد دوائر سياسية في القاهرة أن يتزايد دور موسكو على مستوى التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، وسوف يجد ترحيبا عربيا كبيرا.

وأشار بركات الفرا السفير الفلسطيني السابق بالقاهرة، إلى أن نتائج لقاء السيسي وأبومازن ستكون مكملة لما جاء في توصيات اجتماع وزراء الخارجية العرب، لافتا إلى أن الدور الروسي في القضية الفلسطينية سينحصر في زاوية الدفع باتجاه التسوية السياسية، وليس التنافس مع الولايات المتحدة.

ورأى البعض أن لقاء السيسي- أبومازن الاثنين، كان غرضه تبني توجه عربي واحد في هذه المرحلة، وعدم ترك الأمور للمزايدات من قبل بعض الدول والجماعات التي لطالما اتخذت القضية مطية لأجنداتها.

واعتبر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الاثنين خلال تظاهرة حاشدة دعا لها في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو “بداية النهاية” لإسرائيل.

وقال نصرالله إن ما سماه “محور المقاومة” وضمنه حزب الله “يكاد ينهي معاركه في الإقليم ويلحق الهزيمة بكل الأدوات التكفيرية”، وبالتالي فإنه “سيعود ليعطي كل وقته للقدس وفلسطين والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها”.

ودعا “جميع الفصائل المقاومة في المنطقة للتلاقي لوضع استراتيجية موحدة للمواجهة، ولوضع خطة ميدانية وعملية متكاملة تتوزع فيها الأدوار وتتكامل فيها الجهود في هذه المواجهة الكبرى”، مؤكدا أن حزب الله سيقوم بمسؤولياته “كاملة”.

ويرى مراقبون أن تبعات خطوة ترامب المتهورة بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، كانت كارثية سواء بالنسبة للولايات المتحدة أو لتل أبيب. ويشير هؤلاء إلى أنها أوجدت ذريعة للجماعات المتطرفة، للركوب على الحدث كما أنها عززت في الهوة بين الفلسطينيين وإسرائيل وكرست حالة انعدام الثقة في الطرف الأميركي كوسيط نزيه.

ونشطت الدبلوماسية الإسرائيلية القلقة بحثا عن تعزيز مكاسب “وهمية” من قرار ترامب، حيث أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي الاثنين جولة أوروبية بزيارة مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

ولم ينجح بنيامين نتنياهو على ما يبدو في تحقيق أي من أهداف جولته التي كانت ترمي إلى إقناع أوروبا بإيجابية الخطوة الأميركية، وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغ